رفتن به مطلب

المسائل المنتخبة

  • نوشته‌
    162
  • دیدگاه
    0
  • مشاهده
    11,602

نوشته‌های این وبلاگ

thaniashar

احکام المساقاة


احکام المعاملات

أحکام المساقاة

مسألة ۸۳۲ : المساقاة هی: اتّفاق شخص مع آخر علی رعایة أشجار ونحوها وإصلاح شؤونها إلی مدّة معینة بحصّة من حاصلها.

مسألة ۸۳۳ : یعتبر فی المساقاة أمور:

  • الأوّل: الإیجاب والقبول بکلّ ما یدلّ علیهما من لفظ أو فعل، فیکفی دفع المالک أشجاره - مثلاً - للفلّاح وتسلّمه إیاها بهذا القصد.
  • الثانی: البلوغ والعقل والاختیار وعدم الحجر لسَفَه أو فَلَس فی کلٍّ من المالک والفلّاح. نعم، لا بأس بکون الفلّاح محجوراً علیه لفَلَس إذا لم تقتضِ المساقاة تصرّفه فی أمواله التی حُجر علیها.
  • الثالث: أن تکون أصول الأشجار مملوکة عیناً ومنفعة، أو منفعة فقط، أو یکون تصرّفه فیها نافذاً بولایة أو وکالة.
  • الرابع: تعیین مدّة العمل بمقدار تبلغ فیها الثمرة عادة، ولو عین أوّلها وجعل آخرها إدراک الثمرة صحّت.
  • الخامس: أن یجعل لکلّ منهما نصیب من الحاصل محدّداً بأحد الکسور کالنصف والثلث، ولا یعتبر فی الکسر أن یکون مشاعاً فی جمیع الحاصل کما تقدّم نظیره فی المزارعة. وإن اتّفقا علی أن یکون طنّ من الثمرة للمالک والباقی للفلّاح بطلت المساقاة.

السادس: تعیین ما علی المالک من الأمور وما علی الفلّاح من الأعمال، ویکفی الانصراف إذا کان قرینة علی التعیین.

مسألة ۸۳۴ : لا یعتبر فی المساقاة أن یکون العقد قبل ظهور الثمرة، فتصحّ إذا کان العقد بعده أیضاً إذا کان قد بقی عمل یتوقّف علیه اکتمال نموّ الثمرة أو کثرتها أو جودتها أو وقایتها عن الآفات ونحو ذلک، وأمّا إذا لم یبق عمل من هذا القبیل - وإن احتیج إلی عمل من نحو آخر کاقتطاف الثمرة وحراستها - أو ما یتوقّف علیه تربیة الأشجار ففی الصحّة إشکال.

مسألة ۸۳۵ : تصحّ المساقاة فی الأصول غیر الثابتة کالبطّیخ والخیار، کما تصحّ فی الأشجار غیر المثمرة إذا کان لها حاصل آخر من ورد أو ورق ونحوهما ممّا له مالیة یعتدّ بها عرفاً کشجر الِحنَّاء الذی یستفاد من ورقه.

مسألة ۸۳۶ : تصحّ المساقاة فی الأشجار المستغنیة عن السقی بالمطر أو بمصّ رطوبة الأرض إن احتاجت إلی أعمال أخری ممّا تقدّم فی المسألة (۸۳۴).

مسألة ۸۳۷ : عقد المساقاة لازم لا یبطل ولا ینفسخ إلّا بالتقایل والتراضی، أو الفسخ ممّن له الخیار ولو من جهة تخلّف بعض الشروط التی جعلاها فی ضمن العقد، أو بعروض مانع یوجب البطلان.

مسألة ۸۳۸ : لا تنفسخ المساقاة بموت المالک، ویقوم ورثته مقامه.

مسألة ۸۳۹ : إذا مات الفلّاح قام وارثه مقامه إن لم تؤخذ المباشرة فی العمل قیداً ولا شرطاً، فإن لم یقم الوارث بالعمل ولا استأجر من یقوم به فللحاکم الشرعی أن یستأجر من مال الفلّاح من یقوم بالعمل، ویقسّم الحاصل بین المالک ووراث الفلّاح.

وأمّا إذا أُخذت المباشرة فی العمل قیداً انفسخت المعاملة، کما أنّها إذا أخذت شرطاً کان المالک بالخیار بین فسخ المعاملة والرضا بقیام الوارث بالعمل مباشرةً أو تسبیباً.

مسألة ۸۴۰ : إذا اتّفق المالک والفلّاح علی أن یکون تمام الحاصل للمالک وحده لم یصحّ العقد ولم یکن مساقاة ومع ذلک یکون تمام الحاصل للمالک، ولیس للفلّاح مطالبته بالأجرة؛ لأنّه أقدم علی العمل مجّاناً. ولو بطلت المساقاة لفقد شرط آخر وجب علی المالک أن یدفع للفلّاح أجرة ما عمله علی النحو المتعارف.

مسألة ۸۴۱ : تجب الزکاة علی کلٍّ من المالک والعامل إذا بلغت حصّة کلٍّ منهما حدّ النصاب فیما إذا کانت الشرکة قبل زمان الوجوب، وإلّا فالزکاة علی المالک فقط.

مسألة ۸۴۲ : المغارسة جائزة، وهی: أن یدفع أرضاً إلی الغیر لیغرس فیه أشجاراً علی أن یکون الحاصل لهما، سواء اشترط کون حصّة من الأرض أیضاً للعامل أم لا، وسواء کانت الأصول من المالک أم من العامل. والأحوط الأولی ترک هذه المعاملة.

ویمکن التوصّل إلی نتیجتها بمعاملة لا إشکال فی صحّتها، کإیقاع الصلح بین الطرفین علی النحو المذکور، أو الاشتراک فی الأصول بشرائها بالشرکة ثُمَّ إجارة الغارس نفسه لغرس حصّة صاحب الأرض وسقیها وخدمتها فی مدّة معینة بنصف منفعة أرضه إلی تلک المدّة أو بنصف عینها مثلاً.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام المزارعة


احکام المعاملات

أحکام المزارعة

مسألة ۸۱۴ : المزارعة هی: الاتّفاق بین مالک الأرض أو من له حقّ التصرّف فیها وبین الزارع علی زرع الأرض بحصّة من حاصلها.

مسألة ۸۱۵ : یعتبر فی المزارعة أمور:

۱- الإیجاب من المالک والقبول من الزارع بکلّ ما یدلّ علیهما من لفظٍ، کأن یقول المالک للزارع: (سلّمتُ إلیک الأرض لتزرعها) فیقول الزارع: (قبلت)، أو فعلٍ دالٍّ علی تسلیم الأرض للزارع وقبوله لها.

۲- أن یکونا بالغین عاقلین مختارین غیر محجورین. نعم، یجوز أن یکون الزارع محجوراً علیه لفَلَسٍ إذا لم تقتضِ المزارعة تصرّفه فی أمواله التی حُجر علیها.

۳- أن یجعل لکلّ واحد منهما نصیب من الحاصل وأن یکون مُحدّداً بالکسور کالنصف والثلث، فلو لم یجعل لأحدهما نصیب أصلاً، أو عُین له مقدار معین کطنٍّ مثلاً، أو جعل نصیبه ما یحصد فی الأیام العشرة الأولی من الحصاد والبقیة للآخر لم تصحّ المزارعة.

ولا یعتبر فی الکسر أن یجعل مشاعاً فی جمیع حاصل الأرض، فلا بأس أن یشترط اختصاص أحدهما بنوع - کالذی یحصد أوّلاً - والآخر بنوع آخر، فلو قال المالک: (ازرع ولک النصف الأوّل من الحاصل) أو (...النصف الحاصل من القطعة الکذائیة) صحّت المزارعة.

۴- تعیین المدّة بمقدار یدرک الزرع فیه عادة، ولو عینا أوّل المدّة وجعلا آخرها إدراک الحاصل کفی.

۵- أن تکون الأرض قابلة للزرع ولو بالعلاج والإصلاح.

۶- تعیین المزروع من حیث نوعه وأنّه حنطة أو شعیر أو رزّ أو غیرها، وکذا تعیین صنفه إذا کان للنوع صنفان فأکثر تختلف فیها الأغراض. ویکفی فی التعیین الانصراف المغنی عن التصریح لتعارف أو غیره، ولو صرّحا بالتعمیم صحّ ویکون للزارع حقّ اختیار أی نوع أو صنف شاء.

۷- تعیین الأرض فیما إذا کانت للمالک قطعات مختلفة فی مستلزمات الزراعة وسائر شؤونها، وأمّا مع التساوی فلا یلزم التعیین.

۸- تعیین ما علیهما من المصارف إذا لم یتعین مصرف کلّ منهما بالتعارف خارجاً.

مسألة ۸۱۶ : لو اتّفق المالک مع الزارع علی أن یکون مقدار من الحاصل لأحدهما ویقسَّم الباقی بینهما بنسبة معینة بطلت المزارعة وإن علما ببقاء شیء من الحاصل بعد استثناء ذلک المقدار. نعم، یجوز الاتّفاق علی استثناء مقدار الخراج (الضریبة) وکذا مقدار البذر لمن کان منه.

مسألة ۸۱۷ : إذا حدّدا للمزارعة أمداً معیناً یدرک الزرع خلاله عادة فانقضی ولم یدرک، فإن لم یکن للتحدید المتّفق علیه بینهما إطلاق یشمل صورة عدم إدراک الزرع علی خلاف العادة أُلزم المالک ببقاء الزرع فی الأرض إلی حین الإدراک، وإن کان له إطلاق من هذا القبیل فمع تراضی المالک والزارع علی بقاء الزرع - بعوض أو مجّاناً - لا مانع منه، وإن لم یرض المالک به فله أن یجبر الزارع علی إزالته وإن تضرّر الزارع بذلک، ولیس له إجبار المالک علی بقاء الزرع ولو بأجرة.

مسألة ۸۱۸ : إذا ترک الزارع الأرض بعد عقد المزارعة فلم یزرع حتّی انقضت المدّة فإن کانت الأرض فی تصرّفه ضمن أجرة مثلها للمالک، وإن لم تکن فی تصرّفه بل فی تصرّف المالک فلا ضمان علیه إلّا مع جهل المالک بالحال، هذا إذا لم یکن ترک الزرع لعذر عام کانقطاع الماء عن الأرض، وإلّا کشف ذلک عن بطلان المزارعة.

مسألة ۸۱۹ : عقد المزارعة من العقود اللازمة ولا ینفسخ إلّا برضا الطرفین. نعم، لو اشترط فی ضمن العقد استحقاق المالک أو الزارع أو کلیهما للفسخ جاز الفسخ حسب الشرط، وکذا لو خولف بعض الشروط المأخوذة فیه من أحدهما علی الآخر.

مسألة ۸۲۰ : لا تنفسخ المزارعة بموت المالک أو الزارع بل یقوم الوارث مقام مورّثه، إلّا إذا قیدت بمباشرة الزارع للعمل فمات قبل انتهائه منه فإنّها تنفسخ بموته، وإذا کان العمل المستحقّ علی الزارع کلّیاً مشروطاً بمباشرته لم تنفسخ المزارعة بموته - وإن کان للمالک حقّ فسخها -، کما لا تنفسخ إذا مات الزارع بعد الانتهاء ممّا علیه من العمل مباشرة ولو قبل إدراک الزرع، فتکون حصّته من الحاصل لوارثه کما أنّ له سائر حقوقه. ویحقّ له أیضاً إجبار المالک علی بقاء الزرع فی أرضه حتّی انتهاء مدّة المزارعة.

مسألة ۸۲۱ : إذا ظهر بطلان المزارعة بعد الزرع فإن کان البذر للمالک فالحاصل له، وعلیه للزارع ما صرفه، وکذا أُجرة عمله وأجرة الآلات التی استعملها فی الأرض. وإن کان البذر للزارع فالزرع له، وعلیه للمالک أُجرة الأرض وما صرفه المالک وأُجرة آلاته التی استعملت فی ذلک الزرع.

مسألة ۸۲۲ : إذا کان البذر للزارع فظهر بطلان المزارعة بعد الزرع فإن رضی المالک والزارع علی إبقاء الزرع فی الأرض بأجرة أو مجّاناً جاز، وإلّا فالأحوط لزوماً للمالک عدم إجبار الزارع علی إزالة الزرع لو أراد إبقاءه فی الأرض بأجرة، ولو أراد الزارع قلعه فلیس للمالک إجباره علی إبقائه ولو مجّاناً.

مسألة ۸۲۳ : الباقی من أصول الزرع فی الأرض بعد الحصاد وانقضاء المدّة إذا اخضرّ فی السنة الجدیدة وأدرک فحاصله لمالک البذر إن لم یشترط فی المزارعة اشتراکهما فی الأصول، وإلّا کان بینهما بالنسبة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام المبتدئة و المضطربة


احکام الطهارة

احکام المبتدئة والمضطربة

مسألة ۶۴ : حکم المبتدئة والمضطربة فی التحیض برؤیة الدم هو ما تقدّم فی المسألة (۵۵) فی ذات العادة العددیة، کما أنهما تشترکان معها فیما تقدّم فی تلک المسألة من جعل مجموع الدم حیضاً إذا لم یتجاوز العشرة.

مسألة ۶۵ : ما تراه المبتدئة أو المضطربة من الدم إذا تجاوز العشرة فإما أن یکون واجداً للتمییز بأن یکون الدم المستمر بعضه بصفة الحیض وبعضه بصفة الاستحاضة، وإمّا أن یکون فاقداً له بأن یکون ذا لون واحد وإن اختلفت مراتبه، کما إذا کان الکل بصفة دم الحیض وإن کان بعضه أسود وبعضه أحمر، أو کان الجمیع بصفة دم الاستحاضة - أی أصفر - وإن کان مع اختلاف درجات الصفرة.

ففی القسم الأوّل تجعل الدم الفاقد لصفة الحیض استحاضة، کما تجعل الدم الواجد لها حیضاً مطلقاً إذا لم یلزم من ذلک محذور عدم فصل أقلّ الطهر - أی عشرة أیام - بین حیضتین مستقلتین، وإلّا فعلیها جعل الثانی استحاضة أیضاً.

هذا إذا لم یکن الواجد أقلّ من ثلاثة أیام ولا أکثر من العشرة، وأمّا مع کونه أقلّ أو أکثر فلا بُدَّ فی تعیین عدد أیام الحیض من الرجوع إلی أحد الطریقین الآتیین فی القسم الثانی بتکمیل العدد إذا کان أقلّ من ثلاثة بضمّ بعض أیام الدم الفاقد لصفة الحیض، وتنقیصه إذا کان أکثر من العشرة بحذف بعض أیام الدم الواجد لصفة الحیض، ولا یحکم بحیضیة الزائد علی العدد.

وأمّا فی القسم الثانی فالمبتدئة تقتدی ببعض نسائها فی العدد.

ویعتبر فیمن تقتدی بها أمران:

الأوّل: عدم العلم بمخالفتها معها فی مقدار الحیض، فلا تقتدی المبتدئة بمن کانت قریبة من سن الیأس مثلاً.

الثانی: عدم العلم بمخالفة عادة من ترید الاقتداء بها مع عادة من یماثلها من سائر نسائها.

وإذا لم یمکن الاقتداء ببعض نسائها کانت مخیرة فی کلّ شهر فی التحیض فیما بین الثلاثة إلی العشرة، ولکن لیس لها أن تختار عدداً تطمئنّ بأنّه لا یناسبها، والأحوط استحباباً اختیار السبعة إذا لم یکن غیر مناسب لها.

وأمّا المضطربة فالأحوط وجوباً أن ترجع أوّلاً إلی بعض نسائها، فإن لم یمکن رجعت إلی العدد علی النحو المتقدّم فیهما.

هذا کلّه فیما إذا لم تکن المضطربة ذات عادة أصلاً، وأمّا إذا کانت ذات عادة ناقصة بأن کان لأیام دمها عدد (فوق الثلاثة) لا ینقص عنه کأن لم تکن تری الدم أقلّ من خمسة أیام، أو کان لها عدد (دون العشرة) لا تزید علیه کأن لم تکن تری الدم أکثر من ثمانیة أیام، أو کان لها عدد من کلا الجانبین (قلة وکثرة) کأن لم تکن تری الدم أقلّ من خمسة ولا أکثر من ثمانیة فلیس لها أن تأخذ بأحد الضوابط الثلاثة فی مورد منافاتها مع تلک العادة الناقصة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام اللقطة


احکام المعاملات

أحکام اللقطة

مسألة ۱۱۵۲ : اللقطة هی: المال المأخوذ المعثور علیه بعد ضیاعه عن مالکه المجهول.

مسألة ۱۱۵۳ : إذا لم تکن للمال الملتقَط علامة یصفه بها من یدّعیه

-کالمسکوکات المفردة - جاز للملتقِط أن یتملّکه، وإن بلغت قیمته درهماً (۱۲,۶ حمّصة من الفضّة المسکوکة) أو زادت علیه، ولکنّ الأحوط استحباباً أن یتصدّق به عن مالکه.

مسألة ۱۱۵۴ : إذا کانت للّقطة علامة یمکن أن یصفها بها من یدّعیها وکانت قیمتها دون الدرهم لم یجب تعریفها والفحص عن مالکها، والأحوط وجوباً أن لا یتملّکها الملتقِط بل یتصدّق بها عن مالکها.

مسألة ۱۱۵۵ : اللقطة إذا کانت لها علامة یمکن الوصول بها إلی مالکها وبلغت قیمتها درهماً فما زاد وجب علی الملتقِط تعریفها فی مجامع الناس أو ما بحکمها سنة کاملة من یوم الالتقاط، سواء أکان مالکها مسلماً أو کافراً محترم المال. ولا تعتبر المباشرة فی التعریف، بل للملتقِط الاستنابة فیه مع الاطمئنان بوقوعه، ویسقط وجوبه عنه مع تبرّع غیره به.

مسألة ۱۱۵۶ : یسقط وجوب التعریف فیما إذا کان الملتقِط یخاف من التهمة والخطر إن عرّف باللقطة، کما یسقط مع الاطمئنان بعدم الفائدة فی تعریفها أو فی الاستمرار فیه ولو لأجل إحراز أنّ مالکها قد سافر إلی بلد بعید لا یصله خبرها وإن عرّفها، وفی مثل ذلک الأحوط وجوباً أن یحتفظ باللقطة لمالکها ما دام لم ییأس من الوصول إلیه ولو لاحتمال أنّه بنفسه یتصدّی للتعریف بماله الضائع لیصل إلی الملتقِط خبره. ومع حصول الیأس من ذلک یتصدّق بها عن المالک بإذن الحاکم الشرعی ولا ینتظر بها حتّی تمضی سنة، ولو صادف مجیء المالک کان بالخیار بین أن یرضی بالتصدّق وبین أن یطالبه ببدلها.

مسألة۱۱۵۷ : إذا عرّف اللقطة سنة ولم یظهر مالکها فإن کانت اللقطة فی الحرم - أی حرم مکة زادها الله شرفاً - فالأحوط لزوماً أن یتصدّق بها عن مالکها، وأمّا إذا کانت فی غیر الحرم تخیر الملتقِط بین أن یحفظها لمالکها - ولو بالإیصاء ما لم ییأس من إیصالها إلیه- وله حینئذٍ أن ینتفع بها مع التحفّظ علی عینها، وبین أن یتصدّق بها عن مالکها. والأحوط وجوباً عدم تملّکها.

مسألة ۱۱۵۸ : لو عرّف اللقطة سنة ولم یظفر بمالکها فقصد التحفّظ بها للمالک فتلفت من دون تعدٍّ ولا تفریط لم یضمنها لمالکها وإن ظفر به. وأمّا إذا کان قد تصدّق بها عن مالکها ثُمَّ توصّل إلیه کان المالک بالخیار بین أن یرضی بالتصدّق وبین أن یطالبه ببدلها.

مسألة ۱۱۵۹ : لو أخّر تعریف اللقطة عن أوّل زمن الالتقاط عصی، إلّا إذا کان لعذر، ولا یسقط عنه وجوبه علی کلّ تقدیر، فیجب تعریفها بعد ذلک، إلّا إذا کان التأخیر بحدٍّ لا یرجی معه العثور علی مالکها وإن عرّف بها.

مسألة ۱۱۶۰ : إذا کان الملتقِط صبیاً أو مجنوناً وکانت اللقطة ذات علامة وبلغت قیمتها درهماً فما زاد فللولی أن یتصدّی لتعریفها، بل یجب علیه ذلک مع استیلائه علیها، فإذا لم یجد مالکها جری علیها التخییر المتقدّم فی المسألة (۱۱۵۷).

مسألة ۱۱۶۱ : لو تلفت اللقطة قبل تمام السنة فإن لم یخلّ بالمبادرة إلی التعریف ولم یتعدّ فی حفظها ولم یفرّط لم یکن علیه شیء وإلّا ضمن عوضها، ویجب علیه الاستمرار فی التعریف فإذا عثر علی المالک دفع إلیه العوض من المثل أو القیمة.

مسألة ۱۱۶۲ : لو عثر علی مال وحسب أنّه له فأخذه ثُمَّ ظهر أنّه مال ضائع للغیر کان لقطة وتجری علیه أحکامها.

مسألة ۱۱۶۳ : یعتبر فی التعریف أن یکون علی نحوٍ لو سمعه المالک لاحتمل - احتمالاً معتدّاً به - أن یکون المال المعثور علیه له، وهذا یختلف بحسب اختلاف الموارد، فقد یکفی أن یقول: (من ضاع له شیء أو مال)، وقد لا یکفی ذلک بل لا بُدَّ أن یقول: (من ضاع له ذهب) أو نحوه، وقد لا یکفی هذا أیضاً بل یلزم إضافة بعض الخصوصیات إلیه کأن یقول: (من ضاع له قرط ذهب) مثلاً، ولکن یجب علی کلّ حال الاحتفاظ بإبهام اللقطة فلا یذکر جمیع صفاتها حتّی لا یتعین، بل الأحوط لزوماً عدم ذکر ما لا یتوقّف علیه التعریف.

مسألة ۱۱۶۴ : لو ادّعی اللقطة أحد ولم یعلم أنّها له سُئل عن أوصافها وعلاماتها، فإذا توافقت الصفات والعلائم التی ذکرها مع الخصوصیات الموجودة فیها وحصل الاطمئنان بأنّها له - کما هو الغالب - أُعطیت له، ولا یعتبر أن یذکر الأوصاف التی لا یلتفت إلیها المالک غالباً. وأمّا مع عدم حصول الاطمئنان فلا یجوز دفعها إلیه.

مسألة ۱۱۶۵ : اللقطة ذات العلامة إذا لم یعمل الملتقِط فیها بما تقدّم ضمنها، فلو وضعها فی مجامع الناس کالمسجد والزقاق فأخذها شخص آخر أو تلفت ضمن بدلها للمالک.

مسألة ۱۱۶۶ : لو کانت اللقطة ممّا لا یبقی سنة لزم الملتقط أن یحتفظ بها لأطول مدّة تبقی محتفظة بصفاتها الدخیلة فی مالیتها، والأحوط وجوباً أن یعرّف بها خلال ذلک، فإن لم یظفر بمالکها کان بالخیار بین أن یقوّمها علی نفسه ویتصرّف فیها بما یشاء وبین أن یبیعها ویحفظ ثمنها لمالکها، ولا یسقط عنه بذلک ما سبق من التعریف، فعلیه أن یحفظ خصوصیاتها وصفاتها ویتمّ تعریفها سنة کاملة، فإن وجد صاحبها دفع بدلها إلیه، وإلّا عمل فیه بما تقدّم فی المسألة (۱۱۵۷).

هذا فیما إذا اختار الملتقِط أن یقوّمها علی نفسه أو تیسّر بیعها فباعها، ومع عدم الأمرین یجب علیه أن یتصدّق بها ولا یلزمه تعریفها بعد ذلک، ولو عثر علی مالکها لم یضمن له قیمتها.

والأحوط وجوباً أن یکون التقویم والبیع والتصدّق فی الموارد المتقدّمة بإجازة الحاکم الشرعی أو وکیله إن أمکنت.

مسألة ۱۱۶۷ : لا تبطل الصلاة بحمل اللقطة حالها وإن لم یکن من قصده دفعها إلی المالک علی تقدیر الظفر به.

مسألة ۱۱۶۸ : إذا تبدّل حذاء الشخص بحذاء غیره جاز له التصرّف فیه بکلّ نحو یحرز رضا صاحبه به، ولو علم أنّه قد تعمّد التبدیل ظلماً وعدواناً جاز له أن یقابله بالمثل فیأخذ حذاءه بدلاً عن حذاء نفسه، بشرط أن لا تزید قیمة المتروک علی قیمة المأخوذ، وإلّا فالزیادة من مجهول المالک وتترتّب علیه أحکامه. وهکذا الحکم فیما لو علم أنّه قد اشتبه أوّلاً ولکنّه تسامح وتهاون فی الردّ بعد الالتفات إلی اشتباهه.

وأمّا فی غیر هاتین الصورتین - سواء علم باشتباهه حدوثاً وبقاءً أم احتمل الاشتباه ولم یتیقّنه - فتجری علی المتروک حکم مجهول المالک الآتی فی المسألة اللاحقة.

هذا فیما إذا لم یکن الشخص هو الذی بدّل ماله بمال غیره عمداً أو اشتباهاً، وإلّا فلا یجوز له التقاصّ منه، بل یجب علیه ردّه إلی مالکه.

مسألة ۱۱۶۹ : إذا وقع المال المجهول مالکه - غیر اللقطة - بید شخصٍ فإن علم رضا مالکه بالتصرّف فیه جاز له التصرّف علی النحو الذی یحرز رضاه به، وإلّا وجب علیه الفحص عنه ما دام یحتمل الفائدة فی ذلک. وأمّا مع العلم بعدم الفائدة فی الفحص فإن لم یکن قد یئس من الوصول إلی المالک حفظ المال له، ومع الیأس یتصدّق به أو یقوّمه علی نفسه أو یبیعه ویتصدّق بثمنه. والأحوط لزوماً أن یکون ذلک بإجازة الحاکم الشرعی، ولو صادف فجاء المالک ولم یرض بالتصدّق ضمنه له علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۱۱۷۰ : إذا وجد مالاً فی دار سکناه ولم یعلم أنّه له أو لغیره فإن لم یکن یدخلها أحد غیره أو یدخلها قلیل من الناس فهو له، وإن کان یدخلها کثیر - کما فی المضائف والدواوین ونحوهما - جری علیه حکم اللقطة.

مسألة ۱۱۷۱ : إذا وجد حیوان مملوک فی غیر العمران - کالبراری والجبال والآجام والفلوات ونحوها - فإن کان الحیوان یحفظ نفسه ویمتنع عن صغار السباع - کالذئب والثعلب - لکبر جثته أو سرعة عَدْوه أو قوّته - کالبعیر والفرس والجاموس والثور ونحوها - لم یجز أخذه، سواء أکان فی کلأ وماء، أم لم یکن فیهما إذا کان صحیحاً یقوی علی السعی إلیهما، فإن أخذه الواجد حینئذٍ کان آثماً وضامناً له وتجب علیه نفقته ولا یرجع بها علی المالک.

وإذا استوفی شیئاً من نمائه کلبنه وصوفه کان علیه مثله أو قیمته، وإذا رکبه أو حمّله حملاً کان علیه أجرته، ولا تبرأ ذمّته من ضمانه إلّا بدفعه إلی مالکه، ولا یزول الضمان ولو بإرساله فی الموضع الذی أخذه منه. نعم، إذا یئس من الوصول إلیه ومعرفته تصدّق به عنه بإذن الحاکم الشرعی.

مسألة ۱۱۷۲ : إذا کان الحیوان المذکور لا یقوی علی الامتناع من صغار السباع - سواء کان غیر ممتنع أصلاً کالشاة، أم لم یبلغ حدّ الامتناع کصغار الإبل والخیل، أو زال عنه لعارض کالمرض ونحوه - جاز أخذه، فإن أخذه عرّفه فی موضع الالتقاط إن کان فیه نُزّال، فإن لم یعرف المالک جاز له تملّکه والتصرّف فیه بالأکل والبیع ونحو ذلک، ولکن إذا وجد صاحبه وجب علیه دفع قیمته إلیه لو طالبه بها. ویجوز له أیضاً إبقاؤه عنده إلی أن یعرف صاحبه ما دام لم ییأس من الظفر به ولا شیء علیه حینئذٍ.

مسألة ۱۱۷۳ : إذا وجد الحیوان فی العمران - وهی: مواضع یکون الحیوان مأموناً فیها من السباع عادة، کالبلاد والقری وما حولها ممّا یتعارف وصول الحیوان منها إلیه - لم یجز أخذه، ومن أخذه ضمنه ویجب علیه حفظه من التلف، والإنفاق علیه بما یلزم، ولیس له الرجوع علی صاحبه بما أنفق. کما یجب علیه تعریفه ویبقی فی یده مضموناً إلی أن یؤدّیه إلی مالکه، فإن یئس منه تصدّق به بإذن الحاکم الشرعی علی الأحوط لزوماً.

نعم، إذا کان غیر مأمون من التلف لبعض الطوارئ کالمرض ونحوه جاز له أخذه لدرء الخطر عنه ولا ضمان علیه، ویجب علیه أیضاً الفحص عن مالکه، فإن یئس من الوصول إلیه تصدّق به کما تقدّم.

مسألة ۱۱۷۴ : إذا دخلت الدجاجة أو السخلة - مثلاً - فی دار إنسان ولم یعرف صاحبها لم یجز له أخذها، ویجوز له إخراجها من الدار، ولیس علیه شیء إذا لم یکن قد أخذها. وأمّا إذا أخذها فیجری علیها حکم مجهول المالک، وقد تقدّم فی المسألة (۱۱۶۹).

نعم، یجوز تملّک الحمام ونحوه من الطیور إذا ملک جناحیه ولم یعرف صاحبه من دون فحص عنه.

مسألة ۱۱۷۵ : إذا احتاجت الضالّة إلی النفقة فإن وجد متبرّع بها أنفق علیها، وإلّا أنفق علیها من ماله، فإن کان یجوز له أخذها ولم یکن متبرّعاً فی الإنفاق علیها جاز له الرجوع بما أنفقه علی المالک، وإلّا لم یجز له ذلک.

مسألة ۱۱۷۶ : إذا کان للضالّة نماء أو منفعة جاز للآخذ - إذا کان ممّن یجوز له أخذها - أن یستوفیها ویحتسبها بدل ما أنفقه علیها، ولکن لا بُدَّ أن یکون ذلک بحساب القیمة.

مسألة ۱۱۷۷ : اللقیط - وهو: الطفل الذی لا کافل له ولا یستقلّ بنفسه علی السعی فیما یصلحه ودفع ما یضرّه - یستحبّ أخذه، بل یجب ذلک کفایة إذا توقّف علیه حفظه، ویجب التعریف به إذا أحرز عدم کونه منبوذاً من قبل أهله واحتمل الوصول إلیهم بالفحص والتعریف.

مسألة ۱۱۷۸ : من أخذ اللقیط فهو أحقّ من غیره بحضانته وحفظه والقیام بضرورة تربیته إلی أن یبلغ، فلیس لأحدٍ - غیر أبویه وأجداده ووصی الأب أو الجدّ - أن ینتزعه من الملتقِط ویتصدّی لحضانته.

مسألة ۱۱۷۹ : لا یجوز للملتقِط أن یتبنّی اللقیط ویلحقه بنفسه، ولو فعل لم یترتّب علی ذلک شیء من أحکام البُنُوَّة والأُبُوَّة والأُمُومَة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الکفالة


احکام المعاملات

أحکام الکفالة

مسألة ۹۰۹ : الکفالة هی: التعهّد لشخص بإحضار شخص آخر له حقّ علیه عند طلبه ذلک. ویسمّی المتعهد «کفیلاً»، وصاحب الحقّ «مکفولاً له»، ومن علیه الحقّ «مکفولاً».

مسألة ۹۱۰ : تصحّ الکفالة بالإیجاب من الکفیل بلفظ أو بفعل مفهم - ولو بحسب القرائن - بالتعهّد المذکور وبالقبول من المکفول له، والأحوط لزوماً اعتبار رضا المکفول بل کونه طرفاً للعقد بأن یکون عقدها مرکباً من إیجاب من الکفیل وقبولین من المکفول له والمکفول.

مسألة ۹۱۱ : یعتبر فی الکفیل والمکفول له: البلوغ والعقل والاختیار، والأحوط لزوماً اعتبار ذلک فی المکفول أیضاً، کما یعتبر فی الکفیل القدرة علی إحضار المکفول، وعدم الحجر علیه من التصرّف فی ماله - لسَفَه أو فَلَس - إذا کان إحضار المکفول یتوقّف علی التصرّف فیه.

مسألة ۹۱۲ : تبطل الکفالة بأحد أمور خمسة:

  • ۱- أن یسلِّم الکفیل المکفول للمکفول له، أو یبادر المکفول إلی تسلیم نفسه إلیه، أو یقوم المکفول له بأخذ المکفول، بحیث یتمکن من استیفاء حقّه أو إحضاره مجلس الحکم.
  • ۲- قضاء حقّ المکفول له.
  • ۳- إسقاط المکفول له لحقّه علی المکفول، أو نقله إلی غیره إذا کان قابلاً للنقل کما فی الدین.
  • ۴- موت الکفیل أو المکفول، وأمّا موت المکفول له فلا یوجب بطلان الکفالة بل ینتقل حقّه إلی ورثته.
  • ۵- إبراء المکفول له الکفیل من الکفالة.

مسألة ۹۱۳ : من خلّص غریماً من ید صاحبه قهراً أو حیلةً وجب علیه تسلیمه إیاه أو أداء ما علیه إن کان قابلاً للأداء کالدین.

ولو خلّی القاتل عمداً من ید ولی الدم لزمه إحضاره ویحبس لو امتنع من ذلک، فإن تعذّر الإحضار لموت أو غیره دفع إلیه الدیة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الکفارات


احکام المعاملات

أحکام الکفارات

مسألة ۱۳۱۹ : الکفّارات علی خمسة أقسام:

فإنّها إما أن تکون معینة أو مرتّبة أو مخیرة أو ما اجتمع فیها الترتیب والتخییر أو تکون کفّارة الجمع، وفیما یلی أمثلة للجمیع:

أ- کفّارة القتل خطأً مرتّبة، وهی عتق رقبة فإن عجز صام شهرین متتابعین فإن عجز أطعم ستّین مسکیناً. وأیضاً کفّارة من أفطر فی قضاء شهر رمضان بعد الزوال مرتّبة، وهی إطعام عشرة مساکین فإن عجز صام ثلاثة أیام.

ب- کفّارة من تعمّد الإفطار فی یوم من شهر رمضان أو خالف العهد مخیرة، وهی عتق رقبة أو صیام شهرین متتابعین أو إطعام ستّین مسکیناً.

ج- کفّارة حنث الیمین والنذر اجتمع فیها التخییر والترتیب، وهی عتق رقبة أو إطعام عشرة مساکین أو کسوتهم، فإن عجز صام ثلاثة أیام متوالیات.

د- کفّارة قتل المؤمن عمداً وظلماً کفّارة جمع، وهی عتق رقبة وصیام شهرین متتابعین وإطعام ستّین مسکیناً.

هـ- کفّارة من حلف بالبراءة من الله أو من رسوله (صلّی الله علیه وآله) أو من دینه أو من الأئمة (علیهم السلام) ثُمَّ حنث کفّارة معینة، وهی إطعام عشرة مساکین.

مسألة ۱۳۲۰ : إذا اشترک جماعة فی القتل العمدی وجبت الکفّارة علی کلّ واحد منهم، وکذلک فی قتل الخطأ.

مسألة ۱۳۲۱ : إذا ثبت علی مسلم حدّ یوجب القتل کالزانی المحصن واللائط فقتله غیر الإمام أو المأذون من قبله وجبت الکفّارة علی القاتل. نعم، لا کفّارة فی قتل المرتدّ إذا لم یتب.

مسألة ۱۳۲۲ : لو نذر صوم یوم أو أیام فعجز عنه فالأحوط وجوباً أن یتصدّق لکلّ یوم بمدّ (۷۵۰ غراماً تقریباً) من الطعام علی مسکین، أو یدفع له مدّین (۱,۵ کیلوغراماً تقریباً) من الطعام لیصوم عنه.

مسألة ۱۳۲۳ : العجز عن العتق الموجب للانتقال إلی الصیام ثُمَّ الإطعام فی الکفّارة المرتّبة متحقّق فی هذا الزمان لعدم الرقبة المملوکة.

وأمّا العجز عن الصیام الموجب لتعین الطعام فیتحقّق بالتضرّر به أو بکونه شاقّاً مشقّة لا تُتحمّل عادة.

وأمّا العجز عن الإطعام والإکساء فی کفّارة الیمین ونحوها الموجب للانتقال إلی الصیام فیتحقّق بعدم تیسّر تحصیلهما ولو لعدم توفّر ثمنهما أو احتیاجه إلیه فی نفقة نفسه أو واجبی النفقة علیه.

مسألة ۱۳۲۴ : المدار فی الکفّارة المرتّبة علی حال الأداء، فلو کان قادراً علی الصوم ثُمَّ عجز أطعم ولا یستقرّ الصوم فی ذمّته.

ویکفی فی تحقّق العجز الموجب للانتقال إلی البدل فیها العجز العرفی فی وقت التکفیر، فلو کان عجزه لمدّة قصیرة کأسبوع - مثلاً - لزمه الانتظار.

ولو صدق العجز عرفاً فأتی بالبدل ثُمَّ طرأت القدرة اجتزأ به، بل یکفی الشروع فیه، فإذا عجز عن الصوم فدخل فی الإطعام ثُمَّ تمکن منه اجتزأ بإتمام الإطعام.

مسألة ۱۳۲۵ : یجب التتابع فی صوم الشهرین من الکفّارة المخیرة والمرتّبة وکفّارة الجمع، کما یجب التتابع بین صیام الأیام الثلاثة فی کفّارة الیمین والنذر.

والمقصود بالتتابع: عدم تخلّل الإفطار ولا صوم آخر غیر الکفّارة بین أیامها، فلا یجوز الشروع فی الصوم فی زمان یعلم أنّه لا یسلم له بتخلّل العید أو تخلّل یوم یجب فیه صوم آخر إلّا إذا کان ذلک الصوم مطلقاً ینطبق علی صوم الکفارة، کما لو نذر قبل تعلّق الکفّارة بأن یصوم الیوم الأوّل من شهر رجب فإنّ صومه لا یضرُّ بالتتابع بل یحسب من الکفاّرة أیضاً مع قصدها، بخلاف ما إذا نذر أن یصومه شکراً - مثلاً - فإنّه یضرّ بالتتابع.

ویلحق بالعالم الجاهل غیر المعذور، وأمّا الغافل والجاهل المعذور فلا یضرّهما ذلک.

مسألة ۱۳۲۶ : إنّما یضرّ الإفطار فی الأثناء بالتتابع فیما إذا وقع علی وجه الاختیار، فلو وقع لعذر کالمرض وطروّ الحیض والنفاس لا بتسبیب منه، والسفر الاضطراری دون الاختیاری، ونسیان النیة إلی فوات وقتها، لم یجب الاستئناف بعد زوال العذر بل یبنی علی ما مضی.

مسألة ۱۳۲۷ : یکفی فی تتابع الشهرین من الکفّارة صیام شهر ویوم واحد متتابعاً، ویجوز له التفریق بعد ذلک لأی عارض یعدّ عذراً عرفاً وإن لم یبلغ درجة الضرورة، وأمّا التفریق اختیاراً لا لعذر أصلاً فالأحوط لزوماً ترکه.

مسألة ۱۳۲۸ : من وجب علیه صیام شهرین یجوز له الشروع فیه فی أثناء الشهر ولکنّ الأحوط وجوباً حینئذٍ أن یصوم ستّین یوماً وإن کان الشهر الذی شرع فیه مع تالیه ناقصین أو مختلفین، وأمّا لو شرع فیه من أوّل الشهر فیجزئه شهران هلالیان وإن کانا ناقصین.

مسألة ۱۳۲۹ : یتخیر فی الإطعام الواجب فی الکفّارات بین تسلیم الطعام إلی المساکین وإشباعهم. ولا یتقدّر الإشباع بمقدار معین بل المدار فیه عرض الطعام الجاهز علیهم بمقدار یکفی لإشباعهم مرّة واحدة قلّ أو کثر.

وأمّا نوعه فیجب أن یکون ممّا یتعارف التغذّی به لغالب الناس من المطبوخ وغیره وإن کان بلا إدام - وهو ما جرت العادة بأکله مع الخبز ونحوه -، والأفضل أن یکون مع الإدام، وکلّ ما کان أجود کان أفضل.

وأمّا فی التسلیم فأقل ما یجزئ تسلیم کلّ واحد منهم مدّاً (۷۵۰ غراماً تقریباً)، والأفضل بل الأحوط استحباباً مدّان (۱,۵ کیلوغرام تقریباً).

ویکفی فیه مطلق الطعام کالتمر والأرزّ والزبیب والماش والذرة والحنطة وغیرها. نعم، الأحوط لزوماً فی کفّارة الیمین والنذر الاقتصار علی تسلیم الحنطة أو دقیقها.

مسألة ۱۳۳۰ : التسلیم إلی المسکین تملیک له، وتبرأ ذمّة المکفّر بمجرّد ذلک، ولا تتوقّف علی أکله الطعام، فیجوز له بیعه علیه أو علی غیره.

مسألة ۱۳۳۱ : یتساوی الصغیر والکبیر فی الإطعام إذا کان بنحو التسلیم، فیعطی الصغیر مدّاً کما یعطی الکبیر، وإن کان اللازم فی الصغیر التسلیم إلی ولیه الشرعی.

وأمّا إذا کان الإطعام بنحو الإشباع فاللازم احتساب الاثنین من الصغار بواحد إذا کانوا منفردین بل وإن اجتمعوا مع الکبار علی الأحوط وجوباً. ولا یعتبر فیه إذن مَن له الولایة والحضانة إذا لم یکن منافیاً لحقّه.

مسألة ۱۳۳۲ : یجوز التبعیض فی التسلیم والإشباع، فیشبع البعض ویسلّم إلی الباقی، ولا یجوز التکرار مطلقاً بأن یشبع واحداً مرّات متعدّدة أو یدفع إلیه أمداداً متعدّدة من کفّارة واحدة، ویجوز من عدّة کفّارات، کما لو أفطر تمام شهر رمضان فیجوز له إشباع ستّین مسکیناً معینین فی ثلاثین یوماً، أو تسلیم ثلاثین مدّاً من الطعام لکلّ واحد منهم.

مسألة ۱۳۳۳ : إذا تعذّر إکمال العدد الواجب فی الإطعام فی البلد وجب النقل إلی غیره، وإن تعذّر لزم الانتظار، ولا یکفی التکرار علی العدد الموجود علی الأحوط وجوباً.

مسألة ۱۳۳۴ : الکسوة لکلّ مسکین ثوب وجوباً وثوبان استحباباً، ولا یکتفی فیها بکسوة الصغیر جدّاً کابن شهرین علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۱۳۳۵ : لا تجزئ القیمة فی الکفّارة لا فی الإطعام ولا فی الکسوة، بل لا بُدَّ فی الإطعام من بذل الطعام إشباعاً أو تملیکاً، کما أنّه لا بُدَّ فی الکسوة من بذلها تملیکاً.

مسألة ۱۳۳۶ : یجب فی الکفّارة المخیرة التکفیر بجنس واحد، فلا یجوز أن یکفِّر بجنسین کأن یصوم شهراً ویطعم ثلاثین مسکیناً فی کفّارة الإفطار فی شهر رمضان.

مسألة ۱۳۳۷ : المراد بالمسکین - الذی هو مصرف الکفّارة - هو: الفقیر المستحقّ للزکاة. ویشترط فیه الإسلام بل الإیمان علی الأحوط لزوماً، ولکن یجوز دفعها إلی الضعفاء من غیر أهل الولایة - عدا النُصّاب - إذا لم یجد المؤمن، ولا یجوز دفعها إلی واجب النفقة کالوالدین والأولاد والزوجة الدائمة، ویجوز دفعها إلی سائر الأقارب بل لعلّه أفضل.

وإذا کان للفقیر عیال فقراء جاز إعطاؤه بعددهم إذا کان ولیاً علیهم أو وکیلاً عنهم فی القبض، فإذا قبض شیئاً من ذلک کان ملکاً لهم، ولا یجوز التصرّف فیه إلّا بإذنهم إذا کانوا کباراً، وإن کانوا صغاراً صرفه فی مصالحهم کسائر أموالهم.

وزوجة الفقیر إذا کان زوجها باذلاً لنفقتها علی النحو المتعارف لا تکون فقیرة ولا یجوز إعطاؤها من الکفّارة حتّی إذا کانت محتاجة إلی نفقة غیر لازمة من وفاء دین ونحوه.

مسألة ۱۳۳۸ : من عجز عن بعض الخصال الثلاث فی کفّارة الجمع أتی بالبقیة، وعلیه الاستغفار علی الأحوط لزوماً، وإن عجز عن الجمیع لزمه الاستغفار فقط.

مسألة ۱۳۳۹ : إذا عجز عن الإطعام فی کفّارة القتل خطأً فالأحوط وجوباً أن یصوم ثمانیة عشر یوماً ویضمّ إلیه الاستغفار، فإن عجز عن الصوم أجزأه الاستغفار وحده.

مسألة ۱۳۴۰ : إذا عجز عن الخصال الثلاث فی الکفّارة المخیرة لإفطار شهر رمضان عمداً فعلیه التصدّق بما یطیق - أی بأقلّ من ستّین مسکیناً -، ومع التعذّر یتعین علیه الاستغفار، ولکن إذا تمکن بعد ذلک من إکمال العدد أو من التکفیر لزمه ذلک علی الأحوط.

وإذا عجز عن الخصال الثلاث فی الکفّارة المخیرة لحنث العهد فلیصم ثمانیة عشر یوماً، فإن عجز لزمه الاستغفار.

مسألة ۱۳۴۱ : إذا عجز عن صیام ثلاثة أیام فی کفّارة الإفطار فی قضاء شهر رمضان بعد الزوال وفی کفّارة الیمین والنذر فعلیه الاستغفار، وهکذا الحال لو عجز عن إطعام عشرة مساکین فی کفّارة البراءة.

مسألة ۱۳۴۲ : یجوز التأخیر فی أداء الکفّارة المالیة وغیرها بمقدار لا یعدّ توانیاً وتسامحاً فی أداء الواجب، وإن کانت المبادرة إلی الأداء أحوط استحباباً.

مسألة ۱۳۴۳ : یجوز التوکیل فی أداء الکفّارات المالیة، ولا یجزئ التبرّع فیها علی الأحوط لزوماً - أی لا یجزئ أداؤها عن شخص من دون طلبه ذلک -، کما لا یجزئ التبرّع عنه من الکفّارة البدنیة - أی الصیام - وإن کان عاجزاً عن أداءه. نعم، یجوز التبرّع عن المیت فی الکفّارات المالیة والبدنیة مطلقاً.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام القرض و الدین


احکام المعاملات

أحکام القرض والدین

مسألة ۸۶۳ : القرض هو: تملیک مال لآخر بالضمان فی الذمّة بمثله إن کان مثلیاً وبقیمته - حین الإقراض - إن کان قیمیاً.

وإقراض المؤمنین من المستحبّات الأکیدة، ولا سیما لذوی الحاجات منهم.

وأمّا الاقتراض فهو مکروه مع عدم الحاجة، وتخفّ کراهته مع الحاجة، وکلّما خفّت الحاجة اشتدّت الکراهة، وکلّما اشتدّت خفّت إلی أن تزول.

مسألة ۸۶۴ : لا تعتبر الصیغة فی القرض، فلو دفع مالاً إلی أحد بقصد القرض وأخذه ذاک بهذا القصد صحّ. ویعتبر فیه القبض، فلو قال: (أقرضتک هذا المال) فقال: (قبلت) لم یملکه إلّا بعد قبضه.

مسألة ۸۶۵ : یعتبر فی کلٍّ من المقرض والمقترض: البلوغ والعقل والقصد والاختیار والرشد، ویعتبر فی المقرض عدم الحجر لفَلَس.

ویعتبر فی المال المقترض أن یکون عیناً، فلو کان دیناً أو منفعة لم یصحّ القرض، کما یعتبر أن یکون ممّا یصحّ تملّکه شرعاً، فلا یصحّ إقراض الخمر والخنزیر.

مسألة ۸۶۶ : لا یجوز اشتراط الزیادة فی القرض سواء أکان الشرط صریحاً أم مضمراً بأن وقع العقد مبنیاً علیه، ویستثنی من ذلک موارد تقدّمت فی المسألة (۶۵۵).

ولا فرق فی حرمة اشتراط الزیادة بین أن تکون عینیة کما إذا أقرضه عشرة دنانیر علی أن یؤدّی اثنی عشر دیناراً، أو تکون منفعة کخیاطة ثوب، أو انتفاعاً کالانتفاع بالعین المرهونة عنده، أو صفة کأن یقرضه ذهباً غیر مصوغ ویشترط علیه الوفاء بالمصوغ، فإنّ ذلک کلّه من الربا المحرّم. نعم، یجوز للمقترض دفع الزیادة بلا اشتراط، بل هو مستحبّ وإن کان یکره للمقرض أخذها.

مسألة ۸۶۷ : إذا أقرض مالاً وشرط علی المقترض أن یبیع منه شیئاً بأقلّ من قیمته أو یؤاجره بأقلّ من أجرته، کان داخلاً فی شرط الزیادة فیحرم. ومثله - علی الأحوط لزوماً - أن یشتری منه شیئاً بأقلّ من قیمته ویشترط علیه البائع أن یقرضه مبلغاً معیناً.

مسألة ۸۶۸ : حرمة اشتراط الزیادة تعمّ المقرض والمقترض، ولکن لا یبطل به القرض وإنّما یبطل الشرط فقط، فیملک المقترض ما یأخذه قرضاً ولا یملک المقرض ما یأخذه من الزیادة، فلا یجوز له التصرّف فیه. نعم، إذا کان المعطی راضیاً بتصرّفه فیه مع علمه بأنّه لا یستحقّه شرعاً جاز له التصرّف فیه.

مسألة ۸۶۹ : إذا اقترض شیئاً من النقود أو غیرها من المثلیات کان وفاؤه بإعطاء مثله، فللمقرض المطالبة به ولیس للمقترض الامتناع وإن ترقّی سعره عمّا أخذه بکثیر، کما أنّ المقترض لو أعطاه للمقرض لیس له الامتناع عن أخذه وإن تنزّل سعره بکثیر، ویجوز التراضی علی أداء غیره فی کلتا الصورتین.

مسألة ۸۷۰ : یجوز فی قرض المثلی أن یشترط المقرض علی المقترض أن یؤدّیه من غیر جنسه، بأن یؤدّی - مثلاً - عوض الدینار دولاراً وبالعکس، ویلزم علیه ذلک بشرط أن یکونا متساویین فی القیمة عند الوفاء أو کان ما شرط علیه أقلّ قیمة ممّا اقترضه.

مسألة ۸۷۱ : یجوز دفع مبلغ نقدی إلی شخص أو بنک قرضاً لیحوّله إلی شخص أو بنک آخر بأقلّ ممّا دفع إلیه، ولا یجوز أن یکون بأکثر من ذلک لأنه من الربا.

مسألة ۸۷۲ : من أخذ الربا وکان جاهلاً بحرمته أو بکونه من الربا ثُمَّ علم بالحال فتاب حلّ له ما أخذه وعلیه أن یترکه فیما بعد.

ولو ورث مالاً فیه الربا فإن کان مخلوطاً بالمال الحلال فلا شیء علیه، وإن کان ممیزاً عنه وعرف صاحبه ردّه إلیه، وإن لم یعرفه جری علیه حکم مجهول المالک.

مسألة ۸۷۳ : الدین[۱] إمّا حالّ وهو: ما لیس لأدائه وقت محدّد، وإمّا مؤجّل وهو بخلافه. وإذا کان الدین مؤجّلاً لم یحقّ للدائن أن یطالب المدین بأدائه قبل حلول الأجل، إلّا إذا کان الأجل حقّاً له فقط - لا حقّاً للمدین أو لهما معاً - فتجوز له فی هذه الصورة المطالبة به فی أی وقت أراد، کما یجوز له ذلک فیما إذا لم یؤجّل الدین.

وإذا أراد المدین وفاء دینه فلیس للدائن الامتناع عن القبول فی أی وقت کان، إلّا إذا کان الدین مؤجّلاً مع کون التأجیل حقّاً للدائن أو لهما معاً، فإنّ له فی هذه الصورة الامتناع عن القبول قبل حلول الأجل.

مسألة ۸۷۴ : یجب علی المدین أداء الدین الحالّ وما بحکمه فوراً عند مطالبة الدائن إن قدر علیه ولو ببیع بضاعته ومتاعه وعقاره ونحو ذلک من ممتلکاته غیر دار سکناه وأثاث منزله وسائر ما یحتاج إلیه بحسب حاله وشأنه ممّا لولاه لوقع فی عسر وشدّة أو حزازة ومنقصة، فإنّه لا یجب علیه بیعها لأداء الدین.

هذا فی غیر ما إذا کان سبب الدین غصب مال الغیر وصرفه فی أداء ثمن ما اشتراه من دار السکنی ونحوه، فإنّه یشکل ثبوت الاستثناء المذکور فی مثله، فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط.

ولو توقّف أداء الدین علی التکسّب اللائق بحال المدین وجب علیه ذلک إذا کان ممّن شغله التکسّب، بل مطلقاً علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۸۷۵ : إذا کان المدین معسراً لا یقدر علی الوفاء حرم علی الدائن مطالبته به، بل علیه الصبر والنَّظِرَة إلی المیسرة. ویجب علی المدین أن یکون من قصده الأداء عند التمکن منه.

مسألة ۸۷۶ : إذا فقد المدین دائنه ویئس من الوصول إلیه أو إلی ورثته فی المستقبل لزمه أن یؤدّیه إلی الفقیر صدقة عنه، والأحوط لزوماً أن یستجیز فی ذلک الحاکم الشرعی. وأمّا إذا احتمل الوصول إلیه أو إلی ورثته ولم یفقد الأمل فی ذلک لزمه الانتظار والفحص عنه فإن لم یجده أوصی به عند الوفاة حتّی یجیء له طالبه.

وإذا کان الدائن مفقوداً عن أهله وجب تسلیم دینه إلی ورثته مع انقطاع خبره بعد مضی عشر سنین من غیبته، بل یجوز ذلک بعد مضی أربع سنین إذا فحص عنه فی هذه المدّة.

مسألة ۸۷۷ : إذا مات المدین وجب إخراج الدین - وإن کان مؤجّلاً - من أصل ترکته، وإذا لم تفِ الترکة إلّا بمصارف کفنه ودفنه الواجبة صرفت فیها، ولیس للدائن - فضلاً عن الورثة - حینئذٍ شیء من الترکة.

مسألة ۸۷۸ : یجوز تعجیل الدین المؤجّل بنقصان مع التراضی. ولا یجوز تأجیل الدین الحالّ بزیادة لأنه ربا، وکذلک زیادة أجل المؤجّل بزیادة لأنه ربا.

[۱] الدین هو: المملوک الکلّی الثابت فی ذمّة شخص لآخر، ومن أسبابه القرض والبیع نسیئة والسَّلَف وغیر ذلک.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الغصب


احکام المعاملات

أحکام الغصب

مسألة ۱۱۳۱ : الغصب هو: استیلاء الإنسان عدواناً علی مال الغیر أو حقّه.

وهو من کبائر المحرمات، وقد ورد التشدید بشأنه کثیراً، وعن النبی الأکرم (صلّی الله علیه وآله) أنّه قال: «مَنْ غَصَبَ شِبْرَاً مِنَ الأَرْضِ طَوَّقَهُ اللهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِینَ یوْمَ القِیامَة».

مسألة ۱۱۳۲ : الاستیلاءُ علی الأوقاف العامّة وما فیه الناس شرعٌ سواء، کالمساجد والشوارع والقناطر ونحوها، ومنعُ الناس من الانتفاع بها - مثل الاستیلاء علی الأملاک الخاصّة - غصبٌ محرّم.

ومن سبق إلی مکان فی المسجد للصلاة أو لغیرها من الأغراض الراجحة کالدعاء وقراءة القرآن والتدریس لم یجز لغیره إزاحته عن ذلک المکان ومنعه من الانتفاع به، سواء توافق السابق مع المسبوق فی الغرض أم تخالفا فیه.

نعم، یحتمل عند التزاحم تقدّم الطواف علی غیره فیما یتعارف اتّخاذه مطافاً حول الکعبة المعظّمة، کما یحتمل تقدّم الصلاة علی غیرها فی سائر المساجد، فلا یترک الاحتیاط للسابق بتخلیة المکان للمسبوق فی مثل ذلک.

مسألة ۱۱۳۳ : لو استولی علی إنسان فحبسه ظلماً لم یعدّ غاصباً وإن کان آثماً بذلک، فلو أصابه ضرر أو مات تحت استیلائه من غیر استناد إلیه لم یضمنه، کما لا یضمن منافعه إلّا إذا کان کسوباً فتوقّف عن کسبه بسبب الحبس، فإنّه یضمن عندئذٍ أجرة مثله من حیث تفویت منافعه علیه.

مسألة ۱۱۳۴ : یتقوّم الغصب - کما تقدّم - باستیلاء الغاصب علی المغصوب وصیرورته تحت یده عرفاً، ویختلف ذلک باختلاف المغصوبات، فیتحقّق فی المتاع والطعام والنقود ونحوها بأخذها بیده أو نقلها إلی ما تحت یده - من بیت ونحوه - ولو بأمر الغیر بذلک، ویتحقّق فی مثل السیارة برکوبها وقیادتها مثلاً، وفی مثل الدار بالسکنی فیها مع عدم حضور المالک أو کونه ضعیفاً لا یقدر علی مدافعته وإخراجه.

مسألة ۱۱۳۵ : یجب علی الغاصب رفع الید عن المغصوب وردّه إلی المغصوب منه وإن کان فی ردّه مؤنة، بل وإن استلزم الضرر علیه. وإذا کان المغصوب من الأموال - عیناً أو منفعة - وجب علیه ردّ عوضه إلیه علی تقدیر تلفه.

مسألة ۱۱۳۶ : نماء المغصوب من الأعیان الخارجیة کالولد واللبن ملک لمالکه، فیجب علی الغاصب ردّه إلیه ما دام باقیاً وردّ عوضه علی تقدیر تلفه. وأمّا منافعه الأخری کسکنی الدار ورکوب السیارة فیجب علی الغاصب أن یعوّض المالک عنها، سواء استوفاها أم تلفت تحت یده، کما لو بقیت الدار معطّلة لم یسکنها أحد.

مسألة ۱۱۳۷ : المال المغصوب من الصبی أو المجنون أو السفیه یردّ إلی ولیهم، ومع التلف یردّ إلیه عوضه، ولا یرتفع الضمان بالردّ إلیهم أنفسهم.

مسألة ۱۱۳۸ : إذا اشترک اثنان فی الغصب فإن اشترکا فی الاستیلاء علی جمیع المال کان کلٌّ منهما ضامناً لجمیعه، سواء کان أحدهما أو کلاهما متمکناً لوحده من الاستیلاء علی جمیعه أم کان بحاجة فی ذلک إلی مساعدة الآخر وتعاونه، فیتخیر المالک فی الرجوع إلی أیهما شاء - مثل ما سیأتی فی المسألة (۱۱۵۰) -.

مسألة ۱۱۳۹ : لو کان المغصوب باقیاً لکن نزلت قیمته السوقیة ردّه ولم یضمن نقصان القیمة ما لم یکن ذلک بسبب نقصان العین ولو بزوال صفة کمال منها.

مسألة ۱۱۴۰ : إذا غصب قلادة ذهبیة أو نحوها فتلفت عنده هیئتها - کأن أذابها مثلاً - لزمه ردّ عینها إلی المالک وعلیه الأرش أیضاً، أی: ما تتفاوت به قیمتها قبل تلف الهیئة وبعده.

ولو طلب الغاصب أن یصوغها ثانیاً کما کانت سابقاً فراراً عن إعطاء الأرش لم یجب علی المالک القبول، کما أنّ المالک لیس له إجبار الغاصب علی الصیاغة وإرجاع المغصوب إلی حالته الأولی.

مسألة ۱۱۴۱ : لو أوجد فی العین المغصوبة أثراً محضاً تزید به قیمتها - کما إذا غصب ذهباً فصاغه قرطاً أو قلادة - وطلب المالک ردّها إلیه بتلک الحالة وجب ردّها إلیه ولا شیء له بإزاء عمله، بل لیس له إرجاعها إلی حالتها السابقة من دون إذن مالکها. ولو أرجعها من دون إذنه إلی ما کانت علیه سابقاً أو إلی حالة أخری لا تکون فیها أقلّ مالیة من حالتها الأولی ففی ضمانه للأرش إشکال لا یترک معه مراعاة الاحتیاط.

مسألة ۱۴۲ : لو تصرّف الغاصب فی العین المغصوبة بما تزید به قیمتها عمّا قبل وطلب المالک إرجاعها إلی حالتها السابقة وجب، ولا یضمن الغاصب حینئذٍ قیمة الصفة، ولکن لو نقصت القیمة الأوّلیة للعین بذلک ضمن أرش النقصان، فالکتاب الذی قام بتجلیده إذا طلب المالک إعادته إلی ما کان علیه سابقاً فأعاده الغاصب علی ما کان علیه فنقصت قیمته عمّا کانت علیه قبل التجلید ضمن النقص.

مسألة ۱۱۴۳ : لو غصب أرضاً فغرسها أو زرعها فالغرس والزرع ونماؤهما للغاصب، وإذا لم یرض المالک ببقائها فی الأرض مجّاناً أو بأجرة وجب علیه إزالتهما فوراً وإن تضرّر بذلک، کما أنّ علیه أیضاً طمّ الحفر وأجرة الأرض ما دامت مشغولة بهما، ولو حدث نقص فی قیمة الأرض بالزرع أو القلع وجب علیه أرش النقصان، ولیس له إجبار المالک علی بیع الأرض منه أو إجارتها إیاه، کما أنّ المالک لو بذل قیمة الغرس والزرع لم تجب علی الغاصب إجابته.

مسألة ۱۱۴۴ : إذا تلف المغصوب وکان قیمیاً – وهو: ما لا یکثر وجود مثله فی الصفات التی تختلف باختلافها الرغبات، کالأحجار الکریمة وغالب أنواع الحیوان کالبقر والغنم - وجب ردّ قیمته بحسب النقد الرائج فی بلد التلف، فإن تفاوتت قیمته من یوم الغصب إلی یوم الأداء کانت العبرة بقیمته یوم التلف. نعم، إذا کان النقد الرائج فی یوم التلف أکثر مالیة منه فی یوم الأداء فاللازم احتساب قیمته بما یتقدّر به فی زمن الأداء.

مسألة ۱۱۴۵ : إذا غصب قیمیاً فتلف ولم تتفاوت قیمته السوقیة فی زمانی الغصب والتلف إلّا أنّه حصل فیه فی الأثناء ما یوجب ارتفاع قیمته، فإن لم یکن بفعل الغاصب کما إذا کان الحیوان مریضاً حین غصبه ثُمَّ صار صحیحاً ثُمَّ عاد مرضه فمات ضمن قیمته حال صحّته. وإن کان بفعله کما لو کان الحیوان مهزولاً فأعلفه کثیراً وأحسن طعامه حتّی سمن ثُمَّ عاد إلی الهزال وتلف لم یضمن قیمته حال سمنه.

مسألة ۱۱۴۶ : المغصوب التالف إذا کان مثلیاً – وهو: ما یکثر وجود مثله فی الصفات التی تختلف باختلاف الرغبات، کالحنطة والشعیر وغیرهما من الحبوب وغالب منتجات المصانع فی هذا العصر - وجب ردّ مثله، أی ما یکون مطابقاً له فی جمیع الخصوصیات النوعیة والصنفیة، فلا یجزئ الردیء من الحنطة - مثلاً - عن جیدها.

مسألة ۱۱۴۷ : إذا وجد المثل بأزید من ثمن المثل وجب علی الغاصب تحصیله ودفعه إلی المالک. نعم، إذا کانت الزیادة کثیرة بحیث عُدّ المثل متعذّراً عرفاً لم یجب ذلک، بل یکفی دفع قیمته المتعارفة فی یوم الأداء کما هو الحال فی سائر موارد تعذّر المثل.

مسألة ۱۱۴۸ : لو وجد المثل ولکن تنزّلت قیمته لم یکن علی الغاصب إلّا إعطاؤه، ولیس للمالک مطالبته بالقیمة ولا بالتفاوت. ولو سقط المثل عن القیمة تماماً فإن تراضیا علی الانتظار إلی زمان أو مکان یؤمّل أن یکون للمثل فیه قیمة فلا إشکال، وإلّا فللغاصب دفع قیمة المغصوب إلی المالک، ولیس للمالک الامتناع عن قبولها.

وهل یراعی فی القیمة زماناً ومکاناً وعاء الغصب أو التلف أو أدنی القیم، وهو قیمته فی الزمان أو المکان المتّصل بسقوطه عن المالیة؟ وجوه، والأحوط لزوماً التصالح.

مسألة ۱۱۴۹ : الفلزّات والمعادن المنطبعة کالذهب والفضّة والحدید والنحاس من المثلیات. وهل المصنوع منها یعدّ مثلیاً أو قیمیاً أو أنّه مثلی بحسب مادّته وقیمی بحسب هیئته؟ الصحیح هو التفصیل بین الموارد.

فإنّه إذا کانت الصنعة بمثابة من النفاسة والأهمیة تکون هی - فی الأساس - محطّ أنظار العقلاء ومورد رغباتهم - کالمصنوعات الأثریة القدیمة جدّاً - یعدّ المصنوع قیمیاً.

وإذا لم تکن کذلک فإن کان یکثر وجود مثله فی الصفات التی تختلف باختلافها الرغبات - کغالب المصنوع فی معامل هذا العصر - فهو مثلی.

وإذا لم یکن المصنوع من القسمین - کغالب أنواع الحُلِی والمصوغات الذهبیة والفضّیة - فهو مثلی بمادّته وقیمی بهیئته، فلو غصب قرطاً ذهبیاً کان وزنه عشرة غرامات فتلف عنده ضمن عشرة غرامات من الذهب مع ما به التفاوت بین قیمته مصوغاً وقیمته غیر مصوغ.

مسألة ۱۱۵۰ : إذا غصبت العین من مالکها ثُمَّ غصبها آخر من الغاصب فتلفت عنده فللمالک مطالبة أی منهما ببدلها من المثل أو القیمة، کما أنّ له مطالبة أی منهما بمقدار من العوض.

ثُمَّ إنّه إذا أخذ العوض من الغاصب الأوّل فللأوّل مطالبة الغاصب الثانی بما غرمه للمالک، وأمّا إذا أخذ العوض من الغاصب الثانی فلیس له أن یرجع إلی الأوّل بما دفعه إلی المالک.

مسألة ۱۱۵۱ : إذا بطلت المعاملة لفقدها شرطاً من شروطها - کما إذا باع ما یباع بالوزن من دون وزن - فإن علم کلّ من الطرفین برضا الطرف الآخر بتصرّفه فی ماله حتّی علی تقدیر فساد المعاملة جاز لهما التصرّف فی المبیع والثمن، وإلّا فما فی ید کلّ منهما من مال صاحبه کالمغصوب یجب ردّه إلی مالکه، فلو تلف تحت یده وجب دفع عوضه إلیه، سواء أعلم ببطلان المعاملة أم لا.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام العهد


احکام المعاملات

احکام العهد

مسألة ۱۲۷۰ : لا ینعقد العهد بمجرّد النیة بل یحتاج إلی الصیغة، فلا یجب العمل بالعهد القلبی وإن کان ذلک أحوط استحباباً. وصیغة العهد أن یقول: (عاهدتُ الله) أو (علی عهدُ الله أن أفعل کذا) أو (...أترک کذا).

مسألة ۱۲۷۱ : یعتبر فی منشئ العهد: أن یکون بالغاً عاقلاً مختاراً قاصداً غیر محجور عن التصرّف فی متعلّق العهد علی حذو ما تقدّم اعتباره فی النذر والیمین.

مسألة ۱۲۷۲ : لا یعتبر فی متعلّق العهد أن یکون راجحاً شرعاً کما مرّ اعتباره فی متعلّق النذر، بل یکفی أن لا یکون مرجوحاً شرعاً مع کونه راجحاً بحسب الأغراض الدنیویة العقلائیة أو مشتملاً علی مصلحة دنیویة شخصیة مثل ما مرّ فی متعلّق الیمین.

مسألة ۱۲۷۳ : إذا أنشأ العهد مطلقاً - أی غیر مُعلّق علی تحقّق أمرٍ - وجب الوفاء به علی أی حال، وإذا أنشاه مُعلّقاً علی قضاء حاجته - مثلاً - کما لو قال: (علی عهد الله أن أصوم یوماً إذا برئ مریضی) وجب علیه الوفاء به إذا قضیت حاجته.

ومتی خالف المکلّف عهده بعد انعقاده لزمته الکفّارة، وهی عتق رقبة أو صیام شهرین متتابعین أو إطعام ستّین مسکیناً.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام العاریة


احکام المعاملات

أحکام العاریة

مسألة ۹۳۱ : العاریة: تسلیط الشخص غیره علی عین لیستفید من منافعها مجّاناً.

مسألة ۹۳۲ : تحصل العاریة بالإیجاب من المعیر والقبول من المستعیر، ولا یعتبر أن یکونا لفظیین، فلو دفع ثوبه لشخص بقصد الإعارة وقصد الآخذ بأخذه الاستعارة صحّت العاریة.

مسألة ۹۳۳ : یعتبر فی المعیر أن یکون مالکاً للمنفعة أو من بحکمه، فلا تصحّ إعارة ما یملک عینه ولا یملک منفعته، إلّا بإذن مالک المنفعة أو مع العلم برضاه ولو من قرائن الحال.

مسألة ۹۳۴ : تصحّ إعارة المستأجر ما استأجره من الأعیان إذا لم یشترط علیه استیفاء المنفعة بنفسه، ولکن لیس له تسلیم العین المستأجرة إلی المستعیر من غیر إذن مالکها علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۹۳۵ : لا تصحّ إعارة الطفل والمجنون مالهما، کما لا تصحّ إعارة السفیه ماله إلّا بإذن الولی، وکذلک لا تصحّ إعارة المفلس ماله الذی حجر علیه إلّا بإذن الغرماء.

وإذا رأی ولی الطفل مصلحة فی إعارة ماله جاز أن یکون الطفل وسیطاً فی إیصاله إلی المستعیر.

مسألة ۹۳۶ : لا یضمن المستعیر العاریة إلّا أن یقصّر فی حفظها أو یتعدّی فی الانتفاع بها. نعم، لو اشترط ضمانها ضمنها. وتضمن عاریة الذهب والفضّة إلّا إذا اشترط عدم ضمانها.

مسألة ۹۳۷ : حکم العاریة فی بطلانها بموت المعیر حکم الودیعة فی ذلک، وقد تقدّم فی المسألة (۹۲۶).

مسألة ۹۳۸ : العاریة جائزةٌ من الطرفین وإن کانت مؤجّلة، فلکلٍّ منهما فسخها متی شاء. نعم، مع اشتراط عدم فسخها إلی أجل معین یصحّ الشرط ویجب الوفاء به، ولکن مع ذلک تنفسخ بالفسخ وإن کان الفاسخ آثماً.

مسألة ۹۳۹ : یعتبر فی العین المستعارة أن تکون ممّا یمکن الانتفاع بها منفعة محلّلة مع بقاء عینها، فلا تصحّ إعارة الأطعمة للأکل ولا إعارة النقود للاتّجار بها، کما لا تصحّ إعارة ما تنحصر منافعه المتعارفة فی الحرام لینتفع به فی ذلک کآلات القمار.

مسألة ۹۴۰ : یجب علی المستعیر الاقتصار فی نوع المنفعة علی ما عینها المعیر، فلا یجوز له التعدّی إلی غیرها ولو کانت أدنی ضرراً علی المعیر. کما یجب أن یقتصر فی کیفیة الانتفاع علی ما جرت به العادة، فلو أعاره سیارة للحمل لم یجز له أن یحمِّلها إلّا القدر المعتاد بالنسبة إلی تلک السیارة وذلک المحمول والزمان والمکان.

مسألة ۹۴۱ : لا یتحقّق ردّ العاریة إلّا بردّها إلی مالکها أو وکیله أو ولیه، ولو ردّها إلی حرزها الذی کانت فیه بلا ید للمالک ولا إذن منه - کما إذا ردّ الدابّة إلی الإصطبل ورَبَطَها فیه - فتلفت أو أتلفها متلف ضمنها.

مسألة ۹۴۲ : حکم العاریة فی وجوب الإعلام بالنجاسة فی إعارة المتنجّس حکم البیع فی ذلک، وقد تقدّم فی المسألة (۶۴۱).

مسألة ۹۴۳ : لا یجوز للمستعیر إعارة العین المستعارة من غیر إذن مالکها وتصحّ مع إذنه، ولا تبطل العاریة الثانیة - حینئذٍ - بموت المستعیر الأوّل.

مسألة ۹۴۴ : إذا علم المستعیر بأن العاریة مغصوبة وجب علیه إرجاعها إلی مالکها، ولم یجز دفعها إلی المعیر.

مسألة ۹۴۵ : إذا استعار ما یعلم بغصبیته فللمالک أن یطالبه أو یطالب الغاصب بعوضه إذا تلف، کما أن له أن یطالب کلّاً منهما بعوض ما استوفاه المستعیر أو تلف فی یده أو الأیادی المتعاقبة علیها من المنافع. وإذا استوفی المالک العوض من المستعیر فلیس للمستعیر الرجوع به علی الغاصب.

مسألة ۹۴۶ : إذا لم یعلم المستعیر بغصبیة العاریة وتلفت فی یده ورجع المالک علیه بعوضها فله أن یرجع علی المعیر بما غرمه للمالک، إلّا إذا کانت العاریة ذهباً أو فضّة أو اشترط المعیر ضمان العاریة علیه عند التلف. وإن رجع المالک علیه بعوض المنافع جاز له الرجوع إلی المعیر بما دفع.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الطهارة و الوضوء


احکام الطهارة

أحکام الطهارة و الوضوء

الطهارة

تجب الطهارة بأمرین: الحدث والخبث.

والحَدَث هو: القذارة المعنویة التی توجد فی الإنسان فقط بأحد أسبابها الآتیة. وهو قسمان: أصغر وأکبر، فالأصغر یوجب الوضوء، والأکبر یوجب الغُسل.

والخَبَث هو: النجاسة الطارئة علی الجسم من بدن الإنسان وغیره. ویرتفع بالغسل أو بغیره من المطهّرات الآتیة.

الوضوء

یترکب الوضوء من أربعة أمور:

۱- غسل الوجه، وحدّه ما بین منظور از قصاص‌الشعر، بالای پیشانی محل رویش مو می‌باشد منظور از قصاص‌الشعر، بالای پیشانی محل رویش مو می‌باشدقصاص الشعر والذقن طولاً، وما دارت علیه الإبهام والوسطی عرضاً، فیجب غسل کلّ ما دخل فی هذا الحدّ. والأحوط وجوباً أن یکون الغسل من الأعلی إلی الأسفل، ویکفی فی ذلک الصدق العرفی، فیکفی صبّ الماء من الأعلی ثُمَّ إجراؤه علی کلّ من الجانبین علی النهج المتعارف من کونه علی نحو الخط المنحنی.

۲- غسل الیدین من المرفق إلی أطراف الأصابع، والمرفق هو: مجمع عظمی الذراع والعضد. ویجب أن یکون الغسل من الأعلی إلی الأسفل عرفاً.

۳- مسح مقدّم الرأس، ویکفی مسمّاه وإن کان الأحوط استحباباً أن یمسح بمقدار ثلاثة أصابع مضمومة، کما أن الأحوط استحباباً أن یکون المسح من الأعلی إلی الأسفل، وأن یکون بباطن الکفّ، وبنداوة الکفّ الیمنی.

۴- مسح الرجلین، والواجب مسح ما بین أطراف الأصابع إلی المفصل بین الساق والقدم، ولا یکفی المسح إلی قبة القدم علی الأحوط وجوباً، ویکفی المسمّی عرضاً. والأولی المسح بکلّ الکفّ.

ویجب غسل مقدار من الأطراف زائداً علی الحدّ الواجب، وکذلک المسح إذا لم یحصل الیقین بتحقّق المأمور به إلّا بذلک.

ولا بُدَّ فی المسح من أن یکون بالبلّة الباقیة فی الید، فلو جفّت لحرارة البدن أو الهواء أو غیر ذلک أخذ البلّة من لحیته ومسح بها، والأحوط الأولی أن یأخذ البلّة من لحیته الداخلة فی حدّ الوجه وإن جاز له الأخذ من المسترسل أیضاً إلّا ما خرج عن المعتاد، فإن لم یتیسّر له ذلک أعاد الوضوء، ولا یکتفی بالأخذ من بلّة الوجه علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۲۶ : یجوز النکس فی مسح الرجلین، بأن یمسح من الکعب إلی أطراف الأصابع. والأحوط استحباباً مسح الرجل الیمنی بالید الیمنی والیسری بالیسری وإن کان یجوز مسح کلّ منهما بکلّ منهما.

شرائط الوضوء

یشترط فی صحّة الوضوء أمور:

۱- النیة، بأن یکون الداعی إلیه قصد القربة، ویجب استدامتها إلی آخر العمل. ولو قصد أثناء الوضوء قطعه أو تردّد فی إتمامه ثُمَّ عاد إلی قصده الأوّل قبل فوات الموالاة ولم یطرأ علیه مفسد آخر جاز له إتمام وضوئه من محلّ القطع أو التردّد.

۲- طهارة ماء الوضوء. وفی اعتبار نظافته - بمعنی عدم تغیره بالقذارات العرفیة کالمیتة الطاهرة وأبوال الدواب والقیح - قول، وهو أحوط وجوباً.

۳- إباحة ماء الوضوء، بأن لا یکون مغصوباً.

وفی حکم الماء المتنجّس والمغصوب المشتبه بهما إذا کانت الشبهة محصورة، وضابطها: أن لا تبلغ کثرة الأطراف حدّاً یکون معه احتمال النجاسة أو الغصبیة فی کلّ طرف موهوماً.

مسألة ۲۷ : إذا انحصر الماء المباح بما کان مشتبهاً بغیره ولم یمکن التمییز وکانت الشبهة محصورة وجب التیمّم. ولو انحصر الماء الطاهر بالمشتبه بغیره بالشبهة المحصورة جاز التیمّم بعد التخلّص منهما بالإراقة أو نحوها، ویشکل صحّة التیمّم قبل ذلک مع التمکن من تحصیل الطهارة المائیة ولو بأن یتوضّأ بأحدهما ویصلّی ثُمَّ یغسل مواضع إصابة الماء الأوّل بالماء الثانی ویتوضّأ منه ویعید الصلاة.

مسألة ۲۸ : إذا توضّأ بماء مغصوب - نسیاناً أو جهلاً - فانکشف له الحال بعد الفراغ صحّ وضوؤه إذا لم یکن هو الغاصب. وأمّا الغاصب فلا یصحّ منه الوضوء بالماء المغصوب ولو کان ناسیاً علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۲۹ : الوضوء بالماء المتنجّس باطل ولو کان ذلک من جهة الجهل أو الغفلة أو النسیان.

مسألة ۳۰ : لا یعتبر فی الوضوء إباحة مکان التوضّؤ ولا الإناء الذی یتوضّأ منه وإن سقط وجوب الوضوء ووجب التیمّم لو انحصر المکان أو الإناء فی المغصوب. ولکن لو خالف المکلّف وتوضّأ فی المکان المغصوب صحّ، وکذا إذا توضّأ من الإناء المغصوب أثم وصحّ وضوؤه، من دون فرق بین الاغتراف منه دفعة أو تدریجاً والصبّ منه والارتماس فیه.

ویجری هذا الحکم فی أوانی الذهب والفضّة التی یحرم استعمالها فی الأکل والشرب، بل وفی غیرهما أیضاً - کالطهارة من الخَبَث والحَدَث - علی الأحوط وجوباً، فإنّه لو توضّأ منها صحّ وضوؤه، سواء أکان بالاغتراف تدریجاً أو بالصبّ أو بالارتماس.

۴- إطلاق ماء الوضوء، فلا یصحّ الوضوء بالماء المضاف. وفی حکم المضاف المشتبه به إذا کانت الشبهة محصورة. ولا فرق فی بطلان الوضوء بالماء المضاف بین صورتی العمد وغیره.

مسألة ۳۱ : إذا اشتبه الماء المطلق بالمضاف جاز له أن یتوضّأ بهما متعاقباً، وإذا لم یکن هناک ماء مطلق آخر وجب ذلک ولا یسوغ له التیمّم.

۵- طهارة أعضاء الوضوء، بمعنی أن یکون کلّ عضو طاهراً حین غسله أو مسحه. ولا یعتبر طهارة جمیع الأعضاء عند الشروع فیه، فلو کانت نجسة وغسل کلّ عضو بعد تطهیره أو طهّره بغسلة الوضوء نفسها - حیث یکون الماء معتصماً - کفی.

۶- أن لا یکون مریضاً بما یتضرّر معه من استعمال الماء، وإلّا لم یصحّ منه الوضوء ولزمه التیمّم.

۷- الترتیب، بأن یغسل الوجه أوّلاً ثُمَّ الید الیمنی ثُمَّ الیسری ثُمَّ یمسح الرأس ثُمَّ الرجلین، والأحوط الأولی رعایة الترتیب فی مسح الرجلین فیقدّم مسح الرجل الیمنی علی مسح الرجل الیسری وإن کان یجوز مسحهما معاً. نعم، لا یجوز علی الأحوط تقدیم الیسری علی الیمنی.

۸- الموالاة، وهی: التتابع العرفی فی الغسل والمسح. ویکفی فی الحالات الطارئة - کنفاد الماء وطروّ الحاجة والنسیان - أن یکون الشروع فی غسل العضو اللاحق أو مسحه قبل أن تجفّ الأعضاء السابقة علیه، فإذا أخّره حتّی جفّت جمیع الأعضاء السابقة بطل الوضوء، ولا بأس بالجفاف من جهة الحرّ أو الریح أو التجفیف إذا کانت الموالاة العرفیة متحقّقة.

۹- المباشرة، بأن یباشر المکلّف بنفسه أفعال الوضوء إذا أمکنه ذلک، ومع الاضطرار إلی الاستعانة بالغیر یجوز له أن یستعین به، بأن یشارکه فیما لا یقدر علی الاستقلال به، سواء أکان بعض أفعال الوضوء أم کلها، ولکنّه یتولّی النیة بنفسه. وإن لم یتمکن من المباشرة - ولو علی هذا الوجه - طلب من غیره أن یوضّئه، والأحوط وجوباً حینئذٍ أن یتولّی النیة کلّ منهما، ویلزم أن یکون المسح بید نفس المتوضّئ، وإن لم یمکن ذلک أخذ المُعین الرطوبة التی فی یده ومسح بها.

مسألة ۳۲ : من تیقّن الوضوء وشک فی الحدث بنی علی الطهارة، ومن تیقّن الحدث وشک فی الوضوء بنی علی الحدث، ومن تیقّنهما وشک فی المتقدّم والمتأخّر منهما وجب علیه الوضوء.

مسألة ۳۳ : من شک فی الوضوء بعد الفراغ من الصلاة بنی علی صحّتها وتوضّأ للصلوات الآتیة، حتّی فیما إذا تقدّم منشأ الشک علی الصلاة بحیث لو التفت إلیه قبلها لشک، کما إذا أحدث ثُمَّ غفل ثُمَّ صلّی ثُمَّ شک بعد الصلاة فی التوضّؤ حال الغفلة. ولو شک فی الوضوء أثناء الصلاة قطعها وأعادها بعد الوضوء.

مسألة ۳۴ : إذا علم إجمالاً بعد الصلاة بطلان صلاته لنقصان رکن فیها - مثلاً - أو بطلان وضوئه وجبت علیه إعادة الصلاة فقط دون الوضوء.

نواقض الوضوء

نواقض الوضوء تسعة:

۱،۲- البول - وفی حکمه ظاهراً البلل المشتبه به قبل الاستبراء - والغائط، سواء أکان خروجهما من الموضع الأصلی - للنوع أو لفرد شاذّ الخلقة من هذه الجهة - أم من غیره مع انسداد الموضع الأصلی، وأمّا مع عدم انسداده فلا یکون ناقضاً إلّا إذا کان معتاداً له أو کان الخروج بدفع طبیعی لا بالآلة، وإن کان الأحوط استحباباً الانتقاض به مطلقاً.

ولا ینتقض الوضوء بالدم أو الصدید الخارج من أحد المخرجین ما لم یکن معه بول أو غائط، کما لا ینتقض بخروج المذی وهو: الرطوبة الخارجة عند ملاعبة الرجل المرأة ونحو ذلک ممّا یثیر الشهوة، والودی وهو: الرطوبة الخارجة بعد البول، والوذی وهو: الرطوبة الخارجة بعد المنی.

۳- خروج الریح من مخرج الغائط - المتقدّم بیانه - إذا صدق علیها أحد الاسمین المعروفین.

۴- النوم الغالب علی السمع.

۵- کلّ ما یزیل العقل من جنون أو إغماء أو سُکر، دون مثل البَهَت.

۶- الاستحاضة المتوسّطة والقلیلة.

۹-۸-۷- الجنابة والحیض والنفاس، فإنّها تنقض الوضوء وإن کانت لا توجب إلّا الغسل.

موارد وجوب الوضوء

یجب الوضوء لثلاثة أمور:

  • ۱- الصلوات الواجبة ما عدا صلاة المیت. وأمّا الصلوات المستحبّة فیعتبر الوضوء فی صحّتها کما یعتبر فی الصلوات الواجبة.
  • ۲- الأجزاء المنسیة من الصلاة الواجبة وکذا صلاة الاحتیاط. ولا یجب الوضوء لسجدتی السهو وإن کان أحوط استحباباً.
  • ۳- الطواف الواجب وإن کان جزءاً لحجّة أو عمرة مندوبة.

مسألة ۳۵ : یحرم علی غیر المتوضّئ أن یمسّ ببدنه کتابة القرآن. والأحوط وجوباً أن لا یمسّ اسم الجلالة والصفات المختصّة به تعالی، والأحوط الأولی إلحاق أسماء الأنبیاء

والأئمة والصدّیقة الطاهرة (علیهم السلام) بها.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الطلاق


احکام المعاملات

احکام الطلاق

مسألة ۱۰۹۱ : یشترط فی المطلّق أمور:

  • ۱- البلوغ، فلا یصحّ طلاق الصبی الممیز إن لم یبلغ عشر سنین، وأمّا طلاق من بلغها فلا یترک مقتضی الاحتیاط فیه.
  • ۲- العقل، فلا یصحّ طلاق المجنون وإن کان جنونه أدواریاً إذا کان الطلاق فی دور جنونه.
  • ۳- الاختیار، فلا یصحّ طلاق المکره ومن بحکمه وإن تعقّبه الرضا.
  • ۴- قصد الفراق حقیقة بالصیغة، فلا یصحّ الطلاق إذا صدرت الصیغة من السکران ونحوه ممّن لیس له قصد معتدّ به، کما لا تصحّ لو تلفّظ بها فی حالة النوم أو هزلاً أو سهواً أو نحو ذلک.

مسألة ۱۰۹۲ : إذا طلّق ثُمَّ ادّعی عدم القصد فیه أو الإکراه علیه فإن صدّقته المرأة فهو، وإلّا لم یسمع منه.

مسألة ۱۰۹۳ : لا یجوز الطلاق ما لم تکن المطلّقة طاهرة من الحیض والنفاس، وتستثنی من ذلک موارد:

الأوّل: أن لا یکون الزوج قد دخل بزوجته.

الثانی: أن تکون الزوجة مستبینة الحمل، فإن لم یستبن حملها وطلقها زوجها وهی حائض ثُمَّ علم أنّها کانت حاملاً - وقتئذٍ - بطل طلاقها، وإن کان الأولی رعایة الاحتیاط فی ذلک ولو بتطلیقها ثانیاً.

الثالث: أن یکون الزوج غائباً أو نحوه، والمناط انفصاله عن زوجته بحیث لا یعلم حالها من حیث الطهر والحیض، فإنّه یصحّ منه طلاقها حینئذٍ وإن صادف أیام حیضها، ولکن مع توفّر شرطین:

أحدهما: أن لا یتیسّر له استعلام حالها ولو من جهة الاطمئنان الحاصل من العلم بعادتها الوقتیة أو بغیره من الأمارات الشرعیة.

ثانیهما: أن تمضی علی انفصاله عنها مدّة شهر واحد علی الأحوط وجوباً، والأحوط الأولی مضی ثلاثة أشهر.

ولو طلّقها ولم یتوفّر الشرطان وصادف أیام حیضها لم یحکم بصحّة الطلاق.

وإذا انفصل الزوج عن زوجته وهی حائض لم یجز له طلاقها إلّا بعد مضی مدّة یقطع بانقطاع ذلک الحیض وعدم طروّ حیض آخر.

ولو طلّقها بعد ذلک فی زمان لم یعلم بکونها حائضاً صحّ طلاقها بالشرطین المتقدّمین.

وإذا طلّق الزوج زوجته فی غیر هذه الصور الثلاث - وهی حائض - لم یجز الطلاق. وإن طلّقها باعتقاد أنّها حائض فبانت طاهرة صحّ الطلاق.

مسألة ۱۰۹۴ : کما لا یجوز طلاق المرأة فی الحیض والنفاس کذلک لا یجوز طلاقها فی طهر قاربها فیه ولو بغیر إنزال، فلو قاربها فی طهر أو قبل طهرها لزمه الانتظار حتّی تحیض وتطهر ثُمَّ یطلّقها بدون مواقعة.

ویستثنی من ذلک الصغیرة والیائسة فإنّه یجوز طلاقهما فی طهر المواقعة، وکذلک الحامل المستبین حملها، ولو طلّقها قبل ذلک ثُمَّ ظهر أنّها کانت حاملاً بطل طلاقها، وإن کان الأولی رعایة الاحتیاط فی ذلک ولو بتطلیقها ثانیاً.

وأمّا المسترابة - أی: التی لا تحیض ومثلها تحیض - فلا یجوز طلاقها إذا واقعها الزوج إلّا بعد أن یعتزل عنها ثلاثة أشهر.

وإذا انفصل الزوج عن زوجته فی طهر واقعها فیه لم یجز له طلاقها ما دام یعلم بعدم انتقالها من ذلک الطهر إلی طهر آخر، وأمّا مع الشک فیجوز له طلاقها بالشرطین المتقدّمین فی المسألة السابقة وإن انکشف وقوعه فی طهر المواقعة.

مسألة ۱۰۹۵ : لا یقع الطلاق إلّا بالصیغة الخاصّة الدالّة علی تعیین المطلّقة والمشتملة علی لفظ (طالق)، کأن یقول الزوج مثلاً: (زوجتی فلانة طالق)، أو یخاطب زوجته ویقول: (أنتِ طالق)، أو یقول وکیله: (زوجة موکلی فلانة طالق). وإذا کانت الزوجة معینة لم یلزم ذکر اسمها.

ولا یقع الطلاق بما یرادف الصیغة المذکورة من سائر اللغات مع القدرة علی إیقاعه بتلک الصیغة، وأمّا مع العجز عنه وعدم تیسّر التوکیل أیضاً فیجزئ إیقاعه بما یرادفها بأی لغة کانت.

ویشترط فی صحّة الطلاق إیقاعه بمحضر عدلین ذکرین مجتمعین یسمعان الإنشاء.

مسألة ۱۰۹۶ : لا یصحّ طلاق المستمتَع بها، بل فراقها یتحقّق بانقضاء المدّة أو بذله لها بأن یقول الرجل: (وهبتک مدّة المتعة). ولا یعتبر فی صحّة البذل الإشهاد، ولا خلوّها من الحیض والنفاس.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الضمان


احکام المعاملات

أحکام الضمان

مسألة ۹۰۰ : الضمان هو: التعهّد بمالٍ لآخر.

وهو علی نحوین:

۱- نقل الدین من ذمّة المضمون عنه (المدین) إلی ذمّة الضامن للمضمون له (الدائن)، ومقتضاه اشتغال ذمّة الضامن بنفس المال المضمون، فلو مات قبل وفائه أُخرج من ترکته مقدّماً علی الإرث کسائر دیونه.

۲- التزام الضامن للمضمون له بأداء مال إلیه، ونتیجته وجوب الأداء تکلیفاً دون اشتغال الذمّة وضعاً، فلو مات قبل الأداء لم یخرج من ترکته إلّا إذا أوصی بذلک.

مسألة ۹۰۱ : یعتبر فی الضمان الإیجاب من الضامن والقبول من المضمون له بلفظ أو فعل مفهم - ولو بضمیمة القرائن - للتعهّد بالمال من الأوّل ورضا الثانی بذلک، ولا یعتبر رضا المدیون للمضمون عنه.

ویشترط فی الضامن والمضمون له: البلوغ والعقل والاختیار وعدم السفه، کما یعتبر فی الدائن المضمون له أن لا یکون محجوراً علیه لفَلَس. ولا یعتبر شیء من ذلک فی المدیون المضمون عنه، فلو ضمن شخص دین الصغیر أو المجنون صحّ.

مسألة ۹۰۲ : إذا علّق الضامن فی النحو الأوّل ضمانه علی أمر - کعدم أداء المضمون عنه ونحو ذلک - لم یصحّ علی الأحوط لزوماً، وأمّا فی النحو الثانی فلا مانع من التعلیق بمثل ذلک.

مسألة ۹۰۳ : یعتبر فی الضمان علی النحو الأوّل أن یکون الدین ثابتاً حین الضمان، وإلّا لم یصحّ، کأن یطلب شخص قرضاً من آخر فیضمنه ثالث قبل ثبوته. ویصحّ الضمان علی النحو الثانی فی مثل ذلک.

مسألة ۹۰۴ : یعتبر فی الضمان تعیین المضمون له والمدین المضمون عنه والمال المضمون، فإذا کان أحد مدیوناً لشخصین فضمن شخص لأحدهما لا علی التعیین لم یصحّ الضمان، وهکذا إذا کان شخصان مدیونین لأحد فضمن شخص عن أحدهما لا علی التعیین، کما أنّه إذا کان شخص مدیوناً لأحد بکیلوغرامٍ من الحنطة وبدینار فضمن شخص أحد الدینین لا علی التعیین لم یصحّ الضمان.

مسألة ۹۰۵ : إذا أبرأ الدائن المضمون له الضامن فلیس للضامن مطالبة المدیون المضمون عنه بشیء، وإذا أبرأ بعضه فلیس له مطالبته بذلک البعض.

مسألة ۹۰۶ : عقد الضمان علی النحو الأوّل لازم فلا یجوز للضامن فسخه ولا المضمون له، کما لا یصحّ اشتراط حقّ الفسخ فیه علی الأحوط لزوماً، ولو اشترط لأحدهما وفسخ فلا بُدَّ من مراعاة مقتضی الاحتیاط فی ذلک.

وأمّا الضمان علی النحو الثانی فهو لازم من طرف الضامن، ویجوز للمضمون له إبراء الضامن من الضمان فیسقط.

مسألة ۹۰۷ : إذا کان الضامن حین الضمان قادراً علی أداء المال المضمون فلیس للدائن المضمون له فسخ الضمان ومطالبة المدیون المضمون عنه ولو عجز الضامن عن الأداء بعد ذلک. وکذلک إذا کان الدائن المضمون له عالماً بعجز الضامن ورضی بضمانه، وأمّا إذا کان جاهلاً بذلک ففی ثبوت حقّ الفسخ له إشکال، فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط فی ذلک.

مسألة ۹۰۸ : لیس للضامن مطالبة المدیون المضمون عنه بالدین إذا لم یکن الضمان بإذن منه وطلبه، وإلّا فله مطالبته به ولو قبل وفائه.

وإذا أدّی الدین من غیر جنسه لم یکن له إجبار المدیون المضمون عنه بالأداء من خصوص الجنس الذی دفعه إلی الدائن المضمون له.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الصید بالسلاح


احکام المعاملات

احکام الصید بالسلاح

مسألة ۱۱۹۹ : یشترط فی تذکیة الوحش المحلّل أکله إذا اصطید بالسلاح أمور:

الأوّل: أن تکون الآلة کالسیف والسکین والخنجر وغیرها من الأسلحة القاطعة، أو کالرمح والسهم والعصا ممّا یشاک بحدّه ویخرق جسد الحیوان، سواء کان فیه نصل - من حدید أو فلزّ غیره - کالسهم أو صُنِع خارقاً وشائکاً بنفسه کالمعراض.

ولکن یعتبر فیما لا نصل فیه أن یخرق بدن الحیوان، ولا یحلّ فیما لو قتله بالوقوع علیه. وأمّا ما فیه نصل فلا یعتبر فیه ذلک، فیحلّ الحیوان لو قتله وإن لم یجرحه ویخرق بدنه.

ولو اصطید الحیوان بالحجارة أو العمود أو الشبکة أو الحبالة أو غیرها من الآلات التی لیست بقاطعة ولا شائکة حرم أکله وحکم بنجاسته.

وإذا اصطاد بالبندقیة فإن کانت الطلقة تنفذ فی بدن الحیوان وتخرقه حلّ أکله، وهو طاهر. وأمّا إذا لم تکن کذلک - بأن قتلته بسبب ضغطها أو بسبب ما فیها من الحرارة المحرقة - لم یحلّ أکله ولم یکن طاهراً علی الأحوط لزوماً.

الثانی: أن یکون الصائد مسلماً أو بحکمه کالصبی الممیز الملحق به، ولا یحلّ صید الکافر، وکذا المنتحل للإسلام المحکوم بالکفر کالناصب المعلن بعداوة أهل البیت (علیهم السلام)، علی ما مرّ فی الذبح.

الثالث: قصد اصطیاد الحیوان المحلّل بالصید، فلو رمی هدفاً أو عدوّاً أو خنزیراً أو شاة فأصاب غزالاً - مثلاً - فقتله لم یحلّ.

الرابع: التسمیة عند استعمال السلاح فی الاصطیاد، ویجتزئ بها قبل إصابة الهدف أیضاً. ولو أخلّ بها متعمّداً لم یحلّ صیده، ولا بأس بالإخلال بها نسیاناً.

الخامس: أن یدرکه میتاً، أو یدرکه وهو حی ولکن لم یکن الوقت متّسعاً لتذکیته، فلو أدرکه حیاً وکان الوقت متّسعاً لذبحه ولم یذبحه حتّی خرجت روحه لم یحلّ أکله.

مسألة ۱۲۰۰ : لو اصطاد اثنان صیداً واحداً ولم تتوفّر الشروط المتقدّمة إلّا فی أحدهما فقط - کأن سمّی أحدهما ولم یسمّ الآخر متعمّداً - لم یحلّ أکله.

مسألة ۱۲۰۱ : یعتبر فی حلّیة الصید أن تکون الآلة مستقلّة فی قتله، فلو شارکها شیء آخر - کما إذا رماه فسقط الصید فی الماء ومات وعلم استناد الموت إلی کلا

الأمرین - لم یحلّ، وکذا الحال فیما إذا شک فی استناد الموت إلی الرمی بخصوصه.

مسألة ۱۲۰۲ : لا یعتبر فی حلّیة الصید إباحة الآلة، فلو اصطاد حیواناً بالکلب أو السهم المغصوبین حلّ الصید وملکه الصائد دون صاحب الآلة أو الکلب، ولکنّ الصائد ارتکب معصیة، ویجب علیه دفع أجرة الکلب أو الآلة إلی صاحبه.

مسألة ۱۲۰۳ : لو أبانت آلة الصید - کالسیف ونحوه - عضواً من الحیوان مثل الید والرجل کان العضو المبان میتة یحرم أکله، ویحلّ أکل الباقی مع اجتماع شروط التذکیة المتقدّمة فی المسألة (۱۱۸۸).

ولو قطعت الآلةُ الحیوانَ نصفین فإن لم یدرکه حیاً، أو أدرکه حیاً إلّا أن الوقت لم یتّسع لذبحه، تحلّ کلتا القطعتین مع توفّر الشروط المذکورة. وأمّا إذا أدرکه حیاً وکان الوقت متّسعاً لذبحه فالقطعة الفاقدة للرأس والرقبة محرّمة، والقطعة التی فیها الرأس والرقبة طاهرة وحلال فیما إذا ذبح علی النهج المقرّر شرعاً.

مسألة ۱۲۰۴ : لو قسم الحیوان قطعتین بالحبالة أو الحجارة ونحوهما ممّا لا یحلّ به الصید حرمت القطعة الفاقدة للرأس والرقبة، وأمّا القطعة التی فیها الرأس والرقبة فهی طاهرة وحلال فیما إذا أدرکه حیاً واتّسع الوقت لتذکیته وذبحه مع الشروط المعتبرة، وإلّا حرمت هی أیضاً.

مسألة ۱۲۰۵ : الجنین الخارج من بطن الصید أو الذبیحة حیاً إذا وقعت علیه التذکیة الشرعیة حلّ أکله وإلّا حرم، سواء اتّسع الوقت لتذکیته أم لا.

مسألة ۱۲۰۶ : الجنین الخارج من بطن الصید أو الذبیحة میتاً طاهر وحلال بشرط عدم سبق موته علی تذکیة أمّه، وعدم استناد موته إلی التوانی فی إخراجه علی النحو المتعارف، وکونه تامّ الخلقة وقد أشعر أو أوبر.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الصوم


احکام الصوم

احکام الصوم

یجب علی کلّ إنسان أن یصوم شهر رمضان عند تحقّق هذه الشروط:

۱- البلوغ، فلا یجب علی غیر البالغ من أوّل الفجر، وإن کان الأحوط الأولی إتمامه إذا کان ناویاً للصوم ندباً فبلغ أثناء النهار.

۲،۳- العقل وعدم الإغماء، فلو جنّ أو أغمی علیه بحیث فاتت منه النیة المعتبرة فی الصوم وأفاق أثناء النهار لم یجب علیه صوم ذلک الیوم. نعم، لا یترک الاحتیاط للمجنون والمغمی علیه بغیر اختیار إذا کان مسبوقاً بالنیة وأفاق أثناء النهار بتمام الصوم وإن لم یفعل فالقضاء، وللسکران وللمغمی علیه عن اختیار مع سبق النیة بالجمع بین الإتمام إن أفاق أثناء الوقت والقضاء بعد ذلک.

۴- الطهارة من الحیض والنفاس، فلا یجب علی الحائض والنفساء، ولا یصحّ منهما ولو کان الحیض أو النفاس فی جزء من النهار.

۵- عدم الضرر، مثل المرض الذی یضرّ معه الصوم لإیجابه شدّته أو طول برئه أو شدّة ألمه، کلّ ذلک بالمقدار المعتدّ به الذی لم تجر العادة بتحمّل مثله. ولا فرق بین الیقین بذلک والظنّ به والاحتمال الموجب لصدق الخوف المستند إلی المناشئ العقلائیة، ففی جمیع ذلک لا یجب الصوم.

وإذا أمن من الضرر علی نفسه ولکنّه خاف من الضرر علی عرضه أو ماله مع الحرج فی تحمّله لم یجب علیه الصوم. وکذلک فیما إذا زاحمه واجب مساوٍ أو أهمّ کما لو خاف علی عرض غیره أو ماله مع وجوب حفظه علیه.

۶- الحضر أو ما بحکمه، فلو کان فی سفر تُقصر فیه الصلاة لم یجب علیه الصوم، بل ولا یصحّ منه أیضاً. نعم، السفر الذی یجب فیه التمام لا یسقط فیه الصوم.

مسألة ۴۶۶ : الأماکن التی یتخیر المسافر فیها بین التقصیر والإتمام یتعین علیه فیها الإفطار ولا یصحّ منه الصوم.

مسألة ۴۶۷ : یعتبر فی جواز الإفطار للمسافر أن یتجاوز حدّ الترخّص الذی یعتبر فی قصر الصلاة، وقد مرّ بیانه فی الصفحة (۱۹۳).

مسألة ۴۶۸ : یجوز بل یجب علی الأحوط إتمام الصوم علی من سافر بعد الزوال ویجتزئ به، وأمّا من سافر قبل الزوال جاز له الإفطار بل وجب علی الأحوط لزوماً خصوصاً إذا کان ناویاً للسفر من اللیل، فیجوز له الإفطار بعد التجاوز عن حدّ الترخّص، وعلیه قضاؤه.

مسألة ۴۶۹ : إذا رجع المسافر إلی وطنه، أو محلٍّ یرید فیه الإقامة عشرة أیام ففیه صور:

۱- أن یرجع إلیه قبل الزوال أو بعده وقد أفطر فی سفره، فلا صوم له فی هذه الصورة.

۲- أن یرجع قبل الزوال ولم یفطر فی سفره، ففی هذه الصورة یجب علیه - علی الأحوط - أن ینوی الصوم ویصوم بقیة النهار ویصح منه.

۳- أن یرجع بعد الزوال ولم یفطر فی سفره، ولا یجب علیه الصوم فی هذه الصورة، بل لا یصحّ منه علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۴۷۰ : إذا صام المسافر جهلاً بالحکم وعلم به بعد انقضاء النهار صحّ صومه ولم یجب علیه القضاء.

مسألة ۴۷۱ : یجوز السفر فی شهر رمضان ولو من غیر ضرورة، ولا بُدَّ من الإفطار فیه، وأمّا فی غیره من الواجب المعین فلا یجوز السفر إذا کان واجباً بإیجار ونحوه، وکذا الثالث من أیام الاعتکاف. ویجوز السفر فیما کان واجباً بالنذر، وفی إلحاق الیمین والعهد به إشکال، فالأحوط لزوماً عدم السفر فیهما.

مسألة ۴۷۲ : لا یصحّ الصوم الواجب من المسافر سفراً تقصر الصلاة فیه - مع العلم بالحکم - إلّا فی ثلاثة مواضع:

۱- صوم الثلاثة أیام، وهی جزء من العشرة التی تکون بدل هدی التمتّع لمن عجز عنه.

۲- صوم الثمانیة عشر یوماً التی هی بدل البدنة کفّارة لمن أفاض من عرفات قبل الغروب عامداً.

۳- صوم النافلة فی وقت معین المنذورُ إیقاعه فی السفر أو فی الأعمّ من السفر والحضر، دون النذر المطلق.

وکما لا یصحّ الصوم الواجب فی السفر فی غیر المواضع المذکورة، کذلک لا یصحّ الصوم المندوب فیه إلّا ثلاثة أیام للحاجة فی المدینة المنوّرة، والأحوط لزوماً أن یکون فی الأربعاء والخمیس والجمعة.

مسألة ۴۷۳ : یعتبر فی صحّة صوم النافلة أن لا تکون ذمّة المکلّف مشغولة بقضاء شهر رمضان. ولا یضرّ بصحّته أن یکون علیه صوم واجب لإجارة أو قضاء نذر مثلاً أو کفّارة أو نحوها، فیصح منه صوم النافلة فی جمیع ذلک. کما یصحّ منه صوم الفریضة عن غیره تبرّعاً أو بإجارة وإن کان علیه قضاء شهر رمضان.

مسألة ۴۷۴ : الشیخ والشیخة إذا شقّ علیهما الصوم جاز لهما الإفطار ویکفِّران عن کلّ یوم بمُدّ من الطعام، ولا یجب علیهما القضاء. وإذا تعذّر علیهما الصوم سقط عنهما، ولا یبعد سقوط الکفّارة حینئذٍ أیضاً.

ویجری هذا الحکم علی ذی العطاش (من به داء العطش) أیضاً، فإذا شقّ علیه الصوم کفّر عن کلّ یوم بمُدّ، وإذا تعذّر علیه الصوم سقطت عنه الکفّارة أیضاً.

مسألة ۴۷۵ : الحامل المُقْرِب إذا خافت الضرر علی نفسها أو علی جنینها جاز لها الإفطار، بل قد یجب کما إذا کان الصوم مستلزماً للإضرار المحرّم بأحدهما، وتُکفِّر عن کلّ یوم بمُدّ، ویجب علیها القضاء أیضاً.

مسألة ۴۷۶ : المرضع القلیلة اللبن إذا خافت الضرر علی نفسها أو علی الطفل الرضیع جاز لها الإفطار، بل قد یجب کما مرّ فی المسألة السابقة، وعلیها القضاء والتکفیر عن کلّ یوم بمُدّ.

ولا فرق فی المرضع بین الأمّ والمستأجرة والمتبرّعة، والأحوط لزوماً الاقتصار فی ذلک علی ما إذا انحصر الإرضاع بها بأن لم یکن هناک طریق آخر لإرضاع الطفل ولو بالتبعیض من دون مانع، وإلّا لم یجز لها الإفطار.

مسألة ۴۷۷ : یکفی فی المُدّ إعطاء ثلاثة أرباع الکیلوغرام تقریباً، والأولی أن یکون من الحنطة أو دقیقها، وإن کان یجزئ مطلق الطعام حتّی الخبز.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الصلح


احکام المعاملات

احکام الصلح

مسألة ۷۴۶ : الصلح هو: التسالم بین شخصین علی تملیک عین أو منفعة أو علی إسقاط دین أو حقّ بعوض مادّی أو مجّاناً، ولا یشترط کونه مسبوقاً بالنزاع.

مسألة ۷۴۷ : یعتبر فی المتصالحین: البلوغ والعقل والاختیار والقصد، کما یعتبر فیمن تقتضی المصالحة أن یتصرّف فی ماله من الطرفین أن لا یکون محجوراً علیه من ذلک لِسَفَهٍ أو فَلَس.

مسألة ۷۴۸ : لا یعتبر فی الصلح صیغة خاصّة، بل یکفی فیه کلّ لفظ أو فعل دالّ علیه.

مسألة ۷۴۹ : لا یعتبر فی الصلح العلم بالمصالح به، فإذا اختلط مال أحد الشخصین بمال الآخر جاز لهما أن یتصالحا علی الشرکة بالتساوی أو بالاختلاف، کما یجوز لأحدهما أن یصالح الآخر بمال خارجی معین، ولا یفرق فی ذلک بین ما إذا کان التمییز بین المالین متعذّراً وما إذا لم یکن متعذّراً.

مسألة ۷۵۰ : إسقاط الحقّ أو الدین لا یحتاج إلی قبول، وأمّا المصالحة علیه فلا بُدَّ فیها من القبول.

مسألة ۷۵۱ : لو علم المدیون بمقدار الدین ولم یعلم به الدائن وصالحه بأقلّ منه لم یحلّ الزائد للمدیون، إلّا أن یعلم برضا الدائن بالمصالحة حتّی لو علم بمقدار الدین أیضاً.

مسألة ۷۵۲ : إذا کان شخصان لکلّ منهما مال فی ید الآخر أو علی ذمّته وعلمت زیادة أحدهما علی الآخر، فإن کان المالان بحیث لا یجوز بیع أحدهما بالآخر لاستلزامه الربا لم یجز التصالح علی المبادلة بینهما أیضاً؛ لأن حرمة الربا تعمّ الصلح علی هذا النحو. وهکذا الحکم فی صورة احتمال الزیادة وعدم العلم بها علی الأحوط لزوماً.

ویمکن الاستغناء عن الصلح بالمبادلة بین المالین بالصلح علی نحو آخر، بأن یقول أحدهما لصاحبه فی الفرض الأوّل: (صالحتک علی أن تهب لی ما فی یدی وأهب لک ما فی یدک) فیقبل الآخر، ویقول فی الفرض الثانی: (صالحتک علی أن تبرأنی ممّا لک فی ذمتی وأبرأک ممّا لی فی ذمّتک) فیقبل الآخر.

مسألة ۷۵۳ : لا بأس بالمصالحة علی مبادلة دینین علی شخص واحد أو علی شخصین فیما إذا لم یستلزم الربا علی ما مرّ فی المسألة السابقة، مثلاً: إذا کان أحد الدینین الحالّین من الحنطة الجیدة والآخر من الحنطة الردیئة وکانا متساویین فی المقدار جاز التصالح علی مبادلة أحدهما بالآخر، ولا یجوز ذلک فی صورة عدم التساوی.

مسألة ۷۵۴ : یصحّ الصلح فی الدین المؤجّل بأقلّ منه إذا کان المقصود إبراء ذمّة المدیون من بعض الدین وأخذ الباقی منه نقداً لا المعاوضة بین الزائد والناقص.

هذا فیما إذا کان الدین من جنس الذهب أو الفضّة أو غیرهما فی المکیل أو الموزون، وأمّا فی غیر ذلک کالعملات الورقیة فتجوز المعاوضة عنه - صلحاً وبیعاً - بالأقلّ نقداً، سواء من المدیون وغیره، ومن ذلک خصم الصکوک وتنزیل الکمبیالات من المصارف وغیرها کما مرّ فی المسألة (۶۵۷).

مسألة ۷۵۵ : ینفسخ الصلح بتراضی المتصالحین بالفسخ، وکذا إذا فسخ من جعل له حقّ الفسخ منهما فی ضمن الصلح.

مسألة ۷۵۶ : لا یجری خیار المجلس ولا خیار الحیوان فی الصلح، کما لا یجری خیار الغبن فی الصلح الواقع فی موارد قطع النزاع والخصومات، بل ولا فی غیره علی الأحوط لزوماً. وکذلک لا یجری فی الصلح خیار التأخیر علی النحو المتقدّم فی البیع. نعم، لو أخّر تسلیم المصالح به عن الحدّ المتعارف أو اشترط تسلیمه نقداً فلم یعمل به فللآخر أن یفسخ المصالحة.

وأمّا بقیة الخیارات التی سبق ذکرها فی البیع فهی تجری فی الصلح أیضاً.

مسألة ۷۵۷ : لو ظهر العیب فی المصالح به جاز الفسخ، والأحوط لزوماً عدم المطالبة بالتفاوت بین قیمتی الصحیح والمعیب عند عدم إمکان الردّ.

مسألة ۷۵۸ : یجوز للمتنازعین فی دین أو عین أو منفعة أن یتصالحا بشیء من المدّعی به أو بشیء آخر حتّی مع إنکار المدّعی علیه، ویسقط بهذا الصلح حقّ الدعوی، وکذا یسقط حقّ الیمین الذی کان للمدّعی علی المنکر، فلیس للمدّعی بعد ذلک تجدید المرافعة، ولکنّ هذا قطع للنزاع ظاهراً ولا یحلّ لغیر المحقّ ما یأخذه بالصلح إلّا مع رضا صاحب الحقّ بذلک واقعاً لا لمجرّد استنقاذ بعض حقّه أو تخلّصاً من الدعوی الکاذبة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الشوارع المفتوحة من قبل الدولة


المسائل المستحدثة

أحکام الشوارع المفتوحة من قبل الدولة

مسألة ۷۵ : یجوز استطراق الشوارع والأرصفة المستحدثة الواقعة علی الدور والأملاک الشخصیة للناس التی تستملکها الدولة وتجعلها طرقاً.

نعم، من علم أنّ موضعاً خاصّاً منها قد قامت الدولة باستملاکه قهراً علی صاحبه من دون إرضائه بتعویض أو ما بحکمه جری علیه حکم الأرض المغصوبة، فلا یجوز له التصرّف فیه حتّی بمثل الاستطراق، إلّا مع استرضاء صاحبه أو ولیه - من الأب أو الجدّ أو القیم المنصوب من قبل أحدهما -، فإن لم یعلم صاحبه جری علیه حکم المال المجهول مالکه، فیراجع بشأنه الحاکم الشرعی. ومنه یظهر حکم الفضلات الباقیة منها، فإنّه لا یجوز التصرّف فیها إلّا بإذن أصحابها.

مسألة ۷۶ : یجوز العبور والمرور من أراضی المساجد الواقعة فی الطرق، وکذا یجوز الجلوس فیها ونحوه من التصرّفات، وهکذا الحال فی أراضی الحسینیات والمقابر وما یشبههما من الأوقاف العامّة. وأمّا أراضی المدارس وما شاکلها ففی جواز التصرّف فیها بمثل ذلک لغیر الموقوف علیهم إشکال، والأحوط لزوماً التجنّب عنه.

مسألة ۷۷ : المساجد الواقعة فی الشوارع والأرصفة المستحدثة لا تخرج عرصتها عن الوقفیة، ولکن لا تترتّب علیها الأحکام المترتّبة علی عنوان المسجد الدائرة مداره وجوداً وعدماً، کحرمة تنجیسه ووجوب إزالة النجاسة عنه وعدم جواز مکث الجنب والحائض والنفساء فیه وما شاکل ذلک.

وأمّا الفضلات الباقیة منها، فإن لم ‏تخرج عن عنوان المسجد ترتّبت علیها جمیع أحکامه، وأمّا إذا خرجت عنه - کما إذا جعلها الظالم دکاناً أو محلّاً أو داراً - فلا تترتّب علیها تلک الأحکام، ویجوز الانتفاع منها بجمیع الانتفاعات المحلّلة الشرعیة، إلّا ما یعدّ منها تثبیتاً للغصب فإنّه غیر جائز.

مسألة ۷۸ : الأنقاض الباقیة من المساجد بعد هدمها کأحجارها وأخشابها، وآلاتُها کفرشها ووسائل إنارتها وتبریدها وتدفئتها إذا کانت وقفاً علیها وجب صرفها فی مسجد آخر، فإن لم ‏یمکن ذلک جُعلت فی المصالح العامّة، وإن لم یمکن الانتفاع بها إلّا ببیعها باعها المتولّی أو من بحکمه وصرف ثمنها علی مسجد آخر.

وأمّا إذا کانت أنقاض المسجد ملکاً طِلْقاً له - کما لو کانت قد اشتریت من منافع العین الموقوفة علی المسجد - فلا یجب صرف تلک الأنقاض بأنفسها علی مسجد آخر، بل یجوز للمتولّی أو من بحکمه أن یبیعها إذا رأی المصلحة فی ذلک، فیصرف ثمنها علی مسجد آخر. وما ذکرناه من التفصیل یجری أیضاً فی أنقاض المدارس والحسینیات ونحوهما من الأوقاف العامّة الواقعة فی الطرقات.

مسألة ۷۹ : مقابر المسلمین الواقعة فی الطرق إن کانت من الأملاک الشخصیة أو من الأوقاف العامّة فقد ظهر حکمها ممّا سبق، هذا إذا لم ‏یکن العبور والمرور علیها هتکاً لموتی المسلمین، وإلّا فلا یجوز.

وأمّا إذا لم‏ تکن ملکاً ولا وقفاً فلا بأس بالتصرّف فیها ما لم ‏یکن هتکاً، ومن ذلک یظهر حال الأراضی الباقیة منها، فإنّها فی الفرض الأوّل لا یجوز التصرّف فیها وشراؤها إلّا بإذن مالکها، وفی الفرض الثانی لا یجوز ذلک إلّا بإذن المتولّی ومن بحکمه، فیصرف ثمنها فی مقابر أخری للمسلمین مع مراعاة الأقرب فالأقرب علی الأحوط لزوماً، وفی الفرض الثالث یجوز ذلک من دون حاجة إلی إذن أحد، ما لم‏ یستلزم التصرّف فی ملک الغیر کآثار القبور المهدّمة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الشفعة


احکام المعاملات

احکام الشفعة

مسألة ۷۲۱ : إذا باع أحد الشریکین حصّته علی ثالث کان لشریکه - مع اجتماع الشروط الآتیة - حقّ أن یتملّک المبیع بالثمن المقرّر له فی البیع. ویسمّی هذا الحقّ بـ «الشفعة»، وصاحبه بـ «الشفیع».

مسألة ۷۲۲ : تثبت الشفعة فی البیع وما یفید فائدته کالهبة المعوّضة والصلح بعوض، کما تثبت فی المنقول وغیر المنقول سواء قَبِل القسمة أم لم یقبلها، وتثبت أیضاً فی الوقف فیما یجوز بیعه.

مسألة ۷۲۳ : یشترط فی ثبوت الشفعة أن تکون العین المبیعة مشترکة بین اثنین، فإذا کانت مشترکة بین ثلاثة فما زاد وباع أحدهم لم تکن لأحدهم شفعة، وکذا إذا باعوا جمیعاً إلّا واحداً منهم.

ویستثنی ممّا تقدّم ما إذا کانت داران یختصّ کلّ منهما بشخص وکانا مشترکین فی طریقهما فبیعت إحدی الدارین مع الحصّة المشاعة من الطریق، ففی مثل ذلک تثبت الشفعة لصاحب الدار الأخری. ویجری هذا الحکم أیضاً فی صورة تعدّد الدور واختصاص کلّ واحدة منها بواحد علی الشرط المتقدّم.

مسألة ۷۲۴ : یعتبر فی الشفیع الإسلام إذا کان المشتری مسلماً، فلا شفعة للکافر علی المسلم وإن اشتری من کافر، وتثبت للمسلم علی الکافر، وللکافر علی مثله.

مسألة ۷۲۵ : یشترط فی الشفیع أن یکون قادراً علی أداء الثمن، فلا تثبت للعاجز عنه وإن بذل الرهن أو وُجد له ضامنٌ، إلّا أن یرضی المشتری بذلک. نعم، إذا طلب الشفعة وادّعی غیبة الثمن أُجّل ثلاثة أیام، فإن لم یحضره بطلت شفعته، فإن ذکر أن المال فی بلد آخر أُجّل بمقدار وصول المال إلیه وزیادة ثلاثة أیام، فإن انتهی فلا شفعة.

ویکفی فی الأیام الثلاثة التلفیق، کما أن مبدأها زمان الأخذ بالشفعة لا زمان البیع.

مسألة ۷۲۶ : الشفیع یتملّک المبیع بإعطاء قدر الثمن لا بأکثر منه ولا بأقلّ، ولا یلزم أن یعطی عین الثمن فی فرض التمکن منها، بل له أن یعطی مثله إن کان مثلیاً.

مسألة ۷۲۷ : فی ثبوت الشفعة فی الثمن القیمی - بأن یأخذ المبیع بقیمة الثمن - إشکال.

مسألة ۷۲۸ : تلزم المبادرة إلی الأخذ بالشفعة، فیسقط مع المماطلة والتأخیر بلا عذر، ولا یسقط إذا کان التأخیر عن عذر - ولو کان عرفیاً - کجهله بالبیع أو جهله باستحقاق الشفعة، أو توهّمه کثرة الثمن فبان قلیلاً، أو کون المشتری زیداً فبان عمراً، أو أنّه اشتراه لنفسه فبان لغیره أو العکس، أو أنّه واحد فبان اثنین أو العکس، أو أن المبیع النصف بمائة دینار فتبین أنّه الربع بخمسین دیناراً، أو کون الثمن ذهباً فبان فضّة، أو لکونه محبوساً ظلماً أو بحقّ یعجز عن أدائه، وأمثال ذلک من الأعذار.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الشرکة


احکام المعاملات

احکام الشرکة

مسألة ۷۲۹ : تطلق الشرکة علی معنیین:

۱- کون شیء واحدٍ لاثنین أو أزید بإرث أو عقد ناقل أو حیازة أو امتزاج أو غیر ذلک.

۲- العقد الواقع بین اثنین أو أزید علی الاشتراک فیما یحصل لهم من ربح وفائدة من الاتّجار أو الاکتساب أو غیرهما، وتسمی بـ «الشرکة العقدیة». وتقع علی أنحاء بعضها صحیح وبعضها فاسد کما یأتی.

مسألة ۷۳۰ : لو اتّفق شخصان - مثلاً - علی الاتّجار والتکسّب بعین أو أعیان مشاعة بینهما علی أن یکون بینهما ما یحصل من ذلک من ربح أو خسران کانت الشرکة صحیحة، وتسمی هذه بـ «الشرکة الإذنیة».

ولو أنشأ شخصان - مثلاً - المشارکة فی رأس مال مکوّن من مالهما للاتّجار والتکسّب به وفق شروط معینة کانت الشرکة صحیحة أیضاً، وتسمی بـ «الشرکة المعاوضیة»؛ لتضمّنها انتقال حصّة من مال کلّ منهما إلی الآخر.

مسألة ۷۳۱ : لو قرّر شخصان - مثلاً - الاشتراک فیما یربحانه من أُجرة عملهما، کما لو قرّر حلّاقان أن یکون کلّ ما یأخذانه من أجرة الحلاقة مشترکاً بینهما کانت الشرکة باطلة. نعم، لو صالح أحدهما الآخر بنصف منفعته إلی مدّة معینة - کسنة مثلاً - بإزاء نصف منفعة الآخر إلی تلک المدّة وقَبِل الآخر صحّ، واشترک کلّ منهما فیما یحصّله الآخر فی تلک المدّة من الأُجرة.

مسألة ۷۳۲ : لا یجوز اشتراک شخصین - مثلاً - علی أن یشتری کلّ منهما متاعاً نسیئة لنفسه ویکون ما یبتاعه کلّ منهما بینهما فیبیعانه ویؤدّیان الثمن ویشترکان فیما یربحانه منه. نعم، لا بأس بأن یوکل کلّ منهما صاحبه فی أن یشارکه فیما اشتراه بأن یشتری لهما وفی ذمّتهما، فإذا اشتری شیئاً کذلک یکون لهما، ویکون الربح والخسران أیضاً بینهما.

مسألة ۷۳۳ : یعتبر فی عقد الشرکة - مضافاً إلی لزوم إنشائها بلفظ أو فعل یدلّ علیها - توفّر الشروط الآتیة فی الطرفین: البلوغ والعقل والاختیار وعدم الحجر لِسَفَهٍ أو فَلَس، فلا یصحّ شرکة الصبی والمجنون والمکرَه، والسفیه الذی یصرف أمواله فی غیر موقعه، والمُفْلِس فیما حجر علیه من أمواله.

مسألة ۷۳۴ : لا بأس باشتراط زیادة الربح عمّا تقتضیه نسبة المالین لمن یقوم بالعمل من الشریکین أو الذی یکون عمله أکثر أو أهمّ من عمل الأخر، ویجب الوفاء بهذا الشرط. وهکذا الحال لو اشترطت الزیادة لغیر العامل منهما أو لغیر من یکون عمله أکثر أو أهمّ من عمل صاحبه. ولو اشترطا أن یکون تمام الربح لأحدهما أو یکون تمام الخسران علی أحدهما ففی صحّة العقد إشکال، فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط فی ذلک.

مسألة ۷۳۵ : إذا لم یشترطا لأحدهما زیادة فی الربح فإن تساوی المالان تساویا فی الربح والخسران، وإلّا کان الربح والخسران بنسبة المالین، فلو کان مال أحدهما ضعف مال الآخر کان ربحه وضرره ضعف الآخر، سواء تساویا فی العمل أو اختلفا أو لم یعمل أحدهما أصلاً.

مسألة ۷۳۶ : لو اشترطا فی عقد الشرکة أن یشترکا فی العمل کلّ منهما مستقلّاً أو یعمل أحدهما فقط أو یعمل ثالث یستأجر لذلک وجب العمل علی طبق الشرط.

مسألة ۷۳۷ : إذا لم یعینا العامل فإن کانت الشرکة إذنیة لم یجز لأی منهما التصرّف فی رأس المال بغیر إجازة الآخر، وإن کانت الشرکة معاوضیة جاز تکسّب کلّ منهما برأس المال علی نحو لا یضرّ بالشرکة.

مسألة ۷۳۸ : یجب علی من له العمل أن یکون عمله علی طبق ما هو المقرّر بینهما، فلو قرّرا - مثلاً - أن یشتری نسیئة ویبیع نقداً أو یشتری من المحلّ الخاصّ وجب العمل به، ولو لم یعین شیء من ذلک لزم العمل بما هو المتعارف علی وجه لا یضرّ بالشرکة.

مسألة ۷۳۹ : لو تخلّف العامل عمّا شرطاه أو عمل علی خلاف ما هو المتعارف فی صورة عدم الشرط أثم ولکن تصحّ المعاملة، فإن کانت رابحة اشترکا فی الربح، وإن کانت خاسرة أو تلف المال ضمن العامل الخسارة أو التلف.

مسألة ۷۴۰ : الشریک العامل فی رأس المال أمین، فلا یضمن التالف کلّاً أو بعضاً من دون تعدٍّ أو تفریط.

مسألة ۷۴۱ : لو ادّعی العامل التلف فی مال الشرکة فإن کان مأموناً عند صاحبه لم یطالبه بشیء، وإلّا جاز له رفع أمره إلی الحاکم الشرعی.

مسألة ۷۴۲ : إذا کانت الشرکة معاوضیة فلا بُدَّ أن یکون لها أجل معین وتکون عندئذٍ لازمة إلی حین انقضائه. وأمّا إذا کانت إذنیة فلا یلزم أن یجعل لها أجل معین، وإن جُعل لم یکن لازماً فیجوز لکلّ منهما الرجوع قبل انقضائه. نعم، لو اشترطا عدم فسخها إلی أجل معین صحّ الشرط ووجب العمل به، ولکن مع ذلک تنفسخ بفسخ أی منهما وإن کان الفاسخ آثماً.

مسألة ۷۴۳ : إذا مات أحد الشرکاء لم یجز للآخرین التصرّف فی مال الشرکة، وکذلک الحال فی الجنون والإغماء والسفه.

مسألة ۷۴۴ : لو اتّجر أحد الشریکین بمال الشرکة ثُمَّ ظهر بطلان عقد الشرکة، فإن لم یکن الأذن فی التصرّف مقیداً بصحّة الشرکة صحّت المعاملة ویرجع ربحها إلیهما، وإن کان الأذن مقیداً بصحّة العقد کان العقد بالنسبة إلی الآخر فضولیاً، فإن أجاز صحّ وإلّا بطل.

مسألة ۷۴۵ : لا یجوز لبعض الشرکاء التصرّف فی المال المشترک إلّا برضا الباقین، ومتی طلب أحدهم القسمة فإن کانت قسمة ردّ - أی یتوقّف تعدیل السهام علی ضمّ مقدار من المال إلی بعضها لیعادل البعض الآخر - أو کانت مستلزمة للضرر لم یجب علی الباقین القبول، وإلّا وجب علیهم ذلک. ولو طلب أحدهم بیع ما یترتّب علی قسمته ضرر لیقسّم الثمن تجب إجابته، ویجبر علیه الممتنع.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الرهن


احکام المعاملات

أحکام الرهن

مسألة ۸۸۹ : الرهن هو: جعل عین وثیقة للتأمین علی دین أو عین مضمونة.

مسألة ۸۹۰ : الرهن عقد مرکب من إیجاب من الراهن وقبول من المرتهن.

ولا یعتبر فیه أن یکون المدیون هو الراهن - وإن کان هذا هو الغالب - بل یصحّ أن یکون غیره، بأن یجعل شخص ماله رهناً لدین آخر، کما لا یعتبر فیه القبض. نعم، مقتضی إطلاقه کون العین المرهونة بید المرتهن إلّا أن یشترط کونها بید ثالث أو بید الراهن، فیصحّ ما لم ینافِ التأمین المقوّم له.

مسألة ۸۹۱ : لا تعتبر الصیغة فی الرهن، بل یکفی دفع المدیون - مثلاً - مالاً للدائن بقصد الرهن وأخذ الدائن له بهذا القصد.

مسألة ۸۹۲ : یعتبر فی الراهن والمرتهن: البلوغ والعقل والاختیار وعدم کون الراهن سفیهاً، ولا محجوراً علیه لفلس إلّا إذا لم تکن العین المرهونة ملکاً له أو لم تکن من أمواله التی حجر علیها.

مسألة ۸۹۳ : یعتبر فی العین المرهونة جواز تصرّف الراهن فیها ولو بالرهن فقط، فإذا رهن مال الغیر فصحّته موقوفة علی إجازة المالک.

مسألة ۸۹۴ : یعتبر فی العین المرهونة أن تکون عیناً خارجیة مملوکة یجوز بیعها وشراؤها، فلا یصحّ رهن الخمر ونحوه، ولا رهن الدین قبل قبضه، ولا رهن الوقف ولو کان خاصّاً إلّا مع وجود أحد مسوّغات بیعه.

مسألة ۸۹۵ : منافع العین المرهونة لمالکها - سواء أکان هو الراهن أم غیره - دون المرتهن.

مسألة ۸۹۶ : یجوز لمالک العین المرهونة أن یتصرّف فیها بما لا ینافی حقّ الرهانة، بأن لا یکون متلفاً لها أو موجباً للنقص فی مالیتها أو مخرجاً لها عن ملکه، فیجوز له الانتفاع من الکتاب بمطالعته ومن الدار بسکناها ونحو ذلک.

وأمّا التصرّف المتلف أو المنقص لمالیتها فغیر جائز إلّا بإذن المرتهن، وکذلک التصرّف الناقل فیها ببیع أو هبة أو نحوهما فإنّه لا یجوز إلّا بإذنه، وإن وقع توقّفت صحّته علی إجازته، فإن أجاز بطل الرهن.

مسألة ۸۹۷ : لو باع المرتهن العین المرهونة قبل حلول الأجل بإذن المالک بطل الرهن، ولا یکون ثمنها رهناً بدلاً عن الأصل، وکذلک لو باعها فأجازه المالک.

ولو باعها المالک بإذن المرتهن علی أن یجعل ثمنه رهناً فلم یفعل بطل البیع، إلّا أن یجیزه المرتهن.

مسألة ۸۹۸ : إذا حان زمان قضاء الدین وطالبه الدائن فلم یؤدّه جاز له بیع العین المرهونة واستیفاء دینه إذا کان وکیلاً عن مالکها فی البیع واستیفاء دینه منه، وإلّا لزم استجازته فیهما، فإن لم یتمکن من الوصول إلیه استجاز الحاکم الشرعی علی الأحوط وجوباً.

وإذا امتنع من الإجازة رفع أمره إلی الحاکم لیلزمه بالوفاء أو البیع، فإن تعذّر علی الحاکم إلزامه باعها علیه بنفسه أو بتوکیل الغیر.

وعلی التقدیرین لو باعها وزاد الثمن علی الدین کانت الزیادة أمانة شرعیة یوصلها إلی مالکها.

مسألة ۸۹۹ : إذا کانت العین المرهونة من مستثنیات الدین - کدار السکنی وأثاث المنزل - جاز للمرتهن بیعها واستیفاء دینه من ثمنها کسائر الرهون.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الرضاع


احکام المعاملات

احکام الرضاع

إذا أرضعت امرأة ولداً لغیرها أوجب ذلک حرمة النکاح بین عدد من الذکور والإناث، وکذلک حلیة النظر واللمس - علی حدّ ما تقدّم فی المحارم بالنسب - دون سائر أحکام العلاقة النسبیة من وجوب الإنفاق وثبوت الإرث وغیرهما. وتفصیل ذلک فی المسائل الآتیة.

المحرمات علی المرتضع

مسألة ۱۰۶۳ :تحرم علی المرتضع عدّة من النساء:

  • ۱- المرضعة؛ لأنّها أمّه من الرضاعة، کما أنّ صاحب اللبن أبوه.
  • ۲- أمّ المرضعة وإن علت نسبیة کانت أم رضاعیة؛ لأنّها جدّته.
  • ۳- بنات المرضعة ولادة؛ لأنّهنّ أخواته. وأمّا بنات المرضعة رضاعاً إذا ارتضعن بلبن رجل آخر فلا یحرمن علی هذا المرتضع.
  • ۴- البنات النسبیات والرضاعیات من أولاد المرضعة ولادة ذکوراً وإناثاً؛ لأن المرتضع إمّا أن یکون عمّهنّ أو خالهنّ من الرضاعة.
  • ۵- أخوات المرضعة وإن کنّ رضاعیات، لأنّهنّ خالات المرتضع.
  • ۶- عمّات المرضعة وخالاتها وعمّات آبائها وأمّهاتها نسبیات کنّ أم رضاعیات؛ فإنّهنّ عمّات المرتضع وخالاته من الرضاعة.
  • ۷- بنات صاحب اللبن النسبیات والرضاعیات بلا واسطة أو مع الواسطة؛ لأنّ المرتضع إمّا أن یکون أخاهنّ أو عمّهنّ أو خالهنّ من الرضاعة.
  • ۸- أمّهات صاحب اللبن النسبیات والرضاعیات؛ لأنّهنّ جدّات المرتضع من الرضاعة.
  • ۹- أخوات صاحب اللبن النسبیات والرضاعیات؛ لأنّهنّ عمّات المرتضع.
  • ۱۰- عمّات صاحب اللبن وخالاته وعمّات وخالات آبائه وأمّهاته النسبیات والرضاعیات؛ لأنّهنّ عمّات المرتضع وخالاته من الرضاعة.
  • ۱۱- حلائل صاحب اللبن؛ لأنّهنّ حلائل أبیه.

المحرمات علی المرتضعة

مسألة ۱۰۶۴ :تحرم المرتضعة علی عدّة من الرجال:

  • ۱- صاحب اللبن؛ لأنّه أبوها من الرضاعة. والمقصود به: الأب الشرعی للولد الذی درّ اللبن بولادته.
  • ۲- آباء صاحب اللبن والمرضعة من النسب أو الرضاع؛ لأنّهم أجدادها من الرضاعة.
  • ۳- أولاد صاحب اللبن من النسب أو الرضاع وإن نزلوا؛ لأنّها تکون أختهم أو عمّتهم أو خالتهم، وکذلک أولاد المرضعة ولادة وأولادهم نسباً أو رضاعاً. وأمّا أولاد المرضعة رضاعاً فإن لم یکونوا أولاداً لصاحب اللبن نسباً أو رضاعاً لم یحرموا علیها.
  • ۴- إخوة صاحب اللبن من النسب أو الرضاع؛ لأنّهم أعمامها من الرضاعة.
  • ۵- أعمام صاحب اللبن وأخواله وأعمام آبائه وأمّهاته من النسب والرضاع؛ لأنّهم إمّا أن یکونوا أعمامها أو أخوالها.

مسألة ۱۰۶۵ : تحرم بنات المرتضع أو المرتضعة النسبیات والرضاعیات - وإن نزلت - علی آبائه وإخوته وأعمامه وأخواله من الرضاعة.

مسألة ۱۰۶۶ : تحرم علی أبناء المرتضع أو المرتضعة أمّهاته وأخواته وخالاته وعمّاته من الرضاعة.

مسألة ۱۰۶۷ : لا یجوز أن یتزوّج أبو المرتضع أو المرتضعة بنات المرضعة النسبیات وإن نزلن، والأحوط استحباباً أن لا یتزوّج بناتها الرضاعیات، وإن کان یحرم علیه أن ینظر منهنّ إلی ما لا یحلّ النظر إلیه لغیر المحارم.

مسألة ۱۰۶۸ : لا یجوز علی الأحوط أن یتزوّج أبو المرتضع أو المرتضعة بنات صاحب اللبن النسبیات والرضاعیات.

مسألة ۱۰۶۹ : لا تحرم أخوات المرتضع والمرتضعة علی صاحب اللبن ولا علی آبائه وأبنائه وأعمامه وإخوانه، وإن کان الأولی أن لا یتزوّج صاحب اللبن بهنّ.

مسألة ۱۰۷۰ : لا تحرم المرضعة وبناتها وسائر أقاربها من النساء علی إخوة المرتضع والمرتضعة، کما لا تحرم علیهم بنات صاحب اللبن وسائر أقاربه من النساء.

مسألة ۱۰۷۱ : إذا تزوّج امرأة ودخل بها حرمت علیه بنتها الرضاعیة کما تحرم علیه بنتها النسبیة. وإذا تزوّج امرأة حرمت علیه أمّها الرضاعیة - وإن لم یکن دخل بها - کما تحرم علیه أمّها النسبیة.

مسألة ۱۰۷۲ : لا فرق فی نشر الحرمة بالرضاع بین ما إذا کان الرضاع سابقاً علی العقد وما إذا کان لاحقاً له، مثلاً: إذا زوّج الولی صغیراً من صغیرة فأرضعتها أمّ الصغیر أو زوجة أبیه أو جدّته بطل العقد وحرمت الصغیرة علیه؛ لأنّها تکون أخته أو عمّته أو خالته.

مسألة ۱۰۷۳ : إذا أرضعت المرأة طفلاً لزوج بنتها - سواء أکان الطفل من بنتها أم من ضرّتها - بطل عقد البنت وحرمت علی زوجها مؤبّداً؛ لأنه یحرم علی أبی المرتضع بنات المرضعة النسبیات کما مرّ.

وأمّا إذا أرضعت المرأة طفلاً لابنها لم یبطل عقد الابن علی زوجته ولم تحرم علیه. نعم، یترتّب علیه سائر الآثار کحرمة المرتضع أو المرتضعة علی أولاد عمّه وعمّته؛ لصیرورته عمّاً أو عمّة لأولاد عمّه وخالاً أو خالةً لأولاد عمّته.

مسألة ۱۰۷۴ : إذا أرضعت زوجة الرجل بلبنه طفلاً لزوج بنته - سواء أکان الطفل من بنته أم من ضرّتها - بطل عقد البنت وحرمت علی زوجها مؤبّداً بناءً علی أنّه یحرم علی أبی المرتضع بنات صاحب اللبن، وقد مرّ فی المسألة (۱۰۶۸) أنّه مبنی علی الاحتیاط، ومقتضاه الانفصال عنها مع الطلاق.

مسألة ۱۰۷۵ : لیس للرضاع أثر فی التحریم ما لم تتوفّر فیه شروط ثمانیة، وهی:

۱- حیاة المرضعة، فلو کانت المرأة میتة حال ارتضاع الطفل منها الرضعات کلّها أو بعضها لم یکن لهذا الرضاع أثر.

۲- حصول اللبن للمرضعة من ولادة شرعیة وإن کانت بوطء شبهة، فلو درّ اللبن من المرأة من دون ولادة أو ولدت من الزنا فأرضعت بلبنها منه طفلاً لم یکن لإرضاعها أثر.

۳- الارتضاع بالامتصاص من الثدی، فإذا أُلقی اللبن فی فم الطفل أو شرب اللبن المحلوب من المرأة ونحو ذلک لم یکن له أثر.

۴- خلوص اللبن، فالممزوج فی فم الطفل بشیء آخر مائع أو جامد کاللبن والسکر لا أثر له.

۵- کون اللبن الذی یرتضعه الطفل منتسباً بتمامه إلی رجل واحد، فلو طلّق الرجل زوجته وهی حامل أو بعد ولادتها منه، فتزوّجت شخصاً آخر وحملت منه، وقبل أن تضعٍ حملها أرضعت طفلاً بلبن ولادتها السابقة من زوجها الأوّل ثمان رضعات مثلاً، وأکملت بعد وضعها لحملها بلبن ولادتها الثانیة من زوجها الأخیر بسبع رضعات، لم یکن هذا الرضاع مؤثراً.

ویعتبر أیضاً وحدة المرضعة، فلو کان لرجل واحد زوجتان ولدتا منه فارتضع الطفل من إحداهما سبع رضعات ومن الأخری ثمان رضعات - مثلاً - لم یکن لرضاعه أثر.

۶- تغذّی الطفل بالحلیب، فلو ارتضع ثُمَّ قاء الحلیب لمرض أو نحوه لم یترتّب أثر علی تلک الرضعة.

۷- بلوغ الرضاع حدّ إنبات اللحم وشدّ العظم. ویکتفی مع الشک فی حصوله برضاع یوم ولیلة (۲۴ ساعة) أو بما بلغ خمس عشرة رضعة، وأمّا مع القطع بعدم حصوله وتحقّق أحد التقدیرین - الزمانی والکمّی - فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط.

ویلاحظ فی التقدیر الزمانی - أی الیوم واللیلة - أن یکون ما یرتضعه الطفل من المرضعة هو غذاؤه الوحید طیلة تلک المدّة، بحیث یرتضع منها متی احتاج إلیه أو رغب فیه، فلو مُنع منه فی بعض المدّة أو تناول طعاماً آخر أو لبناً من مرضعة أخری لم یؤثّر.

نعم، لا بأس بتناول الماء أو الدواء أو الشیء الیسیر من الأکل بدرجة لا یصدق علیه الغذاء عرفاً.

والأحوط وجوباً اعتبار أن یکون الطفل فی أوّل المدّة جائعاً - لیرتضع کاملاً - وفی آخرها روّیاً.

کما یلاحظ فی التقدیر الکمّی - أی الخمس عشرة رضعة - توالی الرضعات، بأن لا یفصل بینها رضاع من امرأة أخری، ولا یضرّ تخلّل غیر الرضاع وإن تغذّی به بشرط أن یرتضع بعده جائعاً فیرتوی من اللبن فقط.

ویلاحظ فیه أیضاً أن تکون کلّ واحدة منها رضعة کاملة بأن یکون الصبی جائعاً فیرتضع حتّی یرتوی، فلا تندرج الرضعة الناقصة فی العدد، ولا تعتبر الرضعات الناقصة المتعدّدة بمثابة رضعة کاملة. نعم، إذا التقم الصبی الثدی ثُمَّ رفضه لا بقصد الإعراض عنه، بل لغرض التنفّس أو الانتقال من ثدی إلی آخر ونحوهما، ثُمَّ عاد إلیه اعتبر عوده استمراراً للرضعة وکان الکل رضعة واحدة کاملة.

۸- عدم تجاوز الرضیع للحولین، فلو رضع أو أکمل الرضاع بعد ذلک لم یؤثّر شیئاً. وأمّا المرضعة فلا یلزم فی تأثیر إرضاعها أن یکون دون الحولین من ولادتها.

مسألة ۱۰۷۶ : یعتبر فی تحقّق الأخوّة الرضاعیة بین مرتضعین اتّحاد صاحب اللبن، فإذا أرضعت امرأة صبیاً رضاعاً کاملاً، ثُمَّ طلّقها زوجها وتزوّجت من آخر وولدت منه وتجدّد لدیها اللبن لأجل ذلک فأرضعت به صبیة رضاعاً کاملاً، لم تحرم هذه الصبیة علی ذلک الصبی ولا أولاد أحدهما علی الآخر؛ لاختلاف اللبنین من ناحیة تعدّد الزوج.

وأمّا إذا ولدت المرأة مرّتین لزوج واحد وأرضعت فی کلّ مرّة واحداً منهما أصبح الطفلان أخوین وحرم أحدهما علی الآخر، کما یحرم الرضیع علی المرضعة والرضیعة علی زوجها.

وکذلک الحال إذا کان للرجل زوجتان ولدتا منه وأرضعت کلّ منهما واحداً منهما، فإنّ أحد الطفلین یحرم علی الآخر کما یحرمان علی المرضعتین وزوجهما.

فالمناط - إذاً - فی حرمة أحد الطفلین علی الآخر بالرضاعة وحدة الرجل المنتسب إلیه اللبن الذی ارتضعا منه، سواء اتّحدت المرضعة أم تعدّدت. نعم، یعتبر أن یکون تمام الرضاع المحرِّم من امرأة واحدة کما تقدّم.

مسألة ۱۰۷۷ : إذا حرم أحد الطفلین علی الآخر بسبب ارتضاعهما من لبن منتسب إلی رجل واحد لم یؤدّ ذلک إلی حرمة إخوة أحدهما علی أخوات الآخر، ولا إلی حرمة الإخوة علی المرضعة.

مسألة ۱۰۷۸ : لا یجوز الزواج ببنت أخی الزوجة وبنت أختها من الرضاعة إلّا برضاها کما لا یجوز الزواج بهما من النسب إلّا برضاها؛ فإنّ الرضاع بمنزلة النسب. وکذلک الأخت الرضاعیة بمنزلة الأخت النسبیة فلا یجوز الجمع بین الأختین الرضاعیتین کما لا یجوز الجمع بین الأختین النسبیتین.

ویحرم علی من ارتکب فاحشة اللواط بنت الملوط وأمّه وأخته الرضاعیات کما هو الحال فی النسبیات، علی التفصیل المتقدّم من المسألة (۱۰۰۶).

مسألة ۱۰۷۹ : لا تحرم المرأة علی زوجها فیما إذا أرضعت بلبنه من أقربائها أخاها أو أولاد أخیها، أو أختها أو أولاد أختها، أو عمّها أو خالها أو أولادهما، أو عمّتها أو خالتها أو أولادهما، أو ابن ابنها.

وکذلک لا تحرم المرأة علی زوجها فیما إذا أرضعت بلبنه من أقربائه أخاه أو أخته أو عمّه أو عمّته أو خاله أو خالته أو ولد بنته من زوجته الأخری أو ولد أخته.

مسألة ۱۰۸۰ : لا تحرم علی الرجل امرأة أرضعت طفل عمّته أو طفل خالته، وإن کان الأحوط الأولی ترک الزواج منها. کما لا تحرم علیه زوجته إذا ارتضع ابن عمّها من زوجة أخری له.

مسألة ۱۰۸۱ : لا توارث فی الرضاع فیما یتوارث به من النسب.

الرضاع وآدابه

مسألة ۱۰۸۲ : الأمّ أحقّ بإرضاع ولدها من غیرها، فلیس للأب تعیین غیرها لإرضاع الولد، إلّا إذا طالبت بأجرة وکانت غیرها تقبل الإرضاع بأجرة أقلّ أو بدون أجرة، فإنّ للأب حینئذٍ أن یسترضع له أخری، وإن کان الأفضل أن لا یفعل ذلک ویترکه مع أمّه؛ لأنّها خیرٌ له وأرفق به کما ورد فی الخبر.

مسألة ۱۰۸۳ : ینبغی أن یختار لرضاع الولد المرضعة المسلمة العاقلة ذات الصفات الحمیدة خَلقاً وخُلقاً، ففی الخبر عن علی (علیه السلام): «انْظُرُوْا مَنْ یرْضِعُ أَوْلَادَکمْ فَإِنَّ الوَلَدَ یشُبُّ عَلَیهِ».

ولا ینبغی أن تُسترضَع الکافرة والحمقاء والعمشاء وقبیحة الوجه، کما یکره استرضاع الزانیة من اللبن الحاصل من الزنا، أو المرأة المتولّدة من الزنا.

مسألة ۱۰۸۴ : یحسن إرضاع الولد واحداً وعشرین شهراً ولا ینبغی إرضاعه أقلّ من ذلک، کما لا ینبغی إرضاعه فوق حولین کاملین. ولو اتّفق أبواه علی فطامه قبل ذلک کان حسناً.

مسائل متفرقة فی الرضاع

مسألة ۱۰۸۵ : الأولی امتناع النساء من الاسترسال فی إرضاع الأطفال؛ حذراً من نسیانهنّ وحصول الزواج المحرَّم بلا التفات إلی العلاقة الرضاعیة.

مسألة ۱۰۸۶ : لا یجوز للزوجة إرضاع ولد الغیر إذا زاحم ذلک حقّ زوجها، إلّا أن یأذن لها فی ذلک.

مسألة ۱۰۸۷ : ذکر بعض الفقهاء (رضوان الله علیهم) أنّه یمکن لأحد الأخوین أن یجعل نفسه مَحْرَماً لزوجة الآخر عن طریق الرضاع، وذلک بأن یتزوّج طفلةً ثُمَّ ترضع من زوجة أخیه لتصیر المرضعة أمّ زوجته، وبذلک تندرج فی محارمه فیجوز له النظر إلیها فیما یجوز النظر إلی المحارم، ولا یجب علیها التستّر عنه مثلما یلزمها التستّر عن الأجنبی.

ولکنّ هذا محلّ إشکال، إلّا إذا کان الرضاع بلبن رجل آخر غیر الأخ فإنّه یحقّق الغرض المذکور، کما لو کان للمرأة زوج سابق قد أرضعت صبیة بلبنه فتزوّجها أخو زوجها الثانی فإنّه تحرم علیه المرضعة - أی زوجة الأخ - لأنّها تصبح أمّ زوجته من الرضاعة.

مسألة ۱۰۸۸ : إذا اعترف الرجل بحرمة امرأة أجنبیة علیه بسبب الرضاع وأمکن صدقه لم یسعه أن یتزوّجها.

وإذا ادّعی حرمة المرأة علیه - بعد أن عقد علیها - وصدّقته المرأة حُکم ببطلان العقد وثبت لها مهر المثل إذا کان قد دخل بها ولم تکن عالمة بالحرمة وقتئذٍ، وأمّا إذا لم یکن قد دخل بها أو کان قد دخل بها مع علمها بالحرمة فلا مهر لها.

ونظیرُ اعترافِ الرجل بحرمة المرأة اعترافُ المرأة بحرمة رجل علیها قبل العقد أو بعده، فیجری فیه التفصیل الآنف الذکر.

طرق ثبوت الرضاع

مسألة ۱۰۸۹ : یثبت الرضاع المحرِّم بأمرین:

الأوّل: إخبار شخص أو أکثر یوجب العلم أو الاطمئنان بوقوعه.

الثانی: شهادة عدلین علی وقوع الرضاع المحرِّم بالتفصیل المتقدّم، کأن یشهدا علی خمس عشرة رضعة متوالیة ونحو ذلک. وفی ثبوته بشهادة رجل مع امرأتین أو نساء أربع إشکال، فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط فی مثله.

مسألة ۱۰۹۰ : إذا لم یعلم بوقوع الرضاع أو کماله حکم بعدمه، وإن کان الاحتیاط مع الظنّ بوقوعه کاملاً - بل مع احتماله - حسناً.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الذباحة


احکام المعاملات

احکام الذباحة

مسألة ۱۱۸۰ : الحیوان - وحشیاً کان أم أهلیاً - غیر المحرّم أکله ولو لعارض

- وسیأتی بیان المحرّم أکله فی أحکام الأطعمة والأشربة - إذا ذکی بالذبح - علی الترتیب الآتی فی هذا الباب - وخرجت روحه یحلّ أکله. هذا فی غیر الإبل والسمک والجراد، وأمّا هذه الثلاثة فتذکی بغیر الذبح علی ما سیتّضح فی المسائل الآتیة.

مسألة ۱۱۸۱ : الحیوان الوحشی المحلّل لحمه - کالغزال - والحیوان الأهلی المحلّل إذا استوحش - کالبقر - یحلّ لحمهما بالاصطیاد أیضاً، وأمّا الحیوانات المحلّلة الأهلیة کالشاة والدجاجة والبقر غیر المتوحّش ونحوها، وکذلک الحیوانات الوحشیة إذا تأهّلت فلا یحکم بطهارة لحمها ولا بحلیتها بالاصطیاد.

مسألة ۱۱۸۲ : الحیوان الوحشی الحلال أکله إنّما یحکم بحلیته وطهارته بالاصطیاد فیما إذا کان قادراً علی العدو أو ناهضاً للطیران، فولد الوحش قبل أن یقدر علی الفرار وفرخ الطیر قبل أن ینهض للطیران لا یحلّان بالاصطیاد ولا یحکم بطهارتهما حینئذٍ، فلو رمی ظبیاً وولدَه غیر القادر علی العدو فماتا حلّ الظبی وحرم الولد.

مسألة ۱۱۸۳ : الحیوان المحلّل لحمه الذی لیست له نفس سائلة - کالسمک - إذا مات بغیر تذکیة حرم أکله، لکنّه طاهر.

مسألة ۱۱۸۴ : الحیوان المحرّم أکله إذا لم تکن له نفس سائلة - کالحیة - لا أثر لذبحه أو صیده؛ لأن میتته طاهرة.

مسألة ۱۱۸۵ : الکلب والخنزیر لا یقبلان التذکیة، فلا یحکم بطهارتهما ولا بحلیتهما بالذبح أو الصید.

وأمّا السباع - وهی: ما تفترس الحیوان وتأکل اللحم کالذئب والنمر - فهی قابلة للتذکیة، فلو ذبحت أو اصطیدت بالرمی ونحوه حکم بطهارة لحومها وجلودها وإن لم یحلّ أکلها بذلک. نعم، إذا اصطیدت بالکلب الصائد ففی تذکیتها إشکال، فالأحوط لزوماً عدم طهارتها.

مسألة ۱۱۸۶ : لا یبعد أن یکون حکم القرد والفیل والدبّ حکم السباع فیما مرّ.

وأمّا الحشرات - والمقصود بها: الدواب الصغار التی تسکن باطن الأرض کالضبّ والفأر - فهی لا تقبل التذکیة، فإن کانت لها نفس سائلة وذبحت - مثلاً - لم یحکم بطهارة لحومها وجلودها.

مسألة ۱۱۸۷ : لو خرج الجنین میتاً من بطن أمّه فی حال حیاتها لم یحلّ أکله.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الحوالة


احکام المعاملات

أحکام الحوالة

مسألة ۸۷۹ : الحوالة هی: تحویل المدین ما فی ذمّته من الدین إلی ذمّة غیره بإحالة الدائن علیه.

فهی متقومة بأشخاص ثلاثة: «المُحِیل» وهو المدیون، و«المُحَال» وهو الدائن، و«المُحَال علیه».

وإذا تحقّقت الحوالة وفق شروطها الشرعیة برئت ذمّة المحیل وانتقل الدین إلی ذمّة المحال علیه، فلیس للدائن مطالبة المدیون الأوّل بعد ذلک.

مسألة ۸۸۰ : یعتبر فی الحوالة الإیجاب من المحیل والقبول من المحال والمحال علیه سواء کان بریئاً أم مدیناً. ویکفی فی الإیجاب والقبول کلّ قول وفعل دالّ علیهما.

مسألة ۸۸۱ : یعتبر فی الحوالة أن یکون الدین ثابتاً فی ذمّة المحیل، فلا تصحّ فی غیر الثابت فی ذمّته وإن وُجد سببه کمالِ الجعالة قبل العمل، فضلاً عمّا إذا لم یوجد سببه کالحوالة بما سیقترضه.

مسألة ۸۸۲ : یستحقّ المحال علیه البریء أن یطالب المحیل بالمحال به ولو قبل أدائه. نعم، إذا کان الدین المحال به مؤجّلاً لم یکن له مطالبة المحیل به إلّا عند حلول أجله وإن کان قد أدّاه قبل ذلک.

ولو تصالح المحال مع المحال علیه علی أقلّ من الدین لم یجز له أن یأخذ من المحیل إلّا الأقلّ.

مسألة ۸۸۳ : الحوالة عقد لازم فلیس للمحیل ولا المحال علیه فسخها، وکذلک المحال وإن أُعسر المحال علیه بعدما کان موسراً حین الحوالة، بل لا یجوز فسخها مع إعسار المحال علیه حین الحوالة إذا کان المحال عالماً بحاله. نعم، لو لم یعلم به - حینذاک - کان له الفسخ، إلّا إذا صار المحال علیه غنیاً حین استحقاق المحال علیه للدین، فإنّ فی ثبوت حقّ الفسخ له فی هذه الصورة إشکالاً، فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط فی ذلک.

مسألة ۸۸۴ : یجوز اشتراط حقّ الفسخ للمحیل والمحال والمحال علیه أو لأحدهم.

مسألة ۸۸۵ : إذا أدّی المحیل الدین فإن کان بطلب من المحال علیه وکان مدیوناً للمحیل فله أن یطالب المحال علیه بما أدّاه، وإن لم یکن بطلبه أو لم یکن مدیوناً فلیس له ذلک.

مسألة ۸۸۶ : لا فرق فی المحال به بین کونه عیناً فی ذمّة المحیل وبین کونه منفعة أو عملاً لا یعتبر فیه المباشرة، کما لا فرق فیه بین کونه مثلیاً کالنقود أو قیمیاً کالحیوان.

مسألة ۸۸۷ : تصحّ الحوالة مع اختلاف الدین المحال به مع الدین الذی علی المحال علیه جنساً ونوعاً کما تصحّ مع اتّحادهما فی ذلک، فلو کان علی ذمّته لشخص دنانیر وله علی ذمّة غیره دراهم جاز أن یحیله علیه بالدراهم أو بالدنانیر.

مسألة ۸۸۸ : إذا أحال البائع دائنه علی المشتری بدینه وقبلها المشتری علی أساس کونه مدیناً للبائع بالثمن ثُمَّ تبین بطلان البیع بطلت الحوالة، وهکذا إذا أحال المشتری البائع بالثمن علی شخص آخر ثُمَّ ظهر بطلان البیع، فإنّه تبطل الحوالة أیضاً، بخلاف ما إذا انفسخ البیع بخیار أو بالإقالة، فإنّه تبقی الحوالة ولا تتبع البیع فیه.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الحجر


احکام المعاملات

أحکام الحجر

والمقصود به: کون الشخص ممنوعاً فی الشرع من التصرّف فی ماله بسبب من الأسباب، کالصغر والجنون والسَّفَه ومرض الموت.

مسألة ۸۳۴ : لا ینفذ تصرّف غیر البالغ فی ماله ولا فی ذمّته مستقلّاً ولو کان فی کمال التمییز والرشد، ولا یجدی فی الصحّة إذن ولیه، ویستثنی من ذلک موارد:

منها: الأشیاء الیسیرة التی جرت العادة بتصدّی الصبی الممیز لمعاملتها کما مرّ فی المسألة (۶۶۴).

ومنها: وصیته لذوی أرحامه وفی المبرّات والخیرات العامّة کما سیأتی فی المسألة (۱۲۹۰).

مسألة ۸۴۴ : علامة البلوغ فی الأنثی: إکمال تسع سنین هلالیة، وفی الذکر أحد الأمور الثلاثة:

  • ۱- نبات الشعر الخشن علی العانة - وهی بین البطن والعورة - أو علی الخدّ أو الشارب، ولا اعتبار بالزَّغَب والشعر الضعیف.
  • ۲- خروج المنی.
  • ۳- إکمال خمس عشرة سنة هلالیة.

وأمّا نبات الشعر الخشن فی الصدر وتحت الإبط وکذا غلظة الصوت ونحوهما فلیست علامة للبلوغ.

مسألة ۸۴۵ : لا ینفذ تصرّف المجنون ولو کان أدواریاً حال جنونه فی ماله ولا فی ذمّته، وکذا لا ینفذ تصرّف السفیه فی ماله أو ذمّته إلّا بإذن ولیه أو إجازته، وهکذا المفلس إذا حجر علیه الحاکم لم تنفذ تصرّفاته فی أمواله التی حجر علیها إلّا بإذن غرمائه أو إجازتهم.

مسألة ۸۴۶ : الولایة فی مال الطفل وکذلک فی المجنون والسفیه إذا بلغا کذلک للأب والجدّ له، فإن فُقدا فللقیم من قِبَل أحدهما، فإن فُقد أیضاً فالولایة للحاکم الشرعی.

وأمّا السفیه والمجنون اللذان عرض علیهما السفه والجنون بعد البلوغ ففی کون الولایة علیهما للجدّ والأب أیضاً أو للحاکم خاصّة إشکال، فالأحوط وجوباً توافقهما معاً. وأمّا المفلس فللحاکم الولایة علیه فی بیع أمواله التی حجر علیها لتسدید دیونه إن هو أبی بیعها.

مسألة ۸۴۷ : یجوز للمالک صرف ماله فی مرض موته فی الإنفاق علی نفسه ومن یعوله والصرف علی ضیوفه وفی حفظ شأنه واعتباره والتصدّق لأجل عافیته وشفائه وغیر ذلک ممّا یلیق به ولا یعدّ سرفاً وتبذیراً، وکذا یجوز له بیع ماله بالقیمة المتعارفة وإجارتها کذلک.

وأمّا تصرّفه فی ماله بمثل الهبة والوقف والإبراء والصلح بلا عوض ونحوها من التصرّفات التبرّعیة، وکذا بیع ماله وإجارته بالأقلّ من المتعارف فحکمه حکم وصایاه فی نفوذه بمقدار الثلث فما دونه، وأمّا بالنسبة إلی الأکثر منه فلا یصحّ إلّا مع إجازة ورثته.

ویقتصر فی المرض الذی یطول بصاحبه فترة طویلة علی أواخره القریبة من الموت، فالتصرّفات التبرّعیة الصادرة قبل ذلک نافذة من الأصل.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الحج


سایر المسائل

احکام الحج

الحجّ من أهمّ الفرائض فی الشریعة الإسلامیة، قال الله تعالی: {وَلِلّهِ عَلَی النَّاسِ حِجُّ الْبَیتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَیهِ سَبِیلاً وَمَن کفَرَ فَإِنَّ الله غَنِی عَنِ الْعَالَمِینَ}.

وفی المروی عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال: «مَنْ مَاتَ وَلَمْ یحُجَّ حَجَّةَ الْإِسْلَامِ، لَمْ یمْنَعْهُ مِنْ ذَلِک حَاجَةٌ تُجْحِفُ بِهِ، أَوْ مَرَضٌ لَا یطِیقُ فِیهِ الْحَجَّ، أَوْ سُلْطَانٌ یمْنَعُهُ فَلْیمُتْ یهُودِیاً أَوْ نَصْرَانِیاً».

مسألة ۵۲۳ : یجب الحجّ علی البالغ العاقل المستطیع. وتتحقّق الاستطاعة بتوفّر الأمور التالیة:

۱- سلامة البدن، بمعنی أن یکون متمکناً من مباشرة الحجّ بنفسه، فالمریض أو الهرِم - أی کبیر السن - الذی لا یتمکن من أداء الحجّ إلی آخر عمره، أو کانت مباشرته لأداء الحجّ موجبةً لوقوعه فی حرج شدید لا یتحمّل عادة لا یجب علیه الحجّ بنفسه.

۲- تخلیة السرب، ویقصد بها أن یکون الطریق مفتوحاً ومأموناً، فلا یکون فیه مانع لا یمکن معه من الوصول إلی أماکن أداء المناسک، وکذلک لا یکون خطراً علی النفس أو المال أو العرض، وإلّا لم یجب الحجّ.

وإذا کان طریق الحجّ مغلقاً أو غیر مأمون إلّا لمن یدفع مبلغاً من المال فإن کان بذله مُجحِفاً بحال الشخص لم یجب علیه ذلک، وإلّا وجب وإن کان المبلغ معتدّاً به.

۳- النفقة، ویقصد بها: کلّ ما یحتاج إلیه فی سفر الحجّ من تکالیف الذهاب والإیاب، أو الذهاب فقط لمن لا یرید الرجوع إلی بلده، وأجور المسکن، وما یصرف خلال ذلک من المواد الغذائیة والأدویة وغیر ذلک.

۴- الرجوع إلی الکفایة، وهو أن یتمکن بالفعل أو بالقوّة من إعاشة نفسه وعائلته بعد الرجوع إذا خرج إلی الحجّ وصرف ما عنده فی نفقته، بحیث لا یحتاج إلی التکفّف ولا یقع فی الشدّة والحرج بسبب الخروج إلی الحجّ وصرف ما عنده من المال فی سبیله.

۵- السعة فی الوقت، بأن یکون له متّسع من الوقت للسفر إلی الأماکن المقدّسة وأداء مناسک الحجّ، فلو حصل له المال الکافی لأداء الحجّ فی وقت متأخّر لا یتّسع لتهیئة متطلبات السفر إلی الحجّ من تحصیل الجواز والتأشیرة ونحو ذلک، أو کان یمکن ذلک ولکن بحرج ومشقّة شدیدة لا تُتحمّل عادة، ففی هذه الحالة لا یجب علیه الحجّ فی هذا العام، وعلیه أن یحتفظ بماله لأداء الحجّ فی عام لاحق إذا کان محرزاً تمکنه من ذلک من دون عوائق أخری وکان التصرّف فیه یخرجه عن الاستطاعة بحیث لا یتیسّر له التدارک، وأمّا مع عدم إحراز التمکن من الذهاب لاحقاً أو تیسّر تدارک المال فلا بأس بصرفه وعدم التحفّظ علیه.

مسألة ۵۲۴ : إذا کان عنده ما یفی بنفقات الحجّ ولکنّه کان مدیناً بدین مستوعب لما عنده من المال أو کالمستوعب - بأن لم یکن وافیاً لنفقاته لو اقتطع منه مقدار الدین - لم یجب علیه الحجّ، إلّا إذا کان مؤجّلاً بأجل بعید جدّاً کخمسین سنة مثلاً.

مسألة ۵۲۵ : إذا وجب علیه الحجّ وکان علیه خمس أو زکاة أو غیرها من الحقوق الواجبة لزمه أداؤها ولم یجز له تأخیرها لأجل السفر إلی الحجّ. ولو کان ساتره فی الطواف أو فی صلاة الطوف من المال الذی تعلّق به الخمس أو نحوه من الحقوق لم یصحّا علی الأحوط لزوماً. ولو کان ثمن هدیه من ذلک المال لم یجزئه إلّا إذا کان الشراء بثمن فی الذمّة والوفاء من ذلک المال.

مسألة ۵۲۶ : تجب الاستنابة فی الحجّ - أی إرسال شخص للحجّ عن غیره - فی حالات ثلاث:

  • ۱- إذا کان الشخص قادراً علی تأمین نفقة الحجّ ولکنّه کان فی حال لا یمکنه معها فعل الحجّ لمرض ونحوه.
  • ۲- إذا کان متمکناً من أدائه بنفسه فتسامح ولم یحجّ حتّی ضعف عن الحجّ وعجز عنه بحیث لا یأمل التمکن منه لاحقاً.
  • ۳- إذا کان متمکناً من أداء الحجّ ولم یحجّ حتّی مات فیجب أن یستأجر من ترکته من یحج عنه.

مسألة ۵۲۷ : الحجّ علی ثلاثة أنواع: حجّ التمتّع، وحجّ الإفراد، وحجّ القِران.

والأوّل هو وظیفة کلّ من کان محلّ سکناه یبعد عن مکة المکرّمة أکثر من ثمانیة وثمانین کیلومتراً، والآخران وظیفة من کان من أهل مکة أو من کانت المسافة بین محلّ سکناه ومکة أقلّ من المقدار المذکور، کالمقیمین فی جدّة.

مسألة ۵۲۸ : یتألّف حجّ التمتّع من عبادتین: الأولی العمرة، والثانیة الحجّ.

وتجب فی عمرة التمتّع خمسة أمور حسب الترتیب الآتی:

  • ۱- الإحرام بالتلبیة.
  • ۲- الطواف حول الکعبة المعظّمة سبع مرّات.
  • ۳- صلاة الطواف خلف مقام إبراهیم (علیه السلام).
  • ۴- السعی بین الصفا والمروة سبع مرّات.
  • ۵- التقصیر بقصّ شیء من شعر الرأس أو اللحیة أو الشارب.

ویجب فی حجّ التمتّع أربعة عشر أمراً:

  • ۱- الإحرام بالتلبیة.
  • ۲- الوقوف فی عرفات یوم التاسع من ذی الحجّة من زوال الشمس إلی غروبها.
  • ۳- الوقوف فی المزدلفة مقداراً من لیلة العید إلی طلوع الشمس.
  • ۴- رمی جمرة العقبة یوم العید سبع حصیات.
  • ۵- الذبح أو النحر فی یوم العید وفیما بعده إلی آخر أیام التشریق فی منی.
  • ۶- حلق شعر الرأس أو التقصیر فی منی.
  • ۷- الطواف بالبیت طواف الحجّ.
  • ۸- صلاة الطواف خلف مقام إبراهیم (علیه السلام).
  • ۹- السعی بین الصفا والمروة سبع مرّات.
  • ۱۰- الطواف بالبیت طواف النساء.
  • ۱۲- صلاة طواف النساء.
  • ۱۳- المبیت فی منی لیلة الحادی عشر ولیلة الثانی عشر من ذی الحجّة.
  • ۱۴- رمی الجمار الثلاث فی الیوم الحادی عشر والثانی عشر.

مسألة ۵۲۹ : یتألّف حجّ الإفراد من الأمور الثلاثة عشر المذکور لحجّ التمتّع باستثناء الذبح والنحر فإنّه لیس من أعماله، کما یشترک حجّ القِران مع حجّ الإفراد فی جمیع الأعمال باستثناء أن المکلّف یصحب معه الهدی وقت إحرامه لحجّ القِران، وبذلک یجب الهدی علیه. والإحرام له کما یصحّ أن یکون بالتلبیة یصحّ أن یکون بالإشعار والتقلید.

ثُمَّ إنّ من تکون وظیفته حجّ الإفراد أو حجّ القِران یجب علیه أداء العمرة المفردة أیضاً إذا تمکن منها، بل إذا تمکن منها ولم یتمکن من الحجّ وجب علیه أداؤها، وإذا تمکن منهما معاً فی وقت واحد فالأحوط لزوماً تقدیم الحجّ علی العمرة المفردة.

وتشترک العمرة المفردة مع عمرة التمتّع فی الأمور الخمسة المذکورة، ویضاف إلیها: الطواف بالبیت طواف النساء، وصلاة هذا الطواف خلف مقام إبراهیم، ویتخیر الرجل فیها بین التقصیر والحلق، ولا یتعین علیه التقصیر کما فی عمرة التمتّع.

مسألة ۵۳۰ : کلّ واحد من أفعال العمرة والحجّ بأقسامهما المذکورة عمل عبادی لا بُدَّ من أدائه تخضّعاً لله تعالی، ولها الکثیر من الخصوصیات والأحکام ممّا تکفّلت لبیانها رسالة «مناسک الحجّ»، فعلی من یروم أداءها أن یتعلّم أحکامها بصورة وافیة لئلّا یخالف وظیفته فینقص أو یبطل حجّه أو عمرته.

الرجوع الی الفهرس

×
×
  • اضافه کردن...