رفتن به مطلب

المسائل المنتخبة

  • نوشته‌
    162
  • دیدگاه
    0
  • مشاهده
    11,584

نوشته‌های این وبلاگ

thaniashar

احکام الهبة


احکام المعاملات

أحکام الهبة

مسألة ۹۴۷ : الهبة هی: تملیک عین من دون عوض عنها.

وهی عقد یحتاج إلی إیجاب من الواهب وقبول من الموهوب له بلفظ أو فعل یدلّ علی ذلک.

مسألة ۹۴۸ : یعتبر فی الواهب: البلوغ والعقل والقصد والاختیار وعدم الحجر علیه من التصرّف فی الموهوب لسَفَه أو فَلَس، وتصحّ الهبة من المریض فی مرض الموت، علی تفصیل تقدّم فی المسألة (۸۴۷).

مسألة ۹۴۹ : تصحّ الهبة فی الأعیان المملوکة وإن کانت مشاعة، ولا تصحّ هبة المنافع، وتصحّ هبة ما فی الذمّة لغیر من هو علیه ویکون قبضه بقبض مصداقه، ولو وهبه ما فی ذمّته قاصداً به إسقاطه کان إبراءاً ولا یحتاج إلی القبول.

مسألة ۹۵۰ : یشترط فی صحّة الهبة القبض، ولا بُدَّ فیه من إذن الواهب، إلّا أن یهبه ما فی یده فلا حاجة حینئذٍ إلی قبض جدید، وإن کان الأحوط لزوماً اعتبار الإذن فی القبض بقاءاً.

ولا تعتبر الفوریة فی القبض ولا کونه فی مجلس العقد، فیجوز فیه التراخی عن العقد بزمان کثیر، ومتی تحقّق القبض صحّت الهبة من حینه، فإذا کان للموهوب نماء سابق علی القبض قد حصل بعد الهبة کان للواهب دون الموهوب له. وإن أوهبه شیئین فقبض الموهوب له أحدهما دون الآخر صحّت الهبة فی المقبوض دون غیره.

مسألة ۹۵۱ : للأب والجدّ ولایة القبول والقبض عن الصغیر والمجنون إذا بلغ مجنوناً، أما لو جنّ بعد البلوغ فالأحوط لزوماً أن یتمّ القبول والقبض بالتوافق مع الحاکم الشرعی. ولو وهب ولی الصغیر أو المجنون ما بیده إلی أحدهما لم یحتج إلی قبض جدید.

مسألة ۹۵۲ : یتحقّق القبض فی المنقول وغیر المنقول باستیلاء الموهوب له علی الموهوب وصیرورته تحت یده وسلطانه، ویختلف صدق ذلک بحسب اختلاف الموارد.

مسألة ۹۵۳ : لیس للواهب الرجوع فی هبته بعد الإقباض إذا قصد بها القربة ووجه الله تعالی أو کانت لذی رحم، کما لا یحقّ له الرجوع لو عوّضه الموهوب له عنها أو نقل المال الموهوب إلی غیره أو تصرّف فیه تصرّفاً مغیراً للعین کما لو صبغ الدار أو فصّل القماش للخیاطة، وله الرجوع فی غیر ذلک کما فی لبس الثوب وفرش الفراش، فإن رجع وکانت العین معیبة فلیس له أن یطالب بالتفاوت، وإن کانت لها زیادة منفصله کالولد أو زیادة متّصلة قابلة للانفصال کالصوف والثمرة فهی للموهوب له، وإن کانت زیادة متّصلة غیر قابلة للانفصال کالسمن والطول فهی تابعة للعین.

مسألة ۹۵۴ : المقصود بذی رحم الواهب من یعدّ من أقاربه عرفاً، ولا یلحق به الزوج والزوجة، وإن کان الأحوط استحباباً لهما عدم الرجوع فیها ولو قبل القبض.

مسألة ۹۵۵ : لو مات الواهب قبل القبض بطلت الهبة وانتقل الموهوب إلی وارث الواهب، وکذا تبطل بموت الموهوب له قبل القبض، ویبقی الموهوب فی ملک الواهب.

مسألة ۹۵۶ : لو مات الواهب أو الموهوب له بعد القبض لزمت الهبة، فلیس للواهب الرجوع إلی ورثة الموهوب له بعد موته، کما أنّه لیس لورثة الواهب بعد موته الرجوع إلی الموهوب له.

مسألة ۹۵۷ : لا یعتبر فی صحّة الرجوع اطّلاع الموهوب له، فیصحّ الرجوع من دون علمه أیضاً.

مسألة ۹۵۸ : فی الهبة المشروطة یجب علی الموهوب له العمل بالشرط، فإذا وهب شیئاً بشرط أن یهبه شیئاً وجب علی الموهوب له العمل بالشرط، فإذا تعذّر أو امتنع من العمل بالشرط جاز للواهب الرجوع فی الهبة ولو لم یکن الموهوب قائماً بعینه، بل یجوز الرجوع فی الهبة المشروطة قبل العمل بالشرط أیضاً. نعم، إذا کان تدریجیاً وشرع فیه الموهوب له لم یکن للواهب الرجوع إلّا مع عدم الإکمال فی المدّة المضروبة أو المتعارفة.

مسألة ۹۵۹ : فی الهبة المطلقة لا یجب التعویض وإن کان من الأدنی إلی الأعلی، کما لا یجب علی الواهب قبول العوض لو بذله الموهوب له، ولکن لو قبل وأخذه لزمت الهبة ولم یجز له الرجوع فیما وهبه، کما لا یجوز للموهوب له الرجوع فیما أعطاه.

مسألة ۹۶۰ : العوض المشروط إن کان معیناً تعین، وإن کان غیر معین فإن اتّفقا علی شیء فهو، وإلّا فالأحوط لزوماً أن یعوّض بالمساوی من مثل أو قیمة، إلّا إذا کانت قرینة من عادة أو غیرها علی الاجتزاء بالیسیر.

مسألة ۹۶۱ : لا یعتبر فی التعویض أن یکون العوض هبة بل یجوز أن یکون غیرها من العقود أو الإیقاعات، کبیع شیء علی الواهب أو إبراء ذمّته من دین له علیه ونحو ذلک، بل یجوز أن یکون عملاً خارجیاً - ولو فی العین الموهوبة - یتعلّق به غرض الواهب، کأن یشترط علی الموهوب له أن یبنی فی الأرض الموهوبة مدرسة أو مسجداً أو غیرهما.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الاقرار


احکام المعاملات

أحکام الاقرار

مسألة ۹۶۲ : الإقرار هو: إخبار الشخص عن حقّ ثابت علیه أو نفی حقّ له، سواء کان من حقوق الله تعالی أم من حقوق الناس.

ولا یعتبر فیه لفظ خاصّ فیکفی کلّ لفظ مفهم له عرفاً، بل لا یعتبر أن یکون باللفظ فتکفی الإشارة المفهمة له أیضاً.

مسألة ۹۶۳ : لا یعتبر فی تحقّق الإقرار وأخذ المقرّ به دلالة الکلام علیه بأحد طرق الدلالة اللفظیة (المطابقة والتضمّن والالتزام)، ولا کونه مقصوداً بالإفادة، فیؤخذ المتکلّم بلوازم کلامه وإن لم ینعقد له ظهور فیها، بل وحتّی مع جهله بالملازمة أو غفلته عنها، فإذا نفی الأسباب الشرعیة لانتقال مال إلیه واحداً بعد واحد کان ذلک اعترافاً منه بعدم مالکیته له فیلزم به.

مسألة ۹۶۴ : یعتبر فی المقرّ به أن یکون ممّا لو کان المقرّ صادقاً فی إخباره لأمکن إلزامه به شرعاً، وذلک بأن یکون المقرّ به مالاً فی ذمّته أو عیناً خارجیة أو منفعة أو عملاً أو حقّاً کحقّ الخیار والشفعة وحقّ الاستطراق فی ملکه أو إجراء الماء فی نهره أو نصب میزاب علی سطح داره، أو یکون فعلاً مستوجباً للحدّ شرعاً کالزنا وشرب الخمر وما شاکل ذلک.

وأمّا إذا أقرّ بما لا یمکن إلزامه به شرعاً فلا أثر له، فإذا أقرّ بأنّ علیه لزید شیئاً من ثمن خنزیر ونحو ذلک لم ینفذ إقراره.

مسألة ۹۶۵ : إذا أقرّ بشیء ثُمَّ عقّبه بما یضادّه وینافیه ینفذ إقراره ولا أثر للمنافی، فلو قال: (لزید علی عشرون دیناراً) ثُمَّ قال: (لا بل عشرة دنانیر) ألزم بالعشرین.

ولیس الاستثناء من التعقیب بالمنافی، بل یکون المقرّ به ما بقی بعد الاستثناء إن کان الاستثناء من المثبت، ونفس المستثنی إن کان الاستثناء من المنفی، فلو قال: (هذه الدار التی بیدی لزید إلّا الغرفة الفلانیة) کان إقراراً بالدار ما عدا الغرفة، ولو قال: (لیس لزید من هذه الدار إلّا الغرفة الفلانیة) کان إقراراً له بالغرفة خاصّة.

مسألة ۹۶۶ : یعتبر فی المقرّ: البلوغ والعقل والقصد والاختیار، فلا ینفذ إقرار الصبی والمجنون والسکران، وکذا الهازل والساهی والغافل والمکرَه. نعم، لا یبعد صحّة إقرار الصبی إذا تعلّق بما یحقّ له أن یفعله کبیع الأشیاء الیسیرة.

ولا ینفذ إقرار السفیه فی أمواله وما یلحق بها وینفذ فی غیرها کالطلاق ونحوه.

وأمّا المفلس فلا ینفذ إقراره فیما یتعلّق بماله الذی حجر علیه، وینفذ فیما عدا ذلک کدار سکناه وأثاث بیته ونحوهما، وکذا ینفذ إقراره فی الدین سابقاً ولاحقاً ولکن لا یشارک المُقَرُّ له الغرماءَ.

وأمّا المریض فینفذ إقراره کالصحیح إلّا فی مرض الموت مع التهمة، فلا ینفذ إقراره فیما زاد علی الثلث، سواء أقرّ لوارث أو أجنبی.

مسألة ۹۶۷ : إذا أقرّ بولد أو أخ أو أخت أو غیر ذلک نفذ إقراره مع احتمال صدقه فیما علیه من وجوب إنفاق أو حرمة نکاح أو مشارکة فی إرث ونحو ذلک.

وأمّا بالنسبة إلی غیر ذلک ممّا علیه من الأحکام ففیه تفصیل، فإن کان الإقرار بالولد وکان صغیراً وتحت یده ثبت النسب بإقراره مع احتمال صدقه عادة وشرعاً وعدم المنازع، ولا یشترط فیه تصدیق الصغیر، ولا یلتفت إلی إنکاره بعد بلوغه، ویثبت بذلک النسب بینهما وکذا بین أولادهما وسائر الطبقات علی إشکال لا یترک معه مراعاة الاحتیاط فی ذلک.

وأمّا فی غیر الولد الصغیر فلا أثر للإقرار إلّا مع تصدیق الآخر، فإن لم یصدّق الآخر لم یثبت النسب، وإن صدّقه - ولا وارث غیرهما - توارثا. وفی ثبوت التوارث مع الوارث الآخر إن لم یکن مقرّاً إشکال، والاحتیاط لا یترک، وکذلک فی تعدّی التوارث إلی غیرهما. ولا یترک الاحتیاط أیضاً فیما لو أقرّ بولد أو غیره ثُمَّ نفاه بعد ذلک.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام النکاح و العقد


احکام المعاملات

احکام النکاح و العقد

أحکام النکاح

مسألة ۹۶۸ : النکاح: عقد بین الرجل والمرأة یحلّ بسببه کلّ منهما علی الآخر.

وهو علی قسمین: دائم ومنقطع.

والعقد الدائم هو: عقد لا تُعین فیه مدّة الزواج. وتسمّی الزوجة بـ «الدائمة».

والعقد غیر الدائم هو: ما تُعین فیه المدّة، کساعة أو یوم أو سنة أو أکثر أو أقلّ. وتسمّی الزوجة بـ «المتمتّع بها» و«المنقطعة».

أحکام العقد

مسألة ۹۶۹ : یشترط فی النکاح - دواماً ومتعة - الإیجاب والقبول اللفظیان، فلا یکفی فیه مجرّد التراضی القلبی، کما لا یکفی علی الأحوط لزوماً الإیجاب والقبول بالکتابة. ویجوز لکلّ من الطرفین توکیل الغیر - رجلاً کان أو امرأة - فی إجراء الصیغة کما یجوز لهما المباشرة فیه.

مسألة ۹۷۰ : إذا وکلا الغیر فی إجراء الصیغة لم تجز لهما الاستمتاعات الزوجیة حتّی النظر الذی لا یحلّ لهما قبل الزواج ما لم یطمئنّا بإجراء الوکیل عقد النکاح، ولا یکفی مجرّد الظنّ, ولو أخبر الوکیل بذلک فإن حصل الاطمئنان بخبره کفی، وإلّا فلا عبرة به علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۹۷۱ : یجب علی الوکیل أن لا یتعدّی عمّا عینه الموکل من حیث المهر والخصوصیات الأخری وإن کان علی خلاف مصلحة الموکل حسب اعتقاده، فإن تعدّی کان فضولیاً موقوفاً علی إجازته.

مسألة ۹۷۲ : یجوز أن یکون شخص واحد وکیلاً عن الطرفین، کما یجوز أن یکون الرجل وکیلاً عن المرأة فی أن یعقدها لنفسه، وإن کان الأحوط استحباباً أن لا یتولّی شخص واحد کلا طرفی العقد.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

صیغة العقد الدائم


احکام المعاملات

صیغة العقد الدائم

مسألة ۹۷۳ : إذا باشر الطرفان العقد الدائم وبعد تعیین المهر قالت المرأة مخاطبة للرجل: (زوّجتک نفسی علی الصداق المعلوم)، وقال الرجل - من دون فصل معتدٍّ به -: (قبلتُ التزویج) صحّ العقد.

ولو وکلا غیرهما وکان اسم الرجل (أحمد) واسم المرأة (فاطمة) مثلاً، فقال وکیل المرأة: (زوّجتُ موکلک أحمد موکلتی فاطمة) أو (زوّجتُ موکلتی فاطمة موکلک أحمد علی الصداق المعلوم)، وقال وکیل الرجل - من دون فصل معتدٍّ به -: (قبلتُ التزویج لموکلی أحمد علی الصداق المعلوم) صحّ العقد.

والأحوط الأولی تطابق الإیجاب والقبول، مثلاً: لو قالت المرأة: (زوّجتک) فعلی الزوج أن یقول: (قبلتُ التزویج)، ولا یقول: (قبلتُ النکاح) مثلاً.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

شروط العقد


احکام المعاملات

شروط العقد

مسألة ۹۷۵ : یشترط فی عقد الزواج أمور:

۱- العربیة مع التمکن منها علی الأحوط لزوماً، ویکفی غیرها من اللغات المفهمة لمعنی النکاح والتزویج لغیر المتمکن منها وإن تمکن من التوکیل.

۲- القصد إلی إیجاد مضمون العقد، بمعنی أن تقصد المرأة بقولها: (زوّجتک نفسی) إیقاع الزواج وصیرورتها زوجة له، کما أن الرجل یقصد بقوله: (قبلتُ) إنشاء قبول زوجیتها له، وهکذا الوکیلان.

۴،۳- أن یکون العاقد - موجباً کان أم قابلاً – عاقلاً، وکذا بالغاً علی الأحوط لزوماً.

۵- تعیین الزوج والزوجة علی وجه یمتاز کلّ منهما عن غیره بالاسم أو الوصف أو الإشارة، فلو قال: (زوّجتک إحدی بناتی) بطل، وکذا لو قال: (زوّجت بنتی أحد ابنیک) أو (...أحد هذین).

۶- رضا الطرفین واقعاً، فلو أذنت المرأة متظاهرة بالکراهة مع العلم برضاها القلبی صحّ العقد، کما أنّه إذا عُلمت کراهتها واقعاً - وإن تظاهرت بالرضا - بطل العقد، إلّا أن تجیز بعده.

مسألة ۹۷۶ : إذا لحن فی الصیغة بحیث لم تکن معه ظاهرة فی المعنی المقصود لم یکفِ، وإلّا کفی وإن کان اللحن فی المادّة، فیکفی (جوّزتُک) فی اللغة الدارجة بدل (زوّجتُک) إذا کان المباشر للعقد من أهل تلک اللغة.

مسألة ۹۷۷ : إذا کان مجری الصیغة عالماً بمعناها إجمالاً وقاصداً لتحقّق المعنی صحّ العقد، ولا یشترط علمه به تفصیلاً، بأن یکون ممیزاً للفعل والفاعل والمفعول مثلاً.

مسألة ۹۷۸ : العقد الواقع فضولیاً إذا تعقب بالإجازة صحّ، سواء أکان فضولیاً من الطرفین أم کان فضولیاً من أحدهما.

مسألة ۹۷۹ : لو أُکره الزوجان علی العقد ثُمَّ رضیا بعد ذلک وأجازا العقد صحّ، وکذلک الحال فی إکراه أحدهما، والأحوط الأولی إعادة العقد فی کلتا الصورتین.

مسألة ۹۸۰ : الأب والجدّ من طرف الأب لهما الولایة علی الطفل الصغیر والصغیرة والمتّصل جنونه بالبلوغ، فلو زوّجهم الولی صحّ، إلّا أنّه یحتمل ثبوت الخیار للصغیر والصغیرة بعد البلوغ والرشد، فإذا فسخا فلا یترک الاحتیاط بتجدید العقد أو الطلاق. هذا إذا لم تکن فی العقد مفسدة علی القاصر بنظر العقلاء فی ظرف وقوعه، وأمّا مع المفسدة فیکون العقد فضولیاً ولا یصحّ إلّا مع الإجازة بعد البلوغ والرشد أو الإفاقة.

مسألة ۹۸۱ : یشترط فی نکاح البالغة الرشیدة البِکر إذن أبیها أو جدّها من طرف الأب إذا لم تکن مالکة لأمرها ومستقلّة فی شؤون حیاتها - أی لم تکن تستقلّ عن أبویها فی التصدّی للتصرّفات المتعلّقة بنفسها ومالها -، بل الأحوط لزوماً اشتراط إذن أحدهما إذا کانت مستقلّة أیضاً. ولا تشترط إجازة الأمّ والأخ وغیرهما من الأقارب.

ولا فرق فیما ذکر بین الزواج الدائم والمؤقّت ولو مع اشتراط عدم الدخول فی متن العقد.

مسألة ۹۸۲ : یصحّ زواج البالغة الرشیدة البِکر من غیر استئذانٍ من أبیها أو جدّها إذا تعقّب بالإجازة من أحدهما.

مسألة ۹۸۳ : لا یعتبر إذن الأب والجدّ إذا کانت البنت ثیباً، وکذلک إذا کانت بکراً ومنعاها عن الزواج بکفْئِها شرعاً وعرفاً حتّی یفوتها أوانه، أو اعتزلا التدخّل فی أمر زواجها مطلقاً، أو سقطا عن أهلیة الإذن لجنون أو نحوه، وکذا إذا لم تتمکن من استئذان أحدهما لغیابهما مدّة طویلة مثلاً، فإنّه یجوز لها الزواج حینئذٍ مع حاجتها الملحّة إلیه فعلاً من دون إذن أی منهما.

هذا فی الزواج الدائم، وأمّا المؤقّت فجوازه فی الموارد المذکورة محلّ إشکال، فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط فیه.

مسألة ۹۸۴ : المقصود بالبِکر - هنا - من لم یدخل بها زوجها، فمن تزوّجت ومات عنها زوجها أو طلّقها قبل أن یدخل بها فهی بکر. وکذا من ذهبت بکارتها بغیر الوطء من وثبة أو نحوها، وأمّا إن ذهبت بالزناء أو بالوطء شبهة فهی بمنزلة البکر، وأمّا من دخل بها زوجها فهی ثیب وإن لم یفتضّ بکارتها.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

موجبات خیار الفسخ من العیب و التدلیس


احکام المعاملات

موجبات خیار الفسخ من العیب والتدلیس

مسألة ۹۸۵ : یثبت للزوج خیار العیب إذا علم بعد العقد بوجود أحد العیوب الستّة الآتیة فی الزوجة حین العقد، فیکون له الفسخ من دون طلاق:

  • ۱- الجنون ولو کان أدواریاً، ولیس منه الإغماء والصرع.
  • ۲- الجذام.
  • ۳- البرص.
  • ۴- العمی.
  • ۵- العرج ولو لم یبلغ حدّ الإقعاد.
  • ۶- العَفَل، وهو: لحم أو عظم ینبت فی القُبُل، سواء منع من الحمل أو الوطء فی القُبُل أم لا. ویلحق به التحام المهبل إذا کان مانعاً عن الوطء.

وفی ثبوت خیار العیب للزوج فیما لو علم بکون زوجته مفضاة حین العقد إشکال، فلو فسخ فالأحوط لزوماً لهما عدم ترتیب أثر الزوجیة أو الفرقة إلّا بعد تجدید العقد أو الطلاق.

ولا یثبت الخیار للزوج فی العیوب المتقدّمة إذا حدثت بعد العقد وإن کان قبل الوطء.

مسألة ۹۸۶ : یثبت خیار العیب للزوجة إذا کان الزوج مجبوباً، أی: مقطوع الذکر بحیث لم یبق منه ما یمکنه الوطء به، أو مصاباً بالعنن، وهو: المرض المانع عن انتشار العضو بحیث لا یقدر معه علی الإیلاج، سواء کان الجبّ أو العنن سابقاً علی العقد أم کان حادثاً بعده أو بعد العقد والوطء معاً.

وهل یثبت للزوجة خیار العیب فی جنون الزوج سواء کان سابقاً علی العقد أم حادثاً بعده أو بعد العقد والوطء أم لا؟ فیه إشکال.

وکذا فیما لو کان خصیاً حین العقد - والخصاء هو: إخراج الأُنثیین - أو وجّیاً - والوجاء: رضّ الأُنثیین بحیث یبطل أثرهما - أو مجذوماً أو أبرص، فإن اختارت الفسخ فلا یترک الاحتیاط فی جمیع ذلک بعدم ترتیب أثر الزوجیة أو الفرقة إلّا بعد تجدید العقد أو الطلاق.

مسألة ۹۸۷ : یجوز للرجل الفسخ بعیب المرأة من دون إذن الحاکم، وکذا المرأة بعیب الرجل. نعم، مع ثبوت العنن إذا لم ترضَ المرأة بالصبر معه لا یحقّ لها الفسخ إلّا بعد رفع أمرها إلی الحاکم الشرعی، فیؤجّل الزوج بعد المرافعة سنة فإن وطئها أو وطیء غیرها فی أثناء هذه المدّة فلا فسخ، وإلّا کان لها التفرّد بالفسخ عند انقضاء المدّة وتعذّر الوطء من دون مراجعة الحاکم.

وإذا علم بشهادة الطبیب الأخصائی الموثوق به أنّ الزوج سوف لا یقدر علی الوطء أبداً جاز لها الفسخ من دون الانتظار إلی تمام السنة.

مسألة ۹۸۸ : إذا فسخ الرجل بأحد عیوب المرأة فإن کان الفسخ بعد الدخول استحقّت المرأة تمام المهر وعلیها العدّة کما فی الطلاق، وإن کان الفسخ قبله لم تستحقّ شیئاً ولا عدّة علیها.

هذا إذا لم یکن تدلیس، وأمّا مع التدلیس - المتحقّق بتوصیف المرأة للرجل عند إرادة الزواج بالسلامة من العیب مع العلم به، أو بالسکوت عن بیان العیب ممّن علیه البیان مع إقدام الزوج بارتکاز السلامة منه - فإن کان المدلِّس نفس المرأة لم تستحقّ المهر إذا اختار الرجل الفسخ، وإن اختار البقاء فعلیه تمام المهر لها.

وإن کان المدلِّس غیر الزوجة فالمهر المسمّی یستقرّ علی الزوج بالدخول، ولکن یحقّ له بعد دفعه إلیها أن یرجع به علی المدلّس.

وإذا فسخت المرأة بعیب الرجل استحقّت تمام المهر إن کان بعد الدخول، وإن کان قبله لم تستحقّ شیئاً، إلّا فی العنن فإنّها تستحقّ علیه فیه نصف المهر المسمّی.

مسألة ۹۸۹ : یثبت فی النکاح خیار التدلیس - فی غیر العیوب التی مرّ أنّه یثبت بسببها خیار العیب - عند التستر علی عیب فی أحد الزوجین - سواء کان نقصاً عن الخلقة الأصلیة کالعَوَر ونحوه، أو زیادة علیها کاللحیة للمرأة - أو عند الإیهام بوجود صفة کمال لا وجود لها، کالشرف والنسب والجمال والبکارة ونحوها.

فلو خطب امرأة وطلب زواجها علی أنّه من بنی فلان فتزوّجته المرأة علی ذلک فبان أنّه من غیرهم کان لها خیار التدلیس، فإن فسخت فلها المهر إذا کان بعد الدخول، وإن کان قبله فلا شیء لها.

وإنّما یتحقّق التدلیس الموجب للخیار فیما إذا کان عدم العیب أو وجود صفة الکمال مذکوراً فی العقد بنحو الاشتراط أو التوصیف، ویلحق بهما توصیف الزوج أو الزوجة بصفة الکمال أو عدم العیب أو إراءته متّصفاً بأحدهما قبل العقد عند الخطبة والمقاولة ثُمَّ إیقاع العقد مبنیاً علیه.

ولا یتحقّق بمجرّد سکوت الزوجة وولیها - مثلاً - مع اعتقاد الزوج عدم العیب أو وجود صفة الکمال.

مسألة ۹۹۰ : إذا تزوّج امرأة علی أنّها بکر فبانت ثیباً ففسخ حیث یکون له الفسخ، فإن کان قبل الدخول فلا مهر، وإن کان بعده استقرّ المهر ورجع به علی المدلّس. وإن کانت هی المدلّس لم تستحقّ شیئاً.

وإذا اختار البقاء أو لم یکن له الفسخ - کما فی صورة اعتقاد البکارة من دون اشتراط أو توصیف أو بناء - کان له أن ینقص من مهرها بنسبة ما به التفاوت بین مهر مثلها بکراً وثیباً.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

اسباب التحریم


احکام المعاملات

أسباب التحریم

مسألة ۹۹۱ : یحرم الزواج من جهة النسب بالأمّ وإن علت، وبالبنت وإن نزلت، وبالأخت، وببنات الأخ والأخت وإن نزلن، وبالعمّات وبالخالات وإن علون، أی عمّة الأب والأمّ وخالاتهما وهکذا.

مسألة ۹۹۲ : تحرم من جهة المصاهرة أمّ الزوجة وجدّاتها من طرف الأب أو الأمّ، فلا یجوز الزواج بهنّ وإن لم یدخل بزوجته.

وکذلک تحرم بنت الزوجة المدخول بها، سواء أکانت بنتها بلا واسطة أو مع الواسطة، وسواء أکانت موجودة فی زمان زوجیة الأمّ أم ولدت بعد طلاق الأمّ وتزوّجها برجل آخر.

ولا تحرم بنت الزوجة ما لم یدخل بأُمّها. نعم، لا یصحّ نکاحها ما دامت أمّها باقیة علی الزوجیة علی الأحوط لزوماً، فلو تزوّجها لم یحکم بصحّة نکاح البنت ولا ببقاء زوجیة الأمّ.

مسألة ۹۹۳ : یحرم الزواج بمعقودة الأب أو أحد الأجداد، کما یحرم التزویج بمعقودة الابن أو أحد الأحفاد أو الأسباط.

مسألة ۹۹۴ : یحرم الجمع بین الأختین، فإذا عقد علی إحداهما حرمت علیه الثانیة ما دامت الأولی باقیة علی زواجها، ولو عقد علیهما فی زمان واحد بطلا. ولا فرق فی ذلک بین العقد الدائم والمنقطع.

مسألة ۹۹۵ : إذا طلّق زوجته - رجعیاً - لم یجز له نکاح أختها فی عدّتها، وإذا کان الطلاق بائناً صحّ ذلک. وإذا تزوّج بامرأة بعقد منقطع فانتهت المدّة أو أبرأها فالأحوط لزوماً عدم الزواج بأختها فی عدّتها.

مسألة ۹۹۶ : إذا عقد علی امرأة لم یجز له أن یتزوّج ببنت أخیها أو ببنت أختها إلّا بإذنها، ولو عقد بدون إذنها توقّفت صحّته علی إجازتها فإن أجازته صحّ وإلّا بطل، وإن علمت بالزواج فسکتت ثُمَّ أجازته صحّ أیضاً.

مسألة ۹۹۷ : لو زنی بخالته أو عمّته قبل أن یعقد علی بنتها حرمت علیه البنت علی الأحوط لزوماً. ولو زنی بالعمّة أو الخالة بعد العقد علی البنت لم تحرم علیه وإن کان الزنی قبل الدخول بها. ولو زنی بغیر العمّة والخالة لم تحرم علیه بنتها، وإن کان الأحوط استحباباً أن لا یتزوّج بنتها.

مسألة ۹۹۸ : لا یجوز للمسلمة أن تتزوّج دواماً أو متعة من الکافر وإن کان کتابیاً، وکذلک لا یجوز للمسلم أن یتزوّج بغیر الکتابیة من أصناف الکفّار مطلقاً.

ویجوز له الزواج متعة من الیهودیة والنصرانیة إذا لم تکن له زوجة مسلمة، وإلّا لم یجز له الزواج منهما من دون إذن المسلمة بل ولا بإذنها علی الأحوط وجوباً، کما لا یجوز علی الأحوط أن یتزوّج منهما دواماً ولا من المجوسیة ولو متعة.

مسألة ۹۹۹ : لا یجوز للمؤمن أو المؤمنة أن یتزوّج دواماً أو متعة بعض المنتحلین لدین الإسلام ممّن یحکم بکفرهم کالنواصب.

ویجوز زواج المؤمن من المخالفة غیر الناصبیة، کما یجوز زواج المؤمنة من المخالف غیر الناصبی علی کراهة. نعم، إذا خیف علیه أو علیها الضلال حرم وإن صحّ العقد.

مسألة ۱۰۰۰ : لو زنی بذات بعل أو بذات العدّة الرجعیة حرمت علیه مؤبّداً علی الأحوط لزوماً. أمّا الزنا بذات العدّة غیر الرجعیة فلا یوجب حرمة المزنی بها، فللزانی الزواج بها بعد انقضاء عدّتها.

مسألة ۱۰۰۱ : لو زنی بامرأة لیس لها زوج ولیست بذات عدّة رجعیة لم یجز له أن یتزوّجها إلّا بعد توبتها علی الأحوط وجوباً. ویجوز لغیره أن یتزوّجها قبل ذلک إلّا أن تکون امرأة مشهورة بالزنا، فإنّ الأحوط وجوباً عدم الزواج بها قبل أن تتوب. کما أن الأحوط وجوباً عدم الزواج بالرجل المشهور بالزنا إلّا بعد توبته.

والأحوط الأولی استبراء رحم الزانیة من ماء الفجور بحیضة قبل التزوّج بها سواء ذلک بالنسبة إلی الزانی وغیره.

مسألة ۱۰۰۲ : یحرم الزواج بالمرأة دواماً أو متعة فی عدتها من الغیر، رجعیة کانت أو غیر رجعیة، فلو ثبت للرجل أو المرأة بأنّها فی العدّة وبحرمة الزواج فیها وتزوّج بها حرمت علیه مؤبّداً وإن لم یدخل بها بعد العقد.

وإذا کانا جاهلین بأنّها فی العدّة أو بحرمة الزواج فیها وتزوّج بها بطل العقد، فإن کان قد دخل بها فی عدتها حرمت علیه مؤبّداً أیضاً، وإلّا جاز الزواج بها بعد تمام العدّة.

مسألة ۱۰۰۳ : لو تزوّج بامرأة ثبت له أنّها ذات بعل وعلم بحرمة الزواج بمثلها حرمت علیه مؤبّداً دخل بها أم لم یدخل. ولو تزوّجها مع جهله بأحد الأمرین - الموضوع أو الحکم - فسد العقد ولم تحرم علیه لو لم یدخل بها حتّی مع علم الزوجة بذلک، وأمّا لو دخل بها فتحرم علیه مؤبّداً علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۱۰۰۴ : لا تحرم الزوجة علی زوجها بزناها وإن کانت مصرّة علی ذلک، والأولی - مع عدم التوبة - أن یطلّقها الزوج.

مسألة ۱۰۰۵ : إذا تزوّجت المرأة ثُمَّ شکت فی أنّ زواجها وقع فی العدّة أو بعد انقضائها لم تعتنِ بالشک.

مسألة ۱۰۰۶ : إذا لاط البالغ شرعاً بغیر البالغ فأوقب ولو ببعض الحشفة حرمت علی اللائط أمّ الملوط وأخته وبنته. والأحوط لزوماً ثبوت هذا الحکم فیما إذا کان اللائط غیر بالغ أو کان الملوط بالغاً أو کان اللواط بعد الزواج بإحدی المذکورات.

ولا یحکم بالتحریم مع الشک فی الدخول، بل ولا مع الظنّ به أیضاً. وإذا شک فی أنّه کان بالغاً حین اللواط بنی علی عدمه، وإذا شک فی أنّ الملوط به کان غلاماً فی حینه بنی علی أنّه کان کذلک.

مسألة ۱۰۰۷ : لا تحرم علی اللائط بنت أخت الملوط ولا بنت أخیه، کما لا تحرم علی الملوط أم اللائط ولا بنته ولا أخته.

مسألة ۱۰۰۸ : یحرم الزواج حال الإحرام وإن لم تکن المرأة مُحْرِمة، ویقع العقد فاسداً حتّی مع جهل الرجل المُحْرِم بالحرمة، ومع علمه بالحرمة تحرم علیه مؤبّداً.

مسألة ۱۰۰۹ : لا یجوز للمُحْرِمة أن تتزوّج برجل ولو کان مُحِلّا، ولو فعلت بطل العقد مطلقاً، ومع علمها بالحرمة تحرم علیه مؤبّداً علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۱۰۱۰ : إذا لم یأتِ المُحْرِم أو المُحْرِمة بطواف النساء فی الحجّ أو العمرة المفردة لم تحلّ لهما الممارسات الجنسیة التی حرمت علیهما بالإحرام، وإذا أتیا به فی أی وقت بعد ذلک ارتفعت الحرمة.

مسألة ۱۰۱۱ : لا یجوز الدخول بالزوجة قبل إکمالها تسع سنین، ولکنّه لو فعل لم یحرم علیه وطؤها بعد بلوغها وإن کان قد أفضاها.

مسألة ۱۰۱۲ : تحرم المطلّقة ثلاثاً علی زوجها المطلّق لها. نعم، لو تزوّجت بغیره ودخل بها فطلّقها حلّت لزوجها الأوّل علی تفصیل یأتی فی أحکام الطلاق. وأمّا لو طلّقها تسعاً فهی تحرم علیه مؤبّداً.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

من احکام العقد الدائم و الانفاق الواجب


احکام المعاملات

من أحکام العقد الدائم والإنفاق الواجب

مسألة ۱۰۱۳ : یحرم علی الزوجة الدائمة أن تخرج من دارها من دون إذن زوجها وإن لم یکن ذلک منافیاً لحقّه فی الاستمتاع بها. ویجب علیها أن تمکن زوجها من نفسها متی شاء، ولیس لها منعه من المقاربة ونحوها من الممارسات الجنسیة المتعارفة إلّا لعذر شرعی، فإذا عملت بوظیفتها استحقّت النفقة علی زوجها من الغذاء واللباس والمسکن وسائر ما تحتاج إلیه بحسب شأنها بالقیاس إلیه.

مسألة ۱۰۱۴ : إذا نشزت الزوجة علی زوجها بأن منعت نفسها عنه مطلقاً لم تستحقّ النفقة علیه، سواء خرجت من عنده أم لا. وأمّا إذا منعت نفسها عنه فی بعض الأحیان لا لعذر مقبول شرعاً، أو خرجت من بیتها بغیر إذنه من دون مسوّغ شرعی فالأحوط لزوماً عدم سقوط نفقتها بذلک. وأمّا المهر فهو لا یسقط بالنشوز بلا إشکال.

مسألة ۱۰۱۵ : لا یستحقّ الزوج علی زوجته خدمة البیت وما شاکلها، وإن کان یستحبّ لها أن تقوم بذلک.

مسألة ۱۰۱۶ : إذا استصحب الزوج زوجته فی سفره کانت نفقتها علیه وإن کانت أکثر من نفقتها فی الحضر، کما یجب علیه بذل أجور سفرها ونحوها ممّا تحتاج إلیه من حیث السفر. وهکذا الحکم فیما لو سافرت الزوجة بنفسها فی سفر ضروری یرتبط بشؤون حیاتها، کأن کانت مریضة وتوقّف علاجها علی السفر إلی طبیب.

وأمّا فی غیر ذلک من السفر الواجب - کسفر الحجّ أو السفر غیر الواجب الذی أذن فیه الزوج لها - فلیس علیه بذل أجوره، ولکن یجب علیه بذل نفقتها فیه کاملة وإن کانت أزید من نفقتها فی الحضر. نعم، إذا علّق الزوج إذنه لها فی السفر غیر الواجب علی إسقاطها لنفقتها فیه کلّاً أو بعضاً وقبلت هی بذلک لم تستحقّها علیه حینئذٍ.

مسألة ۱۰۱۷ : لو امتنع الزوج الموسر عن بذل نفقة زوجته المستحقّة لها مع مطالبتها جاز لها أن تأخذها من ماله بدون إذنه، ویجوز لها رفع أمرها إلی الحاکم الشرعی لإجباره علی الإنفاق.

فإن لم یتیسّر لها هذا ولا ذاک واضطرّت إلی اتّخاذ وسیلة لتحصیل معاشها لم یجب علیها إطاعة زوجها حال اشتغالها بتلک الوسیلة، والأحوط لزوماً أن لا تمتنع عن القیام بحقوقه فی غیر تلک الحال.

مسألة ۱۰۱۸ : لا یعتبر فی استحقاق الزوجة النفقة علی زوجها فقرها وحاجتها بل تستحقّها علیه وإن کانت غنیة غیر محتاجة، وإذا لم تحصّلها - کلّاً أو بعضاً - لفقر الزوج أو امتناعه بقی ما لم تحصّله دیناً علی ذمّته یؤدّیه متی ما تمکن. ویصحّ أن تسقط عنه ما تستحقّه علیه فعلاً أو فی الأزمنة المستقبلة بشرط أو بدونه.

وإذا کان للزوج مالٌ لا یفی بنفقته ونفقة زوجته جاز له تأمین نفقته منه فإن زاد صرفه إلیها.

مسألة ۱۰۱۹ : یثبت للأبوین حقّ الإنفاق علی الابن، کما یثبت للولد - ذکراً کان أو أنثی - حقّ الإنفاق علی أبیه، والأحوط لزوماً ثبوت حقّ الإنفاق للأبوین علی البنت وثبوته لهما مع فقد الولد أو إعساره علی أولاد الأولاد، أی أبناء الأبناء والبنات وبناتهم الأقرب فالأقرب.

وکذلک الأحوط لزوماً ثبوت حقّ الإنفاق للولد مع فقد الأب أو إعساره علی جدّه لأبیه وإن علا الأقرب فالأقرب، وثبوته مع فقد الجدّ أو إعساره علی أمّه، ومع فقدها أو إعسارها علی الجدّ أو الجدّة من قبلها ومن قبل أمّ الأب أو الجدّ من طرفه وإن علوا مع مراعاة الأقرب فالأقرب إلیه.

وإذا تعدّد من یثبت علیه حقّ الإنفاق - کما لو کان للشخص أب مع ابن أو کان له أکثر من ابن واحد - فیحتمل ثبوت الحقّ علی کلّ واحد کفایةً، کما یحتمل اشتراک الجمیع فیه بالسویة، فالأحوط لزوماً فیما إذا لم یقم البعض منهم بما یلزمه علی تقدیر الاشتراک أن یقوم به البعض الآخر.

مسألة ۱۰۲۰ : یشترط فی ثبوت الإنفاق بالقرابة فقر المنفق علیه، بمعنی أن لا یتوفّر له ما یحتاج إلیه فعلاً من معیشته من طعام أو لباس أو مسکن أو دواء أو نحوها، ولا یتمکن أیضاً من توفیره بالاکتساب اللائق بشأنه ولا بالاقتراض من دون حرج ومشقّة مع التمکن من الوفاء لاحقاً.

ولا یشترط فی ثبوت الإنفاق بها کمالُ المنفق بالعقل والبلوغ، فیجب علی الولی أن ینفق من مال الصبی والمجنون علی من یثبت له حقّ الإنفاق علیه.

نعم، یشترط تمکن المنفق منه بعد نفقة نفسه وزوجته الدائمة، فلو کان له من المال قدر کفایة نفسه وزوجته خاصّة لم یثبت علیه الإنفاق علی أقاربه، ولو زاد صرفه فی الإنفاق علیهم. والأقرب منهم مقدّم علی الأبعد، فالولد مقدّم علی ولد الولد، ولو تساووا وعجز عن الإنفاق علیهم جمیعاً وجب توزیع المیسور علیهم بالسویة إذا کان ممّا یقبل التوزیع ویمکنهم الانتفاع به، وإلّا تخیر فی الإنفاق علی أی منهم شاء.

وإذا امتنع من وجبت نفقة قریبه عن بذلها جاز لمن له الحقّ إجباره علیه ولو باللجوء إلی الحاکم وإن کان جائراً، ولکن إن لم ینفق حتّی مضی زمانه سقط عنه وإن کان آثماً.

مسألة ۱۰۲۱ : إذا اضطرّ شخص إلی التصرّف فی مال غیره من طعام أو دواء أو ثیاب أو سلاح أو غیرها لإنقاذ نفسه من الهلاک أو ما یدانیه وجب علی المالک مع حضوره وعدم اضطراره إلیه أن یبذله له بعوض أو بدونه. ویجوز للمضطرّ مع غیاب المالک التصرّف فی ماله بقدر الضرورة مع ضمانه العوض.

مسألة ۱۰۲۲ : الأحوط وجوباً أن ینفق المالک علی ما لدیه من الحیوان، أو ینقله إلی غیره، أو یذکیه بذبح أو غیره إذا کان من المذکی ولم یعدّ ذلک تضییعاً للمال. ولا یجوز له حبسه من دون الإنفاق علیه حتّی یموت.

مسألة ۱۰۲۳ : إذا کان للرجل زوجتان دائمتان أو أزید فبات عند إحداهنّ لیلة ثبت لغیرها حقّ المبیت لیلة من أربع لیال، ولا یثبت حقّ المبیت للزوجة علی زوجها - سواء کانت واحدة أو أزید - فی غیر هذه الصورة. نعم، الأحوط الأولی لمن عنده زوجة دائمة واحدة أن یقسم لها لیلة من کلّ أربع لیال، ولمن عنده زوجتان کذلک أن یقسم لهما لیلتین وهکذا.

ولا یثبت حقّ المبیت للصغیرة ولا للمجنونة حال جنونها ولا للناشزة، کما یسقط حال سفر الزوج، وفیما لو أسقطته الزوجة بعوض أو بدونه.

ولا یجوز متارکة الزوجة الدائمة رأساً وجعلها کالمعلّقة لا هی ذات بعل ولا هی مطلّقة.

مسألة ۱۰۲۴ : لا یجوز ترک وطء الزوجة الشابة أکثر من أربعة أشهر إلّا لعذر کالحرج والضرر، أو مع رضاها، أو نشوزها، أو اشتراط ترکه علیها حین العقد. والأحوط لزوماً شمول هذا الحکم للزوجة المنقطعة، ولما إذا کان الزوج مسافراً، فلا یحقّ له أن یطیل السفر من دون عذر شرعی إذا کان یفوّت علی الزوجة حقّها.

هذا وإذا لم تقدر الزوجة علی الصبر إلی أربعة أشهر بحیث خاف الزوج وقوعها فی الحرام إذا لم یقاربها فالأحوط وجوباً المبادرة إلی مقاربتها قبل تمام الأربعة أو طلاقها وتخلیة سبیلها.

مسألة ۱۰۲۵ : إذا کان المهر حالّاً فللزوجة الامتناع من التمکین قبل قبضه، سواء کان الزوج متمکناً من الأداء أم لا. ولو مکنته من نفسها فلیس لها الامتناع بعد ذلک لأجل أن تقبضه.

وأمّا لو کان المهر کلّه أو بعضه مؤجّلاً - وقد أخذت بعضه الحالّ - لم یکن لها الامتناع من التمکین وإن حلّ الأجل.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

النکاح المنقطع


احکام المعاملات

النکاح المنقطع

مسألة ۱۰۲۶ : یصحّ النکاح المنقطع وإن کان الداعی إلیه أمراً آخر غیر الاستمتاع کحصول المحَرمیة. ولا بُدَّ فیه من تعیین المهر والمدّة، فإن لم یتعینا بطل العقد. ولا حدّ للمدّة قلّة وکثرة. نعم، یبطل العقد مع العلم بعدم وفاء عمر أحد الزوجین أو کلیهما للمدّة المعینة.

مسألة ۱۰۲۷ : یجوز للمرأة فی النکاح المنقطع - وکذا الدائم - أن تشترط علی زوجها عدم الدخول بها، فلو اشترطت علیه ذلک لم یجز له مقاربتها، ویجوز له ما سوی ذلک من الاستمتاعات. نعم، لو رضیت الزوجة بعد ذلک بمقاربتها جازت له.

مسألة ۱۰۲۸ : لا تجب نفقة الزوجة فی النکاح المنقطع وإن حملت من زوجها، ولا تستحقّ من زوجها المبیت عندها، ولا توارث بینها وبین زوجها. ولو شرط ثبوت الإرث لهما أو لأحدهما ففی نفوذ الشرط إشکال، فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط فیه.

مسألة ۱۰۲۹ : یصحّ العقد المنقطع ولو مع جهل الزوجة بعدم استحقاقها النفقة والمبیت، ولا یثبت لها حقٌّ علی الزوج من جهة جهلها.

ویحرم علیها الخروج بغیر إذن زوجها إذا کان خروجها منافیاً لحقّه لا مع عدم المنافاة.

مسألة ۱۰۳۰ : لو وکلت المرأة رجلاً فی تزویجها لمدّة معینة بمهر معلوم فخالف الوکیل فعقدها دواماً أو متعة لغیر تلک المدّة أو بغیر ذلک المهر فإن أجازت العقد صحّ، وإلّا بطل.

مسألة ۱۰۳۱ : لو زوّج الأب أو الجدّ من طرفه بنته الصغیرة أو ابنه الصغیر لفترة قصیرة لا لغایة الاستمتاع بل لغایة أخری - من حصول المَحْرمیة ونحوه - صحّ العقد مع عدم ترتّب مفسدة علیه. نعم، مع عدم قابلیة المدّة المعینة للاستمتاع من الصغیرة أو لاستمتاع الصغیر فیها بوجه فصحّة العقد لا تخلو من إشکال، فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط فی ذلک.

مسألة ۱۰۳۲ : لو وهب الزوج مدّة زوجته المنقطعة بعد الدخول بها لزمه تمام المهر، وینتصف المهر إذا کانت الهبة قبل الدخول.

مسألة ۱۰۳۳ : لا بأس علی الزوج فی الزواج من المتمتّع بها فی عدّتها منه دواماً أو منقطعاً، ولکن لا یصحّ تجدید العقد علیها دائماً أو منقطعاً قبل انقضاء الأجل أو بذل المدّة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

مسائل متفرّقة


احکام المعاملات

مسائل متفرّقة

مسألة ۱۰۳۴ : لا یجوز للرجل أن ینظر إلی ما عدا الوجه والکفّین من جسد المرأة الأجنبیة وشعرها، وکذا الوجه والکفّین منها إذا کان النظر بتلذّذ شهوی أو مع خوف الوقوع فی الحرام، بل الأحوط استحباباً ترکه بدونهما أیضاً.

وکذلک الحال فی نظر المرأة إلی الرجل الأجنبی - علی الأحوط لزوماً - فی غیر ما جرت السیرة علی عدم الالتزام بستره کالرأس والیدین والقدمین ونحوها، وأمّا نظرها إلی هذه المواضع منه فالظاهر جوازه من دون تلذّذ شهوی وعدم خوف الوقوع فی الحرام، وإن کان الأحوط استحباباً ترکه أیضاً.

مسألة ۱۰۳۵ : یجوز النظر إلی النساء المبتذلات - اللاتی لا ینتهین إذا نُهین عن التکشّف - بشرط أن لا یکون بتلذّذ شهوی ولا یخاف الوقوع فی الحرام. ولا فرق فی ذلک بین نساء الکفّار وغیرهنّ، کما لا فرق فیه بین الوجه والکفّین وبین سائر ما جرت عادتهنّ علی عدم ستره من بقیة أعضاء البدن.

مسألة ۱۰۳۶ : یجب علی المرأة أن تستر شعرها وما عدا الوجه والکفّین من بدنها عن غیر الزوج والمحارم من البالغین مطلقاً، بل الأحوط لزوماً أن تتستّر عن غیر البالغ أیضاً إذا کان ممیزاً وأمکن أن یترتّب علی نظره إلیها ثوران الشهوة فیه.

وأمّا الوجه والکفّان فیجوز لها إبداؤها، إلّا مع خوف الوقوع فی الحرام أو کونه بداعی إیقاع الرجل فی النظر المحرّم فیحرم الإبداء حینئذٍ حتّی بالنسبة إلی المحارم.

هذا فی غیر المرأة المسنّة التی لا ترجو النکاح، وأمّا هی فیجوز لها إبداء شعرها وذراعها ونحوهما - ممّا یستره الخمار والجلباب عادة - من دون أن تتبرّج بزینة.

مسألة ۱۰۳۷ : یحرم النظر إلی عورة الغیر - غیر الزوج والزوجة - سواء کان النظر مباشرة أم من وراء الزجاج أو فی المرآة أو فی الماء الصافی ونحو ذلک. نعم، حرمة النظر إلی عورة الکافر المماثل فی الجنس والصبی الممیز تبتنی علی الاحتیاط اللزومی.

مسألة ۱۰۳۸ : یجوز لکلّ من الرجل والمرأة أن ینظر إلی بدن محارمه - ما عدا العورة منه - من دون تلذّذ، وأمّا النظر مع التلذّذ فلا فرق فی حرمته بین المحارم وغیرهم. والمقصود بالمحارم: کلّ من یحرم علیه نکاحه مؤبّداً لنسب أو رضاع أو مصاهرة، دون المحرّم بغیرها کالزنا واللواط واللعان.

مسألة ۱۰۳۹ : لا یجوز لکلّ من الرجل والمرأة النظر إلی مماثله بقصد التلذّذ الشهوی.

مسألة ۱۰۴۰ : الأحوط لزوماً ترک النظر إلی صورة المرأة الأجنبیة غیر المبتذلة إذا کان الناظر یعرفها، ویستثنی من ذلک الوجه والکفّان فیجوز النظر إلیها فی الصورة من دون تلذّذ شهوی وعدم خوف الوقوع فی الحرام.

مسألة ۱۰۴۱ : إذا دعت الحاجة إلی أن یحقن الرجل رجلاً أو امرأة غیر زوجته أو أن یغسل عورتهما لزمه التحفّظ مع الإمکان من لمس العورة بیده أو النظر إلیها، وکذلک المرأة بالنسبة إلی المرأة أو الرجل غیر زوجها.

مسألة ۱۰۴۲ إذا اضطرّت المرأة إلی العلاج من مرض وکان الرجل الأجنبی أرفق بعلاجها جاز له النظر إلی بدنها ولمسه بیده إذا توقّف علیهما معالجتها، ومع إمکان الاکتفاء بأحدهما - أی النظر واللمس - لا یجوز الآخر، فلو تمکن من المعالجة بالنظر فقط لا یجوز له اللمس وکذلک العکس.

مسألة ۱۰۴۳ : لو اضطرّ الطبیب فی معالجة المریض - غیر زوجته - إلی النظر إلی عورته فالأحوط لزوماً أن لا ینظر إلیها مباشرة بل فی المرآة وشبهها، إلّا إذا اقتضی ذلک النظر لفترة أطول أو لم تتیسّر المعالجة بغیر النظر مباشرة.

مسألة ۱۰۴۴ : یجب الزواج علی من لا یستطیع التمالک علی نفسه عن الوقوع فی الحرام - کالاستمناء - بسبب عدم زواجه.

مسألة ۱۰۴۵ : لا یجوز الخلوة بالمرأة الأجنبیة مع عدم الأمن من الفساد وإن تیسّر دخول الغیر علیهما، ولا بأس بها مع الأمن منه تماماً.

مسألة ۱۰۴۶ : لو تزوّج امرأة علی مهر معین وکان من نیته أن لا یدفعه إلیها صحّ العقد ووجب علیه دفع المهر.

مسألة ۱۰۴۷ : المرتدّ - وهو: من خرج عن الإسلام واختار الکفر - علی قسمین: فطری وملّی. والفطری: من ولد علی إسلام أبویه أو أحدهما واختار الإسلام بعد أن وصل إلی حدّ التمییز ثُمَّ کفر، ویقابله الملّی.

مسألة ۱۰۴۸ : لو ارتدّ الزوج عن ملّة أو ارتدّت الزوجة عن ملّة أو فطرة بطل النکاح، فإن کان الارتداد قبل الدخول بها أو کانت الزوجة یائسة أو صغیرة لم تکن علیها عدّة، وأمّا إذا کان الارتداد بعد الدخول وکانت المرأة فی سنّ من تحیض وجب علیها أن تعتدّ عدّة الطلاق. وإذا رجع عن ارتداده إلی الإسلام قبل انقضاء العدّة بقی الزواج علی حاله، ویأتی مقدار عدّة الطلاق فی بابه.

مسألة ۱۰۴۹ : إذا ارتدّ الزوج عن فطرة حرمت علیه زوجته ووجب علیها أن تعتدّ عدّة الوفاة. وثبوت العدّة حینئذٍ علی غیر المدخول بها والیائسة والصغیرة مبنی علی الاحتیاط اللزومی. وإن رجع عن ارتداده فی أثناء العدّة فالأحوط وجوباً عدم ترتیب آثار الفرقة ولا الزوجیة إلّا بعد الطلاق أو تجدید العقد، ویأتی مقدار عدّة الوفاة فی باب الطلاق.

مسألة ۱۰۵۰ : إذا اشترطت المرأة فی عقدها أن لا یخرجها الزوج من

بلدها - مثلاً - وقَبِل ذلک زوجها لم یجز له إخراجها منه بغیر رضاها.

مسألة ۱۰۵۱ : إذا کانت لزوجة الرجل بنت من غیره جاز له أن یزوّجها من ابنه من زوجة غیرها، وکذلک العکس.

مسألة ۱۰۵۲ : إذا حملت المرأة من السفاح لم یجز لها أن تسقط جنینها.

مسألة ۱۰۵۳ : لو زنی بامرأة لیست بذات بعل ولا فی عدّة الغیر ثُمَّ تزوّج بها فولدت ولم یعلم أنّ الولد من الحلال أو الحرام فهو یلحق بهما شرعاً ویحکم علیه بأنّه من الحلال.

مسألة ۱۰۵۴ : لو تزوّج بامرأة جاهلاً بکونها فی العدّة بطل العقد، وإن کان قد دخل بها فی عدّتها تحرم علیه مؤبّداً کما مرّ.

وإن ولدت بعد ذلک فإن أمکن لحوق الولد به دون الزوج الأوّل أُلحِق به وکذلک العکس، وإن أمکن لحوقه بکلٍّ منهما - کما لو مضی من وطء کلّ منهما ستّة أشهر فأکثر ولم یتجاوز أقصی مدّة الحمل - أُقرع بینهما إن لم یمکن رفع الاشتباه بالرجوع إلی طریقة علمیة بینة لا تتخلّلها الاجتهادات الشخصیة، کما یدّعی ذلک بشأن بعض الفحوصات الحدیثة.

هذا فی لحوق الولد بأبیه، وأمّا لحوقه بأمّه فإن کانت المرأة جاهلة بکونها فی العدّة أو بحرمة التزویج فیها لحق الولد بها، وإن کانت عالمة بذلک لم یلحق بها شرعاً؛ فإنّها زانیة حینئذٍ.

مسألة ۱۰۵۵ : لو ادّعت المرأة أنّها یائسة لم تُسمع دعواها. ولو ادّعت أنّها خلیة من الزوج صُدّقت، إلّا إذا کانت متّهمة فی دعواها فإنّ الأحوط لزوماً عدم الزواج منها إلّا بعد الفحص عن حالها.

مسألة ۱۰۵۶ : لو تزوّج بامرأة ادّعت أنّها خلیة وادّعی - بعد ذلک - مدّعٍ أنّها زوجته لم تسمع دعواه إلّا بالبینة، فإن أقامها حکم له بها وإلّا فلیس له طلب توجیه الیمین إلیهما.

مسألة ۱۰۵۷ : حضانة الولد وتربیته وما یتعلّق بها من مصلحة حفظه ورعایته تکون فی مدّة الرضاع - أعنی حولین کاملین - من حقّ أبویه بالسویة، فلا یجوز للأب أن یفصله عن أمّه خلال هذه المدّة وإن کان أنثی. والأحوط الأولی عدم فصله عنها حتّی یبلغ سبع سنین وإن کان ذکراً، بل لا یجوز له ذلک إذا کان یضرّ بحاله.

وإذا افترق الأبوان بطلاق ونحوه قبل أن یبلغ الولد السنتین لم یسقط حقّ الأمّ فی حضانته ما لم تتزوّج من غیره، فلا بُدَّ من توافقهما علی حضانته بالتناوب ونحوه.

مسألة ۱۰۵۸ : ینبغی أن لا یردّ الخاطب إذا کان ممّن یرضی خلقه ودینه، فعن رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلم): «إِذَا جَاءَکمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِینَهُ فَزَوِّجُوْهُ، إِلَّا تَفْعَلُوْهُ تَکنْ فِتْنَةٌ فِی الأَرْضِ وَفَسَادٌ کبِیرٌ».

مسألة ۱۰۵۹ : إذا صالحت المرأة زوجها علی أن لا یتزوّج علیها ویکون له مهرها صحّت المصالحة ووجب علی زوجها أن لا یتزوّج علیها، کما لیس لها أن تطالب زوجها بالمهر.

مسألة ۱۰۶۰ : المتولّد من ولد الزنی إذا لم یکن الحمل به بالزنی فهو ولد حلال.

مسألة ۱۰۶۱ : إذا جامع زوجته حراماً - کما فی نهار شهر رمضان أو فی حیضها - ارتکب معصیة، إلّا أنّها إذا حملت فولدت یعتبر الولد ولداً شرعیاً لهما.

مسألة ۱۰۶۲ : إذا تیقّنت زوجة الغائب بموت زوجها فتزوّجت بعدما اعتدّت عدّة الوفاة ثُمَّ علمت بحیاة زوجها الأوّل انفصلت عن زوجها الثانی بغیر طلاق، وهی محلّلة لزوجها الأوّل.

ثُمَّ إنّ الثانی إن کان دخل بها لزمه مهر مثلها ویجب علیها الاعتداد من وطئها شبهة، فلا یجوز لزوجها الأوّل مقاربتها أیام عدّتها، وأمّا سائر الاستمتاعات فیجوز له. ولا تجب علی الواطئ نفقتها فی مدّة العدّة وإنّما هی علی زوجها.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الرضاع


احکام المعاملات

احکام الرضاع

إذا أرضعت امرأة ولداً لغیرها أوجب ذلک حرمة النکاح بین عدد من الذکور والإناث، وکذلک حلیة النظر واللمس - علی حدّ ما تقدّم فی المحارم بالنسب - دون سائر أحکام العلاقة النسبیة من وجوب الإنفاق وثبوت الإرث وغیرهما. وتفصیل ذلک فی المسائل الآتیة.

المحرمات علی المرتضع

مسألة ۱۰۶۳ :تحرم علی المرتضع عدّة من النساء:

  • ۱- المرضعة؛ لأنّها أمّه من الرضاعة، کما أنّ صاحب اللبن أبوه.
  • ۲- أمّ المرضعة وإن علت نسبیة کانت أم رضاعیة؛ لأنّها جدّته.
  • ۳- بنات المرضعة ولادة؛ لأنّهنّ أخواته. وأمّا بنات المرضعة رضاعاً إذا ارتضعن بلبن رجل آخر فلا یحرمن علی هذا المرتضع.
  • ۴- البنات النسبیات والرضاعیات من أولاد المرضعة ولادة ذکوراً وإناثاً؛ لأن المرتضع إمّا أن یکون عمّهنّ أو خالهنّ من الرضاعة.
  • ۵- أخوات المرضعة وإن کنّ رضاعیات، لأنّهنّ خالات المرتضع.
  • ۶- عمّات المرضعة وخالاتها وعمّات آبائها وأمّهاتها نسبیات کنّ أم رضاعیات؛ فإنّهنّ عمّات المرتضع وخالاته من الرضاعة.
  • ۷- بنات صاحب اللبن النسبیات والرضاعیات بلا واسطة أو مع الواسطة؛ لأنّ المرتضع إمّا أن یکون أخاهنّ أو عمّهنّ أو خالهنّ من الرضاعة.
  • ۸- أمّهات صاحب اللبن النسبیات والرضاعیات؛ لأنّهنّ جدّات المرتضع من الرضاعة.
  • ۹- أخوات صاحب اللبن النسبیات والرضاعیات؛ لأنّهنّ عمّات المرتضع.
  • ۱۰- عمّات صاحب اللبن وخالاته وعمّات وخالات آبائه وأمّهاته النسبیات والرضاعیات؛ لأنّهنّ عمّات المرتضع وخالاته من الرضاعة.
  • ۱۱- حلائل صاحب اللبن؛ لأنّهنّ حلائل أبیه.

المحرمات علی المرتضعة

مسألة ۱۰۶۴ :تحرم المرتضعة علی عدّة من الرجال:

  • ۱- صاحب اللبن؛ لأنّه أبوها من الرضاعة. والمقصود به: الأب الشرعی للولد الذی درّ اللبن بولادته.
  • ۲- آباء صاحب اللبن والمرضعة من النسب أو الرضاع؛ لأنّهم أجدادها من الرضاعة.
  • ۳- أولاد صاحب اللبن من النسب أو الرضاع وإن نزلوا؛ لأنّها تکون أختهم أو عمّتهم أو خالتهم، وکذلک أولاد المرضعة ولادة وأولادهم نسباً أو رضاعاً. وأمّا أولاد المرضعة رضاعاً فإن لم یکونوا أولاداً لصاحب اللبن نسباً أو رضاعاً لم یحرموا علیها.
  • ۴- إخوة صاحب اللبن من النسب أو الرضاع؛ لأنّهم أعمامها من الرضاعة.
  • ۵- أعمام صاحب اللبن وأخواله وأعمام آبائه وأمّهاته من النسب والرضاع؛ لأنّهم إمّا أن یکونوا أعمامها أو أخوالها.

مسألة ۱۰۶۵ : تحرم بنات المرتضع أو المرتضعة النسبیات والرضاعیات - وإن نزلت - علی آبائه وإخوته وأعمامه وأخواله من الرضاعة.

مسألة ۱۰۶۶ : تحرم علی أبناء المرتضع أو المرتضعة أمّهاته وأخواته وخالاته وعمّاته من الرضاعة.

مسألة ۱۰۶۷ : لا یجوز أن یتزوّج أبو المرتضع أو المرتضعة بنات المرضعة النسبیات وإن نزلن، والأحوط استحباباً أن لا یتزوّج بناتها الرضاعیات، وإن کان یحرم علیه أن ینظر منهنّ إلی ما لا یحلّ النظر إلیه لغیر المحارم.

مسألة ۱۰۶۸ : لا یجوز علی الأحوط أن یتزوّج أبو المرتضع أو المرتضعة بنات صاحب اللبن النسبیات والرضاعیات.

مسألة ۱۰۶۹ : لا تحرم أخوات المرتضع والمرتضعة علی صاحب اللبن ولا علی آبائه وأبنائه وأعمامه وإخوانه، وإن کان الأولی أن لا یتزوّج صاحب اللبن بهنّ.

مسألة ۱۰۷۰ : لا تحرم المرضعة وبناتها وسائر أقاربها من النساء علی إخوة المرتضع والمرتضعة، کما لا تحرم علیهم بنات صاحب اللبن وسائر أقاربه من النساء.

مسألة ۱۰۷۱ : إذا تزوّج امرأة ودخل بها حرمت علیه بنتها الرضاعیة کما تحرم علیه بنتها النسبیة. وإذا تزوّج امرأة حرمت علیه أمّها الرضاعیة - وإن لم یکن دخل بها - کما تحرم علیه أمّها النسبیة.

مسألة ۱۰۷۲ : لا فرق فی نشر الحرمة بالرضاع بین ما إذا کان الرضاع سابقاً علی العقد وما إذا کان لاحقاً له، مثلاً: إذا زوّج الولی صغیراً من صغیرة فأرضعتها أمّ الصغیر أو زوجة أبیه أو جدّته بطل العقد وحرمت الصغیرة علیه؛ لأنّها تکون أخته أو عمّته أو خالته.

مسألة ۱۰۷۳ : إذا أرضعت المرأة طفلاً لزوج بنتها - سواء أکان الطفل من بنتها أم من ضرّتها - بطل عقد البنت وحرمت علی زوجها مؤبّداً؛ لأنه یحرم علی أبی المرتضع بنات المرضعة النسبیات کما مرّ.

وأمّا إذا أرضعت المرأة طفلاً لابنها لم یبطل عقد الابن علی زوجته ولم تحرم علیه. نعم، یترتّب علیه سائر الآثار کحرمة المرتضع أو المرتضعة علی أولاد عمّه وعمّته؛ لصیرورته عمّاً أو عمّة لأولاد عمّه وخالاً أو خالةً لأولاد عمّته.

مسألة ۱۰۷۴ : إذا أرضعت زوجة الرجل بلبنه طفلاً لزوج بنته - سواء أکان الطفل من بنته أم من ضرّتها - بطل عقد البنت وحرمت علی زوجها مؤبّداً بناءً علی أنّه یحرم علی أبی المرتضع بنات صاحب اللبن، وقد مرّ فی المسألة (۱۰۶۸) أنّه مبنی علی الاحتیاط، ومقتضاه الانفصال عنها مع الطلاق.

مسألة ۱۰۷۵ : لیس للرضاع أثر فی التحریم ما لم تتوفّر فیه شروط ثمانیة، وهی:

۱- حیاة المرضعة، فلو کانت المرأة میتة حال ارتضاع الطفل منها الرضعات کلّها أو بعضها لم یکن لهذا الرضاع أثر.

۲- حصول اللبن للمرضعة من ولادة شرعیة وإن کانت بوطء شبهة، فلو درّ اللبن من المرأة من دون ولادة أو ولدت من الزنا فأرضعت بلبنها منه طفلاً لم یکن لإرضاعها أثر.

۳- الارتضاع بالامتصاص من الثدی، فإذا أُلقی اللبن فی فم الطفل أو شرب اللبن المحلوب من المرأة ونحو ذلک لم یکن له أثر.

۴- خلوص اللبن، فالممزوج فی فم الطفل بشیء آخر مائع أو جامد کاللبن والسکر لا أثر له.

۵- کون اللبن الذی یرتضعه الطفل منتسباً بتمامه إلی رجل واحد، فلو طلّق الرجل زوجته وهی حامل أو بعد ولادتها منه، فتزوّجت شخصاً آخر وحملت منه، وقبل أن تضعٍ حملها أرضعت طفلاً بلبن ولادتها السابقة من زوجها الأوّل ثمان رضعات مثلاً، وأکملت بعد وضعها لحملها بلبن ولادتها الثانیة من زوجها الأخیر بسبع رضعات، لم یکن هذا الرضاع مؤثراً.

ویعتبر أیضاً وحدة المرضعة، فلو کان لرجل واحد زوجتان ولدتا منه فارتضع الطفل من إحداهما سبع رضعات ومن الأخری ثمان رضعات - مثلاً - لم یکن لرضاعه أثر.

۶- تغذّی الطفل بالحلیب، فلو ارتضع ثُمَّ قاء الحلیب لمرض أو نحوه لم یترتّب أثر علی تلک الرضعة.

۷- بلوغ الرضاع حدّ إنبات اللحم وشدّ العظم. ویکتفی مع الشک فی حصوله برضاع یوم ولیلة (۲۴ ساعة) أو بما بلغ خمس عشرة رضعة، وأمّا مع القطع بعدم حصوله وتحقّق أحد التقدیرین - الزمانی والکمّی - فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط.

ویلاحظ فی التقدیر الزمانی - أی الیوم واللیلة - أن یکون ما یرتضعه الطفل من المرضعة هو غذاؤه الوحید طیلة تلک المدّة، بحیث یرتضع منها متی احتاج إلیه أو رغب فیه، فلو مُنع منه فی بعض المدّة أو تناول طعاماً آخر أو لبناً من مرضعة أخری لم یؤثّر.

نعم، لا بأس بتناول الماء أو الدواء أو الشیء الیسیر من الأکل بدرجة لا یصدق علیه الغذاء عرفاً.

والأحوط وجوباً اعتبار أن یکون الطفل فی أوّل المدّة جائعاً - لیرتضع کاملاً - وفی آخرها روّیاً.

کما یلاحظ فی التقدیر الکمّی - أی الخمس عشرة رضعة - توالی الرضعات، بأن لا یفصل بینها رضاع من امرأة أخری، ولا یضرّ تخلّل غیر الرضاع وإن تغذّی به بشرط أن یرتضع بعده جائعاً فیرتوی من اللبن فقط.

ویلاحظ فیه أیضاً أن تکون کلّ واحدة منها رضعة کاملة بأن یکون الصبی جائعاً فیرتضع حتّی یرتوی، فلا تندرج الرضعة الناقصة فی العدد، ولا تعتبر الرضعات الناقصة المتعدّدة بمثابة رضعة کاملة. نعم، إذا التقم الصبی الثدی ثُمَّ رفضه لا بقصد الإعراض عنه، بل لغرض التنفّس أو الانتقال من ثدی إلی آخر ونحوهما، ثُمَّ عاد إلیه اعتبر عوده استمراراً للرضعة وکان الکل رضعة واحدة کاملة.

۸- عدم تجاوز الرضیع للحولین، فلو رضع أو أکمل الرضاع بعد ذلک لم یؤثّر شیئاً. وأمّا المرضعة فلا یلزم فی تأثیر إرضاعها أن یکون دون الحولین من ولادتها.

مسألة ۱۰۷۶ : یعتبر فی تحقّق الأخوّة الرضاعیة بین مرتضعین اتّحاد صاحب اللبن، فإذا أرضعت امرأة صبیاً رضاعاً کاملاً، ثُمَّ طلّقها زوجها وتزوّجت من آخر وولدت منه وتجدّد لدیها اللبن لأجل ذلک فأرضعت به صبیة رضاعاً کاملاً، لم تحرم هذه الصبیة علی ذلک الصبی ولا أولاد أحدهما علی الآخر؛ لاختلاف اللبنین من ناحیة تعدّد الزوج.

وأمّا إذا ولدت المرأة مرّتین لزوج واحد وأرضعت فی کلّ مرّة واحداً منهما أصبح الطفلان أخوین وحرم أحدهما علی الآخر، کما یحرم الرضیع علی المرضعة والرضیعة علی زوجها.

وکذلک الحال إذا کان للرجل زوجتان ولدتا منه وأرضعت کلّ منهما واحداً منهما، فإنّ أحد الطفلین یحرم علی الآخر کما یحرمان علی المرضعتین وزوجهما.

فالمناط - إذاً - فی حرمة أحد الطفلین علی الآخر بالرضاعة وحدة الرجل المنتسب إلیه اللبن الذی ارتضعا منه، سواء اتّحدت المرضعة أم تعدّدت. نعم، یعتبر أن یکون تمام الرضاع المحرِّم من امرأة واحدة کما تقدّم.

مسألة ۱۰۷۷ : إذا حرم أحد الطفلین علی الآخر بسبب ارتضاعهما من لبن منتسب إلی رجل واحد لم یؤدّ ذلک إلی حرمة إخوة أحدهما علی أخوات الآخر، ولا إلی حرمة الإخوة علی المرضعة.

مسألة ۱۰۷۸ : لا یجوز الزواج ببنت أخی الزوجة وبنت أختها من الرضاعة إلّا برضاها کما لا یجوز الزواج بهما من النسب إلّا برضاها؛ فإنّ الرضاع بمنزلة النسب. وکذلک الأخت الرضاعیة بمنزلة الأخت النسبیة فلا یجوز الجمع بین الأختین الرضاعیتین کما لا یجوز الجمع بین الأختین النسبیتین.

ویحرم علی من ارتکب فاحشة اللواط بنت الملوط وأمّه وأخته الرضاعیات کما هو الحال فی النسبیات، علی التفصیل المتقدّم من المسألة (۱۰۰۶).

مسألة ۱۰۷۹ : لا تحرم المرأة علی زوجها فیما إذا أرضعت بلبنه من أقربائها أخاها أو أولاد أخیها، أو أختها أو أولاد أختها، أو عمّها أو خالها أو أولادهما، أو عمّتها أو خالتها أو أولادهما، أو ابن ابنها.

وکذلک لا تحرم المرأة علی زوجها فیما إذا أرضعت بلبنه من أقربائه أخاه أو أخته أو عمّه أو عمّته أو خاله أو خالته أو ولد بنته من زوجته الأخری أو ولد أخته.

مسألة ۱۰۸۰ : لا تحرم علی الرجل امرأة أرضعت طفل عمّته أو طفل خالته، وإن کان الأحوط الأولی ترک الزواج منها. کما لا تحرم علیه زوجته إذا ارتضع ابن عمّها من زوجة أخری له.

مسألة ۱۰۸۱ : لا توارث فی الرضاع فیما یتوارث به من النسب.

الرضاع وآدابه

مسألة ۱۰۸۲ : الأمّ أحقّ بإرضاع ولدها من غیرها، فلیس للأب تعیین غیرها لإرضاع الولد، إلّا إذا طالبت بأجرة وکانت غیرها تقبل الإرضاع بأجرة أقلّ أو بدون أجرة، فإنّ للأب حینئذٍ أن یسترضع له أخری، وإن کان الأفضل أن لا یفعل ذلک ویترکه مع أمّه؛ لأنّها خیرٌ له وأرفق به کما ورد فی الخبر.

مسألة ۱۰۸۳ : ینبغی أن یختار لرضاع الولد المرضعة المسلمة العاقلة ذات الصفات الحمیدة خَلقاً وخُلقاً، ففی الخبر عن علی (علیه السلام): «انْظُرُوْا مَنْ یرْضِعُ أَوْلَادَکمْ فَإِنَّ الوَلَدَ یشُبُّ عَلَیهِ».

ولا ینبغی أن تُسترضَع الکافرة والحمقاء والعمشاء وقبیحة الوجه، کما یکره استرضاع الزانیة من اللبن الحاصل من الزنا، أو المرأة المتولّدة من الزنا.

مسألة ۱۰۸۴ : یحسن إرضاع الولد واحداً وعشرین شهراً ولا ینبغی إرضاعه أقلّ من ذلک، کما لا ینبغی إرضاعه فوق حولین کاملین. ولو اتّفق أبواه علی فطامه قبل ذلک کان حسناً.

مسائل متفرقة فی الرضاع

مسألة ۱۰۸۵ : الأولی امتناع النساء من الاسترسال فی إرضاع الأطفال؛ حذراً من نسیانهنّ وحصول الزواج المحرَّم بلا التفات إلی العلاقة الرضاعیة.

مسألة ۱۰۸۶ : لا یجوز للزوجة إرضاع ولد الغیر إذا زاحم ذلک حقّ زوجها، إلّا أن یأذن لها فی ذلک.

مسألة ۱۰۸۷ : ذکر بعض الفقهاء (رضوان الله علیهم) أنّه یمکن لأحد الأخوین أن یجعل نفسه مَحْرَماً لزوجة الآخر عن طریق الرضاع، وذلک بأن یتزوّج طفلةً ثُمَّ ترضع من زوجة أخیه لتصیر المرضعة أمّ زوجته، وبذلک تندرج فی محارمه فیجوز له النظر إلیها فیما یجوز النظر إلی المحارم، ولا یجب علیها التستّر عنه مثلما یلزمها التستّر عن الأجنبی.

ولکنّ هذا محلّ إشکال، إلّا إذا کان الرضاع بلبن رجل آخر غیر الأخ فإنّه یحقّق الغرض المذکور، کما لو کان للمرأة زوج سابق قد أرضعت صبیة بلبنه فتزوّجها أخو زوجها الثانی فإنّه تحرم علیه المرضعة - أی زوجة الأخ - لأنّها تصبح أمّ زوجته من الرضاعة.

مسألة ۱۰۸۸ : إذا اعترف الرجل بحرمة امرأة أجنبیة علیه بسبب الرضاع وأمکن صدقه لم یسعه أن یتزوّجها.

وإذا ادّعی حرمة المرأة علیه - بعد أن عقد علیها - وصدّقته المرأة حُکم ببطلان العقد وثبت لها مهر المثل إذا کان قد دخل بها ولم تکن عالمة بالحرمة وقتئذٍ، وأمّا إذا لم یکن قد دخل بها أو کان قد دخل بها مع علمها بالحرمة فلا مهر لها.

ونظیرُ اعترافِ الرجل بحرمة المرأة اعترافُ المرأة بحرمة رجل علیها قبل العقد أو بعده، فیجری فیه التفصیل الآنف الذکر.

طرق ثبوت الرضاع

مسألة ۱۰۸۹ : یثبت الرضاع المحرِّم بأمرین:

الأوّل: إخبار شخص أو أکثر یوجب العلم أو الاطمئنان بوقوعه.

الثانی: شهادة عدلین علی وقوع الرضاع المحرِّم بالتفصیل المتقدّم، کأن یشهدا علی خمس عشرة رضعة متوالیة ونحو ذلک. وفی ثبوته بشهادة رجل مع امرأتین أو نساء أربع إشکال، فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط فی مثله.

مسألة ۱۰۹۰ : إذا لم یعلم بوقوع الرضاع أو کماله حکم بعدمه، وإن کان الاحتیاط مع الظنّ بوقوعه کاملاً - بل مع احتماله - حسناً.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الطلاق


احکام المعاملات

احکام الطلاق

مسألة ۱۰۹۱ : یشترط فی المطلّق أمور:

  • ۱- البلوغ، فلا یصحّ طلاق الصبی الممیز إن لم یبلغ عشر سنین، وأمّا طلاق من بلغها فلا یترک مقتضی الاحتیاط فیه.
  • ۲- العقل، فلا یصحّ طلاق المجنون وإن کان جنونه أدواریاً إذا کان الطلاق فی دور جنونه.
  • ۳- الاختیار، فلا یصحّ طلاق المکره ومن بحکمه وإن تعقّبه الرضا.
  • ۴- قصد الفراق حقیقة بالصیغة، فلا یصحّ الطلاق إذا صدرت الصیغة من السکران ونحوه ممّن لیس له قصد معتدّ به، کما لا تصحّ لو تلفّظ بها فی حالة النوم أو هزلاً أو سهواً أو نحو ذلک.

مسألة ۱۰۹۲ : إذا طلّق ثُمَّ ادّعی عدم القصد فیه أو الإکراه علیه فإن صدّقته المرأة فهو، وإلّا لم یسمع منه.

مسألة ۱۰۹۳ : لا یجوز الطلاق ما لم تکن المطلّقة طاهرة من الحیض والنفاس، وتستثنی من ذلک موارد:

الأوّل: أن لا یکون الزوج قد دخل بزوجته.

الثانی: أن تکون الزوجة مستبینة الحمل، فإن لم یستبن حملها وطلقها زوجها وهی حائض ثُمَّ علم أنّها کانت حاملاً - وقتئذٍ - بطل طلاقها، وإن کان الأولی رعایة الاحتیاط فی ذلک ولو بتطلیقها ثانیاً.

الثالث: أن یکون الزوج غائباً أو نحوه، والمناط انفصاله عن زوجته بحیث لا یعلم حالها من حیث الطهر والحیض، فإنّه یصحّ منه طلاقها حینئذٍ وإن صادف أیام حیضها، ولکن مع توفّر شرطین:

أحدهما: أن لا یتیسّر له استعلام حالها ولو من جهة الاطمئنان الحاصل من العلم بعادتها الوقتیة أو بغیره من الأمارات الشرعیة.

ثانیهما: أن تمضی علی انفصاله عنها مدّة شهر واحد علی الأحوط وجوباً، والأحوط الأولی مضی ثلاثة أشهر.

ولو طلّقها ولم یتوفّر الشرطان وصادف أیام حیضها لم یحکم بصحّة الطلاق.

وإذا انفصل الزوج عن زوجته وهی حائض لم یجز له طلاقها إلّا بعد مضی مدّة یقطع بانقطاع ذلک الحیض وعدم طروّ حیض آخر.

ولو طلّقها بعد ذلک فی زمان لم یعلم بکونها حائضاً صحّ طلاقها بالشرطین المتقدّمین.

وإذا طلّق الزوج زوجته فی غیر هذه الصور الثلاث - وهی حائض - لم یجز الطلاق. وإن طلّقها باعتقاد أنّها حائض فبانت طاهرة صحّ الطلاق.

مسألة ۱۰۹۴ : کما لا یجوز طلاق المرأة فی الحیض والنفاس کذلک لا یجوز طلاقها فی طهر قاربها فیه ولو بغیر إنزال، فلو قاربها فی طهر أو قبل طهرها لزمه الانتظار حتّی تحیض وتطهر ثُمَّ یطلّقها بدون مواقعة.

ویستثنی من ذلک الصغیرة والیائسة فإنّه یجوز طلاقهما فی طهر المواقعة، وکذلک الحامل المستبین حملها، ولو طلّقها قبل ذلک ثُمَّ ظهر أنّها کانت حاملاً بطل طلاقها، وإن کان الأولی رعایة الاحتیاط فی ذلک ولو بتطلیقها ثانیاً.

وأمّا المسترابة - أی: التی لا تحیض ومثلها تحیض - فلا یجوز طلاقها إذا واقعها الزوج إلّا بعد أن یعتزل عنها ثلاثة أشهر.

وإذا انفصل الزوج عن زوجته فی طهر واقعها فیه لم یجز له طلاقها ما دام یعلم بعدم انتقالها من ذلک الطهر إلی طهر آخر، وأمّا مع الشک فیجوز له طلاقها بالشرطین المتقدّمین فی المسألة السابقة وإن انکشف وقوعه فی طهر المواقعة.

مسألة ۱۰۹۵ : لا یقع الطلاق إلّا بالصیغة الخاصّة الدالّة علی تعیین المطلّقة والمشتملة علی لفظ (طالق)، کأن یقول الزوج مثلاً: (زوجتی فلانة طالق)، أو یخاطب زوجته ویقول: (أنتِ طالق)، أو یقول وکیله: (زوجة موکلی فلانة طالق). وإذا کانت الزوجة معینة لم یلزم ذکر اسمها.

ولا یقع الطلاق بما یرادف الصیغة المذکورة من سائر اللغات مع القدرة علی إیقاعه بتلک الصیغة، وأمّا مع العجز عنه وعدم تیسّر التوکیل أیضاً فیجزئ إیقاعه بما یرادفها بأی لغة کانت.

ویشترط فی صحّة الطلاق إیقاعه بمحضر عدلین ذکرین مجتمعین یسمعان الإنشاء.

مسألة ۱۰۹۶ : لا یصحّ طلاق المستمتَع بها، بل فراقها یتحقّق بانقضاء المدّة أو بذله لها بأن یقول الرجل: (وهبتک مدّة المتعة). ولا یعتبر فی صحّة البذل الإشهاد، ولا خلوّها من الحیض والنفاس.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

عدة الطلاق


احکام المعاملات

عدة الطلاق

مسألة ۱۰۹۷ : لا عدّة علی الصغیرة التی لم تکمل تسع سنین هلالیة وإن دخل بها زوجها، وکذلک الیائسة - وهی: التی بلغت الخمسین وقد انقطع عنها الحیض ولا یرجی عوده لکبر السن -، فیسمح لهما بالزواج بمجرّد الطلاق.

وکذلک من لم یدخل بها زوجها وإن کانت بالغة، إلّا إذا دخل ماؤه فی فرجها بجذب أو نحوه فإنّ علیها العدّة منه.

مسألة ۱۰۹۸ : إذا طلّق الرجل زوجته المدخول بها ومن بحکمها - غیر الصغیرة والیائسة - وجبت علیها العدّة، وعدّة غیر الحامل - التی یکون الطهر الفاصل بین حیضتین منها أقلّ من ثلاثة أشهر - ثلاثة أطهار. ویحسب الطهر الفاصل بین الطلاق وحیضها ولو کان لحظة طهراً واحداً، فتنقضی عدّتها برؤیة الدم الثالث.

مسألة ۱۰۹۹ : المطلّقة الحامل عدّتها مدّة حملها، فتنقضی بوضع الحمل تامّاً أو سقطاً - حتّی العَلَقَة - ولو کان بعد الطلاق بساعة، ولکن یعتبر فی ذلک إلحاق الولد بذی العدّة، فلو لم یلحق به - کما لو حملت من الزنا - لم یکن وضعه موجباً للخروج عن العدّة منه، بل تکون عدّتها بالأقراء أو الشهور.

مسألة ۱۱۰۰ : إذا حملت باثنین فانقضاء عدّتها بوضع الأخیر منهما.

مسألة ۱۱۰۱ : المطلّقة غیر الحامل إذا کانت مسترابة - وهی: التی لا تحیض مع کونها فی سنّ من تحیض ولو لانقطاع حیضها لمرض أو رضاع أو استعمال دواء ونحو ذلک - عدّتها ثلاثة أشهر، ومثلها من یکون الطهر الفاصل بین حیضتین منها ثلاثة أشهر أو أزید، فإذا طلّقها فی أوّل الشهر اعتدّت إلی ثلاثة أشهر هلالیة، وإذا طلّقها فی أثناء الشهر اعتدّت بقیة شهرها وشهرین هلالیین آخرین ومقداراً من الشهر الرابع تکمل به نقص الشهر الأوّل ثلاثین یوماً علی الأحوط، فمن طُلّقت فی غروب الیوم العشرین من شهر رجب - مثلاً - وکان الشهر تسعة وعشرین یوماً وجب علیها أن تعتدّ إلی الیوم الحادی والعشرین من شوال لیکتمل بضمّه إلی أیام العدّة من رجب ثلاثون یوماً.

مسألة ۱۱۰۲ : عدّة المتمتّع بها إذا کانت بالغة مدخولاً بها غیر یائسة حیضتان کاملتان، ولا تکفی حیضة واحدة علی الأحوط لزوماً، وأمّا من لا تحیض لمرض أو رضاع ونحوه فعدّتها خمسة وأربعون یوماً، وعدّة الحامل المتمتّع بها وضع حملها.

مسألة ۱۱۰۳ : ابتداء عدّة الطلاق من حین وقوعه، فلو طُلّقت المرأة - وهی لا تعلم به - فعلمت به والعدّة قد انقضت جاز لها الزواج دون أن تنتظر مضی زمان ما، وإذا علمت بالطلاق أثناء العدّة أکملتها، ومثلها المتمتّع بها فإنّ ابتداء عدّتها من حین انقضاء المدّة أو هبتها وإن لم تعلم بهما.

مسألة ۱۱۰۴ : إذا توفّی الزوج وجبت علی زوجته العدّة مهما کان عمر الزوجة، فتعتدّ الصغیرة والبالغة والیائسة علی السواء من دون فرق بین الزوجة المنقطعة والدائمة والمدخول بها وغیرها.

ویختلف مقدار العدّة تبعاً لوجود الحمل وعدمه، فإذا لم تکن الزوجة حاملاً اعتدّت أربعة أشهر وعشرة أیام، وإذا کانت حاملاً کانت عدّتها أبعد الأجلین من هذه المدّة ووضع الحمل، فتستمر الحامل فی عدّتها إلی أن تضع ثُمَّ تری، فإن کان قد مضی علی وفاة زوجها حین الوضع أربعة أشهر وعشرة أیام فقد انتهت عدّتها، وإلّا استمرت فی عدّتها إلی أن تکمل هذه المدّة.

ومبدأ عدّة الوفاة - فیما إذا لم یبلغها خبر وفاته إلّا بعد مدّة لسفر أو مرض أو حبس أو غیر ذلک - من حین بلوغ خبر الموت إلی الزوجة دون زمان الوفاة واقعاً، علی إشکال فی المجنونة والصغیرة، فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط فیهما.

مسألة ۱۱۰۵ : کما یجب علی الزوجة أن تعتدّ عند وفاة زوجها کذلک یجب علیها - إذا کانت بالغة عاقلة - الحدادُ بترک ما یعدّ زینة لها سواء فی البدن أو الثیاب، فیحرم علیها لبس الأحمر والأصفر ونحوهما واستخدام الحُلِی والتزین بالکحل والطیب والخضاب وما إلی ذلک ممّا یعدّ زینة الزوجات بحسب العرف الاجتماعی الذی تعیشه المرأة.

مسألة ۱۱۰۶ : إذا غاب الزوج عن زوجته وبعد ذلک تأکدت الزوجة لقرائن خاصّة من موت زوجها فی غیبته، کان لها أن تتزوّج بآخر بعد انتهاء عدّتها، فلو تزوّجت شخصاً آخر ودخل بها ثُمَّ ظهر أن زوجها الأوّل مات بعد زواجها من الثانی وجب علیها الانفصال من زوجها الثانی والاعتداد منه عدّة وطء الشبهة - وهی تماثل عدّة الطلاق - ومن الأوّل عدّة الوفاة.

ولا تتداخل العدّتان علی الأحوط وجوباً، وعلیه فإذا کانت حاملاً اعتدّت منه عدّة وطء الشبهة إلی أن تضع حملها، ثُمَّ تعتدّ أربعة أشهر وعشراً عدّة الوفاة لزوجها الأوّل، وأمّا إذا لم تکن حاملاً فتعتدّ أوّلاً عدّة الوفاة للزوج الأوّل ثُمَّ تعتدّ عدّة وطء الشبهة للثانی.

مسألة ۱۱۰۷ : إذا ادّعت المرأة انقضاء عدّتها قبلت دعواها، ویجوز الزواج بها ما لم تکن متّهمة علی الأحوط لزوماً، کأن تکون دعواها مخالفة للعادة الجاریة بین النساء - کما لو ادّعت أنّها حاضت فی شهر واحد ثلاث مرّات - فإنّها لا تصدّق إلّا إذا شهدت النساء من بطانتها بأن عادتها کانت فیما مضی کذلک.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

الرجعة و الخلع و المباراة


احکام المعاملات

الرجعة

مسألة ۱۱۱۰ : الرجعة عبارة عن ردّ المطلّقة الرجعیة فی زمان عدّتها إلی نکاحها السابق، فلا رجعة فی البائنة ولا فی الرجعیة بعد انقضاء عدّتها.

وتتحقّق الرجعة بأحد أمرین:

الأوّل: أن یتکلّم بکلام دالّ علی إنشاء الرجوع، کقوله: (راجعتک) ونحوه.

الثانی: أن یأتی بفعل یقصد به الرجوع إلیها، فلا یتحقّق بالفعل الخالی عن قصد الرجوع حتّی مثل النظر بشهوة. نعم، فی تحقّقه باللمس والتقبیل بشهوة من دون قصد الرجوع إشکال، فلا یترک مراعاة الاحتیاط بتجدید العقد أو الطلاق. وأمّا الوطء فالظاهر تحقّق الرجوع به مطلقاً وإن لم یقصد به ذلک.

مسألة ۱۱۱۱ : لا یعتبر الإشهاد فی الرجعة وإن کان أفضل، کما لا یعتبر فیها اطّلاع الزوجة علیها، وعلیه فلو رجع بها عند نفسه من دون اطّلاع أحد صحّت الرجعة وعادت المرأة إلی نکاحها السابق.

مسألة ۱۱۱۲ : إذا طلّق الرجل زوجته طلاقاً رجعیاً ثُمَّ صالحها علی أن لا یرجع إلیها بإزاء مالٍ أخذه منها صحّت المصالحة ولزمت، ولکنّه مع ذلک لو رجع إلیها بعد المصالحة صحّ رجوعه.

مسألة ۱۱۱۳ : لو طلّق الرجل زوجته ثلاثاً مع تخلّل رجعتین أو عقدین جدیدین أو عقد جدید ورجعة فی البین حرمت علیه حتّی تنکح زوجاً غیره.

ویعتبر فی زوال التحریم بالنکاح الثانی أمور:

  • الأوّل: أن یکون العقد دائماً لا متعة.
  • الثانی: أن یطأها الزوج الثانی، والأحوط لزوماً أن یکون الوطء فی القُبُل.
  • الثالث: أن یکون الزوج الثانی بالغاً حین الوطء، فلا یکفی کونه مراهقاً علی الأحوط لزوماً.
  • الرابع: أن یفارقها الزوج الثانی بموت أو طلاق.
  • الخامس: انقضاء عدّتها من الزوج الثانی.

الطلاق الخلع

مسألة ۱۱۱۴ : الخلع هو: الطلاق بفدیة من الزوجة الکارهة لزوجها.

ویعتبر فیه بلوغ کراهتها حدّاً یحملها علی تهدید زوجها بعدم رعایة حقوقه الزوجیة وعدم إقامة حدود الله فیه.

مسألة ۱۱۱۵ : صیغة الخلع أن یقول الزوج - بعد أن تقول الزوجة لزوجها: (بذلتُ لک مهری أو الشیء الفلانی علی أن تطلّقنی) -: (زوجتی فلانة طالق علی ما بذلت)، أو یقول: (زوجتی فلانة خالعتها أو مُخْتلِعة - بالکسر - علی ما بذلت)، والأحوط الأولی عندئذٍ أن یعقّبه بکلمة (هی طالق). وإذا کانت الزوجة معینة لم یلزم ذکر اسمها فی الخلع.

مسألة ۱۱۱۶ : إذا وکلت المرأة أحداً فی بذل مهرها لزوجها ووکله زوجها أیضاً فی طلاقها قال الوکیل: (عن موکلتی فلانة بذلتُ مهرها لموکلی فلان لیخلعها علیه)، ویعقّبه بقوله: (زوجة موکلی طالق أو خالعتها أو مُخْتلِعة - بالکسر - علی ما بذلت).

ولو وکلت الزوجة شخصاً فی بذل شیء آخر غیر المهر لزوجها یذکره الوکیل مکان کلمة المهر، مثلاً: إذا کان المبذول مائة دینار قال الوکیل: (عن موکلتی بذلتُ مائة دینار لموکلی فلان لیخلعها علیه) ثُمَّ یعقّبه بما تقدّم.

طلاق المباراة

مسألة ۱۱۱۷ : المباراة هی: طلاق الزوج الکاره لزوجته بفدیة من الزوجة الکارهة لزوجها، فالکراهة فی المباراة تکون من الطرفین.

مسألة ۱۱۱۸ : صیغة المباراة أن یقول الزوج - بعد أن تقول الزوجة لزوجها: (بذلتُ لک مهری أو الشیء الفلانی لتُطلّقنی) -: (زوجتی فلانة طالق علی ما بذلت)، أو یقول: (بارأتُ زوجتی فلانة علی ما بذلت)، والأحوط لزوماً فی الصیغة الثانیة أن یعقّبها بقوله: (فهی طالق).

ولو وکلّ غیره فی إجراء هذا الطلاق یقول الوکیل: (زوجة موکلی فلانة طالق علی ما بذلت)، أو یقول: (بارأتُ زوجة موکلی فلانة علی ما بذلت فهی طالق). وإذا کانت المرأة معینة لم یلزم ذکر اسمها فی المباراة، کما عرفت نظیره فی الخلع.

مسألة ۱۱۱۹ : تعتبر العربیة الصحیحة فی صیغتی الخلع والمباراة مع القدرة علی إیقاعهما بها، وأمّا مع العجز عن ذلک وعن التوکیل فیجزئ ما یرادفهما بأی لغة کانت. ولا تعتبر العربیة فی بذل الزوجة مالها للزوج لیطلّقها بل یقع ذلک بکلّ لغة مفیدة للمعنی المقصود.

مسألة ۱۱۲۰ : لو رجعت الزوجة عن بذلها فی عدّة الخلع والمباراة - ولو فی بعض ما بذلته - جاز للزوج أیضاً أن یرجع إلیها، فینقلب الطلاق البائن رجعیاً.

مسألة ۱۱۲۱ : یعتبر فی المباراة أن لا یکون المبذول أکثر من المهر، بل الأحوط الأولی أن یکون أقلّ منه، ولا بأس بزیادته فی الخلع.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

مسائل متفرقة فی الطلاق


احکام المعاملات

مسائل متفرقة فی الطلاق

مسألة ۱۱۲۲ : إذا وطئ الرجل امرأة شبهة باعتقاد أنّها زوجته اعتدّت عدّة الطلاق علی التفصیل المتقدّم، سواء تخیلت المرأة أن الرجل زوج لها أم علمت بکونه أجنبیاً عنها.

ومبدأ عدّة وطء الشبهة المجرّدة عن الزواج حین الفراغ من الوطء، وأمّا إذا کان مع الزواج الفاسد فمبدؤها من حین تبین الحال علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۱۱۲۳ : إذا زنی بامرأة - أی وطأها مع العلم بکونها أجنبیة - لم تجب علیها العدّة مع علمها بالحال أیضاً، وأمّا إذا اعتقدت أنّه زوجها فالأحوط لزوماً ثبوت العدّة علیها.

مسألة ۱۱۲۴ : لو اشترطت الزوجة علی زوجها فی عقد الزواج أن یکون اختیار الطلاق بیدها مطلقاً أو إذا سافر أو إذا لم ینفق علیها بطل الشرط.

وأمّا إذا اشترطت علیه أن تکون وکیلة عنه فی طلاق نفسها مطلقاً أو إذا سافر أو إذا لم ینفق علیها صحّ الشرط وصحّ طلاقها حینئذٍ.

مسألة ۱۱۲۵ : طلاق زوجة المجنون المطبق - سواء بلغ کذلک أو عرض علیه الجنون بعد البلوغ - بید أبیه وجدّه لأبیه، فیجوز لهما الطلاق مع مراعاة مصلحته، فإن لم یکن له أب ولا جدّ کان الأمر بید الحاکم الشرعی.

مسألة ۱۱۲۶ : إذا زوّج الطفلَ أبوه أو جدّه من أبیه بعقد انقطاع جاز لهما بذل مدّة زوجته مع المصلحة ولو کانت المدّة تزید علی زمان صباه، کما إذا کان عمر الصبی أربع عشرة سنة وکانت مدّة المتعة سنتین مثلاً. ولیس لهما تطلیق زوجته الدائمة.

مسألة ۱۱۲۷ : لو اعتقد الرجل بعدالة رجلین وطلّق زوجته عندهما جاز لغیره أن یتزوّجها بعد انقضاء عدّتها وإن لم یحرز هو عدالة الشاهدین، بل یکفی أن یحتمل إحراز المطلّق عدالتهما فیبنی علی صحّة الطلاق ما لم ینکشف الخلاف، ولا یجب الفحص عن حالهما.

مسألة ۱۱۲۸ : لا یعتبر فی صحّة الطلاق اطّلاع الزوجة علیه فضلاً عن رضاها به.

مسألة ۱۱۲۹ : المفقود المنقطع خبره عن أهله - الذی لا تعلم زوجته حیاته ولا موته - إن کان له مال ینْفَق منه علیها أو یقوم ولیه بالإنفاق علیها من مال نفسه لزمها الصبر والانتظار إلی أن یرجع إلیها أو یأتیها خبر موته أو طلاقه، ولیس لها المطالبة بالطلاق قبل ذلک وإن طالت المدّة.

وأمّا إذا لم یکن للزوج مال ینفق منه علی زوجته ولا ولی ینْفِق علیها من مال نفسه جاز لها أن ترفع أمرها إلی الحاکم الشرعی فیؤجّلها أربع سنین ویأمر بالفحص عنه خلال هذه المدّة، فإن انقضت السنوات الأربع ولم تتبین حیاته ولا موته أمر الحاکم ولیه بطلاقها، فإن لم یقدم علی الطلاق ولم یمکن إجباره علیه طلّقها الحاکم بنفسه أو بوکیله فتعتدّ أربعة أشهر وعشرة أیام، فإذا خرجت من العدّة صارت أجنبیة عن زوجها وجاز لها أن تتزوّج ممّن تشاء.

مسألة ۱۱۳۰ : إذا رفعت زوجة المفقود أمرها إلی الحاکم الشرعی بعد أربع سنوات - مثلاً - من فقد زوجها مع قیامها بالفحص عنه خلال تلک المدّة أمر الحاکم بتجدید الفحص عنه مقداراً ما - مع احتمال ترتّب الفائدة علیه - فإذا لم یبلغ عنه خبرٌ أمر بطلاقها علی ما تقدّم.

وإذا تبین بعد الطلاق وانقضاء العدّة عدم تحقّق الفحص علی وجهه - أو تبین عدم وقوع بعض المقدّمات الأخری علی الوجه المعتبر شرعاً - لزم التدارک والاستئناف. وإذا کان ذلک بعد تزوّجها من الغیر کان باطلاً.

وإن کان الزوج الثانی قد دخل بها جاهلاً بالحال حرمت علیه أبداً علی الأحوط. نعم، إذا تبین أنّ العقد علیها وقع بعد موت زوجها المفقود وقبل أن یبلغ خبره إلیها فالعقدُ وإن کان باطلاً إلّا أنّه لا یوجب الحرمة الأبدیة حتّی مع الدخول.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الغصب


احکام المعاملات

أحکام الغصب

مسألة ۱۱۳۱ : الغصب هو: استیلاء الإنسان عدواناً علی مال الغیر أو حقّه.

وهو من کبائر المحرمات، وقد ورد التشدید بشأنه کثیراً، وعن النبی الأکرم (صلّی الله علیه وآله) أنّه قال: «مَنْ غَصَبَ شِبْرَاً مِنَ الأَرْضِ طَوَّقَهُ اللهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِینَ یوْمَ القِیامَة».

مسألة ۱۱۳۲ : الاستیلاءُ علی الأوقاف العامّة وما فیه الناس شرعٌ سواء، کالمساجد والشوارع والقناطر ونحوها، ومنعُ الناس من الانتفاع بها - مثل الاستیلاء علی الأملاک الخاصّة - غصبٌ محرّم.

ومن سبق إلی مکان فی المسجد للصلاة أو لغیرها من الأغراض الراجحة کالدعاء وقراءة القرآن والتدریس لم یجز لغیره إزاحته عن ذلک المکان ومنعه من الانتفاع به، سواء توافق السابق مع المسبوق فی الغرض أم تخالفا فیه.

نعم، یحتمل عند التزاحم تقدّم الطواف علی غیره فیما یتعارف اتّخاذه مطافاً حول الکعبة المعظّمة، کما یحتمل تقدّم الصلاة علی غیرها فی سائر المساجد، فلا یترک الاحتیاط للسابق بتخلیة المکان للمسبوق فی مثل ذلک.

مسألة ۱۱۳۳ : لو استولی علی إنسان فحبسه ظلماً لم یعدّ غاصباً وإن کان آثماً بذلک، فلو أصابه ضرر أو مات تحت استیلائه من غیر استناد إلیه لم یضمنه، کما لا یضمن منافعه إلّا إذا کان کسوباً فتوقّف عن کسبه بسبب الحبس، فإنّه یضمن عندئذٍ أجرة مثله من حیث تفویت منافعه علیه.

مسألة ۱۱۳۴ : یتقوّم الغصب - کما تقدّم - باستیلاء الغاصب علی المغصوب وصیرورته تحت یده عرفاً، ویختلف ذلک باختلاف المغصوبات، فیتحقّق فی المتاع والطعام والنقود ونحوها بأخذها بیده أو نقلها إلی ما تحت یده - من بیت ونحوه - ولو بأمر الغیر بذلک، ویتحقّق فی مثل السیارة برکوبها وقیادتها مثلاً، وفی مثل الدار بالسکنی فیها مع عدم حضور المالک أو کونه ضعیفاً لا یقدر علی مدافعته وإخراجه.

مسألة ۱۱۳۵ : یجب علی الغاصب رفع الید عن المغصوب وردّه إلی المغصوب منه وإن کان فی ردّه مؤنة، بل وإن استلزم الضرر علیه. وإذا کان المغصوب من الأموال - عیناً أو منفعة - وجب علیه ردّ عوضه إلیه علی تقدیر تلفه.

مسألة ۱۱۳۶ : نماء المغصوب من الأعیان الخارجیة کالولد واللبن ملک لمالکه، فیجب علی الغاصب ردّه إلیه ما دام باقیاً وردّ عوضه علی تقدیر تلفه. وأمّا منافعه الأخری کسکنی الدار ورکوب السیارة فیجب علی الغاصب أن یعوّض المالک عنها، سواء استوفاها أم تلفت تحت یده، کما لو بقیت الدار معطّلة لم یسکنها أحد.

مسألة ۱۱۳۷ : المال المغصوب من الصبی أو المجنون أو السفیه یردّ إلی ولیهم، ومع التلف یردّ إلیه عوضه، ولا یرتفع الضمان بالردّ إلیهم أنفسهم.

مسألة ۱۱۳۸ : إذا اشترک اثنان فی الغصب فإن اشترکا فی الاستیلاء علی جمیع المال کان کلٌّ منهما ضامناً لجمیعه، سواء کان أحدهما أو کلاهما متمکناً لوحده من الاستیلاء علی جمیعه أم کان بحاجة فی ذلک إلی مساعدة الآخر وتعاونه، فیتخیر المالک فی الرجوع إلی أیهما شاء - مثل ما سیأتی فی المسألة (۱۱۵۰) -.

مسألة ۱۱۳۹ : لو کان المغصوب باقیاً لکن نزلت قیمته السوقیة ردّه ولم یضمن نقصان القیمة ما لم یکن ذلک بسبب نقصان العین ولو بزوال صفة کمال منها.

مسألة ۱۱۴۰ : إذا غصب قلادة ذهبیة أو نحوها فتلفت عنده هیئتها - کأن أذابها مثلاً - لزمه ردّ عینها إلی المالک وعلیه الأرش أیضاً، أی: ما تتفاوت به قیمتها قبل تلف الهیئة وبعده.

ولو طلب الغاصب أن یصوغها ثانیاً کما کانت سابقاً فراراً عن إعطاء الأرش لم یجب علی المالک القبول، کما أنّ المالک لیس له إجبار الغاصب علی الصیاغة وإرجاع المغصوب إلی حالته الأولی.

مسألة ۱۱۴۱ : لو أوجد فی العین المغصوبة أثراً محضاً تزید به قیمتها - کما إذا غصب ذهباً فصاغه قرطاً أو قلادة - وطلب المالک ردّها إلیه بتلک الحالة وجب ردّها إلیه ولا شیء له بإزاء عمله، بل لیس له إرجاعها إلی حالتها السابقة من دون إذن مالکها. ولو أرجعها من دون إذنه إلی ما کانت علیه سابقاً أو إلی حالة أخری لا تکون فیها أقلّ مالیة من حالتها الأولی ففی ضمانه للأرش إشکال لا یترک معه مراعاة الاحتیاط.

مسألة ۱۴۲ : لو تصرّف الغاصب فی العین المغصوبة بما تزید به قیمتها عمّا قبل وطلب المالک إرجاعها إلی حالتها السابقة وجب، ولا یضمن الغاصب حینئذٍ قیمة الصفة، ولکن لو نقصت القیمة الأوّلیة للعین بذلک ضمن أرش النقصان، فالکتاب الذی قام بتجلیده إذا طلب المالک إعادته إلی ما کان علیه سابقاً فأعاده الغاصب علی ما کان علیه فنقصت قیمته عمّا کانت علیه قبل التجلید ضمن النقص.

مسألة ۱۱۴۳ : لو غصب أرضاً فغرسها أو زرعها فالغرس والزرع ونماؤهما للغاصب، وإذا لم یرض المالک ببقائها فی الأرض مجّاناً أو بأجرة وجب علیه إزالتهما فوراً وإن تضرّر بذلک، کما أنّ علیه أیضاً طمّ الحفر وأجرة الأرض ما دامت مشغولة بهما، ولو حدث نقص فی قیمة الأرض بالزرع أو القلع وجب علیه أرش النقصان، ولیس له إجبار المالک علی بیع الأرض منه أو إجارتها إیاه، کما أنّ المالک لو بذل قیمة الغرس والزرع لم تجب علی الغاصب إجابته.

مسألة ۱۱۴۴ : إذا تلف المغصوب وکان قیمیاً – وهو: ما لا یکثر وجود مثله فی الصفات التی تختلف باختلافها الرغبات، کالأحجار الکریمة وغالب أنواع الحیوان کالبقر والغنم - وجب ردّ قیمته بحسب النقد الرائج فی بلد التلف، فإن تفاوتت قیمته من یوم الغصب إلی یوم الأداء کانت العبرة بقیمته یوم التلف. نعم، إذا کان النقد الرائج فی یوم التلف أکثر مالیة منه فی یوم الأداء فاللازم احتساب قیمته بما یتقدّر به فی زمن الأداء.

مسألة ۱۱۴۵ : إذا غصب قیمیاً فتلف ولم تتفاوت قیمته السوقیة فی زمانی الغصب والتلف إلّا أنّه حصل فیه فی الأثناء ما یوجب ارتفاع قیمته، فإن لم یکن بفعل الغاصب کما إذا کان الحیوان مریضاً حین غصبه ثُمَّ صار صحیحاً ثُمَّ عاد مرضه فمات ضمن قیمته حال صحّته. وإن کان بفعله کما لو کان الحیوان مهزولاً فأعلفه کثیراً وأحسن طعامه حتّی سمن ثُمَّ عاد إلی الهزال وتلف لم یضمن قیمته حال سمنه.

مسألة ۱۱۴۶ : المغصوب التالف إذا کان مثلیاً – وهو: ما یکثر وجود مثله فی الصفات التی تختلف باختلاف الرغبات، کالحنطة والشعیر وغیرهما من الحبوب وغالب منتجات المصانع فی هذا العصر - وجب ردّ مثله، أی ما یکون مطابقاً له فی جمیع الخصوصیات النوعیة والصنفیة، فلا یجزئ الردیء من الحنطة - مثلاً - عن جیدها.

مسألة ۱۱۴۷ : إذا وجد المثل بأزید من ثمن المثل وجب علی الغاصب تحصیله ودفعه إلی المالک. نعم، إذا کانت الزیادة کثیرة بحیث عُدّ المثل متعذّراً عرفاً لم یجب ذلک، بل یکفی دفع قیمته المتعارفة فی یوم الأداء کما هو الحال فی سائر موارد تعذّر المثل.

مسألة ۱۱۴۸ : لو وجد المثل ولکن تنزّلت قیمته لم یکن علی الغاصب إلّا إعطاؤه، ولیس للمالک مطالبته بالقیمة ولا بالتفاوت. ولو سقط المثل عن القیمة تماماً فإن تراضیا علی الانتظار إلی زمان أو مکان یؤمّل أن یکون للمثل فیه قیمة فلا إشکال، وإلّا فللغاصب دفع قیمة المغصوب إلی المالک، ولیس للمالک الامتناع عن قبولها.

وهل یراعی فی القیمة زماناً ومکاناً وعاء الغصب أو التلف أو أدنی القیم، وهو قیمته فی الزمان أو المکان المتّصل بسقوطه عن المالیة؟ وجوه، والأحوط لزوماً التصالح.

مسألة ۱۱۴۹ : الفلزّات والمعادن المنطبعة کالذهب والفضّة والحدید والنحاس من المثلیات. وهل المصنوع منها یعدّ مثلیاً أو قیمیاً أو أنّه مثلی بحسب مادّته وقیمی بحسب هیئته؟ الصحیح هو التفصیل بین الموارد.

فإنّه إذا کانت الصنعة بمثابة من النفاسة والأهمیة تکون هی - فی الأساس - محطّ أنظار العقلاء ومورد رغباتهم - کالمصنوعات الأثریة القدیمة جدّاً - یعدّ المصنوع قیمیاً.

وإذا لم تکن کذلک فإن کان یکثر وجود مثله فی الصفات التی تختلف باختلافها الرغبات - کغالب المصنوع فی معامل هذا العصر - فهو مثلی.

وإذا لم یکن المصنوع من القسمین - کغالب أنواع الحُلِی والمصوغات الذهبیة والفضّیة - فهو مثلی بمادّته وقیمی بهیئته، فلو غصب قرطاً ذهبیاً کان وزنه عشرة غرامات فتلف عنده ضمن عشرة غرامات من الذهب مع ما به التفاوت بین قیمته مصوغاً وقیمته غیر مصوغ.

مسألة ۱۱۵۰ : إذا غصبت العین من مالکها ثُمَّ غصبها آخر من الغاصب فتلفت عنده فللمالک مطالبة أی منهما ببدلها من المثل أو القیمة، کما أنّ له مطالبة أی منهما بمقدار من العوض.

ثُمَّ إنّه إذا أخذ العوض من الغاصب الأوّل فللأوّل مطالبة الغاصب الثانی بما غرمه للمالک، وأمّا إذا أخذ العوض من الغاصب الثانی فلیس له أن یرجع إلی الأوّل بما دفعه إلی المالک.

مسألة ۱۱۵۱ : إذا بطلت المعاملة لفقدها شرطاً من شروطها - کما إذا باع ما یباع بالوزن من دون وزن - فإن علم کلّ من الطرفین برضا الطرف الآخر بتصرّفه فی ماله حتّی علی تقدیر فساد المعاملة جاز لهما التصرّف فی المبیع والثمن، وإلّا فما فی ید کلّ منهما من مال صاحبه کالمغصوب یجب ردّه إلی مالکه، فلو تلف تحت یده وجب دفع عوضه إلیه، سواء أعلم ببطلان المعاملة أم لا.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام اللقطة


احکام المعاملات

أحکام اللقطة

مسألة ۱۱۵۲ : اللقطة هی: المال المأخوذ المعثور علیه بعد ضیاعه عن مالکه المجهول.

مسألة ۱۱۵۳ : إذا لم تکن للمال الملتقَط علامة یصفه بها من یدّعیه

-کالمسکوکات المفردة - جاز للملتقِط أن یتملّکه، وإن بلغت قیمته درهماً (۱۲,۶ حمّصة من الفضّة المسکوکة) أو زادت علیه، ولکنّ الأحوط استحباباً أن یتصدّق به عن مالکه.

مسألة ۱۱۵۴ : إذا کانت للّقطة علامة یمکن أن یصفها بها من یدّعیها وکانت قیمتها دون الدرهم لم یجب تعریفها والفحص عن مالکها، والأحوط وجوباً أن لا یتملّکها الملتقِط بل یتصدّق بها عن مالکها.

مسألة ۱۱۵۵ : اللقطة إذا کانت لها علامة یمکن الوصول بها إلی مالکها وبلغت قیمتها درهماً فما زاد وجب علی الملتقِط تعریفها فی مجامع الناس أو ما بحکمها سنة کاملة من یوم الالتقاط، سواء أکان مالکها مسلماً أو کافراً محترم المال. ولا تعتبر المباشرة فی التعریف، بل للملتقِط الاستنابة فیه مع الاطمئنان بوقوعه، ویسقط وجوبه عنه مع تبرّع غیره به.

مسألة ۱۱۵۶ : یسقط وجوب التعریف فیما إذا کان الملتقِط یخاف من التهمة والخطر إن عرّف باللقطة، کما یسقط مع الاطمئنان بعدم الفائدة فی تعریفها أو فی الاستمرار فیه ولو لأجل إحراز أنّ مالکها قد سافر إلی بلد بعید لا یصله خبرها وإن عرّفها، وفی مثل ذلک الأحوط وجوباً أن یحتفظ باللقطة لمالکها ما دام لم ییأس من الوصول إلیه ولو لاحتمال أنّه بنفسه یتصدّی للتعریف بماله الضائع لیصل إلی الملتقِط خبره. ومع حصول الیأس من ذلک یتصدّق بها عن المالک بإذن الحاکم الشرعی ولا ینتظر بها حتّی تمضی سنة، ولو صادف مجیء المالک کان بالخیار بین أن یرضی بالتصدّق وبین أن یطالبه ببدلها.

مسألة۱۱۵۷ : إذا عرّف اللقطة سنة ولم یظهر مالکها فإن کانت اللقطة فی الحرم - أی حرم مکة زادها الله شرفاً - فالأحوط لزوماً أن یتصدّق بها عن مالکها، وأمّا إذا کانت فی غیر الحرم تخیر الملتقِط بین أن یحفظها لمالکها - ولو بالإیصاء ما لم ییأس من إیصالها إلیه- وله حینئذٍ أن ینتفع بها مع التحفّظ علی عینها، وبین أن یتصدّق بها عن مالکها. والأحوط وجوباً عدم تملّکها.

مسألة ۱۱۵۸ : لو عرّف اللقطة سنة ولم یظفر بمالکها فقصد التحفّظ بها للمالک فتلفت من دون تعدٍّ ولا تفریط لم یضمنها لمالکها وإن ظفر به. وأمّا إذا کان قد تصدّق بها عن مالکها ثُمَّ توصّل إلیه کان المالک بالخیار بین أن یرضی بالتصدّق وبین أن یطالبه ببدلها.

مسألة ۱۱۵۹ : لو أخّر تعریف اللقطة عن أوّل زمن الالتقاط عصی، إلّا إذا کان لعذر، ولا یسقط عنه وجوبه علی کلّ تقدیر، فیجب تعریفها بعد ذلک، إلّا إذا کان التأخیر بحدٍّ لا یرجی معه العثور علی مالکها وإن عرّف بها.

مسألة ۱۱۶۰ : إذا کان الملتقِط صبیاً أو مجنوناً وکانت اللقطة ذات علامة وبلغت قیمتها درهماً فما زاد فللولی أن یتصدّی لتعریفها، بل یجب علیه ذلک مع استیلائه علیها، فإذا لم یجد مالکها جری علیها التخییر المتقدّم فی المسألة (۱۱۵۷).

مسألة ۱۱۶۱ : لو تلفت اللقطة قبل تمام السنة فإن لم یخلّ بالمبادرة إلی التعریف ولم یتعدّ فی حفظها ولم یفرّط لم یکن علیه شیء وإلّا ضمن عوضها، ویجب علیه الاستمرار فی التعریف فإذا عثر علی المالک دفع إلیه العوض من المثل أو القیمة.

مسألة ۱۱۶۲ : لو عثر علی مال وحسب أنّه له فأخذه ثُمَّ ظهر أنّه مال ضائع للغیر کان لقطة وتجری علیه أحکامها.

مسألة ۱۱۶۳ : یعتبر فی التعریف أن یکون علی نحوٍ لو سمعه المالک لاحتمل - احتمالاً معتدّاً به - أن یکون المال المعثور علیه له، وهذا یختلف بحسب اختلاف الموارد، فقد یکفی أن یقول: (من ضاع له شیء أو مال)، وقد لا یکفی ذلک بل لا بُدَّ أن یقول: (من ضاع له ذهب) أو نحوه، وقد لا یکفی هذا أیضاً بل یلزم إضافة بعض الخصوصیات إلیه کأن یقول: (من ضاع له قرط ذهب) مثلاً، ولکن یجب علی کلّ حال الاحتفاظ بإبهام اللقطة فلا یذکر جمیع صفاتها حتّی لا یتعین، بل الأحوط لزوماً عدم ذکر ما لا یتوقّف علیه التعریف.

مسألة ۱۱۶۴ : لو ادّعی اللقطة أحد ولم یعلم أنّها له سُئل عن أوصافها وعلاماتها، فإذا توافقت الصفات والعلائم التی ذکرها مع الخصوصیات الموجودة فیها وحصل الاطمئنان بأنّها له - کما هو الغالب - أُعطیت له، ولا یعتبر أن یذکر الأوصاف التی لا یلتفت إلیها المالک غالباً. وأمّا مع عدم حصول الاطمئنان فلا یجوز دفعها إلیه.

مسألة ۱۱۶۵ : اللقطة ذات العلامة إذا لم یعمل الملتقِط فیها بما تقدّم ضمنها، فلو وضعها فی مجامع الناس کالمسجد والزقاق فأخذها شخص آخر أو تلفت ضمن بدلها للمالک.

مسألة ۱۱۶۶ : لو کانت اللقطة ممّا لا یبقی سنة لزم الملتقط أن یحتفظ بها لأطول مدّة تبقی محتفظة بصفاتها الدخیلة فی مالیتها، والأحوط وجوباً أن یعرّف بها خلال ذلک، فإن لم یظفر بمالکها کان بالخیار بین أن یقوّمها علی نفسه ویتصرّف فیها بما یشاء وبین أن یبیعها ویحفظ ثمنها لمالکها، ولا یسقط عنه بذلک ما سبق من التعریف، فعلیه أن یحفظ خصوصیاتها وصفاتها ویتمّ تعریفها سنة کاملة، فإن وجد صاحبها دفع بدلها إلیه، وإلّا عمل فیه بما تقدّم فی المسألة (۱۱۵۷).

هذا فیما إذا اختار الملتقِط أن یقوّمها علی نفسه أو تیسّر بیعها فباعها، ومع عدم الأمرین یجب علیه أن یتصدّق بها ولا یلزمه تعریفها بعد ذلک، ولو عثر علی مالکها لم یضمن له قیمتها.

والأحوط وجوباً أن یکون التقویم والبیع والتصدّق فی الموارد المتقدّمة بإجازة الحاکم الشرعی أو وکیله إن أمکنت.

مسألة ۱۱۶۷ : لا تبطل الصلاة بحمل اللقطة حالها وإن لم یکن من قصده دفعها إلی المالک علی تقدیر الظفر به.

مسألة ۱۱۶۸ : إذا تبدّل حذاء الشخص بحذاء غیره جاز له التصرّف فیه بکلّ نحو یحرز رضا صاحبه به، ولو علم أنّه قد تعمّد التبدیل ظلماً وعدواناً جاز له أن یقابله بالمثل فیأخذ حذاءه بدلاً عن حذاء نفسه، بشرط أن لا تزید قیمة المتروک علی قیمة المأخوذ، وإلّا فالزیادة من مجهول المالک وتترتّب علیه أحکامه. وهکذا الحکم فیما لو علم أنّه قد اشتبه أوّلاً ولکنّه تسامح وتهاون فی الردّ بعد الالتفات إلی اشتباهه.

وأمّا فی غیر هاتین الصورتین - سواء علم باشتباهه حدوثاً وبقاءً أم احتمل الاشتباه ولم یتیقّنه - فتجری علی المتروک حکم مجهول المالک الآتی فی المسألة اللاحقة.

هذا فیما إذا لم یکن الشخص هو الذی بدّل ماله بمال غیره عمداً أو اشتباهاً، وإلّا فلا یجوز له التقاصّ منه، بل یجب علیه ردّه إلی مالکه.

مسألة ۱۱۶۹ : إذا وقع المال المجهول مالکه - غیر اللقطة - بید شخصٍ فإن علم رضا مالکه بالتصرّف فیه جاز له التصرّف علی النحو الذی یحرز رضاه به، وإلّا وجب علیه الفحص عنه ما دام یحتمل الفائدة فی ذلک. وأمّا مع العلم بعدم الفائدة فی الفحص فإن لم یکن قد یئس من الوصول إلی المالک حفظ المال له، ومع الیأس یتصدّق به أو یقوّمه علی نفسه أو یبیعه ویتصدّق بثمنه. والأحوط لزوماً أن یکون ذلک بإجازة الحاکم الشرعی، ولو صادف فجاء المالک ولم یرض بالتصدّق ضمنه له علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۱۱۷۰ : إذا وجد مالاً فی دار سکناه ولم یعلم أنّه له أو لغیره فإن لم یکن یدخلها أحد غیره أو یدخلها قلیل من الناس فهو له، وإن کان یدخلها کثیر - کما فی المضائف والدواوین ونحوهما - جری علیه حکم اللقطة.

مسألة ۱۱۷۱ : إذا وجد حیوان مملوک فی غیر العمران - کالبراری والجبال والآجام والفلوات ونحوها - فإن کان الحیوان یحفظ نفسه ویمتنع عن صغار السباع - کالذئب والثعلب - لکبر جثته أو سرعة عَدْوه أو قوّته - کالبعیر والفرس والجاموس والثور ونحوها - لم یجز أخذه، سواء أکان فی کلأ وماء، أم لم یکن فیهما إذا کان صحیحاً یقوی علی السعی إلیهما، فإن أخذه الواجد حینئذٍ کان آثماً وضامناً له وتجب علیه نفقته ولا یرجع بها علی المالک.

وإذا استوفی شیئاً من نمائه کلبنه وصوفه کان علیه مثله أو قیمته، وإذا رکبه أو حمّله حملاً کان علیه أجرته، ولا تبرأ ذمّته من ضمانه إلّا بدفعه إلی مالکه، ولا یزول الضمان ولو بإرساله فی الموضع الذی أخذه منه. نعم، إذا یئس من الوصول إلیه ومعرفته تصدّق به عنه بإذن الحاکم الشرعی.

مسألة ۱۱۷۲ : إذا کان الحیوان المذکور لا یقوی علی الامتناع من صغار السباع - سواء کان غیر ممتنع أصلاً کالشاة، أم لم یبلغ حدّ الامتناع کصغار الإبل والخیل، أو زال عنه لعارض کالمرض ونحوه - جاز أخذه، فإن أخذه عرّفه فی موضع الالتقاط إن کان فیه نُزّال، فإن لم یعرف المالک جاز له تملّکه والتصرّف فیه بالأکل والبیع ونحو ذلک، ولکن إذا وجد صاحبه وجب علیه دفع قیمته إلیه لو طالبه بها. ویجوز له أیضاً إبقاؤه عنده إلی أن یعرف صاحبه ما دام لم ییأس من الظفر به ولا شیء علیه حینئذٍ.

مسألة ۱۱۷۳ : إذا وجد الحیوان فی العمران - وهی: مواضع یکون الحیوان مأموناً فیها من السباع عادة، کالبلاد والقری وما حولها ممّا یتعارف وصول الحیوان منها إلیه - لم یجز أخذه، ومن أخذه ضمنه ویجب علیه حفظه من التلف، والإنفاق علیه بما یلزم، ولیس له الرجوع علی صاحبه بما أنفق. کما یجب علیه تعریفه ویبقی فی یده مضموناً إلی أن یؤدّیه إلی مالکه، فإن یئس منه تصدّق به بإذن الحاکم الشرعی علی الأحوط لزوماً.

نعم، إذا کان غیر مأمون من التلف لبعض الطوارئ کالمرض ونحوه جاز له أخذه لدرء الخطر عنه ولا ضمان علیه، ویجب علیه أیضاً الفحص عن مالکه، فإن یئس من الوصول إلیه تصدّق به کما تقدّم.

مسألة ۱۱۷۴ : إذا دخلت الدجاجة أو السخلة - مثلاً - فی دار إنسان ولم یعرف صاحبها لم یجز له أخذها، ویجوز له إخراجها من الدار، ولیس علیه شیء إذا لم یکن قد أخذها. وأمّا إذا أخذها فیجری علیها حکم مجهول المالک، وقد تقدّم فی المسألة (۱۱۶۹).

نعم، یجوز تملّک الحمام ونحوه من الطیور إذا ملک جناحیه ولم یعرف صاحبه من دون فحص عنه.

مسألة ۱۱۷۵ : إذا احتاجت الضالّة إلی النفقة فإن وجد متبرّع بها أنفق علیها، وإلّا أنفق علیها من ماله، فإن کان یجوز له أخذها ولم یکن متبرّعاً فی الإنفاق علیها جاز له الرجوع بما أنفقه علی المالک، وإلّا لم یجز له ذلک.

مسألة ۱۱۷۶ : إذا کان للضالّة نماء أو منفعة جاز للآخذ - إذا کان ممّن یجوز له أخذها - أن یستوفیها ویحتسبها بدل ما أنفقه علیها، ولکن لا بُدَّ أن یکون ذلک بحساب القیمة.

مسألة ۱۱۷۷ : اللقیط - وهو: الطفل الذی لا کافل له ولا یستقلّ بنفسه علی السعی فیما یصلحه ودفع ما یضرّه - یستحبّ أخذه، بل یجب ذلک کفایة إذا توقّف علیه حفظه، ویجب التعریف به إذا أحرز عدم کونه منبوذاً من قبل أهله واحتمل الوصول إلیهم بالفحص والتعریف.

مسألة ۱۱۷۸ : من أخذ اللقیط فهو أحقّ من غیره بحضانته وحفظه والقیام بضرورة تربیته إلی أن یبلغ، فلیس لأحدٍ - غیر أبویه وأجداده ووصی الأب أو الجدّ - أن ینتزعه من الملتقِط ویتصدّی لحضانته.

مسألة ۱۱۷۹ : لا یجوز للملتقِط أن یتبنّی اللقیط ویلحقه بنفسه، ولو فعل لم یترتّب علی ذلک شیء من أحکام البُنُوَّة والأُبُوَّة والأُمُومَة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الذباحة


احکام المعاملات

احکام الذباحة

مسألة ۱۱۸۰ : الحیوان - وحشیاً کان أم أهلیاً - غیر المحرّم أکله ولو لعارض

- وسیأتی بیان المحرّم أکله فی أحکام الأطعمة والأشربة - إذا ذکی بالذبح - علی الترتیب الآتی فی هذا الباب - وخرجت روحه یحلّ أکله. هذا فی غیر الإبل والسمک والجراد، وأمّا هذه الثلاثة فتذکی بغیر الذبح علی ما سیتّضح فی المسائل الآتیة.

مسألة ۱۱۸۱ : الحیوان الوحشی المحلّل لحمه - کالغزال - والحیوان الأهلی المحلّل إذا استوحش - کالبقر - یحلّ لحمهما بالاصطیاد أیضاً، وأمّا الحیوانات المحلّلة الأهلیة کالشاة والدجاجة والبقر غیر المتوحّش ونحوها، وکذلک الحیوانات الوحشیة إذا تأهّلت فلا یحکم بطهارة لحمها ولا بحلیتها بالاصطیاد.

مسألة ۱۱۸۲ : الحیوان الوحشی الحلال أکله إنّما یحکم بحلیته وطهارته بالاصطیاد فیما إذا کان قادراً علی العدو أو ناهضاً للطیران، فولد الوحش قبل أن یقدر علی الفرار وفرخ الطیر قبل أن ینهض للطیران لا یحلّان بالاصطیاد ولا یحکم بطهارتهما حینئذٍ، فلو رمی ظبیاً وولدَه غیر القادر علی العدو فماتا حلّ الظبی وحرم الولد.

مسألة ۱۱۸۳ : الحیوان المحلّل لحمه الذی لیست له نفس سائلة - کالسمک - إذا مات بغیر تذکیة حرم أکله، لکنّه طاهر.

مسألة ۱۱۸۴ : الحیوان المحرّم أکله إذا لم تکن له نفس سائلة - کالحیة - لا أثر لذبحه أو صیده؛ لأن میتته طاهرة.

مسألة ۱۱۸۵ : الکلب والخنزیر لا یقبلان التذکیة، فلا یحکم بطهارتهما ولا بحلیتهما بالذبح أو الصید.

وأمّا السباع - وهی: ما تفترس الحیوان وتأکل اللحم کالذئب والنمر - فهی قابلة للتذکیة، فلو ذبحت أو اصطیدت بالرمی ونحوه حکم بطهارة لحومها وجلودها وإن لم یحلّ أکلها بذلک. نعم، إذا اصطیدت بالکلب الصائد ففی تذکیتها إشکال، فالأحوط لزوماً عدم طهارتها.

مسألة ۱۱۸۶ : لا یبعد أن یکون حکم القرد والفیل والدبّ حکم السباع فیما مرّ.

وأمّا الحشرات - والمقصود بها: الدواب الصغار التی تسکن باطن الأرض کالضبّ والفأر - فهی لا تقبل التذکیة، فإن کانت لها نفس سائلة وذبحت - مثلاً - لم یحکم بطهارة لحومها وجلودها.

مسألة ۱۱۸۷ : لو خرج الجنین میتاً من بطن أمّه فی حال حیاتها لم یحلّ أکله.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

کیفیة الذبح و شروطه


احکام المعاملات

کیفیة الذبح

مسألة ۱۱۸۸ : الکیفیة المعتبرة فی الذبح هی: أن تُقطع الأوداج الأربعة تماماً، فلا یکتفی - علی الأحوط لزوماً - بشقّها عن قطعها ولا بقطع الحلقوم وحده، ولا یتحقّق قطع الأوداج إلّا إذا کان القطع من تحت العقدة المسمّاة بـ «الجوزة».

والأوداج الأربع هی: المریء (مجری الطعام والشراب)، والحلقوم (مجری النَفَس)، والعرقان الغلیظان المحیطان بالحلقوم.

مسألة ۱۱۸۹ : یعتبر فی قطع الأوداج الأربعة - بالإضافة إلی قصد الذبح به - أن یکون فی حال حیاة الحیوان، فلو قطع الذابح بعضها وأرسله فمات لم یؤثّر قطع الباقی.

ولا یعتبر فیه التتابع، فلو قطع الأوداج قبل زهوق روح الحیوان إلّا أنّه فصل بینها بما هو خارج عن المتعارف المعتاد لم یضرّ بحلیته.

مسألة ۱۱۹۰ : لو قُطعت الأوداج الأربعة علی غیر النهج الشرعی - کأن ضربها شخص بآلة فانقطعت أو عضّها الذئب فقطعها بأسنانه أو غیر ذلک - وبقیت حیاة الحیوان فإن لم یبق شیء من الأوداج أصلاً أو لم یبق شیء من الحلقوم یصلح للذبح فلا یحلّ أکله، وهکذا إذا بقی مقدار من الجمیع معلّقاً بالرأس أو متّصلاً بالبدن علی الأحوط لزوماً. نعم، إذا کان المقطوع غیر المَذْبَح وکان الحیوان حیاً حلّ أکله بالذبح.

شروط الذبح

مسألة ۱۱۹۱ : یشترط فی تذکیة الذبیحة أمور:

الأوّل: أن یکون الذابح مسلماً - رجلاً کان أو امرأة أو صبیاً ممیزاً - فلا تحلّ ذبیحة غیر المسلم، حتّی الکافر الکتابی وإن سمّی علی الأحوط لزوماً، کما لا تحلّ ذبیحة المنتحلین للإسلام المحکومین بالکفر، ومنهم الناصب المعلن بعداوة أهل البیت (علیهم السلام).

الثانی: أن یکون الذبح بالحدید مع الإمکان، فلا یکفی الذبح بغیره حتّی الحدید المخلوط بالکروم ونحوه المسمّی بـ «الإستیل» علی الأحوط لزوماً. نعم، من ذبح به عن نسیان أو جهل یعذر فیه حلّت ذبیحته.

وإذا لم یوجد الحدید جاز ذبحها بکلّ ما یقطع الأوداج من الزجاجة والحجارة الحادّة ونحوهما، حتّی إذا لم تکن هناک ضرورة تدعو إلی الاستعجال فی ذبحها کالخوف من تلفها بالتأخیر.

الثالث: الاستقبال بالذبیحة حال الذبح إلی القبلة. ویتحقّق الاستقبال فیما إذا کان الحیوان قائماً أو قاعداً بما یتحقّق به استقبال الإنسان حال الصلاة فی الحالتین، وأمّا إذا کان مضطجعاً علی الأیمن أو الأیسر فیتحقّق باستقبال المنحر والبطن، ولا یعتبر استقبال الوجه والیدین والرجلین.

وتحرم الذبیحة بالإخلال بالاستقبال متعمّداً، ولا بأس بترکه نسیاناً أو خطأً، أو للجهل بالاشتراط کمن لا یعتقد لزومه شرعاً، أو لعدم العلم بجهتها، أو عدم التمکن من توجیه الذبیحة إلیها ولو من جهة خوف موت الذبیحة لو اشتغل بتوجیهها إلی القبلة.

الرابع: التسمیة، بأن یذکر الذابح اسم الله وحده علیها بنیة الذبح حین الشروع فیه أو متّصلاً به عرفاً. ویکفی فی التسمیة الإتیان بذکر الله تعالی مقترناً بالتعظیم مثل: (الله أکبر) و(بسم الله)، بل یکتفی بمجرّد ذکر لفظ الجلالة ولو بما یرادفه فی سائر اللغات، کما یکتفی بذکر بقیة الأسماء الحسنی وإن کان الأحوط استحباباً عدم الاکتفاء بذلک. ولا أثر للتسمیة من دون نیة الذبح. ولو أخلّ بها نسیاناً لم تحرم الذبیحة، ولو ترکها جهلاً حرمت.

الخامس: خروج الدم المتعارف، فلا تحلّ إذا لم یخرج منها الدم، أو کان الخارج قلیلاً بالإضافة إلی نوعها بسبب انجماد الدم فی عروقها أو نحوه. وأمّا إذا کانت قلّته لأجل سبق نزیف الذبیحة - لجرح مثلاً - لم یضرّ ذلک بتذکیتها.

السادس: أن تتحرّک الذبیحة بعد تمامیة الذبح ولو حرکة یسیرة، بأن تطرف عینُها أو تحرّک ذنبها أو ترکض برجلها. هذا فیما إذا شک فی حیاتها حال الذبح، وإلّا فلا تعتبر الحرکة أصلاً.

مسألة ۱۱۹۲ : الأحوط لزوماً عدم إبانة الرأس عمداً قبل خروج الروح من الذبیحة، وإن کانت لا تحرم بذلک. ولا فرق فی ذلک بین الطیور وغیرها.

کما أنّ الأحوط لزوماً عدم کسر رقبة الذبیحة أو إصابة نخاعها عمداً قبل أن تموت، وإن لم تحرم بذلک أیضاً. والنخاع هو: الخیط الأبیض الممتدّ فی وسط الفقار من الرقبة إلی الذنب.

والأحوط استحباباً أن یکون الذبح فی المذبح من القدّام وإن جاز الذبح من القفا أیضاً، کما أن الأحوط استحباباً وضع السکین علی المذبح ثُمَّ قطع الأوداج، وإن کان یکفی أیضاً إدخال السکین تحت الأوداج ثُمَّ قطعها من فوق.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

نحر الابل


احکام المعاملات

نحر الإبل

مسألة ۱۱۹۳ : یعتبر فی حلیة لحم الإبِل وطهارته - مضافاً إلی الشروط الستّة المتقدّمة فی الذبح - أن تُنحر، بأن یدخِل سکیناً أو رمحاً أو غیرهما من الآلات الحادّة الحدیدیة فی لَبَّتِها، وهی: الموضع المنخفض الواقع بین أصل العنق والصدر.

مسألة ۱۱۹۴ : یجوز نحر الإبل قائمة وبارکة وساقطة علی جنبها، والأولی نحرها قائمة.

مسألة ۱۱۹۵ : لو ذبح الإبل بدلاً عن نحرها أو نحر الشاة أو البقرة أو نحوهما بدلاً عن ذبحها حرم لحمها وحکم بنجاستها. نعم، لو قطع الأوداج الأربعة من الإبل ثُمَّ نحرها قبل زهوق روحها أو نحر الشاة - مثلاً - ثُمَّ ذبحها قبل أن تموت حلّ لحمهما وحکم بطهارتهما.

مسألة ۱۱۹۶ : لو تعذّر ذبح الحیوان أو نحره - لاستعصائه أو لوقوعه فی بئر أو موضع ضیق لا یتمکن من الوصول إلی موضع ذکاته وخیف موته هناک - جاز أن یعقره فی غیر موضع الذکاة بشیء من الرمح والسکین ونحوهما، فإذا مات بذلک العقر طهر وحلّ أکله. وتسقط فیه شرطیة الاستقبال. نعم، لا بُدَّ من أن یکون واجداً لسائر الشروط المعتبرة فی التذکیة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

آداب الذباحة و النحر و مکروهاته


احکام المعاملات

آداب الذباحة والنحر

مسألة ۱۱۹۷ : ذکر الفقهاء (رضوان الله علیهم) أنّه یستحبّ عند ذبح الغنم أن تربط یداه وإحدی رجلیه وتطلق الأخری، ویمسک صوفه أو شعره حتّی یبرد.

وعند ذبح البقر أن تعقل یداه ورجلاه ویطلق ذنبه.

وعند نحر الإبل أن تربط یداها ما بین الخفّین إلی الرکبتین أو إلی الإبطین، وتطلق رجلاها. هذا إذا نحرت بارکةً، أمّا إذا نحرت قائمة فینبغی أن تکون یدها الیسری معقولة.

وعند ذبح الطیر أن یرسل بعد الذباحة حتّی یرفرف.

ویستحبّ عرض الماء علی الحیوان قبل أن یذبح أو ینحر، ویستحبّ أن یعامل مع الحیوان عند ذبحه أو نحره ما یبعده عن الأذی والتعذیب، بأن یحدّ الشفرة ویمرّ السکین علی المذبح بقوّة ویجدّ فی الإسراع وغیر ذلک.

مکروهات الذباحة والنحر

مسألة ۱۱۹۸ : یکره فی ذبح الحیوانات ونحرها - کما ورد فی جملة من الروایات - أمور:

  • الأوّل: سلخ جلد الذبیحة قبل خروج روحها.
  • الثانی: أن تکون الذباحة فی اللیل أو فی یوم الجمعة قبل الزوال من دون حاجة.
  • الثالث: أن تکون الذباحة بمنظر من حیوان آخر من جنسه.
  • الرابع: أن یذبح ما ربّاه بیده من النَّعم.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الصید بالسلاح


احکام المعاملات

احکام الصید بالسلاح

مسألة ۱۱۹۹ : یشترط فی تذکیة الوحش المحلّل أکله إذا اصطید بالسلاح أمور:

الأوّل: أن تکون الآلة کالسیف والسکین والخنجر وغیرها من الأسلحة القاطعة، أو کالرمح والسهم والعصا ممّا یشاک بحدّه ویخرق جسد الحیوان، سواء کان فیه نصل - من حدید أو فلزّ غیره - کالسهم أو صُنِع خارقاً وشائکاً بنفسه کالمعراض.

ولکن یعتبر فیما لا نصل فیه أن یخرق بدن الحیوان، ولا یحلّ فیما لو قتله بالوقوع علیه. وأمّا ما فیه نصل فلا یعتبر فیه ذلک، فیحلّ الحیوان لو قتله وإن لم یجرحه ویخرق بدنه.

ولو اصطید الحیوان بالحجارة أو العمود أو الشبکة أو الحبالة أو غیرها من الآلات التی لیست بقاطعة ولا شائکة حرم أکله وحکم بنجاسته.

وإذا اصطاد بالبندقیة فإن کانت الطلقة تنفذ فی بدن الحیوان وتخرقه حلّ أکله، وهو طاهر. وأمّا إذا لم تکن کذلک - بأن قتلته بسبب ضغطها أو بسبب ما فیها من الحرارة المحرقة - لم یحلّ أکله ولم یکن طاهراً علی الأحوط لزوماً.

الثانی: أن یکون الصائد مسلماً أو بحکمه کالصبی الممیز الملحق به، ولا یحلّ صید الکافر، وکذا المنتحل للإسلام المحکوم بالکفر کالناصب المعلن بعداوة أهل البیت (علیهم السلام)، علی ما مرّ فی الذبح.

الثالث: قصد اصطیاد الحیوان المحلّل بالصید، فلو رمی هدفاً أو عدوّاً أو خنزیراً أو شاة فأصاب غزالاً - مثلاً - فقتله لم یحلّ.

الرابع: التسمیة عند استعمال السلاح فی الاصطیاد، ویجتزئ بها قبل إصابة الهدف أیضاً. ولو أخلّ بها متعمّداً لم یحلّ صیده، ولا بأس بالإخلال بها نسیاناً.

الخامس: أن یدرکه میتاً، أو یدرکه وهو حی ولکن لم یکن الوقت متّسعاً لتذکیته، فلو أدرکه حیاً وکان الوقت متّسعاً لذبحه ولم یذبحه حتّی خرجت روحه لم یحلّ أکله.

مسألة ۱۲۰۰ : لو اصطاد اثنان صیداً واحداً ولم تتوفّر الشروط المتقدّمة إلّا فی أحدهما فقط - کأن سمّی أحدهما ولم یسمّ الآخر متعمّداً - لم یحلّ أکله.

مسألة ۱۲۰۱ : یعتبر فی حلّیة الصید أن تکون الآلة مستقلّة فی قتله، فلو شارکها شیء آخر - کما إذا رماه فسقط الصید فی الماء ومات وعلم استناد الموت إلی کلا

الأمرین - لم یحلّ، وکذا الحال فیما إذا شک فی استناد الموت إلی الرمی بخصوصه.

مسألة ۱۲۰۲ : لا یعتبر فی حلّیة الصید إباحة الآلة، فلو اصطاد حیواناً بالکلب أو السهم المغصوبین حلّ الصید وملکه الصائد دون صاحب الآلة أو الکلب، ولکنّ الصائد ارتکب معصیة، ویجب علیه دفع أجرة الکلب أو الآلة إلی صاحبه.

مسألة ۱۲۰۳ : لو أبانت آلة الصید - کالسیف ونحوه - عضواً من الحیوان مثل الید والرجل کان العضو المبان میتة یحرم أکله، ویحلّ أکل الباقی مع اجتماع شروط التذکیة المتقدّمة فی المسألة (۱۱۸۸).

ولو قطعت الآلةُ الحیوانَ نصفین فإن لم یدرکه حیاً، أو أدرکه حیاً إلّا أن الوقت لم یتّسع لذبحه، تحلّ کلتا القطعتین مع توفّر الشروط المذکورة. وأمّا إذا أدرکه حیاً وکان الوقت متّسعاً لذبحه فالقطعة الفاقدة للرأس والرقبة محرّمة، والقطعة التی فیها الرأس والرقبة طاهرة وحلال فیما إذا ذبح علی النهج المقرّر شرعاً.

مسألة ۱۲۰۴ : لو قسم الحیوان قطعتین بالحبالة أو الحجارة ونحوهما ممّا لا یحلّ به الصید حرمت القطعة الفاقدة للرأس والرقبة، وأمّا القطعة التی فیها الرأس والرقبة فهی طاهرة وحلال فیما إذا أدرکه حیاً واتّسع الوقت لتذکیته وذبحه مع الشروط المعتبرة، وإلّا حرمت هی أیضاً.

مسألة ۱۲۰۵ : الجنین الخارج من بطن الصید أو الذبیحة حیاً إذا وقعت علیه التذکیة الشرعیة حلّ أکله وإلّا حرم، سواء اتّسع الوقت لتذکیته أم لا.

مسألة ۱۲۰۶ : الجنین الخارج من بطن الصید أو الذبیحة میتاً طاهر وحلال بشرط عدم سبق موته علی تذکیة أمّه، وعدم استناد موته إلی التوانی فی إخراجه علی النحو المتعارف، وکونه تامّ الخلقة وقد أشعر أو أوبر.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

حکم الصید بالکلب


احکام المعاملات

حکم الصید بالکلب

مسألة ۱۲۰۷ : إذا اصطاد کلب الصید حیواناً وحشیاً محلّل اللحم فقتله فالحکم بطهارته وحلّیته بذلک یتوقّف علی شروط ستّة:

۱- أن یکون الکلب معلَّماً، بحیث یسترسل ویهیج إلی الصید متی أغراه صاحبه به، وینزجر عن الهیاج والذهاب إذا زُجر. نعم، لا یضرّ عدم انزجاره بزجره إذا قرب من الصید ووقع بصره علیه کما هو الغالب فی الکلاب المعلَّمة.

ولا یعتبر أن تکون من عادته أن لا یأکل من الصید شیئاً حتّی یصل إلیه صاحبه، کما لا بأس بأن یکون معتاداً بتناول دم الصید. نعم، الأحوط لزوماً أن یکون بحیث إذا أراد صاحبه أخذ الصید منه لا یمتنع ولا یحول دونه.

۲- أن یکون صیده بإرساله للاصطیاد، فلا یکفی استرساله بنفسه من دون إرسال، کما لا یکفی إذا استرسل بنفسه وأغراه صاحبه بعد الاسترسال، حتّی فیما إذا أثّر فیه الإغراء - کما إذا زاد فی عَدْوه بسببه - علی الأحوط لزوماً فی هذه الصورة.

۳- أن یکون المُرسِل مسلماً، علی ما مرّ فی شروط الصید بالسلاح.

۴- تسمیة المُرسِل عند إرساله أو قبل الاصابة. ولو ترکها متعمّداً حرم الصید وإن سمّی غیره، ولا یضرّ ترکها نسیاناً.

۵- أن یستند موت الحیوان إلی جرح الکلب وعقره، فلو مات بسبب آخر کخنقه وإتعابه فی العَدْو أو نحو ذلک لم یحلّ.

۶- أن لا یدرک صاحب الکلب الصید إلّا بعد موته، أو إذا أدرکه حیاً لا یتّسع الوقت لذبحه بشرط أن لا یستند ذلک إلی توانیه فی الوصول إلیه، فلو تمکن من إدراکه حیاً وذبحه، أو أدرکه کذلک واتّسع الوقت لتذکیته فلم یفعل حتّی مات لم یحلّ.

مسألة ۱۲۰۸ : إذا أدرک مُرسِل الکلب الصید حیاً والوقت متّسع لذبحه ولکنّه اشتغل عن التذکیة بمقدّماتها - من سلّ السکین ونحوه - علی النهج المتعارف فمات قبل تذکیته حلّ.

وأمّا إذا استند ترکه التذکیة إلی فقد الآلة کما إذا لم یکن عنده السکین - مثلاً - حتّی ضاق الوقت ومات الصید قبل تذکیته لم یحلّ علی الأحوط لزوماً. نعم، لو ترکه علی حاله إلی أن قتله الکلب وأزهق روحه بعقره حلّ أکله.

مسألة ۱۲۰۹ : لو أرسل کلاباً متعدّدة للاصطیاد فقتلت صیداً واحداً فإن کانت الکلاب المسترسلة کلّها واجدة للشروط المتقدّمة فی المسألة (۱۲۰۷) حلّ الصید، وإن لم یکن بعضها واجداً لتلک الشروط لم یحلّ. نعم، إذا استند القتل إلی الکلب الواجد للشروط حلّ، کما إذا سبق أحد الکلاب فأثخن بالجراح وأشرف علی الموت ثُمَّ جاء الآخر فأصابه یسیراً.

مسألة ۱۲۱۰ : إذا أرسل الکلب إلی صید حیوان محلّل بالصید کالغزال وصاد الکلب حیواناً آخر کذلک فهو طاهر وحلال، وکذا الحال فیما إذا أرسله إلی صید حیوان فصاده مع حیوان آخر.

مسألة ۱۲۱۱ : لو کان المرسل متعدّداً بأن أرسل جماعةٌ کلباً واحداً ولم یسمّ أحدهم متعمّداً حرم صیده. وکذا الحال فیما إذا تعدّدت الکلاب ولم یکن بعضها معلَّماً علی النحو المتقدّم فی المسألة (۱۲۰۷) فإنّ الصید حینئذٍ نجس وحرام.

مسألة ۱۲۱۲ : لا یحلّ الصید إذا اصطاده غیر الکلب من أنواع الحیوانات، کالعقاب والصقر والباشق والنمر وغیرها. نعم، إذا أدرک الصائد الصید وهو حی ثُمَّ ذکاه علی النهج المقرّر فی الشرع حلّ أکله.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

صید السمک والجراد


احکام المعاملات

صید السمک والجراد

مسألة ۱۲۱۳ : لو أُخذ من الماء أو من خارجه حیاً السمک الذی له فَلْس عرفاً فی الأصل - وإن زال بالعارض - حلّ أکله، وهو طاهر. ولو مات داخل الماء فهو طاهر ولکن یحرم أکله. وأمّا ما لا فَلْس له عرفاً من الأسماک فیحرم أکله مطلقاً.

مسألة ۱۲۱۴ : لو وثبت السمکة خارج الماء أو نبذتها الأمواج إلی الساحل أو غار الماء وبقیت السمکة وماتت قبل أخذها حرمت. نعم، إذا نصب الصائد شبکة أو صنع حظیرة فدخلتها السمکة فماتت فیها قبل أن یستخرجها الصائد حلّ أکلها، وهکذا الحال لو أخذها من الماء بآلة أخری فماتت قبل أن یخرجها منه.

مسألة ۱۲۱۵ : إذا أخرج السمکة من الماء ثُمَّ أعادها إلیه - کأن وضعها فی صحن من الماء فماتت فیه - حرم لحمها.

مسألة ۱۲۱۶ : إذا طفا السمک علی وجه الماء بسبب ابتلاعه ما یسمّی

بـ «الزهر» مثلاً، فإن أخذه حیاً حلّ أکله، وإن مات قبل ذلک حرم.

مسألة ۱۲۱۷ : لو شوی سمکة حیة أو قطّعها خارج الماء قبل أن تموت حلّ أکلها، وإن کان الاجتناب عنه أولی.

مسألة ۱۲۱۸ : إذا قطعت من السمکة الحیة بعد أخذها قطعة وأعید الباقی إلی الماء حیاً حلّت القطعة المبانة عنها، سواء أمات الباقی فی الماء أم لم یمت، ولکنّ الاجتناب أحوط استحباباً.

مسألة ۱۲۱۹ : لا یعتبر فی صائد السمک الإسلام، ولا یشترط فی تذکیته التسمیة، فلو أخذه الکافر حلّ لحمه.

مسألة ۱۲۲۰ : السمکة المیتة إذا کانت فی ید المسلم یحکم بحلّیتها وإن لم یعلم أنّها ماتت فی خارج الماء بعد أخذها، أو فی آلة الصید قبل إخراجها، أو أنّها ماتت علی وجه آخر. وهکذا یحکم بحلّیتها وإن لم یعلم کونها من ذوات الفَلْس إذا کان ذو الید المسلم قد عرضها للأکل ولم یکن ممّن یستحل غیر ذوات الفَلْس من الأسماک.

وإذا کانت السمکة المیتة فی ید الکافر لم یحکم بحلّیتها وإن أخبر باصطیادها علی الوجه الموجب للحلّیة، إلّا أن یحرز ذلک ولو من جهة الاطمئنان باصطیادها بسفن الصید التی تعتمد إخراج الأسماک من الماء قبل موتها ویندر أن یختلط بها شیء من المیتة.

وهکذا لا یحکم بحلّیة ما فی ید الکافر من السمک إذا شُک فی کونه من ذوات الفَلْس وإن أخبر بکونه منها، إلّا أن یطمئنّ بذلک.

مسألة ۱۲۲۱ : الجراد إذا استقلّ بالطیران وأُخذ حیاً بالید أو بغیرها من الآلات حلّ أکله، ولا یعتبر فی تذکیته إسلام الآخذ ولا التسمیة حال أخذه. نعم، لو وجده فی ید کافر میتاً ولم یطمئنّ أنّه أخذه حیاً لم یحلّ، وإن أخبر بتذکیته کما مرّ فی السمک.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الاطعمة والاشربة


احکام المعاملات

احکام الاطعمة والاشربة

مسألة ۱۲۲۲ : یحلّ من الطیور کلّ ما کان ذا ریش إلّا السباع، فیحلّ الحمام والدجاج والعصفور بجمیع أصنافها، کما یحلّ الدُّرَّاج والقَبَج والکرَوان والحُبَارَی والکرْکی، ویحلّ الهدهُد والخُطّاف والشَّقِرَّاق والصُّرَد والصُّوّام وإن کان یکره قتلها، وتحلّ النَّعامة والطاووس أیضاً.

وأمّا السباع - وهی: کلّ ذی مخلب سواء أکان قویاً یتمکن به علی افتراس الطیر کالبازی والصقر، أو ضعیفاً لا یقوی به علی ذلک کالنَّسر والبُغاث - فهی محرّمة الأکل. ویلحق بها الغراب بجمیع أنواعه حتّی الزاغ علی الأحوط لزوماً.

ویحرم أیضاً کلّ ما یطیر ولیس له ریش کالخفّاش وکذلک الزُّنبور والفراشة وغیرهما من الحشرات الطائرة - عدا الجراد - علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۱۲۲۳ : الظاهر أن کلّ طائر یکون صفیفه أکثر من دفیفه - أی یکون بسط جناحیه عند الطیران أکثر من تحریکهما - یکون ذا مخلب، فیحرم لحمه. بخلاف ما یکون دفیفه أکثر من صفیفه، فإنّه محلّل اللحم.

وعلی هذا یتمیز المحرّم من الطیور عن غیره بالنظر إلی کیفیة طیرانها، کما یتمیز ما لا یعرف طیرانه بوجود الحَوْصَلة أو القانِصَة أو الصِّیصِیة فی بدنه، فما یکون له إحدی الثلاث یحلّ أکله دون غیره.

والحَوصَلَة: ما یجتمع فیه الحبّ وغیره من المأکول عند الحلق.

والقَانِصَة: ما یجتمع فیه الحصی الدقاق التی یأکلها الطیر.

والصِّیصِیة: شَوْکة فی رجل الطیر خارجة عن الکفّ.

مسألة ۱۲۲۴ : یحلّ من حیوان البحر السمک الذی له فَلْس عرفاً فی الأصل وإن زال بالعارض - کما تقدّم -.

ویحرم غیره من أنواع الحیوانات البحریة کالبقر البحری والضِّفْدَع والسَّرَطان والسُّلَحْفاة، وکذلک ما لیس له فَلْس عرفاً من السمک کالجِرِّی والزِّمّیر.

نعم، الطیور المسمّاة بطیور البحر - من السابحة والغائصة وغیرهما - یحلّ منها ما یحلّ مثلها من طیور البرّ.

مسألة ۱۲۲۵ : یحلّ من البهائم البریة الغنم والبقر والإبل والخیل والبغال والحمیر - بجمیع أقسامها سواء الوحشیة والأهلیة - وکذلک الغزال. نعم، یکره أکل لحم الخیل والبغال والحمیر الأهلیة.

ویحرم من البهائم السباع، وهی: ما کان مفترساً وله ظفر أو ناب قویاً کان کالأسد والنمر والفهد، أو ضعیفاً کالثعلب والضبع. وکذلک یحرم الکلب والهرّ والأرنب والخنزیر والقرد والفیل والدبّ.

ویحرم الدوابّ الصغار التی تسکن باطن الأرض کالضَّبّ والفَأر والیربُوع والقُنْفُذ والحیة ونحوها.

وتحرم الدیدان، حتّی دیدان الفاکهة علی الأحوط لزوماً، إلّا ما لا یتسّیر إزالته فیجوز أکل الفاکهة معها.

مسألة ۱۲۲۶ : ما وطئه الإنسان من البهائم إن کان ممّا یؤکل لحمه - کالبقر والغنم والإبل - حرم لحمه، وکذا لبنه ونسله المتجدّد بعد الوطء علی الأحوط لزوماً، ووجب أن یذبح ویحرق، فإن کان لغیر الواطئ وجب علیه أن یغرم قیمته لمالکه.

وأمّا إذا کان ممّا یرکب ظهره - کالخیل والبغال والحمیر - وجب نفیه من البلد وبیعه فی بلد آخر، ویغرم الواطئ - إذا کان غیر المالک - قیمته ویکون الثمن له.

مسألة ۱۲۲۷ : کلّ حیوان محلّل الأکل - حتّی الطیر والسمک - إذا صار جلّالاً حرم لحمه ولبنه وبیضه، فإذا استبرئ حلّ. وقد تقدّم معنی الجلل وکیفیة الاستبراء فی (المطهّرات).

مسألة ۱۲۲۸ : یحرم الجَدْی - وهو ولد المَعْز - إذا رضع من لبن الخنزیرة حتّی اشتدّ لحمه وعظمه، ویحرم بذلک نسله ولبنه أیضاً.

ولو لم یشتدّ فالأحوط لزوماً أن یستبرئ سبعة أیام بلبنٍ طاهر إن لم یکن مستغنیاً عن الرضاع، وإلّا استُبرئ بالعلف والشعیر ونحوهما ثُمَّ یحلّ بعد ذلک.

ویلحق بالجَدْی العِجْل وأولاد سائر الحیوانات المحلّل لحمها علی الأحوط لزوماً. ولا یلحق بالرضاع من الخنزیرة الرضاع من سائر الحیوانات المحرّم لحمها.

کما لا یحرم الحیوان المحلّل لحمه بشربه شیئاً من المائع النجس کالبول والدم. نعم، إذا شرب من الخمر حتّی سکر فذُبح فی تلک الحال فالأحوط لزوماً أن لا یؤکل ما فی جوفه من الأمعاء والکرش والقلب والکبد وغیرها وإن غسل، وأمّا لحمه فیجوز أکله، ولکن لا بُدَّ من غسل ما لاقته النجاسة مع بقاء عینها.

مسألة ۱۲۲۹ : یحرم من الحیوان المحلّل لحمه: الدم، والرَّوْث، والقضیب، والفرج، والمشیمة، والغدد وهی کلّ عقدة فی الجسم مدورة تشبه البُنْدُق، والبیضتان، وخَرَزَة الدِّماغ وهی حبّةٌ بقدر الحُمَّصَة فی وسط الدِّماغ، والنُّخاع وهو خیط أبیض کالمخّ فی وسط فقار الظهر، والعِلْباوان - علی الأحوط لزوماً - وهما عصبتان ممتدّتان علی الظهر من الرقبة إلی الذَّنَب، والمَرارَة، والطِّحال، والمثانة، وحدقة العین وهی الحبّة الناظرة منها لا جسم العین کلّه.

هذا فی غیر الطیور والسمک والجراد، أما الطیور فیحرم ما یوجد فیها من المذکورات: الدم، والرجیع، والأحوط لزوماً الاجتناب عن غیرهما أیضاً. کما أنّ الأحوط وجوباً الاجتناب عن رجیع السمک ودمه، ورجیع الجراد. نعم، لا بأس بما فی جوفهما من ذلک إذا أکل معهما.

مسألة ۱۲۳۰ : یحرم أکل الطین والمَدَر، وکذلک التراب والرمل علی الأحوط لزوماً. ویستثنی من ذلک مقدار حمّصة متوسّطة الحجم من تربة سید الشهداء (علیه السلام) للاستشفاء لا لغیره، والأحوط وجوباً الاقتصار فیها علی ما یؤخذ من القبر الشریف أو ممّا یقرب منه الملحق به عرفاً، وفیما زاد علی ذلک یمزج بماء ونحوه بحیث یستهلک فیه ویستشفی به رجاءً.

مسألة ۱۲۳۱ : لا یحرم بلع النخامة والأخلاط الصدریة إلی فضاء الفم، وکذا بلع ما یخرج بتخلیل الأسنان من بقایا الطعام.

مسألة ۱۲۳۲ : یحرم تناول کلّ ما یضرّ الإنسان ضرراً بلیغاً، سواء أکان موجباً للهلاک أم موجباً لتعطیل بعض الأعضاء أو فقدان بعض الحواس.

ویحرم أیضاً تناول ما یحتمل فیه ذلک إذا کان الاحتمال معتدّاً به عند العقلاء ولو من جهة الاهتمام بالمحتمل بحیث یصدق معه الخوف عندهم، حتّی لو کان الضرر المترتّب علیه غیر عاجل.

مسألة ۱۲۳۳ : یحرم استعمال التریاق ومشتقّاته وسائر أنواع الموادّ المخدّرة إذا کان مستتبعاً للضرر البلیغ بالشخص، سواء أکان من جهة زیادة المقدار المستعمل منها أو من جهة إدمانه، بل الأحوط لزوماً الاجتناب عنها مطلقاً إلّا فی حال الضرورة، فتستعمل بمقدار ما تدعو الضرورة إلیه.

مسألة ۱۲۳۴ : یحرم شرب الخمر وغیره من المسکرات، وفی بعض الروایات أنّه من أعظم المعاصی، وروی عن الصادق (علیه السلام) أنّه قال: «إِنَّ الخَمْرَ أُمُّ الخَبَائِثِ وَرَأْسُ کلِّ شَرٍّ، یأْتِی عَلَیٰ شَارِبِهَا سَاعَةٌ یسْلَبُ لُبُّهُ فَلَا یعْرِفُ رَبَّهُ، وَلَا یتْرُک مَعْصِیةً إِلَّا رَکبَهَا، وَلَا یتْرُک حُرْمَةً إِلَّا انْتَهَکهَا، وَلَا رَحِمَاً مَاسَّةً إِلَّا قَطَعَهَا، وَلَا فَاحِشَةً إِلَّا أَتَاهَا، وَإِنْ شَرِبَ مِنْهَا جُرْعَةً لَعَنَهُ اللهُ وَمَلَائِکتُهُ وَرُسُلُهُ وَالمُؤْمِنُوْنَ، وَإِنْ شَرِبَهَا حَتَّیٰ سَکرَ مِنْهَا نُزِعَ رُوْحُ الإِیمَانِ مِنْ جَسَدِهِ، وَرَکبَتْ فِیهِ رُوْحٌ سَخِیفَةٌ خَبِیثَةٌ، وَلَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهُ أَرْبَعِینَ یوْمَاً»[۱] .

مسألة ۱۲۳۵ : یحرم عصیر العنب إذا غلی بنفسه أو بالنار أو بالشمس، فإن لم یصر بذلک مسکراً تزول حرمته بذهاب ثلثیه، وأمّا إذا صار مسکراً فلا تزول حرمته إلّا بالتخلیل.

وإذا طبخ العنب نفسه فإن حصل العلم بغلیان ما فی جوفه من الماء حرم علی الأحوط، وإلّا لم یحرم.

کما لا یحرم ما یسمّی بالعصیر الزبیبی وإن غلی، إلّا أن یصیر مسکراً، فیحرم عندئذٍ ولا تزول حرمته إلّا بالتخلیل.

مسألة ۱۲۳۶ : یحرم الفُقَّاع، وهو: شراب معروف یوجب النشوة عادةً لا السُّکر، ویسمّی الیوم بـ «البیرة». ولیس منه ماء الشعیر الذی یستعمله الأطبّاء فی معالجاتهم.

مسألة ۱۲۳۷ : یحرم الدم من الحیوان ذی النفس السائلة، حتّی الدم فی البیضة وما یتخلّف فی الأجزاء المأکولة من الذبیحة. نعم، لا إشکال مع استهلاکه فی المرق ونحوه.

مسألة ۱۲۳۸ : یحرم لبن الحیوان المحرّم أکله - ولو لعارض - وکذلک بیضه، وأمّا لبن الإنسان فالأحوط ترک شربه.

مسألة ۱۲۳۹ : یحرم الأکل من مائدة یشرب علیها شیء من الخمر أو المُسکر، بل یحرم الجلوس علیها أیضاً علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۱۲۴۰ : إذا أشرفت نفس محترمة علی الهلاک أو ما یدانیه لشدّة الجوع أو العطش وجب علی کلّ مسلم إنقاذها، بأن یبذل لها من الطعام أو الشراب ما یسدّ به رمقها.

[۱] أی لا یثاب علی صلاته خلال هذه المدّة، ولکنّها تصحّ، بمعنی أنّه یتحقّق بها امتثال التکلیف بالصلاة، فلا بُدَّ من الإتیان بها.

الرجوع الی الفهرس

×
×
  • اضافه کردن...