رفتن به مطلب

المسائل المنتخبة

  • نوشته‌
    162
  • دیدگاه
    0
  • مشاهده
    19575

نوشته‌های این وبلاگ

thaniashar

بیع الذهب و الفضة


احکام المعاملات

بیع الذهب والفضة

مسألة ۶۹۸ : لا یجوز بیع الذهب بالذهب والفضّة بالفضّة مع الزیادة، سواء فی ذلک المسکوک وغیره.

مسألة ۶۹۹ : لا بأس ببیع الذهب بالفضّة وبالعکس نقداً، ولا یعتبر تساویهما فی الوزن، وأمّا بیع أحدهما بالآخر نسیئة فلا یجوز مطلقاً.

مسألة ۷۰۰ : یشترط فی بیع الذهب أو الفضّة بالذهب أو الفضّة تقابض العوضین قبل الافتراق، وإلّا بطل البیع. ولو قبض البائع تمام الثمن وقبض المشتری بعض المبیع - أو بالعکس - وافترقا صحّ البیع بالنسبة إلی ذلک البعض ویبطل البیع بالنسبة إلی الباقی، ویثبت الخیار فی أصل البیع لمن لم یتسلّم التمام.

مسألة ۷۰۱ : لا یجوز أن یشتری من الصائغ أو غیره خاتماً أو غیره من المصوغات الذهبیة أو الفضیة بجنسه مع زیادة بملاحظة أجرة الصیاغة، بل إمّا أن یشتریه بغیر جنسه أو بأقلّ من مقداره من جنسه مع الضمیمة، علی ما تقدّم فی کیفیة التخلّص من الربا.

مسألة ۷۰۲ : إذا کان له دراهم فی ذمّة غیره فقال له: (حوِّلها دنانیر فی ذمّتک) فقبل المدیون صحّ ذلک، وتحوَّل ما فی الذمّة إلی دنانیر. وهکذا الحکم فی غیرهما من العملات النقدیة إذا کانت فی الذمّة، فیجوز تحویلها من جنس إلی آخر بلا قبض.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الیمین


احکام المعاملات

احکام الیمین

مسألة ۱۲۶۱ : الیمین علی ثلاثة أنواع:

۱- ما یقع تأکیداً وتحقیقاً للإخبار عن تحقّق أمرٍ أو عدم تحقّقه فی الماضی أو الحال أو الاستقبال. والأیمان من هذا النوع إمّا صادقة وإمّا کاذبة.

والأیمان الصادقة لیست محرّمة ولکنّها مکروهة بحدّ ذاتها، فیکره للمکلّف أن یحلف علی شیء صدقاً أو أن یحلف علی صدق کلامه.

وأمّا الأیمان الکاذبة فهی محرّمة، بل قد تعتبر من المعاصی الکبیرة کالیمین الغموس وهی: الیمین الکاذبة فی مقام فصل الدعوی.

ویستثنی منها الیمین الکاذبة التی یقصد بها الشخص دفع الظلم عن نفسه أو عن سائر المؤمنین، بل قد تجب فیما إذا کان الظالم یهدّد نفسه أو عرضه أو نفس مؤمن آخر أو عرضه، ولکن إذا التفت إلی إمکان التوریة وکان عارفاً بها ومتیسّرة له فالأحوط وجوباً أن یورّی فی کلامه، بأن یقصد بالکلام معنی غیر معناه الظاهر بدون قرینة موضّحة لقصده، فمثلاً: إذا حاول الظالم الاعتداء علی مؤمن فسأله عن مکانه وأین هو؟ یقول: (ما رأیته) فیما إذا کان قد رآه قبل ساعة ویقصد أنّه لم یره منذ دقائق.

۲- ما یقرن به الطلب والسؤال ویقصد به حثّ المسؤول علی إنجاح المقصود، ویسمّی بـ «یمین المناشدة»، کقول السائل: (أسألک بالله أن تعطینی دیناراً).

والیمین من هذا النوع لا یترتّب علیها شیء من إثم ولا کفّارة لا علی الحالف فی إحلافه ولا علی المحلوف علیه فی حنثه وعدم إنجاح مسؤوله.

۳- ما یقع تأکیداً وتحقیقاً لما بنی علیه والتزم به من إیقاع أمر أو ترکه فی المستقبل، ویسمّی: «یمین العقد»، کقوله: (والله لأصومنّ غداً) أو (والله لأترکنّ التدخین).

وهذه الیمین هی التی تنعقد عند اجتماع الشروط الآتیة ویجب الوفاء بها، وتترتّب علی حنثها الکفّارة، وهی عتق رقبة أو إطعام عشرة مساکین أو کسوتهم، وفی حال العجز عن هذه الأمور یجب صیام ثلاثة أیام متوالیات. والیمین من هذا النوع هی الموضوع للمسائل الآتیة.

مسألة ۱۲۶۲ : یعتبر فی انعقاد الیمین أن یکون الحالف بالغاً عاقلاً مختاراً قاصداً غیر محجور عن التصرّف فی متعلّق الیمین نظیر ما تقدّم فی النذر.

مسألة ۱۲۶۳ : لا تنعقد الیمین إلّا باللفظ أو ما هو بمثابته کالإشارة من الأخرس، وتکفی أیضاً الکتابة من العاجز عن التکلّم، بل لا یترک الاحتیاط فی الکتابة من غیره.

مسألة ۱۲۶۴ : لا تنعقد الیمین إلّا إذا کان المحلوف به هو الذات الإلهیة، سواء بذکر اسمه المختصّ به کلفظ الجلالة (الله) وما یلحقه کلفظ (الرحمن)، أو بذکر وصفه أو فعله المختصّ به الذی لا یشارکه فیه غیره کـ (مقلّب القلوب والأبصار) و(الذی فلق الحبّة وبرأ النسمة)، أو بذکر وصفه أو فعله الذی یغلب إطلاقه علیه بنحو ینصرف إلیه تعالی وإن شارکه فیها غیره، بل یکفی ذکر فعله أو وصفه الذی لا ینصرف إلیه فی حدّ نفسه ولکن ینصرف إلیه فی مقام الحلف کـ (الحی) و(السمیع) و(البصیر).

وإذا کان المحلوف به بعض الصفات الإلهیة أو ما یلحق بها - کما لو قال: (وحقّ الله) أو (بجلال الله) أو (بعظمة الله) - لم تنعقد الیمین إلّا إذا قصد ذاته المقدّسة.

مسألة ۱۲۶۵ : لا یحرم الحلف بالنبی (صلّی الله علیه وآله) والأئمة (علیهم السلام) وسائر النفوس المقدّسة والقرآن الشریف والکعبة المعظّمة وسائر الأمکنة المحترمة، ولکن لا تنعقد الیمین بالحلف بها، ولا یترتّب علی مخالفتها إثم ولا کفّارة.

مسألة ۱۲۶۶ : یعتبر فی متعلّق الیمین أن یکون مقدوراً فی ظرف الوفاء بها، فلو کان مقدوراً حین الیمین ثُمَّ عجز عنه المکلّف - لا لتعجیز نفسه - فإن کان معذوراً فی تأخیره ولو لاعتقاد قدرته علیه لاحقاً انحلّت یمینه، وإلّا أثم ووجبت علیه الکفّارة.

ویلحق بالعجز فیما ذکر الضرر الزائد علی ما یقتضیه طبیعة ذلک الفعل أو الترک والحرج الشدید الذی لا یتحمّل عادة فإنّه تنحلّ الیمین بهما.

مسألة ۱۲۶۷ : تنعقد الیمین فیما إذا کان متعلّقها راجحاً شرعاً کفعل الواجب والمستحبّ وترک الحرام والمکروه، وتنعقد أیضاً إذا کان متعلّقها راجحاً بحسب الأغراض العقلائیة الدنیویة أو مشتملاً علی مصلحة دنیویة شخصیة للحالف بشرط أن لا یکون ترکه راجحاً شرعاً.

وکما لا تنعقد الیمین فیما إذا کان متعلّقها مرجوحاً کذلک تنحلّ فیما إذا تعلّقت براجح ثُمَّ صار مرجوحاً، کما لو حلف علی ترک التدخین أبداً ثُمَّ ضرّه ترکه بعد حین، فإنّه تنحلّ یمینه حینئذٍ، ولو عاد إلی الرجحان لم تعد الیمین بعد انحلالها.

مسألة ۱۲۶۸ : لا تنعقد یمین الولد مع منع الوالد، ولا یمین الزوجة مع منع الزوج.

ولا یعتبر فی انعقاد یمینهما إذن الوالد والزوج، فلو حلف الولد أو الزوجة ولم یطّلعا علی حلفهما أو لم یمنعا مع علمهما به صحّ حلفهما ووجب الوفاء به.

مسألة ۱۲۶۹ : إذا ترک المکلّف الوفاء بیمینه نسیاناً أو اضطراراً أو إکراهاً أو عن جهل یعذر فیه لم تجب علیه الکفّارة، مثلاً: إذا حلف الوسواسی علی عدم الاعتناء بالوسواس، کما إذا حلف أن یشتغل بالصلاة فوراً ثُمَّ منعه وسواسه عن ذلک، فلا شیء علیه إذا کان الوسواس بالغاً إلی درجة یسلبه الاختیار، وإلّا لزمته الکفّارة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

مسائل متفرّقة


احکام المعاملات

مسائل متفرّقة

مسألة ۱۰۳۴ : لا یجوز للرجل أن ینظر إلی ما عدا الوجه والکفّین من جسد المرأة الأجنبیة وشعرها، وکذا الوجه والکفّین منها إذا کان النظر بتلذّذ شهوی أو مع خوف الوقوع فی الحرام، بل الأحوط استحباباً ترکه بدونهما أیضاً.

وکذلک الحال فی نظر المرأة إلی الرجل الأجنبی - علی الأحوط لزوماً - فی غیر ما جرت السیرة علی عدم الالتزام بستره کالرأس والیدین والقدمین ونحوها، وأمّا نظرها إلی هذه المواضع منه فالظاهر جوازه من دون تلذّذ شهوی وعدم خوف الوقوع فی الحرام، وإن کان الأحوط استحباباً ترکه أیضاً.

مسألة ۱۰۳۵ : یجوز النظر إلی النساء المبتذلات - اللاتی لا ینتهین إذا نُهین عن التکشّف - بشرط أن لا یکون بتلذّذ شهوی ولا یخاف الوقوع فی الحرام. ولا فرق فی ذلک بین نساء الکفّار وغیرهنّ، کما لا فرق فیه بین الوجه والکفّین وبین سائر ما جرت عادتهنّ علی عدم ستره من بقیة أعضاء البدن.

مسألة ۱۰۳۶ : یجب علی المرأة أن تستر شعرها وما عدا الوجه والکفّین من بدنها عن غیر الزوج والمحارم من البالغین مطلقاً، بل الأحوط لزوماً أن تتستّر عن غیر البالغ أیضاً إذا کان ممیزاً وأمکن أن یترتّب علی نظره إلیها ثوران الشهوة فیه.

وأمّا الوجه والکفّان فیجوز لها إبداؤها، إلّا مع خوف الوقوع فی الحرام أو کونه بداعی إیقاع الرجل فی النظر المحرّم فیحرم الإبداء حینئذٍ حتّی بالنسبة إلی المحارم.

هذا فی غیر المرأة المسنّة التی لا ترجو النکاح، وأمّا هی فیجوز لها إبداء شعرها وذراعها ونحوهما - ممّا یستره الخمار والجلباب عادة - من دون أن تتبرّج بزینة.

مسألة ۱۰۳۷ : یحرم النظر إلی عورة الغیر - غیر الزوج والزوجة - سواء کان النظر مباشرة أم من وراء الزجاج أو فی المرآة أو فی الماء الصافی ونحو ذلک. نعم، حرمة النظر إلی عورة الکافر المماثل فی الجنس والصبی الممیز تبتنی علی الاحتیاط اللزومی.

مسألة ۱۰۳۸ : یجوز لکلّ من الرجل والمرأة أن ینظر إلی بدن محارمه - ما عدا العورة منه - من دون تلذّذ، وأمّا النظر مع التلذّذ فلا فرق فی حرمته بین المحارم وغیرهم. والمقصود بالمحارم: کلّ من یحرم علیه نکاحه مؤبّداً لنسب أو رضاع أو مصاهرة، دون المحرّم بغیرها کالزنا واللواط واللعان.

مسألة ۱۰۳۹ : لا یجوز لکلّ من الرجل والمرأة النظر إلی مماثله بقصد التلذّذ الشهوی.

مسألة ۱۰۴۰ : الأحوط لزوماً ترک النظر إلی صورة المرأة الأجنبیة غیر المبتذلة إذا کان الناظر یعرفها، ویستثنی من ذلک الوجه والکفّان فیجوز النظر إلیها فی الصورة من دون تلذّذ شهوی وعدم خوف الوقوع فی الحرام.

مسألة ۱۰۴۱ : إذا دعت الحاجة إلی أن یحقن الرجل رجلاً أو امرأة غیر زوجته أو أن یغسل عورتهما لزمه التحفّظ مع الإمکان من لمس العورة بیده أو النظر إلیها، وکذلک المرأة بالنسبة إلی المرأة أو الرجل غیر زوجها.

مسألة ۱۰۴۲ إذا اضطرّت المرأة إلی العلاج من مرض وکان الرجل الأجنبی أرفق بعلاجها جاز له النظر إلی بدنها ولمسه بیده إذا توقّف علیهما معالجتها، ومع إمکان الاکتفاء بأحدهما - أی النظر واللمس - لا یجوز الآخر، فلو تمکن من المعالجة بالنظر فقط لا یجوز له اللمس وکذلک العکس.

مسألة ۱۰۴۳ : لو اضطرّ الطبیب فی معالجة المریض - غیر زوجته - إلی النظر إلی عورته فالأحوط لزوماً أن لا ینظر إلیها مباشرة بل فی المرآة وشبهها، إلّا إذا اقتضی ذلک النظر لفترة أطول أو لم تتیسّر المعالجة بغیر النظر مباشرة.

مسألة ۱۰۴۴ : یجب الزواج علی من لا یستطیع التمالک علی نفسه عن الوقوع فی الحرام - کالاستمناء - بسبب عدم زواجه.

مسألة ۱۰۴۵ : لا یجوز الخلوة بالمرأة الأجنبیة مع عدم الأمن من الفساد وإن تیسّر دخول الغیر علیهما، ولا بأس بها مع الأمن منه تماماً.

مسألة ۱۰۴۶ : لو تزوّج امرأة علی مهر معین وکان من نیته أن لا یدفعه إلیها صحّ العقد ووجب علیه دفع المهر.

مسألة ۱۰۴۷ : المرتدّ - وهو: من خرج عن الإسلام واختار الکفر - علی قسمین: فطری وملّی. والفطری: من ولد علی إسلام أبویه أو أحدهما واختار الإسلام بعد أن وصل إلی حدّ التمییز ثُمَّ کفر، ویقابله الملّی.

مسألة ۱۰۴۸ : لو ارتدّ الزوج عن ملّة أو ارتدّت الزوجة عن ملّة أو فطرة بطل النکاح، فإن کان الارتداد قبل الدخول بها أو کانت الزوجة یائسة أو صغیرة لم تکن علیها عدّة، وأمّا إذا کان الارتداد بعد الدخول وکانت المرأة فی سنّ من تحیض وجب علیها أن تعتدّ عدّة الطلاق. وإذا رجع عن ارتداده إلی الإسلام قبل انقضاء العدّة بقی الزواج علی حاله، ویأتی مقدار عدّة الطلاق فی بابه.

مسألة ۱۰۴۹ : إذا ارتدّ الزوج عن فطرة حرمت علیه زوجته ووجب علیها أن تعتدّ عدّة الوفاة. وثبوت العدّة حینئذٍ علی غیر المدخول بها والیائسة والصغیرة مبنی علی الاحتیاط اللزومی. وإن رجع عن ارتداده فی أثناء العدّة فالأحوط وجوباً عدم ترتیب آثار الفرقة ولا الزوجیة إلّا بعد الطلاق أو تجدید العقد، ویأتی مقدار عدّة الوفاة فی باب الطلاق.

مسألة ۱۰۵۰ : إذا اشترطت المرأة فی عقدها أن لا یخرجها الزوج من

بلدها - مثلاً - وقَبِل ذلک زوجها لم یجز له إخراجها منه بغیر رضاها.

مسألة ۱۰۵۱ : إذا کانت لزوجة الرجل بنت من غیره جاز له أن یزوّجها من ابنه من زوجة غیرها، وکذلک العکس.

مسألة ۱۰۵۲ : إذا حملت المرأة من السفاح لم یجز لها أن تسقط جنینها.

مسألة ۱۰۵۳ : لو زنی بامرأة لیست بذات بعل ولا فی عدّة الغیر ثُمَّ تزوّج بها فولدت ولم یعلم أنّ الولد من الحلال أو الحرام فهو یلحق بهما شرعاً ویحکم علیه بأنّه من الحلال.

مسألة ۱۰۵۴ : لو تزوّج بامرأة جاهلاً بکونها فی العدّة بطل العقد، وإن کان قد دخل بها فی عدّتها تحرم علیه مؤبّداً کما مرّ.

وإن ولدت بعد ذلک فإن أمکن لحوق الولد به دون الزوج الأوّل أُلحِق به وکذلک العکس، وإن أمکن لحوقه بکلٍّ منهما - کما لو مضی من وطء کلّ منهما ستّة أشهر فأکثر ولم یتجاوز أقصی مدّة الحمل - أُقرع بینهما إن لم یمکن رفع الاشتباه بالرجوع إلی طریقة علمیة بینة لا تتخلّلها الاجتهادات الشخصیة، کما یدّعی ذلک بشأن بعض الفحوصات الحدیثة.

هذا فی لحوق الولد بأبیه، وأمّا لحوقه بأمّه فإن کانت المرأة جاهلة بکونها فی العدّة أو بحرمة التزویج فیها لحق الولد بها، وإن کانت عالمة بذلک لم یلحق بها شرعاً؛ فإنّها زانیة حینئذٍ.

مسألة ۱۰۵۵ : لو ادّعت المرأة أنّها یائسة لم تُسمع دعواها. ولو ادّعت أنّها خلیة من الزوج صُدّقت، إلّا إذا کانت متّهمة فی دعواها فإنّ الأحوط لزوماً عدم الزواج منها إلّا بعد الفحص عن حالها.

مسألة ۱۰۵۶ : لو تزوّج بامرأة ادّعت أنّها خلیة وادّعی - بعد ذلک - مدّعٍ أنّها زوجته لم تسمع دعواه إلّا بالبینة، فإن أقامها حکم له بها وإلّا فلیس له طلب توجیه الیمین إلیهما.

مسألة ۱۰۵۷ : حضانة الولد وتربیته وما یتعلّق بها من مصلحة حفظه ورعایته تکون فی مدّة الرضاع - أعنی حولین کاملین - من حقّ أبویه بالسویة، فلا یجوز للأب أن یفصله عن أمّه خلال هذه المدّة وإن کان أنثی. والأحوط الأولی عدم فصله عنها حتّی یبلغ سبع سنین وإن کان ذکراً، بل لا یجوز له ذلک إذا کان یضرّ بحاله.

وإذا افترق الأبوان بطلاق ونحوه قبل أن یبلغ الولد السنتین لم یسقط حقّ الأمّ فی حضانته ما لم تتزوّج من غیره، فلا بُدَّ من توافقهما علی حضانته بالتناوب ونحوه.

مسألة ۱۰۵۸ : ینبغی أن لا یردّ الخاطب إذا کان ممّن یرضی خلقه ودینه، فعن رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلم): «إِذَا جَاءَکمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِینَهُ فَزَوِّجُوْهُ، إِلَّا تَفْعَلُوْهُ تَکنْ فِتْنَةٌ فِی الأَرْضِ وَفَسَادٌ کبِیرٌ».

مسألة ۱۰۵۹ : إذا صالحت المرأة زوجها علی أن لا یتزوّج علیها ویکون له مهرها صحّت المصالحة ووجب علی زوجها أن لا یتزوّج علیها، کما لیس لها أن تطالب زوجها بالمهر.

مسألة ۱۰۶۰ : المتولّد من ولد الزنی إذا لم یکن الحمل به بالزنی فهو ولد حلال.

مسألة ۱۰۶۱ : إذا جامع زوجته حراماً - کما فی نهار شهر رمضان أو فی حیضها - ارتکب معصیة، إلّا أنّها إذا حملت فولدت یعتبر الولد ولداً شرعیاً لهما.

مسألة ۱۰۶۲ : إذا تیقّنت زوجة الغائب بموت زوجها فتزوّجت بعدما اعتدّت عدّة الوفاة ثُمَّ علمت بحیاة زوجها الأوّل انفصلت عن زوجها الثانی بغیر طلاق، وهی محلّلة لزوجها الأوّل.

ثُمَّ إنّ الثانی إن کان دخل بها لزمه مهر مثلها ویجب علیها الاعتداد من وطئها شبهة، فلا یجوز لزوجها الأوّل مقاربتها أیام عدّتها، وأمّا سائر الاستمتاعات فیجوز له. ولا تجب علی الواطئ نفقتها فی مدّة العدّة وإنّما هی علی زوجها.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الارث


احکام المعاملات

احکام الارث

مسألة ۱۳۴۴ : الأرحام فی الإرث ثلاث طبقات، فلا یرث أحد الأقرباء فی طبقة إلّا إذا لم یوجد للمیت أقرباء من الطبقة السابقة علیها، وترتیب الطبقات کما یلی:

الطبقة الأولی: الأبوان والأولاد مهما نزلوا، فالولد وولد الولد کلاهما من الطبقة الأولی، غیر أنّ الولد یمنع الحفید والسبط عن الإرث عند اجتماعهما مع الولد.

الطبقة الثانیة: الأجداد والجدّات مهما تصاعدوا، والإخوة والأخوات أو أولادهما عند فقدهما، وإذا تعدّد أولاد الأخ منع الأقرب منهم الأبعد عن المیراث، فابن الأخ مقدّم فی المیراث علی حفید الأخ وهکذا، کما أنّ الجدّ یتقدّم علی أبی الجدّ.

الطبقة الثالثة: الأعمام والأخوال والعمّات والخالات، وإذا لم یوجد أحد منهم قام أبناؤهم مقامهم ولوحظ فیهم الأقرب فالأقرب، فلا یرث الأبناء مع وجود العمّ أو الخال أو العمّة أو الخالة إلّا فی حالة واحدة وهی أن یکون للمیت عمّ لأب أی یشترک مع أبی المیت فی الأب فقط، وله ابن عمّ من الأبوین أی یشارک أبا المیت فی الوالدین معاً، فإنّ ابن العمّ - فی هذه الحالة - یقدّم علی العمّ بشرط أن لا یکون معهما عمّ للأبوین ولا للأمّ ولا عمّة ولا خال ولا خالة.

ولو تعدّد العمّ للأب أو ابن العمّ للأبوین أو کان معهما زوج أو زوجة ففی جریان الحکم المذکور إشکال، فلا یترک مقتضی الاحتیاط فی ذلک.

وإذا لم یوجد للمیت أقرباء من هذه الطبقات ورثته عمومة أبیه وأمّه وعمّاتهما وأخوالهما وخالاتهما وأبناء هؤلاء مع فقدهم، وإذا لم یوجد للمیت أقرباء من هذا القبیل ورثته عمومة جدّه وجدّته وأخوالهما وعمّاتهما وخالاتهما، وبعدهم أولادهم مهما تسلسلوا بشرط صدق القرابة للمیت عرفاً، والأقرب منهم یقدّم علی الأبعد.

وهناک بإزاء هذه الطبقات الزوج والزوجة، فإنّهما یرثان بصورة مستقلّة عن هذا الترتیب علی تفصیل یأتی.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

شروط العوضین


احکام المعاملات

شروط العوضین

مسألة ۶۷۰ : یشترط فی العوضین خمسة أمور:

  • ۱- العلم بمقدار کلّ منهما بما یتعارف تقدیره به عند البیع من الوزن أو الکیل أو العدّ أو المساحة.
  • ۲- القدرة علی إقباضه، وإلّا بطل البیع، إلّا أن یضمّ إلیه ما یتمکن من تسلیمه، ویکفی تمکن من انتقل إلیه العوض من الاستیلاء علیه، فإذا باع الدابّة الشاردة وکان المشتری قادراً علی أخذها صحّ البیع.
  • ۳- معرفة جنسه وخصوصیاته التی تختلف بها القیم.
  • ۴- أن لا یتعلّق به لأحدٍ حقّ یقتضی بقاء متعلّقه فی ملکیة مالکه، والضابط فوت الحقّ بانتقاله إلی غیره، وذلک کحقّ الرهانة، فلا یصحّ بیع العین المرهونة إلّا بموافقة المرتهن أو مع فک الرهن.
  • ۵- أن یکون المبیع من الأعیان وإن کانت فی الذمّة، فلا یصحّ بیع المنافع، فلو باع منفعة الدار سنة لم یصحّ. نعم، لا بأس بجعل المنفعة ثمناً.

مسألة ۶۷۱ : ما یباع فی بلد بالوزن أو الکیل لا یصحّ بیعه فی ذلک البلد إلّا بالوزن أو الکیل، ویجوز بیعه بالمشاهدة فی البلد الذی یباع فیه بالمشاهدة.

مسألة ۶۷۲ : ما یباع بالوزن یجوز بیعه بالکیل إذا کان الکیل طریقاً إلی الوزن، وذلک کأن یجعل مکیال یحوی کیلوغراماً من الحنطة فتباع الحنطة بذلک المکیال.

مسألة ۶۷۳ : إذا بطلت المعاملة لفقدانها شیئاً من الشروط المتقدّمة - عدا الشرط الرابع - ومع ذلک رضی کلّ من المتبایعین بتصرّف الآخر فی ماله من العوضین جاز له التصرّف فیه.

مسألة ۶۷۴ : یجوز بیع الوقف إذا خرب بحیث سقط عن الانتفاع به فی جهة الوقف، أو صار ذا منفعة یسیرة ملحقة بالمعدوم، وذلک کالحصیر الموقوف علی المسجد إذا خلق وتمزّق بحیث لا یمکن الانتفاع به منفعة معتدّ بها، فإنّه یجوز عندئذ بیعه للمتولّی ومن بحکمه.

ومثل ذلک ما إذا طرأ علی الوقف ما یستوجب أن یؤدّی بقاؤه إلی الخراب المسقط للمنفعة المعتدّ بها، ولکنّ اللازم حینئذٍ تأخیر البیع إلی آخر أزمنة إمکان الانتفاع به.

والأحوط لزوماً فی کلّ ذلک أن یشتری بثمن الوقف ملک ویوقف علی نهج الوقف الأوّل، بل الأحوط لزوماً أن یکون الوقف الجدید معنوناً بعنوان الوقف الأوّل مع الإمکان.

مسألة ۶۷۵ : لو وقع الخلاف بین الموقوف علیهم علی وجه یظنّ بتلف المال أو النفس إذا بقی الوقف علی حاله ففی جواز بیعه وصرفه فیما هو أقرب إلی مقصود الواقف إشکال، فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط فیه.

مسألة ۶۷۶ : لو شرط الواقف بیع الوقف إذا اقتضت المصلحة کقلّة المنفعة أو وقوع الخلاف بین الموقوف علیهم ونحو ذلک جاز بیعه.

مسألة ۶۷۷ : یجوز بیع العین المستأجرة من المستأجر وغیره. وإذا کان البیع لغیر المستأجر لم یکن له انتزاع العین من المستأجر، ولکن یثبت له الخیار إذا کان جاهلاً بالحال، وکذا الحال لو علم بالإیجار لکنّه اعتقد قصر مدّته فظهر خلافه.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام اللقطة


احکام المعاملات

أحکام اللقطة

مسألة ۱۱۵۲ : اللقطة هی: المال المأخوذ المعثور علیه بعد ضیاعه عن مالکه المجهول.

مسألة ۱۱۵۳ : إذا لم تکن للمال الملتقَط علامة یصفه بها من یدّعیه

-کالمسکوکات المفردة - جاز للملتقِط أن یتملّکه، وإن بلغت قیمته درهماً (۱۲,۶ حمّصة من الفضّة المسکوکة) أو زادت علیه، ولکنّ الأحوط استحباباً أن یتصدّق به عن مالکه.

مسألة ۱۱۵۴ : إذا کانت للّقطة علامة یمکن أن یصفها بها من یدّعیها وکانت قیمتها دون الدرهم لم یجب تعریفها والفحص عن مالکها، والأحوط وجوباً أن لا یتملّکها الملتقِط بل یتصدّق بها عن مالکها.

مسألة ۱۱۵۵ : اللقطة إذا کانت لها علامة یمکن الوصول بها إلی مالکها وبلغت قیمتها درهماً فما زاد وجب علی الملتقِط تعریفها فی مجامع الناس أو ما بحکمها سنة کاملة من یوم الالتقاط، سواء أکان مالکها مسلماً أو کافراً محترم المال. ولا تعتبر المباشرة فی التعریف، بل للملتقِط الاستنابة فیه مع الاطمئنان بوقوعه، ویسقط وجوبه عنه مع تبرّع غیره به.

مسألة ۱۱۵۶ : یسقط وجوب التعریف فیما إذا کان الملتقِط یخاف من التهمة والخطر إن عرّف باللقطة، کما یسقط مع الاطمئنان بعدم الفائدة فی تعریفها أو فی الاستمرار فیه ولو لأجل إحراز أنّ مالکها قد سافر إلی بلد بعید لا یصله خبرها وإن عرّفها، وفی مثل ذلک الأحوط وجوباً أن یحتفظ باللقطة لمالکها ما دام لم ییأس من الوصول إلیه ولو لاحتمال أنّه بنفسه یتصدّی للتعریف بماله الضائع لیصل إلی الملتقِط خبره. ومع حصول الیأس من ذلک یتصدّق بها عن المالک بإذن الحاکم الشرعی ولا ینتظر بها حتّی تمضی سنة، ولو صادف مجیء المالک کان بالخیار بین أن یرضی بالتصدّق وبین أن یطالبه ببدلها.

مسألة۱۱۵۷ : إذا عرّف اللقطة سنة ولم یظهر مالکها فإن کانت اللقطة فی الحرم - أی حرم مکة زادها الله شرفاً - فالأحوط لزوماً أن یتصدّق بها عن مالکها، وأمّا إذا کانت فی غیر الحرم تخیر الملتقِط بین أن یحفظها لمالکها - ولو بالإیصاء ما لم ییأس من إیصالها إلیه- وله حینئذٍ أن ینتفع بها مع التحفّظ علی عینها، وبین أن یتصدّق بها عن مالکها. والأحوط وجوباً عدم تملّکها.

مسألة ۱۱۵۸ : لو عرّف اللقطة سنة ولم یظفر بمالکها فقصد التحفّظ بها للمالک فتلفت من دون تعدٍّ ولا تفریط لم یضمنها لمالکها وإن ظفر به. وأمّا إذا کان قد تصدّق بها عن مالکها ثُمَّ توصّل إلیه کان المالک بالخیار بین أن یرضی بالتصدّق وبین أن یطالبه ببدلها.

مسألة ۱۱۵۹ : لو أخّر تعریف اللقطة عن أوّل زمن الالتقاط عصی، إلّا إذا کان لعذر، ولا یسقط عنه وجوبه علی کلّ تقدیر، فیجب تعریفها بعد ذلک، إلّا إذا کان التأخیر بحدٍّ لا یرجی معه العثور علی مالکها وإن عرّف بها.

مسألة ۱۱۶۰ : إذا کان الملتقِط صبیاً أو مجنوناً وکانت اللقطة ذات علامة وبلغت قیمتها درهماً فما زاد فللولی أن یتصدّی لتعریفها، بل یجب علیه ذلک مع استیلائه علیها، فإذا لم یجد مالکها جری علیها التخییر المتقدّم فی المسألة (۱۱۵۷).

مسألة ۱۱۶۱ : لو تلفت اللقطة قبل تمام السنة فإن لم یخلّ بالمبادرة إلی التعریف ولم یتعدّ فی حفظها ولم یفرّط لم یکن علیه شیء وإلّا ضمن عوضها، ویجب علیه الاستمرار فی التعریف فإذا عثر علی المالک دفع إلیه العوض من المثل أو القیمة.

مسألة ۱۱۶۲ : لو عثر علی مال وحسب أنّه له فأخذه ثُمَّ ظهر أنّه مال ضائع للغیر کان لقطة وتجری علیه أحکامها.

مسألة ۱۱۶۳ : یعتبر فی التعریف أن یکون علی نحوٍ لو سمعه المالک لاحتمل - احتمالاً معتدّاً به - أن یکون المال المعثور علیه له، وهذا یختلف بحسب اختلاف الموارد، فقد یکفی أن یقول: (من ضاع له شیء أو مال)، وقد لا یکفی ذلک بل لا بُدَّ أن یقول: (من ضاع له ذهب) أو نحوه، وقد لا یکفی هذا أیضاً بل یلزم إضافة بعض الخصوصیات إلیه کأن یقول: (من ضاع له قرط ذهب) مثلاً، ولکن یجب علی کلّ حال الاحتفاظ بإبهام اللقطة فلا یذکر جمیع صفاتها حتّی لا یتعین، بل الأحوط لزوماً عدم ذکر ما لا یتوقّف علیه التعریف.

مسألة ۱۱۶۴ : لو ادّعی اللقطة أحد ولم یعلم أنّها له سُئل عن أوصافها وعلاماتها، فإذا توافقت الصفات والعلائم التی ذکرها مع الخصوصیات الموجودة فیها وحصل الاطمئنان بأنّها له - کما هو الغالب - أُعطیت له، ولا یعتبر أن یذکر الأوصاف التی لا یلتفت إلیها المالک غالباً. وأمّا مع عدم حصول الاطمئنان فلا یجوز دفعها إلیه.

مسألة ۱۱۶۵ : اللقطة ذات العلامة إذا لم یعمل الملتقِط فیها بما تقدّم ضمنها، فلو وضعها فی مجامع الناس کالمسجد والزقاق فأخذها شخص آخر أو تلفت ضمن بدلها للمالک.

مسألة ۱۱۶۶ : لو کانت اللقطة ممّا لا یبقی سنة لزم الملتقط أن یحتفظ بها لأطول مدّة تبقی محتفظة بصفاتها الدخیلة فی مالیتها، والأحوط وجوباً أن یعرّف بها خلال ذلک، فإن لم یظفر بمالکها کان بالخیار بین أن یقوّمها علی نفسه ویتصرّف فیها بما یشاء وبین أن یبیعها ویحفظ ثمنها لمالکها، ولا یسقط عنه بذلک ما سبق من التعریف، فعلیه أن یحفظ خصوصیاتها وصفاتها ویتمّ تعریفها سنة کاملة، فإن وجد صاحبها دفع بدلها إلیه، وإلّا عمل فیه بما تقدّم فی المسألة (۱۱۵۷).

هذا فیما إذا اختار الملتقِط أن یقوّمها علی نفسه أو تیسّر بیعها فباعها، ومع عدم الأمرین یجب علیه أن یتصدّق بها ولا یلزمه تعریفها بعد ذلک، ولو عثر علی مالکها لم یضمن له قیمتها.

والأحوط وجوباً أن یکون التقویم والبیع والتصدّق فی الموارد المتقدّمة بإجازة الحاکم الشرعی أو وکیله إن أمکنت.

مسألة ۱۱۶۷ : لا تبطل الصلاة بحمل اللقطة حالها وإن لم یکن من قصده دفعها إلی المالک علی تقدیر الظفر به.

مسألة ۱۱۶۸ : إذا تبدّل حذاء الشخص بحذاء غیره جاز له التصرّف فیه بکلّ نحو یحرز رضا صاحبه به، ولو علم أنّه قد تعمّد التبدیل ظلماً وعدواناً جاز له أن یقابله بالمثل فیأخذ حذاءه بدلاً عن حذاء نفسه، بشرط أن لا تزید قیمة المتروک علی قیمة المأخوذ، وإلّا فالزیادة من مجهول المالک وتترتّب علیه أحکامه. وهکذا الحکم فیما لو علم أنّه قد اشتبه أوّلاً ولکنّه تسامح وتهاون فی الردّ بعد الالتفات إلی اشتباهه.

وأمّا فی غیر هاتین الصورتین - سواء علم باشتباهه حدوثاً وبقاءً أم احتمل الاشتباه ولم یتیقّنه - فتجری علی المتروک حکم مجهول المالک الآتی فی المسألة اللاحقة.

هذا فیما إذا لم یکن الشخص هو الذی بدّل ماله بمال غیره عمداً أو اشتباهاً، وإلّا فلا یجوز له التقاصّ منه، بل یجب علیه ردّه إلی مالکه.

مسألة ۱۱۶۹ : إذا وقع المال المجهول مالکه - غیر اللقطة - بید شخصٍ فإن علم رضا مالکه بالتصرّف فیه جاز له التصرّف علی النحو الذی یحرز رضاه به، وإلّا وجب علیه الفحص عنه ما دام یحتمل الفائدة فی ذلک. وأمّا مع العلم بعدم الفائدة فی الفحص فإن لم یکن قد یئس من الوصول إلی المالک حفظ المال له، ومع الیأس یتصدّق به أو یقوّمه علی نفسه أو یبیعه ویتصدّق بثمنه. والأحوط لزوماً أن یکون ذلک بإجازة الحاکم الشرعی، ولو صادف فجاء المالک ولم یرض بالتصدّق ضمنه له علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۱۱۷۰ : إذا وجد مالاً فی دار سکناه ولم یعلم أنّه له أو لغیره فإن لم یکن یدخلها أحد غیره أو یدخلها قلیل من الناس فهو له، وإن کان یدخلها کثیر - کما فی المضائف والدواوین ونحوهما - جری علیه حکم اللقطة.

مسألة ۱۱۷۱ : إذا وجد حیوان مملوک فی غیر العمران - کالبراری والجبال والآجام والفلوات ونحوها - فإن کان الحیوان یحفظ نفسه ویمتنع عن صغار السباع - کالذئب والثعلب - لکبر جثته أو سرعة عَدْوه أو قوّته - کالبعیر والفرس والجاموس والثور ونحوها - لم یجز أخذه، سواء أکان فی کلأ وماء، أم لم یکن فیهما إذا کان صحیحاً یقوی علی السعی إلیهما، فإن أخذه الواجد حینئذٍ کان آثماً وضامناً له وتجب علیه نفقته ولا یرجع بها علی المالک.

وإذا استوفی شیئاً من نمائه کلبنه وصوفه کان علیه مثله أو قیمته، وإذا رکبه أو حمّله حملاً کان علیه أجرته، ولا تبرأ ذمّته من ضمانه إلّا بدفعه إلی مالکه، ولا یزول الضمان ولو بإرساله فی الموضع الذی أخذه منه. نعم، إذا یئس من الوصول إلیه ومعرفته تصدّق به عنه بإذن الحاکم الشرعی.

مسألة ۱۱۷۲ : إذا کان الحیوان المذکور لا یقوی علی الامتناع من صغار السباع - سواء کان غیر ممتنع أصلاً کالشاة، أم لم یبلغ حدّ الامتناع کصغار الإبل والخیل، أو زال عنه لعارض کالمرض ونحوه - جاز أخذه، فإن أخذه عرّفه فی موضع الالتقاط إن کان فیه نُزّال، فإن لم یعرف المالک جاز له تملّکه والتصرّف فیه بالأکل والبیع ونحو ذلک، ولکن إذا وجد صاحبه وجب علیه دفع قیمته إلیه لو طالبه بها. ویجوز له أیضاً إبقاؤه عنده إلی أن یعرف صاحبه ما دام لم ییأس من الظفر به ولا شیء علیه حینئذٍ.

مسألة ۱۱۷۳ : إذا وجد الحیوان فی العمران - وهی: مواضع یکون الحیوان مأموناً فیها من السباع عادة، کالبلاد والقری وما حولها ممّا یتعارف وصول الحیوان منها إلیه - لم یجز أخذه، ومن أخذه ضمنه ویجب علیه حفظه من التلف، والإنفاق علیه بما یلزم، ولیس له الرجوع علی صاحبه بما أنفق. کما یجب علیه تعریفه ویبقی فی یده مضموناً إلی أن یؤدّیه إلی مالکه، فإن یئس منه تصدّق به بإذن الحاکم الشرعی علی الأحوط لزوماً.

نعم، إذا کان غیر مأمون من التلف لبعض الطوارئ کالمرض ونحوه جاز له أخذه لدرء الخطر عنه ولا ضمان علیه، ویجب علیه أیضاً الفحص عن مالکه، فإن یئس من الوصول إلیه تصدّق به کما تقدّم.

مسألة ۱۱۷۴ : إذا دخلت الدجاجة أو السخلة - مثلاً - فی دار إنسان ولم یعرف صاحبها لم یجز له أخذها، ویجوز له إخراجها من الدار، ولیس علیه شیء إذا لم یکن قد أخذها. وأمّا إذا أخذها فیجری علیها حکم مجهول المالک، وقد تقدّم فی المسألة (۱۱۶۹).

نعم، یجوز تملّک الحمام ونحوه من الطیور إذا ملک جناحیه ولم یعرف صاحبه من دون فحص عنه.

مسألة ۱۱۷۵ : إذا احتاجت الضالّة إلی النفقة فإن وجد متبرّع بها أنفق علیها، وإلّا أنفق علیها من ماله، فإن کان یجوز له أخذها ولم یکن متبرّعاً فی الإنفاق علیها جاز له الرجوع بما أنفقه علی المالک، وإلّا لم یجز له ذلک.

مسألة ۱۱۷۶ : إذا کان للضالّة نماء أو منفعة جاز للآخذ - إذا کان ممّن یجوز له أخذها - أن یستوفیها ویحتسبها بدل ما أنفقه علیها، ولکن لا بُدَّ أن یکون ذلک بحساب القیمة.

مسألة ۱۱۷۷ : اللقیط - وهو: الطفل الذی لا کافل له ولا یستقلّ بنفسه علی السعی فیما یصلحه ودفع ما یضرّه - یستحبّ أخذه، بل یجب ذلک کفایة إذا توقّف علیه حفظه، ویجب التعریف به إذا أحرز عدم کونه منبوذاً من قبل أهله واحتمل الوصول إلیهم بالفحص والتعریف.

مسألة ۱۱۷۸ : من أخذ اللقیط فهو أحقّ من غیره بحضانته وحفظه والقیام بضرورة تربیته إلی أن یبلغ، فلیس لأحدٍ - غیر أبویه وأجداده ووصی الأب أو الجدّ - أن ینتزعه من الملتقِط ویتصدّی لحضانته.

مسألة ۱۱۷۹ : لا یجوز للملتقِط أن یتبنّی اللقیط ویلحقه بنفسه، ولو فعل لم یترتّب علی ذلک شیء من أحکام البُنُوَّة والأُبُوَّة والأُمُومَة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الصلح


احکام المعاملات

احکام الصلح

مسألة ۷۴۶ : الصلح هو: التسالم بین شخصین علی تملیک عین أو منفعة أو علی إسقاط دین أو حقّ بعوض مادّی أو مجّاناً، ولا یشترط کونه مسبوقاً بالنزاع.

مسألة ۷۴۷ : یعتبر فی المتصالحین: البلوغ والعقل والاختیار والقصد، کما یعتبر فیمن تقتضی المصالحة أن یتصرّف فی ماله من الطرفین أن لا یکون محجوراً علیه من ذلک لِسَفَهٍ أو فَلَس.

مسألة ۷۴۸ : لا یعتبر فی الصلح صیغة خاصّة، بل یکفی فیه کلّ لفظ أو فعل دالّ علیه.

مسألة ۷۴۹ : لا یعتبر فی الصلح العلم بالمصالح به، فإذا اختلط مال أحد الشخصین بمال الآخر جاز لهما أن یتصالحا علی الشرکة بالتساوی أو بالاختلاف، کما یجوز لأحدهما أن یصالح الآخر بمال خارجی معین، ولا یفرق فی ذلک بین ما إذا کان التمییز بین المالین متعذّراً وما إذا لم یکن متعذّراً.

مسألة ۷۵۰ : إسقاط الحقّ أو الدین لا یحتاج إلی قبول، وأمّا المصالحة علیه فلا بُدَّ فیها من القبول.

مسألة ۷۵۱ : لو علم المدیون بمقدار الدین ولم یعلم به الدائن وصالحه بأقلّ منه لم یحلّ الزائد للمدیون، إلّا أن یعلم برضا الدائن بالمصالحة حتّی لو علم بمقدار الدین أیضاً.

مسألة ۷۵۲ : إذا کان شخصان لکلّ منهما مال فی ید الآخر أو علی ذمّته وعلمت زیادة أحدهما علی الآخر، فإن کان المالان بحیث لا یجوز بیع أحدهما بالآخر لاستلزامه الربا لم یجز التصالح علی المبادلة بینهما أیضاً؛ لأن حرمة الربا تعمّ الصلح علی هذا النحو. وهکذا الحکم فی صورة احتمال الزیادة وعدم العلم بها علی الأحوط لزوماً.

ویمکن الاستغناء عن الصلح بالمبادلة بین المالین بالصلح علی نحو آخر، بأن یقول أحدهما لصاحبه فی الفرض الأوّل: (صالحتک علی أن تهب لی ما فی یدی وأهب لک ما فی یدک) فیقبل الآخر، ویقول فی الفرض الثانی: (صالحتک علی أن تبرأنی ممّا لک فی ذمتی وأبرأک ممّا لی فی ذمّتک) فیقبل الآخر.

مسألة ۷۵۳ : لا بأس بالمصالحة علی مبادلة دینین علی شخص واحد أو علی شخصین فیما إذا لم یستلزم الربا علی ما مرّ فی المسألة السابقة، مثلاً: إذا کان أحد الدینین الحالّین من الحنطة الجیدة والآخر من الحنطة الردیئة وکانا متساویین فی المقدار جاز التصالح علی مبادلة أحدهما بالآخر، ولا یجوز ذلک فی صورة عدم التساوی.

مسألة ۷۵۴ : یصحّ الصلح فی الدین المؤجّل بأقلّ منه إذا کان المقصود إبراء ذمّة المدیون من بعض الدین وأخذ الباقی منه نقداً لا المعاوضة بین الزائد والناقص.

هذا فیما إذا کان الدین من جنس الذهب أو الفضّة أو غیرهما فی المکیل أو الموزون، وأمّا فی غیر ذلک کالعملات الورقیة فتجوز المعاوضة عنه - صلحاً وبیعاً - بالأقلّ نقداً، سواء من المدیون وغیره، ومن ذلک خصم الصکوک وتنزیل الکمبیالات من المصارف وغیرها کما مرّ فی المسألة (۶۵۷).

مسألة ۷۵۵ : ینفسخ الصلح بتراضی المتصالحین بالفسخ، وکذا إذا فسخ من جعل له حقّ الفسخ منهما فی ضمن الصلح.

مسألة ۷۵۶ : لا یجری خیار المجلس ولا خیار الحیوان فی الصلح، کما لا یجری خیار الغبن فی الصلح الواقع فی موارد قطع النزاع والخصومات، بل ولا فی غیره علی الأحوط لزوماً. وکذلک لا یجری فی الصلح خیار التأخیر علی النحو المتقدّم فی البیع. نعم، لو أخّر تسلیم المصالح به عن الحدّ المتعارف أو اشترط تسلیمه نقداً فلم یعمل به فللآخر أن یفسخ المصالحة.

وأمّا بقیة الخیارات التی سبق ذکرها فی البیع فهی تجری فی الصلح أیضاً.

مسألة ۷۵۷ : لو ظهر العیب فی المصالح به جاز الفسخ، والأحوط لزوماً عدم المطالبة بالتفاوت بین قیمتی الصحیح والمعیب عند عدم إمکان الردّ.

مسألة ۷۵۸ : یجوز للمتنازعین فی دین أو عین أو منفعة أن یتصالحا بشیء من المدّعی به أو بشیء آخر حتّی مع إنکار المدّعی علیه، ویسقط بهذا الصلح حقّ الدعوی، وکذا یسقط حقّ الیمین الذی کان للمدّعی علی المنکر، فلیس للمدّعی بعد ذلک تجدید المرافعة، ولکنّ هذا قطع للنزاع ظاهراً ولا یحلّ لغیر المحقّ ما یأخذه بالصلح إلّا مع رضا صاحب الحقّ بذلک واقعاً لا لمجرّد استنقاذ بعض حقّه أو تخلّصاً من الدعوی الکاذبة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام النکاح و العقد


احکام المعاملات

احکام النکاح و العقد

أحکام النکاح

مسألة ۹۶۸ : النکاح: عقد بین الرجل والمرأة یحلّ بسببه کلّ منهما علی الآخر.

وهو علی قسمین: دائم ومنقطع.

والعقد الدائم هو: عقد لا تُعین فیه مدّة الزواج. وتسمّی الزوجة بـ «الدائمة».

والعقد غیر الدائم هو: ما تُعین فیه المدّة، کساعة أو یوم أو سنة أو أکثر أو أقلّ. وتسمّی الزوجة بـ «المتمتّع بها» و«المنقطعة».

أحکام العقد

مسألة ۹۶۹ : یشترط فی النکاح - دواماً ومتعة - الإیجاب والقبول اللفظیان، فلا یکفی فیه مجرّد التراضی القلبی، کما لا یکفی علی الأحوط لزوماً الإیجاب والقبول بالکتابة. ویجوز لکلّ من الطرفین توکیل الغیر - رجلاً کان أو امرأة - فی إجراء الصیغة کما یجوز لهما المباشرة فیه.

مسألة ۹۷۰ : إذا وکلا الغیر فی إجراء الصیغة لم تجز لهما الاستمتاعات الزوجیة حتّی النظر الذی لا یحلّ لهما قبل الزواج ما لم یطمئنّا بإجراء الوکیل عقد النکاح، ولا یکفی مجرّد الظنّ, ولو أخبر الوکیل بذلک فإن حصل الاطمئنان بخبره کفی، وإلّا فلا عبرة به علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۹۷۱ : یجب علی الوکیل أن لا یتعدّی عمّا عینه الموکل من حیث المهر والخصوصیات الأخری وإن کان علی خلاف مصلحة الموکل حسب اعتقاده، فإن تعدّی کان فضولیاً موقوفاً علی إجازته.

مسألة ۹۷۲ : یجوز أن یکون شخص واحد وکیلاً عن الطرفین، کما یجوز أن یکون الرجل وکیلاً عن المرأة فی أن یعقدها لنفسه، وإن کان الأحوط استحباباً أن لا یتولّی شخص واحد کلا طرفی العقد.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الضمان


احکام المعاملات

أحکام الضمان

مسألة ۹۰۰ : الضمان هو: التعهّد بمالٍ لآخر.

وهو علی نحوین:

۱- نقل الدین من ذمّة المضمون عنه (المدین) إلی ذمّة الضامن للمضمون له (الدائن)، ومقتضاه اشتغال ذمّة الضامن بنفس المال المضمون، فلو مات قبل وفائه أُخرج من ترکته مقدّماً علی الإرث کسائر دیونه.

۲- التزام الضامن للمضمون له بأداء مال إلیه، ونتیجته وجوب الأداء تکلیفاً دون اشتغال الذمّة وضعاً، فلو مات قبل الأداء لم یخرج من ترکته إلّا إذا أوصی بذلک.

مسألة ۹۰۱ : یعتبر فی الضمان الإیجاب من الضامن والقبول من المضمون له بلفظ أو فعل مفهم - ولو بضمیمة القرائن - للتعهّد بالمال من الأوّل ورضا الثانی بذلک، ولا یعتبر رضا المدیون للمضمون عنه.

ویشترط فی الضامن والمضمون له: البلوغ والعقل والاختیار وعدم السفه، کما یعتبر فی الدائن المضمون له أن لا یکون محجوراً علیه لفَلَس. ولا یعتبر شیء من ذلک فی المدیون المضمون عنه، فلو ضمن شخص دین الصغیر أو المجنون صحّ.

مسألة ۹۰۲ : إذا علّق الضامن فی النحو الأوّل ضمانه علی أمر - کعدم أداء المضمون عنه ونحو ذلک - لم یصحّ علی الأحوط لزوماً، وأمّا فی النحو الثانی فلا مانع من التعلیق بمثل ذلک.

مسألة ۹۰۳ : یعتبر فی الضمان علی النحو الأوّل أن یکون الدین ثابتاً حین الضمان، وإلّا لم یصحّ، کأن یطلب شخص قرضاً من آخر فیضمنه ثالث قبل ثبوته. ویصحّ الضمان علی النحو الثانی فی مثل ذلک.

مسألة ۹۰۴ : یعتبر فی الضمان تعیین المضمون له والمدین المضمون عنه والمال المضمون، فإذا کان أحد مدیوناً لشخصین فضمن شخص لأحدهما لا علی التعیین لم یصحّ الضمان، وهکذا إذا کان شخصان مدیونین لأحد فضمن شخص عن أحدهما لا علی التعیین، کما أنّه إذا کان شخص مدیوناً لأحد بکیلوغرامٍ من الحنطة وبدینار فضمن شخص أحد الدینین لا علی التعیین لم یصحّ الضمان.

مسألة ۹۰۵ : إذا أبرأ الدائن المضمون له الضامن فلیس للضامن مطالبة المدیون المضمون عنه بشیء، وإذا أبرأ بعضه فلیس له مطالبته بذلک البعض.

مسألة ۹۰۶ : عقد الضمان علی النحو الأوّل لازم فلا یجوز للضامن فسخه ولا المضمون له، کما لا یصحّ اشتراط حقّ الفسخ فیه علی الأحوط لزوماً، ولو اشترط لأحدهما وفسخ فلا بُدَّ من مراعاة مقتضی الاحتیاط فی ذلک.

وأمّا الضمان علی النحو الثانی فهو لازم من طرف الضامن، ویجوز للمضمون له إبراء الضامن من الضمان فیسقط.

مسألة ۹۰۷ : إذا کان الضامن حین الضمان قادراً علی أداء المال المضمون فلیس للدائن المضمون له فسخ الضمان ومطالبة المدیون المضمون عنه ولو عجز الضامن عن الأداء بعد ذلک. وکذلک إذا کان الدائن المضمون له عالماً بعجز الضامن ورضی بضمانه، وأمّا إذا کان جاهلاً بذلک ففی ثبوت حقّ الفسخ له إشکال، فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط فی ذلک.

مسألة ۹۰۸ : لیس للضامن مطالبة المدیون المضمون عنه بالدین إذا لم یکن الضمان بإذن منه وطلبه، وإلّا فله مطالبته به ولو قبل وفائه.

وإذا أدّی الدین من غیر جنسه لم یکن له إجبار المدیون المضمون عنه بالأداء من خصوص الجنس الذی دفعه إلی الدائن المضمون له.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام المضاربة


احکام المعاملات

أحکام المضاربة

مسألة ۸۲۴ : المضاربة هی: عقد واقع بین شخصین علی أن یدفع أحدهما إلی الآخر مالاً لیتّجر به ویکون الربح بینهما.

ویعتبر فیها أمور:

الأوّل: الإیجاب والقبول، ویکفی فیهما کلّ ما یدلّ علیهما من لفظ أو فعل.

الثانی: البلوغ والعقل والرشد والاختیار فی کلٍّ من المالک والعامل. وأمّا عدم الحجر من فلس فهو إنّما یعتبر فی المالک دون العامل إذا لم تقتضِ المضاربة تصرّفه فی أمواله التی حجر علیها.

الثالث: تعیین حصّة کلّ منهما بالکسور من نصف أو ثلث أو نحو ذلک، إلّا أن یکون هناک تعارف خارجی ینصرف إلیه الإطلاق. ولا یجوز تعیین حصّة أی منهما بغیر ذلک، کأن تُعین حصّة المالک بمائة دینار فی کلّ شهر. نعم، یجوز بعد ظهور الربح أن یصالح أحدهما الآخر عن حصّته منه بمبلغ محدّد.

الرابع: أن یکون الربح بینهما، فلو شرط مقدار منه لأجنبی لم تصحّ المضاربة، إلّا إذا اشترط علیه عمل متعلّق بالتجارة.

الخامس: أن یکون العامل قادراً علی التجارة فیما کان المقصود مباشرته للعمل، فإذا کان عاجزاً عنه لم تصحّ.

هذا إذا أخذت المباشرة قیداً، وأمّا إذا کانت شرطاً لم تبطل المضاربة ولکن یثبت للمالک الخیار عند تخلّف الشرط.

وأمّا إذا لم یکن لا هذا ولا ذاک وکان العامل عاجزاً من التجارة حتّی بالتسبیب بطلت المضاربة. ولا فرق فی البطلان بین تحقّق العجز من الأوّل وطروّه بعد حین، فتنفسخ المضاربة من حین طروّ العجز.

مسألة ۸۲۵ : العامل أمین لا ضمان علیه لو تلف المال أو تعیب تحت یده، إلّا مع التعدّی أو التفریط. کما أنّه لا ضمان علیه من جهة الخسارة فی التجارة، بل هی واردة علی صاحب المال.

ولو اشترط المالک علی العامل أن یکون شریکاً معه فی الخسارة کما یکون شریکاً معه فی الربح بطل الشرط، ولو اشترط أن یکون تمام الخسارة علی ذمّته صحّ الشرط، ولکن یکون تمام الربح أیضاً للعامل من دون مشارکة المالک فیه، ولو اشترط علیه أن یعوّضه عمّا تقع من الخسارة فی رأس المال - کلّاً أو بعضاً - صحّ الشرط ولزم العامل الوفاء به.

مسألة ۸۲۶ : المضاربة الإذنیة عقد جائز من الطرفین بمعنی أنّ للمالک أن یسحب إذنه فی تصرّف العامل فی ماله متی شاء، کما أنّ للعامل أن یکفّ عن العمل متی ما أراد، سواء أکان قبل الشروع فی العمل أم بعده، وسواء کان قبل تحقّق الربح أو بعده، وسواء کان العقد مطلقاً أو مقیداً إلی أجل خاصّ. نعم، لو اشترطا عدم فسخه إلی أجل معین صحّ الشرط ووجب العمل به، ولکن مع ذلک ینفسخ بفسخ أی منهما وإن کان الفاسخ آثماً.

مسألة ۸۲۷ : یجوز للعامل مع إطلاق عقد المضاربة التصرّف حسب ما یراه مصلحة من حیث البائع والمشتری ونوع الجنس. نعم، لا یجوز له أن یسافر به إلی بلدٍ آخر إلّا إذا کان أمراً متعارفاً - بحیث یشمله الإطلاق - أو یستأذن المالک فیه بالخصوص، ولو سافر من دون إذنه وتلف المال أو خسر ضمن.

مسألة ۸۲۸ : تبطل المضاربة الإذنیة بموت کلٍّ من المالک والعامل، أمّا علی الأوّل فلفرض انتقال المال إلی وارثه بعد موته فإبقاء المال بید العامل یحتاج إلی مضاربة جدیدة، وأمّا علی الثانی فلفرض اختصاص الإذن به.

مسألة ۸۲۹ : یجوز لکلّ من المالک والعامل أن یشترط علی الآخر فی عقد المضاربة مالاً أو عملاً، کخیاطة ثوب ونحوها، ویجب الوفاء بالشرط ما دام العقد باقیاً لم یفسخ سواء تحقّق ربح أم لا.

مسألة ۸۳۰ : ما یرد علی مال المضاربة من خسارة أو تلف - بحریق أو سرقة أو غیرهما - یجبر بالربح ما دامت المضاربة باقیة، من دون فرق فی ذلک بین الربح اللاحق والسابق، فملکیة العامل لحصّته من الربح السابق متزلزلة کلّها أو بعضها بعروض الخسران أو التلف فیما بعد، ولا یحصل الاستقرار إلّا بانتهاء أمد المضاربة أو حصول الفسخ. نعم، إذا اشترط العامل علی المالک فی ضمن العقد عدم کون الربح جابراً للخسران أو التلف المتقدّم علی الربح أو المتأخّر عنه صحّ الشرط وعمل به.

مسألة ۸۳۱ : یجوز إیقاع الجعالة علی استثمار الأموال بطرقه المشروعة بجزء من الربح العائد منه، بأن یدفع مالاً إلی شخص ویقول له: (استثمر هذا المال فی العمل الکذائی - کالتجارة - ولک نصف الربح) فیکون جعالة تفید فائدة المضاربة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الوکالة


احکام المعاملات

أحکام الوکالة

مسألة ۸۴۸ : الوکالة هی: تسلیط الشخص غیره علی معاملة من عقد أو إیقاع أو ما هو من شؤونهما کالقبض والإقباض، کأن یوکل شخصاً فی بیع داره أو قبض الثمن له.

مسألة ۸۴۹ : لا تعتبر الصیغة فی الوکالة، بل یصحّ إنشاؤها بکلّ ما دلّ علیها، فلو دفع ماله إلی شخص لبیعه وقبضه الوکیل بهذا العنوان صحّت الوکالة، وهکذا لو کتب إلی شخص بأنّه قد وکله فی بیع ماله فقبل ذلک فإنّه تصحّ الوکالة وإن کان الوکیل فی بلد آخر وتأخّر وصول الکتاب إلیه.

مسألة ۸۵۰ : یعتبر فی الموکل والوکیل: العقل والقصد والاختیار، ویعتبر فی الموکل أیضاً البلوغ، إلّا فیما تصحّ مباشرته من الصبی الممیز، کما یعتبر فیه أن یکون جائز التصرّف فیما وُکل فیه، فلا یصحّ توکیل المحجور علیه لسَفَه أو فَلَس فیما حجر علیهما فیه دون غیره کالطلاق ونحوه. ویعتبر فی الوکیل أیضاً کونه متمکناً عقلاً وشرعاً من مباشرة ما وُکل فیه، فالمُحْرِم لا یجوز أن یتوکل فی عقد النکاح؛ لأنّه یحرم علیه إجراء العقد.

مسألة ۸۵۱ : یعتبر فی متعلَّق الوکالة أن لا یکون ممّا یعتبر إیقاعه مباشرة کالیمین والنذر والعهد والشهادة والإقرار. کما یعتبر أن یکون أمراً سائغاً فی نفسه، فلا تصحّ الوکالة فی المعاملات الفاسدة کالبیع الربوی والطلاق الفاقد للشروط الشرعیة.

مسألة ۸۵۲ : یصحّ التوکیل العامّ فی جمیع الأعمال التی ترجع إلی الموکل، ولا یصحّ التوکیل فی عمل غیر معین منها. نعم، یجوز التوکیل فی الجامع بین أمرین أو أکثر کأن یقول: (وکلتک فی بیع داری أو إجارتها).

مسألة ۸۵۳ : تبطل الوکالة ببلوغ العزل إلی الوکیل. والعمل الصادر منه قبل بلوغ العزل إلیه بطریق معتبر شرعاً صحیح.

مسألة ۸۵۴ : للوکیل أن یعزل نفسه وإن کان الموکل غائباً.

مسألة ۸۵۵ : لیس للوکیل أن یوکل غیره فی إیقاع ما توکل فیه لا عن نفسه ولا عن الموکل، إلّا أن یأذن له الموکل فی ذلک فیوکل فی حدود إذنه، فإذا قال له: (اختر وکیلاً عنی) فلا بُدَّ أن یوکل شخصاً عنه لا عن نفسه.

مسألة ۸۵۶ : لا یعتبر التنجیز فی الوکالة، فیجوز تعلیقها علی شیء کأن یقول - مثلاً -: (إذا جاء رأس الشهر فأنت وکیلی فی بیع داری).

مسألة ۸۵۷ : إذا وکله فی بیع سلعةٍ أو شراء متاع ولم یصرّح بکون البیع أو الشراء من غیره أو ممّا یعمّ نفسه، جاز للوکیل أن یبیع السلعة من نفسه أو یشتری المتاع من نفسه، إلّا مع انصراف الإطلاق إلی غیره.

مسألة ۸۵۸ : إذا وکل شخص جماعة فی عمل علی أن یکون لکلّ منهم القیام بذلک العمل وحده جاز لکلّ منهم أن ینفرد به، وإن مات أحدهم لم تبطل وکالة الباقین. وإن وکلهم علی أن یکون لکلّ واحد منهم القیام بالعمل بعد موافقة الآخرین لم یجز لواحد منهم أن ینفرد به، وإن مات أحدهم بطلت وکالة الباقین.

مسألة ۸۵۹ : تبطل الوکالة - حتّی فی مورد لزومها - بموت الوکیل أو الموکل، وکذا بجنون أحدهما أو إغمائه إن کان مطبقاً، وأمّا إن کان أدواریاً فبطلانها فی زمان الجنون أو الإغماء - فضلاً عمّا بعده - محلّ إشکال، فلا یترک مراعاة الاحتیاط فی مثل ذلک. وتبطل أیضاً بتلف مورد الوکالة کالحیوان الذی وُکل فی بیعه.

مسألة ۸۶۰ : لو جعل الموکل عوضاً للعمل الذی یقوم به الوکیل وجب دفعه إلیه بعد إتیانه به.

مسألة ۸۶۱ : إذا لم یقصّر الوکیل فی حفظ المال الذی دفعه الموکل إلیه ولم یتصرّف فیه بغیر ما أجازه الموکل فیه فتلف اتّفاقاً لم یضمنه. وأمّا لو قصّر فی حفظه أو تصرّف فیه بغیر ما أجازه الموکل فیه وتلف ضمنه، فلو لبس الثوب الذی وُکل فی بیعه وتلف حینذاک لزمه عوضه.

مسألة ۸۶۲ : لو تصرّف الوکیل فی المال الذی دفعه الموکل إلیه بغیر ما أجازه لم تبطل وکالته، فیصحّ منه الإتیان بما هو وکیل فیه، فلو توکل فی بیع ثوب فلبسه ثُمَّ باعه صحّ البیع.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الاطعمة والاشربة


احکام المعاملات

احکام الاطعمة والاشربة

مسألة ۱۲۲۲ : یحلّ من الطیور کلّ ما کان ذا ریش إلّا السباع، فیحلّ الحمام والدجاج والعصفور بجمیع أصنافها، کما یحلّ الدُّرَّاج والقَبَج والکرَوان والحُبَارَی والکرْکی، ویحلّ الهدهُد والخُطّاف والشَّقِرَّاق والصُّرَد والصُّوّام وإن کان یکره قتلها، وتحلّ النَّعامة والطاووس أیضاً.

وأمّا السباع - وهی: کلّ ذی مخلب سواء أکان قویاً یتمکن به علی افتراس الطیر کالبازی والصقر، أو ضعیفاً لا یقوی به علی ذلک کالنَّسر والبُغاث - فهی محرّمة الأکل. ویلحق بها الغراب بجمیع أنواعه حتّی الزاغ علی الأحوط لزوماً.

ویحرم أیضاً کلّ ما یطیر ولیس له ریش کالخفّاش وکذلک الزُّنبور والفراشة وغیرهما من الحشرات الطائرة - عدا الجراد - علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۱۲۲۳ : الظاهر أن کلّ طائر یکون صفیفه أکثر من دفیفه - أی یکون بسط جناحیه عند الطیران أکثر من تحریکهما - یکون ذا مخلب، فیحرم لحمه. بخلاف ما یکون دفیفه أکثر من صفیفه، فإنّه محلّل اللحم.

وعلی هذا یتمیز المحرّم من الطیور عن غیره بالنظر إلی کیفیة طیرانها، کما یتمیز ما لا یعرف طیرانه بوجود الحَوْصَلة أو القانِصَة أو الصِّیصِیة فی بدنه، فما یکون له إحدی الثلاث یحلّ أکله دون غیره.

والحَوصَلَة: ما یجتمع فیه الحبّ وغیره من المأکول عند الحلق.

والقَانِصَة: ما یجتمع فیه الحصی الدقاق التی یأکلها الطیر.

والصِّیصِیة: شَوْکة فی رجل الطیر خارجة عن الکفّ.

مسألة ۱۲۲۴ : یحلّ من حیوان البحر السمک الذی له فَلْس عرفاً فی الأصل وإن زال بالعارض - کما تقدّم -.

ویحرم غیره من أنواع الحیوانات البحریة کالبقر البحری والضِّفْدَع والسَّرَطان والسُّلَحْفاة، وکذلک ما لیس له فَلْس عرفاً من السمک کالجِرِّی والزِّمّیر.

نعم، الطیور المسمّاة بطیور البحر - من السابحة والغائصة وغیرهما - یحلّ منها ما یحلّ مثلها من طیور البرّ.

مسألة ۱۲۲۵ : یحلّ من البهائم البریة الغنم والبقر والإبل والخیل والبغال والحمیر - بجمیع أقسامها سواء الوحشیة والأهلیة - وکذلک الغزال. نعم، یکره أکل لحم الخیل والبغال والحمیر الأهلیة.

ویحرم من البهائم السباع، وهی: ما کان مفترساً وله ظفر أو ناب قویاً کان کالأسد والنمر والفهد، أو ضعیفاً کالثعلب والضبع. وکذلک یحرم الکلب والهرّ والأرنب والخنزیر والقرد والفیل والدبّ.

ویحرم الدوابّ الصغار التی تسکن باطن الأرض کالضَّبّ والفَأر والیربُوع والقُنْفُذ والحیة ونحوها.

وتحرم الدیدان، حتّی دیدان الفاکهة علی الأحوط لزوماً، إلّا ما لا یتسّیر إزالته فیجوز أکل الفاکهة معها.

مسألة ۱۲۲۶ : ما وطئه الإنسان من البهائم إن کان ممّا یؤکل لحمه - کالبقر والغنم والإبل - حرم لحمه، وکذا لبنه ونسله المتجدّد بعد الوطء علی الأحوط لزوماً، ووجب أن یذبح ویحرق، فإن کان لغیر الواطئ وجب علیه أن یغرم قیمته لمالکه.

وأمّا إذا کان ممّا یرکب ظهره - کالخیل والبغال والحمیر - وجب نفیه من البلد وبیعه فی بلد آخر، ویغرم الواطئ - إذا کان غیر المالک - قیمته ویکون الثمن له.

مسألة ۱۲۲۷ : کلّ حیوان محلّل الأکل - حتّی الطیر والسمک - إذا صار جلّالاً حرم لحمه ولبنه وبیضه، فإذا استبرئ حلّ. وقد تقدّم معنی الجلل وکیفیة الاستبراء فی (المطهّرات).

مسألة ۱۲۲۸ : یحرم الجَدْی - وهو ولد المَعْز - إذا رضع من لبن الخنزیرة حتّی اشتدّ لحمه وعظمه، ویحرم بذلک نسله ولبنه أیضاً.

ولو لم یشتدّ فالأحوط لزوماً أن یستبرئ سبعة أیام بلبنٍ طاهر إن لم یکن مستغنیاً عن الرضاع، وإلّا استُبرئ بالعلف والشعیر ونحوهما ثُمَّ یحلّ بعد ذلک.

ویلحق بالجَدْی العِجْل وأولاد سائر الحیوانات المحلّل لحمها علی الأحوط لزوماً. ولا یلحق بالرضاع من الخنزیرة الرضاع من سائر الحیوانات المحرّم لحمها.

کما لا یحرم الحیوان المحلّل لحمه بشربه شیئاً من المائع النجس کالبول والدم. نعم، إذا شرب من الخمر حتّی سکر فذُبح فی تلک الحال فالأحوط لزوماً أن لا یؤکل ما فی جوفه من الأمعاء والکرش والقلب والکبد وغیرها وإن غسل، وأمّا لحمه فیجوز أکله، ولکن لا بُدَّ من غسل ما لاقته النجاسة مع بقاء عینها.

مسألة ۱۲۲۹ : یحرم من الحیوان المحلّل لحمه: الدم، والرَّوْث، والقضیب، والفرج، والمشیمة، والغدد وهی کلّ عقدة فی الجسم مدورة تشبه البُنْدُق، والبیضتان، وخَرَزَة الدِّماغ وهی حبّةٌ بقدر الحُمَّصَة فی وسط الدِّماغ، والنُّخاع وهو خیط أبیض کالمخّ فی وسط فقار الظهر، والعِلْباوان - علی الأحوط لزوماً - وهما عصبتان ممتدّتان علی الظهر من الرقبة إلی الذَّنَب، والمَرارَة، والطِّحال، والمثانة، وحدقة العین وهی الحبّة الناظرة منها لا جسم العین کلّه.

هذا فی غیر الطیور والسمک والجراد، أما الطیور فیحرم ما یوجد فیها من المذکورات: الدم، والرجیع، والأحوط لزوماً الاجتناب عن غیرهما أیضاً. کما أنّ الأحوط وجوباً الاجتناب عن رجیع السمک ودمه، ورجیع الجراد. نعم، لا بأس بما فی جوفهما من ذلک إذا أکل معهما.

مسألة ۱۲۳۰ : یحرم أکل الطین والمَدَر، وکذلک التراب والرمل علی الأحوط لزوماً. ویستثنی من ذلک مقدار حمّصة متوسّطة الحجم من تربة سید الشهداء (علیه السلام) للاستشفاء لا لغیره، والأحوط وجوباً الاقتصار فیها علی ما یؤخذ من القبر الشریف أو ممّا یقرب منه الملحق به عرفاً، وفیما زاد علی ذلک یمزج بماء ونحوه بحیث یستهلک فیه ویستشفی به رجاءً.

مسألة ۱۲۳۱ : لا یحرم بلع النخامة والأخلاط الصدریة إلی فضاء الفم، وکذا بلع ما یخرج بتخلیل الأسنان من بقایا الطعام.

مسألة ۱۲۳۲ : یحرم تناول کلّ ما یضرّ الإنسان ضرراً بلیغاً، سواء أکان موجباً للهلاک أم موجباً لتعطیل بعض الأعضاء أو فقدان بعض الحواس.

ویحرم أیضاً تناول ما یحتمل فیه ذلک إذا کان الاحتمال معتدّاً به عند العقلاء ولو من جهة الاهتمام بالمحتمل بحیث یصدق معه الخوف عندهم، حتّی لو کان الضرر المترتّب علیه غیر عاجل.

مسألة ۱۲۳۳ : یحرم استعمال التریاق ومشتقّاته وسائر أنواع الموادّ المخدّرة إذا کان مستتبعاً للضرر البلیغ بالشخص، سواء أکان من جهة زیادة المقدار المستعمل منها أو من جهة إدمانه، بل الأحوط لزوماً الاجتناب عنها مطلقاً إلّا فی حال الضرورة، فتستعمل بمقدار ما تدعو الضرورة إلیه.

مسألة ۱۲۳۴ : یحرم شرب الخمر وغیره من المسکرات، وفی بعض الروایات أنّه من أعظم المعاصی، وروی عن الصادق (علیه السلام) أنّه قال: «إِنَّ الخَمْرَ أُمُّ الخَبَائِثِ وَرَأْسُ کلِّ شَرٍّ، یأْتِی عَلَیٰ شَارِبِهَا سَاعَةٌ یسْلَبُ لُبُّهُ فَلَا یعْرِفُ رَبَّهُ، وَلَا یتْرُک مَعْصِیةً إِلَّا رَکبَهَا، وَلَا یتْرُک حُرْمَةً إِلَّا انْتَهَکهَا، وَلَا رَحِمَاً مَاسَّةً إِلَّا قَطَعَهَا، وَلَا فَاحِشَةً إِلَّا أَتَاهَا، وَإِنْ شَرِبَ مِنْهَا جُرْعَةً لَعَنَهُ اللهُ وَمَلَائِکتُهُ وَرُسُلُهُ وَالمُؤْمِنُوْنَ، وَإِنْ شَرِبَهَا حَتَّیٰ سَکرَ مِنْهَا نُزِعَ رُوْحُ الإِیمَانِ مِنْ جَسَدِهِ، وَرَکبَتْ فِیهِ رُوْحٌ سَخِیفَةٌ خَبِیثَةٌ، وَلَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهُ أَرْبَعِینَ یوْمَاً»[۱] .

مسألة ۱۲۳۵ : یحرم عصیر العنب إذا غلی بنفسه أو بالنار أو بالشمس، فإن لم یصر بذلک مسکراً تزول حرمته بذهاب ثلثیه، وأمّا إذا صار مسکراً فلا تزول حرمته إلّا بالتخلیل.

وإذا طبخ العنب نفسه فإن حصل العلم بغلیان ما فی جوفه من الماء حرم علی الأحوط، وإلّا لم یحرم.

کما لا یحرم ما یسمّی بالعصیر الزبیبی وإن غلی، إلّا أن یصیر مسکراً، فیحرم عندئذٍ ولا تزول حرمته إلّا بالتخلیل.

مسألة ۱۲۳۶ : یحرم الفُقَّاع، وهو: شراب معروف یوجب النشوة عادةً لا السُّکر، ویسمّی الیوم بـ «البیرة». ولیس منه ماء الشعیر الذی یستعمله الأطبّاء فی معالجاتهم.

مسألة ۱۲۳۷ : یحرم الدم من الحیوان ذی النفس السائلة، حتّی الدم فی البیضة وما یتخلّف فی الأجزاء المأکولة من الذبیحة. نعم، لا إشکال مع استهلاکه فی المرق ونحوه.

مسألة ۱۲۳۸ : یحرم لبن الحیوان المحرّم أکله - ولو لعارض - وکذلک بیضه، وأمّا لبن الإنسان فالأحوط ترک شربه.

مسألة ۱۲۳۹ : یحرم الأکل من مائدة یشرب علیها شیء من الخمر أو المُسکر، بل یحرم الجلوس علیها أیضاً علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۱۲۴۰ : إذا أشرفت نفس محترمة علی الهلاک أو ما یدانیه لشدّة الجوع أو العطش وجب علی کلّ مسلم إنقاذها، بأن یبذل لها من الطعام أو الشراب ما یسدّ به رمقها.

[۱] أی لا یثاب علی صلاته خلال هذه المدّة، ولکنّها تصحّ، بمعنی أنّه یتحقّق بها امتثال التکلیف بالصلاة، فلا بُدَّ من الإتیان بها.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الحجر


احکام المعاملات

أحکام الحجر

والمقصود به: کون الشخص ممنوعاً فی الشرع من التصرّف فی ماله بسبب من الأسباب، کالصغر والجنون والسَّفَه ومرض الموت.

مسألة ۸۳۴ : لا ینفذ تصرّف غیر البالغ فی ماله ولا فی ذمّته مستقلّاً ولو کان فی کمال التمییز والرشد، ولا یجدی فی الصحّة إذن ولیه، ویستثنی من ذلک موارد:

منها: الأشیاء الیسیرة التی جرت العادة بتصدّی الصبی الممیز لمعاملتها کما مرّ فی المسألة (۶۶۴).

ومنها: وصیته لذوی أرحامه وفی المبرّات والخیرات العامّة کما سیأتی فی المسألة (۱۲۹۰).

مسألة ۸۴۴ : علامة البلوغ فی الأنثی: إکمال تسع سنین هلالیة، وفی الذکر أحد الأمور الثلاثة:

  • ۱- نبات الشعر الخشن علی العانة - وهی بین البطن والعورة - أو علی الخدّ أو الشارب، ولا اعتبار بالزَّغَب والشعر الضعیف.
  • ۲- خروج المنی.
  • ۳- إکمال خمس عشرة سنة هلالیة.

وأمّا نبات الشعر الخشن فی الصدر وتحت الإبط وکذا غلظة الصوت ونحوهما فلیست علامة للبلوغ.

مسألة ۸۴۵ : لا ینفذ تصرّف المجنون ولو کان أدواریاً حال جنونه فی ماله ولا فی ذمّته، وکذا لا ینفذ تصرّف السفیه فی ماله أو ذمّته إلّا بإذن ولیه أو إجازته، وهکذا المفلس إذا حجر علیه الحاکم لم تنفذ تصرّفاته فی أمواله التی حجر علیها إلّا بإذن غرمائه أو إجازتهم.

مسألة ۸۴۶ : الولایة فی مال الطفل وکذلک فی المجنون والسفیه إذا بلغا کذلک للأب والجدّ له، فإن فُقدا فللقیم من قِبَل أحدهما، فإن فُقد أیضاً فالولایة للحاکم الشرعی.

وأمّا السفیه والمجنون اللذان عرض علیهما السفه والجنون بعد البلوغ ففی کون الولایة علیهما للجدّ والأب أیضاً أو للحاکم خاصّة إشکال، فالأحوط وجوباً توافقهما معاً. وأمّا المفلس فللحاکم الولایة علیه فی بیع أمواله التی حجر علیها لتسدید دیونه إن هو أبی بیعها.

مسألة ۸۴۷ : یجوز للمالک صرف ماله فی مرض موته فی الإنفاق علی نفسه ومن یعوله والصرف علی ضیوفه وفی حفظ شأنه واعتباره والتصدّق لأجل عافیته وشفائه وغیر ذلک ممّا یلیق به ولا یعدّ سرفاً وتبذیراً، وکذا یجوز له بیع ماله بالقیمة المتعارفة وإجارتها کذلک.

وأمّا تصرّفه فی ماله بمثل الهبة والوقف والإبراء والصلح بلا عوض ونحوها من التصرّفات التبرّعیة، وکذا بیع ماله وإجارته بالأقلّ من المتعارف فحکمه حکم وصایاه فی نفوذه بمقدار الثلث فما دونه، وأمّا بالنسبة إلی الأکثر منه فلا یصحّ إلّا مع إجازة ورثته.

ویقتصر فی المرض الذی یطول بصاحبه فترة طویلة علی أواخره القریبة من الموت، فالتصرّفات التبرّعیة الصادرة قبل ذلک نافذة من الأصل.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

آداب الاکل والشرب


احکام المعاملات

آداب الاکل والشرب

مسألة ۱۲۴۱ : قد عُدّ من آداب أکل الطعام أمور: أن یغسل یدیه معاً قبل الطعام وبعده وینشّفهما بالمندیل بعده، وأن یبدأ صاحب الطعام قبل الجمیع ویمتنع بعد الجمیع، وأن یبدأ فی الغَسل قبل الطعام بصاحب الطعام ثُمَّ بمن علی یمینه إلی أن یتمّ الدور علی من فی یساره، وأن یبدأ فی الغسل بعد الطعام بمن علی یسار صاحب الطعام إلی أن یتمّ الدور علی صاحب الطعام، وأن یسمّی عند الشروع فی الطعام، ولو کانت علی المائدة ألوان من الطعام استحبّت التسمیة علی کلّ لون بانفراده، وأن یأکل بالیمین، وبثلاث أصابع أو أکثر ولا یأکل بإصبعین، وأن یأکل ممّا یلیه إذا کانت علی المائدة جماعة، ولا یتناول من قدّام الآخرین، وأن یصغّر اللقم، ویطیل الأکل والجلوس علی المائدة، ویجید المضغ، وأن یحمد الله بعد الطعام، وأن یلعق الأصابع ویمصّها، ویخلّل بعد الطعام، ولا یکون التخلّل بعودة الریحان وقضیب الرمان والخوص والقصب، وأن یلتقط ما یتساقط خارج السفرة ویأکله إلّا فی البراری والصحاری فإنّه یستحبّ فیها أن یدع المتساقط عن السفرة للحیوانات والطیور، وأن یکون أکله غداة وعشیاً ویترک الأکل بینهما، وأن یستلقی بعد الأکل علی القفا ویجعل الرجل الیمنی علی الیسری، وأن یفتتح ویختتم بالملح، وأن یغسل الثمار بالماء قبل أکلها، ولا یأکل علی الشبع، ولا یمتلئ من الطعام، ولا ینظر فی وجوه الناس لدی الأکل، ولا یأکل الطعام الحار، ولا ینفخ فی الطعام والشراب، ولا ینتظر بعد وضع الخبز فی السفرة غیره، ولا یقطع الخبز بالسکین، ولا یضع الخبز تحت الإناء، ولا ینظّف العظم من اللحم الملصق به علی نحو لا یبقی علیه شیء من اللحم، ولا یقشّر الثمار التی تؤکل بقشورها، ولا یرمی الثمرة قبل أن یستقصی أکلها.

مسألة ۱۲۴۲ : قد عُدّ من آداب شرب الماء أمور: أن یشرب الماء مصّاً لا عبّاً، ویشربه قائماً بالنهار ولا یشربه قائماً باللیل، وأن یسمّی قبل شربه ویحمّد بعده، ویشربه بثلاثة أنفاس، وعن رغبة وتلذّذ، وأن یذکر الحسین وأهل بیته (علیهم السلام) ویلعن قتلته بعد الشرب، وأن لا یکثر من شرب الماء، ولا یشربه علی الأغذیة الدسمة، ولا یشرب من محلّ کسر الکوز ومن محلّ عُروته، ولا یشرب بیساره.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

مسائل متفرقة فی الطلاق


احکام المعاملات

مسائل متفرقة فی الطلاق

مسألة ۱۱۲۲ : إذا وطئ الرجل امرأة شبهة باعتقاد أنّها زوجته اعتدّت عدّة الطلاق علی التفصیل المتقدّم، سواء تخیلت المرأة أن الرجل زوج لها أم علمت بکونه أجنبیاً عنها.

ومبدأ عدّة وطء الشبهة المجرّدة عن الزواج حین الفراغ من الوطء، وأمّا إذا کان مع الزواج الفاسد فمبدؤها من حین تبین الحال علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۱۱۲۳ : إذا زنی بامرأة - أی وطأها مع العلم بکونها أجنبیة - لم تجب علیها العدّة مع علمها بالحال أیضاً، وأمّا إذا اعتقدت أنّه زوجها فالأحوط لزوماً ثبوت العدّة علیها.

مسألة ۱۱۲۴ : لو اشترطت الزوجة علی زوجها فی عقد الزواج أن یکون اختیار الطلاق بیدها مطلقاً أو إذا سافر أو إذا لم ینفق علیها بطل الشرط.

وأمّا إذا اشترطت علیه أن تکون وکیلة عنه فی طلاق نفسها مطلقاً أو إذا سافر أو إذا لم ینفق علیها صحّ الشرط وصحّ طلاقها حینئذٍ.

مسألة ۱۱۲۵ : طلاق زوجة المجنون المطبق - سواء بلغ کذلک أو عرض علیه الجنون بعد البلوغ - بید أبیه وجدّه لأبیه، فیجوز لهما الطلاق مع مراعاة مصلحته، فإن لم یکن له أب ولا جدّ کان الأمر بید الحاکم الشرعی.

مسألة ۱۱۲۶ : إذا زوّج الطفلَ أبوه أو جدّه من أبیه بعقد انقطاع جاز لهما بذل مدّة زوجته مع المصلحة ولو کانت المدّة تزید علی زمان صباه، کما إذا کان عمر الصبی أربع عشرة سنة وکانت مدّة المتعة سنتین مثلاً. ولیس لهما تطلیق زوجته الدائمة.

مسألة ۱۱۲۷ : لو اعتقد الرجل بعدالة رجلین وطلّق زوجته عندهما جاز لغیره أن یتزوّجها بعد انقضاء عدّتها وإن لم یحرز هو عدالة الشاهدین، بل یکفی أن یحتمل إحراز المطلّق عدالتهما فیبنی علی صحّة الطلاق ما لم ینکشف الخلاف، ولا یجب الفحص عن حالهما.

مسألة ۱۱۲۸ : لا یعتبر فی صحّة الطلاق اطّلاع الزوجة علیه فضلاً عن رضاها به.

مسألة ۱۱۲۹ : المفقود المنقطع خبره عن أهله - الذی لا تعلم زوجته حیاته ولا موته - إن کان له مال ینْفَق منه علیها أو یقوم ولیه بالإنفاق علیها من مال نفسه لزمها الصبر والانتظار إلی أن یرجع إلیها أو یأتیها خبر موته أو طلاقه، ولیس لها المطالبة بالطلاق قبل ذلک وإن طالت المدّة.

وأمّا إذا لم یکن للزوج مال ینفق منه علی زوجته ولا ولی ینْفِق علیها من مال نفسه جاز لها أن ترفع أمرها إلی الحاکم الشرعی فیؤجّلها أربع سنین ویأمر بالفحص عنه خلال هذه المدّة، فإن انقضت السنوات الأربع ولم تتبین حیاته ولا موته أمر الحاکم ولیه بطلاقها، فإن لم یقدم علی الطلاق ولم یمکن إجباره علیه طلّقها الحاکم بنفسه أو بوکیله فتعتدّ أربعة أشهر وعشرة أیام، فإذا خرجت من العدّة صارت أجنبیة عن زوجها وجاز لها أن تتزوّج ممّن تشاء.

مسألة ۱۱۳۰ : إذا رفعت زوجة المفقود أمرها إلی الحاکم الشرعی بعد أربع سنوات - مثلاً - من فقد زوجها مع قیامها بالفحص عنه خلال تلک المدّة أمر الحاکم بتجدید الفحص عنه مقداراً ما - مع احتمال ترتّب الفائدة علیه - فإذا لم یبلغ عنه خبرٌ أمر بطلاقها علی ما تقدّم.

وإذا تبین بعد الطلاق وانقضاء العدّة عدم تحقّق الفحص علی وجهه - أو تبین عدم وقوع بعض المقدّمات الأخری علی الوجه المعتبر شرعاً - لزم التدارک والاستئناف. وإذا کان ذلک بعد تزوّجها من الغیر کان باطلاً.

وإن کان الزوج الثانی قد دخل بها جاهلاً بالحال حرمت علیه أبداً علی الأحوط. نعم، إذا تبین أنّ العقد علیها وقع بعد موت زوجها المفقود وقبل أن یبلغ خبره إلیها فالعقدُ وإن کان باطلاً إلّا أنّه لا یوجب الحرمة الأبدیة حتّی مع الدخول.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الوصیة


احکام المعاملات

أحکام الوصیة

مسألة ۱۲۸۹ : الوصیة علی قسمین:

أ- الوصیة التملیکیة، وهی: أن یجعل الإنسان شیئاً ممّا له من مال أو حقّ لغیره بعد وفاته.

ب- الوصیة العهدیة، وهی: أن یعهد الإنسان بتولّی شخص بعد وفاته أمراً یتعلّق به أو بغیره، کدفنه فی مکان معین أو تملیک شیء من ماله لأحد أو القیمومة علی صغاره ونحو ذلک.

مسألة ۱۲۹۰ : یعتبر فی الموصی: البلوغ والعقل والرشد والاختیار، فلا تصحّ وصیة المجنون والمکره، ولا وصیة السفیه فی أمواله وتصحّ فی غیرها کتجهیزه ونحوه ممّا لا تعلّق له بمال، وکذا لا تصحّ وصیة الصبی إلّا إذا بلغ عشر سنین، فإنّه تصحّ وصیته فی المبرّات والخیرات العامّة کما تصحّ وصیته لأرحامه وأقربائه، وأمّا الغرباء ففی نفوذ وصیته لهم إشکال، کما یشکل نفوذ وصیة البالغ سبع سنین فی الشیء الیسیر، فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط فیهما.

ویعتبر فی الموصی أیضاً أن لا یکون قاتل نفسه متعمّداً علی وجه العصیان، فإذا أوصی بعدما أحدث فی نفسه ما یجعله عرضة للموت من جرح أو تناول سمّ أو نحو ذلک لم تصحّ وصیته فی ماله، وتصحّ فی غیره من تجهیز ونحوه ممّا لا تعلّق له بالمال، وکذا تصحّ فیما إذا فعل ذلک خطأً أو سهواً أو علی غیر وجه العصیان، مثل الجهاد فی سبیل الله أو مع ظنّ السلامة فاتّفق موته به، وکذا إذا عوفی ثُمَّ أوصی أو أوصی بعدما فعل السبب ثُمَّ عوفی ثُمَّ مات، أو أوصی قبل أن یحدث فی نفسه ذلک ثُمَّ أحدث فیها وإن کان قبل الوصیة بانیاً علی أن یحدث ذلک بعدها.

مسألة ۱۲۹۱ : لا یعتبر فی صحّة الوصیة التلفّظ بها أو کتابتها، بل یکفی کلّ ما یدلّ علیها حتّی الإشارة المفهمة للمراد وإن کان الشخص قادراً علی النطق.

ویکفی فی ثبوت الوصیة وجود مکتوب للمیت یعلم من قرائن الأحوال أنّه أراد العمل به بعد موته، وأمّا إذا علم أنّه کتبه لیوصی علی طبقه بعد ذلک فلا یلزم العمل به.

مسألة ۱۲۹۲: إذا ظهرت للإنسان علامات الموت وجب علیه أمور:

منها: ردّ الأمانات إلی أصحابها أو إعلامهم بذلک علی تفصیل تقدّم فی المسألة (۹۲۹).

ومنها: الاستیثاق من وصول دیونه إلی أصحابها بعد مماته ولو بالوصیة بها والاستشهاد علیها، هذا فی دیونه التی لم یحلّ أجلها بعد أو حلّ ولم یطالبه بها الدُیان أو لم یکن قادراً علی وفائها، وإلّا فتجب المبادرة إلی أدائها فوراً وإن لم یخف الموت.

ومنها: الوصیة بأداء ما علیه من الحقوق الشرعیة کالخمس والزکاة والمظالم إذا کان له مال ولم یکن متمکناً من أدائها فعلاً، أو لم یکن له مال واحتمل احتمالاً معتدّاً به أن یؤدّی ما علیه بعض المؤمنین تبرّعاً وإحساناً، وأمّا إذا کان له مال وکان متمکناً من الأداء وجب علیه ذلک فوراً من غیر تقید بظهور أمارات الموت.

ومنها: الاستیثاق من أداء ما علیه من الصلاة والصوم والکفّارات ونحوها بعد وفاته ولو بالوصیة به إذا کان له مال، بل إذا لم یکن له مال واحتمل احتمالاً معتدّاً به أن یقضیها شخص آخر عنه تبرّعاً وجبت علیه الوصیة به أیضاً، وربّما یغنی الإخبار عن الإیصاء، کما لو کان له من یطمئنّ بقضائه لما فات عنه - کالولد الأکبر - فیکفی حینئذٍ إخباره بفوائته.

ومنها: إعلام الورثة بما له من مال عند غیره أو فی ذمّته أو فی محلّ خفی لا علم لهم به إذا عُدّ ترکه تضییعاً لحقّهم.

ولا یجب علی الأب نصب القیم علی الصغار إلّا إذا کان إهمال ذلک موجباً لضیاعهم أو ضیاع أموالهم فإنّه یجب علی الأب - والحالة هذه - جعل القیم علیهم، ویلزم أن یکون أمیناً.

مسألة ۱۲۹۳ : الحجّ الواجب علی المیت بالاستطاعة والحقوق المالیة - وهی: الأموال التی اشتغلت بها ذمّته کالدیون والزکاة والمظالم - تخرج من أصل المال، سواء أوصی بها المیت أم لا. نعم، إذا أوصی بإخراجها من ثلثه تخرج من الثلث کما سیأتی.

مسألة ۱۲۹۴ : إذا زاد شیء من مال المیت - بعد أداء الحجّ وإخراج الحقوق المالیة إن وجب - فإن کان قد أوصی بإخراج الثلث أو الأقلّ منه فلا بُدَّ من العمل بوصیته وإلّا کان تمام الزائد للورثة، ولا یجب علیهم صرف شیء منه علیه حتّی فی إبراء ذمّته ممّا تعلّق بها من الواجبات المتوقّفة علی صرف المال، کالکفّارات والنذورات المالیة والصلاة والصیام استئجاراً.

مسألة ۱۲۹۵ : لا تنفذ الوصیة بغیر حجّة الإسلام والحقوق المالیة فیما یزید علی ثلث الترکة، فمن أوصی بنصف ماله - مثلاً - لزید أو للصرف فی الاستئجار للصلاة والصیام عنه توقّف نفوذها فی الزائد علی الثلث علی إمضاء الورثة، فإن أمضوا فی حیاة الموصی أو بعد موته ولو بمدّة صحّت الوصیة، وإلّا بطلت فی المقدار الزائد، ولو أمضاها بعضهم دون بعض نفذت فی حصّة المجیز خاصّة.

مسألة ۱۲۹۶ : إذا أوصی بأداء الخمس والزکاة وغیرهما من الدیون، وباستئجار من یقضی فوائته من الصلاة والصیام، وبالصرف فی الأمور المستحبّة کإطعام المساکین - کلّ ذلک من ثلث ماله - وجب أداء الدیون أوّلاً، فإن بقی شیء صرف فی أجرة الصوم والصلاة فإن زاد صرف الزائد فی المصارف المستحبّة. وإذا کان ثلثه بمقدار دینه فقط ولم یجز الوارث وصیته فی الزائد علی الثلث بطلت الوصیة فی غیر الدین.

مسألة ۱۲۹۷ : إذا أوصی بأداء دیونه وبالاستئجار للصوم والصلاة عنه وبالإتیان بالأمور المستحبّة ولم یذکر إخراج ذلک من ثلث ماله وجب أداء دیونه من أصل المال، فإن بقی منه شیء صرف الثلث فی الاستئجار للصلاة والصوم والإتیان بالأمور المستحبّة إذا وفی الثلث بذلک، وإلّا فإن أجاز الورثة الوصیة فی المقدار الزائد وجب العمل بها، وإن لم یجزها الورثة وجب الاستئجار للصلاة وللصیام من الثلث، فإن بقی منه شیء یصرف فی المستحبّات.

مسألة ۱۲۹۸ : إذا أوصی بوصایا متعدّدة وکلّها من الواجبات التی لا تخرج من الأصل أو کلّها من التبرّعات والخیرات فإن زادت علی الثلث ولم یجز الورثة جمیعها وَرَد النقص علی الجمیع بالنسبة ما لم تکن قرینة حالیة أو مقالیة علی تقدیم بعضها علی البعض عند التزاحم.

مسألة ۱۲۹۹ : إذا أوصی بإخراج ثلثه ولم یعین له مصرفاً خاصّاً عمل الوصی وفق ما تقتضیه مصلحة المیت کأداء ما عَلِقَ بذمّته من الواجبات مقدّماً علی المستحبّات، بل یلزمه مراعاة ما هو أصلح له مع تیسّر فعله علی النحو المتعارف، ویختلف ذلک باختلاف الأموات، فربّما یکون الأصلح أداء العبادات الاحتیاطیة عنه، وربّما یکون الأصلح فعل القربات والصدقات.

مسألة ۱۳۰۰ : إذا أوصی بإخراج ثلثه فإن نصّ علی إرادة إبقاء عینه وصرف منافعه أو وجدت قرینة حالیة أو مقالیة علی ذلک تعین العمل بموجبه، وإلّا وجب إخراج الثلث عیناً أو قیمة وصرفه فی موارده من غیر تأخیر فی ذلک وإن توقّف علی بیع الترکة.

نعم، إذا وجدت قرینة علی عدم إرادة الموصی التعجیل فی الإخراج جاز التأخیر فیه بمقدار ما تقتضیه القرینة، مثلاً: لو أوصی بإخراج ثلثه مع الالتفات إلی أن الإسراع فیه یتوقّف علی بیع الدار السکنیة لورثته المؤدّی إلی تشردّهم - وهو ما لا یرضی به

یقیناً - کان ذلک قرینة علی إذنه فی التأخیر إلی الزمان الذی یتمکن فیه الورثة أو ولیهم من تحصیل مسکن لهم ولو بالإیجار.

مسألة ۱۳۰۱ : إذا أوصی من لا وارث له إلّا الإمام (علیه السلام) بجمیع ماله للمسلمین والمساکین وابن السبیل لم تنفذ إلّا بمقدار الثلث منه، کما هو الحال فیما إذا أوصی بجمیعه فی غیر الأمور المذکورة، وسبیل الباقی سبیل سهم الإمام (علیه السلام) من الخمس.

مسألة ۱۳۰۲ : إذا أوصی بوصیة تملیکیة أو عهدیة ثُمَّ رجع عنها بطلت، فلو أوصی لزید - مثلاً - بثلث ماله ثُمَّ عدل عن وصیته بطلت الوصیة.

وإذا أوصی إلی شخص معین لیکون قیماً علی صغاره ثُمَّ أوصی إلی غیره بذلک بطلت الوصیة الأولی وتصحّ الثانیة.

مسألة ۱۳۰۳ : یکفی فی الرجوع عن الوصیة کلّ ما یدلّ علیه، فلو أوصی بداره لزید - مثلاً - ثُمَّ باعها بطلت الوصیة، وکذا إذا وکلّ غیره فی بیعها مع التفاته إلی وصیته.

مسألة ۱۳۰۴ : إذا أوصی بثلثه لزید ثُمَّ أوصی بنصف ثلثه لعمرو کان الثلث بینهما بالسویة.

ولو أوصی بعین شخصیة لزید ثُمَّ أوصی بنصفها لعمرو کانت الثانیة مبطلة للأولی بمقدار النصف.

مسألة ۱۳۰۵ : إذا وهب بعض أمواله فی مرض موته وأقبضه وأوصی ببعضها الآخر ثُمَّ مات فإن وفی الثلث بهما أو أمضاهما الورثة صحّا جمیعاً، وإلّا یحسب المال الموهوب من الثلث، فإن بقی شیء حسب منه المال الموصی به.

مسألة ۱۳۰۶ : إذا اعترف فی مرض الموت بدین علیه فإن لم یکن متّهماً فی اعترافه یخرج المقدار المعترف به من أصل الترکة، ومع الاتّهام یخرج من الثلث.

والمقصود بالاتّهام وجود أمارات یظنّ معها بکذبه، کأن یکون بینه وبین الورثة معاداة یظنّ معها بأنّه یرید بذلک إضرارهم، أو کان له محبّة شدیدة مع المقرّ له یظنّ معها بأنّه یرید بذلک نفعه.

مسألة ۱۳۰۷ : إذا أوصی لشخص بمال فقبل الموصی له الوصیة ملک المال بعد موت الموصی وإن کان قبوله فی حیاته، ولا یکفی مجرّد عدم رفضه للوصیة فی دخول المال فی ملکه بوفاة الموصی.

مسألة ۱۳۰۸ : إذا لم یردّ الموصی له الوصیة ومات فی حیاة الموصی أو بعد موته قامت ورثته مقامه، فإذا قبلوا الوصیة ملکوا المال الموصی به إذا لم یرجع الموصی عن وصیته.

مسألة ۱۳۰۹ : لا یعتبر فی الوصیة العهدیة وجود الموصی له فی حال الوصیة أو عند موت الموصی، فلو أوصی بإعطاء شیء من ماله إلی من سیوجد بعد موته - کولد ولده - فإن وُجد أُعطی له، وإلّا کان میراثاً لورثة الموصی. نعم، إذا فهم منه إرادة صرفه فی مورد آخر إذا لم یوجد الموصی له صرف فی ذلک المورد ولم یکن إرثاً.

وأمّا الوصیة التملیکیة فلا تصحّ للمعدوم إلی زمان موت الموصی، فلو أوصی بشیء من ماله لما تحمله زوجة ابنه بعد وفاته لم تصحّ، وتصحّ للحمل حین وجود الوصیة، فإن وُلد حیاً ملک المال بقبول ولیه، وإلّا بطلت ورجع إلی ورثة الموصی.

مسألة ۱۳۱۰ : إذا عین الموصی شخصاً لتنفیذ وصیته تعین ویسمّی «الوصی». ویعتبر أن یکون عاقلاً ویطمأنّ بتنفیذه للوصیة إذا تضمّنت أداء الحقوق الواجبة عن الموصی، بل مطلقاً علی الأحوط لزوماً.

والمشهور بین الفقهاء (رضی الله عنهم) أنّه لا تصحّ الوصایة إلی الصبی منفرداً وإن کان کذلک إذا أراد منه التصرّف فی حال صباه مستقلّاً، ولکنّ هذا لا یخلو من إشکال، فلو أوصی إلیه کذلک فالأحوط لزوماً توافقه مع الحاکم الشرعی فی التصرّف. وأمّا إذا أراد أن یکون تصرّفه بعد البلوغ أو مع إذن الولی فلا بأس بذلک.

وإذا کان الموصی مسلماً اعتبر أن یکون الوصی مسلماً أیضاً علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۱۳۱۱ : یجوز للموصی أن یوصی إلی اثنین أو أکثر، وفی حالة تعدّد الأوصیاء إن نصّ الموصی علی أنّ لکلّ منهم صلاحیة التصرّف بصورة مستقلّة عن الآخرین أو علی عدم السماح لهم بالتصرّف إلّا مجتمعین أخذ بنصّه، وکذا إذا کان ظاهر کلامه أحد الأمرین ولو لقرینة حالیة أو مقالیة، وإلّا فلا یجوز لأی منهم الاستقلال بالتصرّف ولا بُدَّ من اجتماعهم.

وإذا تشاحّ الوصیان بشرط الانضمام ولم یجتمعا بحیث کان یؤدّی ذلک إلی تعطیل العمل بالوصیة فإن لم یکن السبب فیه وجود مانع شرعی لدی کلّ واحد منهما عن اتّباع نظر الآخر أجبرهما الحاکم الشرعی علی الاجتماع، وإن تعذّر ذلک أو کان السبب فیه وجود المانع عنه لدی کلیهما ضمّ الحاکم إلی أحدهما شخصاً آخر حسب ما یراه من المصلحة وینفذ تصرّفهما.

مسألة ۱۳۱۲ : لا یجب علی من یعینه الموصی لتنفیذ وصیته قبول الوصایة بل له أن یردّها فی حیاة الموصی بشرط أن یبلغه الردّ، بل الأحوط لزوماً اعتبار تمکنه من الإیصاء إلی شخص آخر أیضاً، فلو کان الردّ بعد موت الموصی أو قبل موته ولکن لم یبلغه حتّی مات فلا أثر له وتکون الوصایة لازمة، وکذلک إذا بلغه الردّ ولم یتمکن من الإیصاء إلی غیره لشدّة المرض - مثلاً - علی الأحوط وجوباً. نعم، إذا کان العمل بالوصیة حرجیاً علی الموصی إلیه جاز له ردّها.

مسألة ۱۳۱۳ : لیس للوصی أن یفوّض أمر الوصیة إلی غیره بمعنی أن یعزل نفسه عن الوصایة ویجعلها له، کما لیس له أن یجعل وصیاً لتنفیذها بعد موته إلّا إذا کان مأذوناً من قبل الموصی فی الإیصاء. نعم، له أن یوکل من یثق به فی القیام بما یتعلّق بالوصیة ممّا لم یکن مقصود الموصی مباشرة الوصی له بشخصه.

مسألة ۱۳۱۴ : إذا أوصی إلی اثنین مجتمعین ومات أحدهما أو طرأ علیه جنون أو غیره ممّا یوجب ارتفاع وصایته أقام الحاکم الشرعی شخصاً آخر مکانه، وإذا ماتا معاً نصب الحاکم اثنین، ویکفی نصب شخص واحد أیضاً إذا کان کافیاً بالقیام بشؤون الوصیة.

مسألة ۱۳۱۵ : إذا عجز الوصی عن إنجاز الوصیة - لکبر السنّ ونحوه - حتّی علی سبیل التوکیل أو الاستئجار ضمّ إلیه الحاکم الشرعی من یساعده فی ذلک.

مسألة ۱۳۱۶ : لا بأس بالإیصاء إلی عدّة أشخاص علی الترتیب، کأن یقول: (زید وصیی فإن مات فعمرو وصیی)، فوصایة عمرو تتوقّف عندئذٍ علی موت زید.

مسألة ۱۳۱۷ : الوصی أمین فلا یضمن ما یتلف فی یده إلّا مع التعدّی أو التفریط، مثلاً: إذا أوصی المیت بصرف ثلثه علی فقراء بلده فنقله الوصی إلی بلد آخر وتلف المال فی الطریق ضمنه لتفریطه بمخالفة الوصیة.

مسألة ۱۳۱۸ : تثبت دعوی مدّعی الوصیة له بمال بشهادة مسلمین عدلین، وبشهادة مسلم عادل مع یمین المدّعی، وبشهادة مسلم عادل مع مسلمتین عادلتین، وبشهادة أربع مسلمات عادلات.

ویثبت ربع الوصیة بشهادة مسلمة عادلة، ونصفها بشهادة مسلمتین عادلتین، وثلاثة أرباعها بشهادة ثلاث مسلمات عادلات، کما تثبت الدعوی الآنفة الذکر بشهادة رجلین ذمّیین عدلین فی دینهما عند الضرورة وعدم تیسّر عدول المسلمین.

وأمّا دعوی القیمومة علی الصغار من قبل أبیهم أو جدّهم أو الوصایة علی صرف مال المیت فلا تثبت إلّا بشهادة عدلین من الرجال، ولا تقبل فیها شهادة النساء منفردات ولا منضمّات إلی الرجال.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الکفالة


احکام المعاملات

أحکام الکفالة

مسألة ۹۰۹ : الکفالة هی: التعهّد لشخص بإحضار شخص آخر له حقّ علیه عند طلبه ذلک. ویسمّی المتعهد «کفیلاً»، وصاحب الحقّ «مکفولاً له»، ومن علیه الحقّ «مکفولاً».

مسألة ۹۱۰ : تصحّ الکفالة بالإیجاب من الکفیل بلفظ أو بفعل مفهم - ولو بحسب القرائن - بالتعهّد المذکور وبالقبول من المکفول له، والأحوط لزوماً اعتبار رضا المکفول بل کونه طرفاً للعقد بأن یکون عقدها مرکباً من إیجاب من الکفیل وقبولین من المکفول له والمکفول.

مسألة ۹۱۱ : یعتبر فی الکفیل والمکفول له: البلوغ والعقل والاختیار، والأحوط لزوماً اعتبار ذلک فی المکفول أیضاً، کما یعتبر فی الکفیل القدرة علی إحضار المکفول، وعدم الحجر علیه من التصرّف فی ماله - لسَفَه أو فَلَس - إذا کان إحضار المکفول یتوقّف علی التصرّف فیه.

مسألة ۹۱۲ : تبطل الکفالة بأحد أمور خمسة:

  • ۱- أن یسلِّم الکفیل المکفول للمکفول له، أو یبادر المکفول إلی تسلیم نفسه إلیه، أو یقوم المکفول له بأخذ المکفول، بحیث یتمکن من استیفاء حقّه أو إحضاره مجلس الحکم.
  • ۲- قضاء حقّ المکفول له.
  • ۳- إسقاط المکفول له لحقّه علی المکفول، أو نقله إلی غیره إذا کان قابلاً للنقل کما فی الدین.
  • ۴- موت الکفیل أو المکفول، وأمّا موت المکفول له فلا یوجب بطلان الکفالة بل ینتقل حقّه إلی ورثته.
  • ۵- إبراء المکفول له الکفیل من الکفالة.

مسألة ۹۱۳ : من خلّص غریماً من ید صاحبه قهراً أو حیلةً وجب علیه تسلیمه إیاه أو أداء ما علیه إن کان قابلاً للأداء کالدین.

ولو خلّی القاتل عمداً من ید ولی الدم لزمه إحضاره ویحبس لو امتنع من ذلک، فإن تعذّر الإحضار لموت أو غیره دفع إلیه الدیة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

عقد البیع و بیع الثمار


احکام المعاملات

عقد البیع

مسألة ۶۷۸ : لا تشترط العربیة فی صیغة البیع، بل یجوز إنشاؤه بأیة لغة کانت، بل یصحّ بالأخذ والإعطاء بقصده من دون صیغة أصلاً.

بیع الثمار

مسألة ۶۷۹ : یصحّ بیع الفواکه والثمار قبل الاقتطاف من الأشجار إذا استبان حالها وأنّ بها آفة أم لا، بحیث أمکن تعیین مقدارها بالخرص.

ویجوز بیعها بعد ظهورها وإن کان قبل أن یستبین حالها فی الصور التالیة:

  • ۱- أن یکون المبیع ثمر عامین فما زاد.
  • ۲- أن یکون المبیع نفس ما هو خارج منها فعلاً - بشرط أن تکون له مالیة معتدّ بها - وإن لم یشترط علی المشتری أن یقتطفها فی الحال.
  • ۳- أن یضمّ إلیها بعض نباتات الأرض أو غیره، والأحوط وجوباً فی الضمیمة أن تکون بحیث یتحفّظ معها علی رأس مال المشتری إن لم تخرج الثمرة.

وأمّا فی غیر هذه الصور الثلاث فجواز البیع محلّ إشکال، فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط فیه.

وأمّا بیعها قبل ظهورها فلا یجوز إذا کان لعامٍ واحد وبغیر ضمیمة، ولا بأس به إذا کان مع الضمیمة أو لعامین فما زاد.

مسألة ۶۸۰ : یجوز بیع التمر علی النخل، ویلزم أن لا یجعل عوضه تمراً من ذلک النخل أو غیره، إلّا أن یکون لشخص نخلة فی دار شخص آخر یشقّ دخوله إلیها، فإنّه یجوز تخمین مقدار تمرها وبیعه من صاحب الدار بذلک المقدار من التمر. ولا یجوز بیع ثمر غیر النخل بثمره أیضاً، ویجوز بیعه بثمر غیره.

مسألة ۶۸۱ : یجوز بیع الخیار والباذنجان ونحوهما من الخضروات التی تلتقط وتجّز کلّ سنة مرّات عدیدة فیما لو ظهرت وعُین عدد اللقطات فی أثناء السنة، ولا یجوز بیعها قبل ظهورها علی الأحوط وجوباً.

مسألة ۶۸۲ : لا یجوز بیع سنبل الحنطة بالحنطة ولو من غیره، کما لا یجوز بیع سنبل غیر الحنطة من الحبوب بحبّ منه، والأحوط استحباباً عدم بیع سنبل الشعیر بالشعیر من غیره.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

الاقالة


احکام المعاملات

الإقالة

وهی: فسخ العقد من أحد المتعاملین بعد طلبه من الآخر.

وتجری فی عامّة العقود اللازمة حتّی الهبة اللازمة. نعم، لا تجری فی النکاح، وفی جریانها فی الضمان والصدقة إشکال، فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط فی ذلک.

وتقع بکلّ لفظ یدلّ علی المراد وإن لم یکن عربیاً، بل تقع بالفعل کما تقع بالقول، فإذا طلب أحد المتبایعین – مثلاً - الفسخ من صاحبه فدفع إلیه ما أخذه منه کان فسخاً وإقالة، ووجب علی الطالب إرجاع ما فی یده من العوض إلی صاحبه.

مسألة ۷۱۷ : لا تجوز الإقالة بزیادة عن الثمن أو المثمن أو نقصان عنهما، فلو أقال کذلک بطلت وبقی کلّ من العوضین علی ملک مالکه.

مسألة ۷۱۸ : إذا جعل له مالاً خارجیاً أو فی الذمّة لیقیله بأن قال له: (أقلنی ولک هذا المال)، أو (أقلنی ولک علی کذا) صحّ ذلک، فیستحقّ المال بعد الإقالة.

مسألة ۷۱۹ : لو أقال بشرط مال عین أو عمل کما لو قال للمستقیل: (أقلتک بشرط أن تعطینی کذا أو تخیط ثوبی) فقبل صحّ.

مسألة ۷۲۰ : لا یقوم وارث المتعاقدین مقامهما فی صحّة الإقالة، فلا ینفسخ العقد بتقایل الوارثین.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

شروط المتبائعین


احکام المعاملات

شروط المتبائعین

مسألة ۶۶۳ : یشترط فی المتبایعین ستّة أمور:

  • ۱- البلوغ.
  • ۲- العقل.
  • ۳- الرشد.
  • ۴- القصد.
  • ۵- الاختیار.
  • ۶- ملک العقد.

فلا تصحّ معاملة الصبی والمجنون والسفیه والهازل والمکرَه والفضولی، علی تفصیل فی بعض ذلک یأتی فی المسائل الآتیة.

مسألة ۶۶۴ : لا یجوز استقلال غیر البالغ فی المعاملة علی أمواله وإن أذن له الولی، إلّا فی الأشیاء الیسیرة التی جرت العادة بتصدّی الصبی الممیز لمعاملتها فإنّه تصحّ معاملته فیها بإذن ولیه. وإذا کانت المعاملة من الولی وکان الممیز وکیلاً عنه فی مجرّد إنشاء الصیغة جازت. وکذا تجوز معاملته بمال الغیر بإذنه وإن لم یکن بإذن الولی. کما لا مانع من وساطة الصبی فی إیصال الثمن أو المبیع إلی البائع أو المشتری.

مسألة ۶۶۵ : إذا اشتری من غیر البالغ شیئاً من أمواله - فی غیر المورد الذی تصحّ معاملته فیه - وجب ردّ ما اشتراه إلی ولیه، ولا یجوز ردّه إلی الطفل نفسه. وإذا اشتری منه مالاً لغیره من دون إجازة المالک وجب ردّه إلیه أو استرضاؤه، فإن لم یتمکن من معرفة المالک تصدّق بالمال عنه، والأحوط وجوباً أن یکون ذلک بإذن الحاکم الشرعی.

مسألة ۶۶۶ : لو أُکره أحد المتعاملین علی المعاملة ثُمَّ رضی بها صحّت، ولا حاجة إلی إعادة الصیغة.

مسألة ۶۶۷ : إذا باع مال الغیر فضولاً - أی من دون إذنه - ثُمَّ أجازه بعد ذلک صحّ من حین العقد.

مسألة ۶۶۸ : یجوز لکلّ من الأب والجدّ من طرف الأب أن یبیع مال غیر البالغ ومن بلغ مجنوناً أو سفیهاً أو یشتری بأموالهم إذا لم یکن فیه مفسدة لهم. ویجوز ذلک أیضاً لوصی الأب والجدّ، ولکن علیه أن یراعی مصلحتهم ولا یکفی عدم المفسدة.

ومع فقد الجمیع یجوز للمجتهد العادل ووکیله فی ذلک وللعدل من المؤمنین - عند عدم التمکن من الوصول إلیهما - أن یبیع أموال هؤلاء ومال الغائب أو یشتری بأموالهم إذا اقتضت مصلحتهم ذلک، وإن کان الأحوط استحباباً الاقتصار علی ما إذا کان فی ترکه الضرر والفساد.

مسألة ۶۶۹ : إذا بیع المال المغصوب ثُمَّ أجازه المالک صحّ، وکان المال ومنافعه من حین المعاملة للمشتری، والعوض ومنافعه للمالک الأصیل. ولا فرق فی ذلک بین أن یبیعه الغاصب لنفسه أو للمالک.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الشفعة


احکام المعاملات

احکام الشفعة

مسألة ۷۲۱ : إذا باع أحد الشریکین حصّته علی ثالث کان لشریکه - مع اجتماع الشروط الآتیة - حقّ أن یتملّک المبیع بالثمن المقرّر له فی البیع. ویسمّی هذا الحقّ بـ «الشفعة»، وصاحبه بـ «الشفیع».

مسألة ۷۲۲ : تثبت الشفعة فی البیع وما یفید فائدته کالهبة المعوّضة والصلح بعوض، کما تثبت فی المنقول وغیر المنقول سواء قَبِل القسمة أم لم یقبلها، وتثبت أیضاً فی الوقف فیما یجوز بیعه.

مسألة ۷۲۳ : یشترط فی ثبوت الشفعة أن تکون العین المبیعة مشترکة بین اثنین، فإذا کانت مشترکة بین ثلاثة فما زاد وباع أحدهم لم تکن لأحدهم شفعة، وکذا إذا باعوا جمیعاً إلّا واحداً منهم.

ویستثنی ممّا تقدّم ما إذا کانت داران یختصّ کلّ منهما بشخص وکانا مشترکین فی طریقهما فبیعت إحدی الدارین مع الحصّة المشاعة من الطریق، ففی مثل ذلک تثبت الشفعة لصاحب الدار الأخری. ویجری هذا الحکم أیضاً فی صورة تعدّد الدور واختصاص کلّ واحدة منها بواحد علی الشرط المتقدّم.

مسألة ۷۲۴ : یعتبر فی الشفیع الإسلام إذا کان المشتری مسلماً، فلا شفعة للکافر علی المسلم وإن اشتری من کافر، وتثبت للمسلم علی الکافر، وللکافر علی مثله.

مسألة ۷۲۵ : یشترط فی الشفیع أن یکون قادراً علی أداء الثمن، فلا تثبت للعاجز عنه وإن بذل الرهن أو وُجد له ضامنٌ، إلّا أن یرضی المشتری بذلک. نعم، إذا طلب الشفعة وادّعی غیبة الثمن أُجّل ثلاثة أیام، فإن لم یحضره بطلت شفعته، فإن ذکر أن المال فی بلد آخر أُجّل بمقدار وصول المال إلیه وزیادة ثلاثة أیام، فإن انتهی فلا شفعة.

ویکفی فی الأیام الثلاثة التلفیق، کما أن مبدأها زمان الأخذ بالشفعة لا زمان البیع.

مسألة ۷۲۶ : الشفیع یتملّک المبیع بإعطاء قدر الثمن لا بأکثر منه ولا بأقلّ، ولا یلزم أن یعطی عین الثمن فی فرض التمکن منها، بل له أن یعطی مثله إن کان مثلیاً.

مسألة ۷۲۷ : فی ثبوت الشفعة فی الثمن القیمی - بأن یأخذ المبیع بقیمة الثمن - إشکال.

مسألة ۷۲۸ : تلزم المبادرة إلی الأخذ بالشفعة، فیسقط مع المماطلة والتأخیر بلا عذر، ولا یسقط إذا کان التأخیر عن عذر - ولو کان عرفیاً - کجهله بالبیع أو جهله باستحقاق الشفعة، أو توهّمه کثرة الثمن فبان قلیلاً، أو کون المشتری زیداً فبان عمراً، أو أنّه اشتراه لنفسه فبان لغیره أو العکس، أو أنّه واحد فبان اثنین أو العکس، أو أن المبیع النصف بمائة دینار فتبین أنّه الربع بخمسین دیناراً، أو کون الثمن ذهباً فبان فضّة، أو لکونه محبوساً ظلماً أو بحقّ یعجز عن أدائه، وأمثال ذلک من الأعذار.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الجعالة


احکام المعاملات

احکام الجعالة

مسألة ۸۰۵ : الجعالة هی: الالتزام بعوض معلوم - ولو فی الجملة - علی عمل معلوم کذلک، کأن یلتزم شخص بدینار لکلّ من یجد ضالّته. ویسمّی الملتزم «جاعلاً»، ومن یأتی بالعمل «عاملاً».

وممّا تفترق به عن الإجارة وجوب العمل علی الأجیر بعد العقد دون العامل، کما تشتغل ذمّة المستأجر للأجیر قبل العمل بالأجرة، ولا تشتغل ذمّة الجاعل للعامل ما لم یأتِ بالعمل.

مسألة ۸۰۶ : یعتبر فی الجاعل: البلوغ والعقل والاختیار وعدم الحجر لسَفَهٍ أو فَلَس، فالسفیه الذی یصرف ماله فیما لا یجدی لا تصحّ الجعالة منه، وکذا المفلس فیما حُجر علیه من أمواله.

مسألة ۸۰۷ : یعتبر فی الجعالة أن لا یکون العمل محرّماً أو خالیاً من الفائدة، فلا یصحّ جعل العوض لشرب الخمر، أو الدخول لیلاً فی محلّ مظلم - مثلاً - إذا لم یکن فیه غرض عقلائی.

مسألة ۸۰۸ : لا یعتبر فی الجعالة تعیین العوض بخصوصیاته، بل یکفی أن یکون معلوماً لدی العامل بحدٍّ لا یکون معه الإقدام علی العمل سفهیاً، فلو قال: (بع هذا المال بأزید من عشرة دنانیر والزائد لک) صحّ، وکذا لو قال: (من ردّ فرسی فله نصفها أو له کذا مقدار من الحنطة) ولم یعین نوعها.

مسألة ۸۰۹ : إذا کان العوض فی الجعالة مجهولاً محضاً کما لو قال: (من ردّ فرسی فله شیء) بطلت، وللعامل أجرة المثل.

مسألة ۸۱۰ : لا یستحقّ العامل شیئاً إذا أتی بالعمل قبل الجعالة أو بعدها تبرّعاً.

مسألة ۸۱۱ : یجوز للجاعل الرجوع عن الجعالة قبل الشروع فی العمل، وأمّا بعد الشروع فالأحوط لزوماً عدم الرجوع إلّا بالتوافق مع العامل.

مسألة ۸۱۲ : الجعالة لا تقتضی وجوب إتمام العمل علی العامل إذا شرع فیه. نعم، قد تقتضیه لجهة أخری کما إذا أوجب ترکه الإضرار بالجاعل أو من یکون له العمل، کأن یقول: (کلّ مَن عالج عینی فله کذا) فشرع الطبیب بإجراء عملیة فی عینه - بحیث لو لم یتمّها لتعیبت عینه - فیجب علیه الإتمام.

مسألة ۸۱۳ : لا یستحقّ العامل شیئاً من العوض إذا لم یتمّ العمل الذی جعل بإزائه، فإذا جعل العوض علی ردّ الدابّة الشاردة - مثلاً - فجاء بها إلی البلد ولم یوصلها إلیه لم یستحقّ شیئاً، وکذا لو جعل العوض علی مثل خیاطة الثوب فخاط بعضه ولم یکمله. نعم، لو جعله موزّعاً علی أجزاء العمل من دون ترابط بینها فی الجعل استحقّ العامل منه بنسبة ما أتی به من العمل.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام الاقرار


احکام المعاملات

أحکام الاقرار

مسألة ۹۶۲ : الإقرار هو: إخبار الشخص عن حقّ ثابت علیه أو نفی حقّ له، سواء کان من حقوق الله تعالی أم من حقوق الناس.

ولا یعتبر فیه لفظ خاصّ فیکفی کلّ لفظ مفهم له عرفاً، بل لا یعتبر أن یکون باللفظ فتکفی الإشارة المفهمة له أیضاً.

مسألة ۹۶۳ : لا یعتبر فی تحقّق الإقرار وأخذ المقرّ به دلالة الکلام علیه بأحد طرق الدلالة اللفظیة (المطابقة والتضمّن والالتزام)، ولا کونه مقصوداً بالإفادة، فیؤخذ المتکلّم بلوازم کلامه وإن لم ینعقد له ظهور فیها، بل وحتّی مع جهله بالملازمة أو غفلته عنها، فإذا نفی الأسباب الشرعیة لانتقال مال إلیه واحداً بعد واحد کان ذلک اعترافاً منه بعدم مالکیته له فیلزم به.

مسألة ۹۶۴ : یعتبر فی المقرّ به أن یکون ممّا لو کان المقرّ صادقاً فی إخباره لأمکن إلزامه به شرعاً، وذلک بأن یکون المقرّ به مالاً فی ذمّته أو عیناً خارجیة أو منفعة أو عملاً أو حقّاً کحقّ الخیار والشفعة وحقّ الاستطراق فی ملکه أو إجراء الماء فی نهره أو نصب میزاب علی سطح داره، أو یکون فعلاً مستوجباً للحدّ شرعاً کالزنا وشرب الخمر وما شاکل ذلک.

وأمّا إذا أقرّ بما لا یمکن إلزامه به شرعاً فلا أثر له، فإذا أقرّ بأنّ علیه لزید شیئاً من ثمن خنزیر ونحو ذلک لم ینفذ إقراره.

مسألة ۹۶۵ : إذا أقرّ بشیء ثُمَّ عقّبه بما یضادّه وینافیه ینفذ إقراره ولا أثر للمنافی، فلو قال: (لزید علی عشرون دیناراً) ثُمَّ قال: (لا بل عشرة دنانیر) ألزم بالعشرین.

ولیس الاستثناء من التعقیب بالمنافی، بل یکون المقرّ به ما بقی بعد الاستثناء إن کان الاستثناء من المثبت، ونفس المستثنی إن کان الاستثناء من المنفی، فلو قال: (هذه الدار التی بیدی لزید إلّا الغرفة الفلانیة) کان إقراراً بالدار ما عدا الغرفة، ولو قال: (لیس لزید من هذه الدار إلّا الغرفة الفلانیة) کان إقراراً له بالغرفة خاصّة.

مسألة ۹۶۶ : یعتبر فی المقرّ: البلوغ والعقل والقصد والاختیار، فلا ینفذ إقرار الصبی والمجنون والسکران، وکذا الهازل والساهی والغافل والمکرَه. نعم، لا یبعد صحّة إقرار الصبی إذا تعلّق بما یحقّ له أن یفعله کبیع الأشیاء الیسیرة.

ولا ینفذ إقرار السفیه فی أمواله وما یلحق بها وینفذ فی غیرها کالطلاق ونحوه.

وأمّا المفلس فلا ینفذ إقراره فیما یتعلّق بماله الذی حجر علیه، وینفذ فیما عدا ذلک کدار سکناه وأثاث بیته ونحوهما، وکذا ینفذ إقراره فی الدین سابقاً ولاحقاً ولکن لا یشارک المُقَرُّ له الغرماءَ.

وأمّا المریض فینفذ إقراره کالصحیح إلّا فی مرض الموت مع التهمة، فلا ینفذ إقراره فیما زاد علی الثلث، سواء أقرّ لوارث أو أجنبی.

مسألة ۹۶۷ : إذا أقرّ بولد أو أخ أو أخت أو غیر ذلک نفذ إقراره مع احتمال صدقه فیما علیه من وجوب إنفاق أو حرمة نکاح أو مشارکة فی إرث ونحو ذلک.

وأمّا بالنسبة إلی غیر ذلک ممّا علیه من الأحکام ففیه تفصیل، فإن کان الإقرار بالولد وکان صغیراً وتحت یده ثبت النسب بإقراره مع احتمال صدقه عادة وشرعاً وعدم المنازع، ولا یشترط فیه تصدیق الصغیر، ولا یلتفت إلی إنکاره بعد بلوغه، ویثبت بذلک النسب بینهما وکذا بین أولادهما وسائر الطبقات علی إشکال لا یترک معه مراعاة الاحتیاط فی ذلک.

وأمّا فی غیر الولد الصغیر فلا أثر للإقرار إلّا مع تصدیق الآخر، فإن لم یصدّق الآخر لم یثبت النسب، وإن صدّقه - ولا وارث غیرهما - توارثا. وفی ثبوت التوارث مع الوارث الآخر إن لم یکن مقرّاً إشکال، والاحتیاط لا یترک، وکذلک فی تعدّی التوارث إلی غیرهما. ولا یترک الاحتیاط أیضاً فیما لو أقرّ بولد أو غیره ثُمَّ نفاه بعد ذلک.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

احکام المساقاة


احکام المعاملات

أحکام المساقاة

مسألة ۸۳۲ : المساقاة هی: اتّفاق شخص مع آخر علی رعایة أشجار ونحوها وإصلاح شؤونها إلی مدّة معینة بحصّة من حاصلها.

مسألة ۸۳۳ : یعتبر فی المساقاة أمور:

  • الأوّل: الإیجاب والقبول بکلّ ما یدلّ علیهما من لفظ أو فعل، فیکفی دفع المالک أشجاره - مثلاً - للفلّاح وتسلّمه إیاها بهذا القصد.
  • الثانی: البلوغ والعقل والاختیار وعدم الحجر لسَفَه أو فَلَس فی کلٍّ من المالک والفلّاح. نعم، لا بأس بکون الفلّاح محجوراً علیه لفَلَس إذا لم تقتضِ المساقاة تصرّفه فی أمواله التی حُجر علیها.
  • الثالث: أن تکون أصول الأشجار مملوکة عیناً ومنفعة، أو منفعة فقط، أو یکون تصرّفه فیها نافذاً بولایة أو وکالة.
  • الرابع: تعیین مدّة العمل بمقدار تبلغ فیها الثمرة عادة، ولو عین أوّلها وجعل آخرها إدراک الثمرة صحّت.
  • الخامس: أن یجعل لکلّ منهما نصیب من الحاصل محدّداً بأحد الکسور کالنصف والثلث، ولا یعتبر فی الکسر أن یکون مشاعاً فی جمیع الحاصل کما تقدّم نظیره فی المزارعة. وإن اتّفقا علی أن یکون طنّ من الثمرة للمالک والباقی للفلّاح بطلت المساقاة.

السادس: تعیین ما علی المالک من الأمور وما علی الفلّاح من الأعمال، ویکفی الانصراف إذا کان قرینة علی التعیین.

مسألة ۸۳۴ : لا یعتبر فی المساقاة أن یکون العقد قبل ظهور الثمرة، فتصحّ إذا کان العقد بعده أیضاً إذا کان قد بقی عمل یتوقّف علیه اکتمال نموّ الثمرة أو کثرتها أو جودتها أو وقایتها عن الآفات ونحو ذلک، وأمّا إذا لم یبق عمل من هذا القبیل - وإن احتیج إلی عمل من نحو آخر کاقتطاف الثمرة وحراستها - أو ما یتوقّف علیه تربیة الأشجار ففی الصحّة إشکال.

مسألة ۸۳۵ : تصحّ المساقاة فی الأصول غیر الثابتة کالبطّیخ والخیار، کما تصحّ فی الأشجار غیر المثمرة إذا کان لها حاصل آخر من ورد أو ورق ونحوهما ممّا له مالیة یعتدّ بها عرفاً کشجر الِحنَّاء الذی یستفاد من ورقه.

مسألة ۸۳۶ : تصحّ المساقاة فی الأشجار المستغنیة عن السقی بالمطر أو بمصّ رطوبة الأرض إن احتاجت إلی أعمال أخری ممّا تقدّم فی المسألة (۸۳۴).

مسألة ۸۳۷ : عقد المساقاة لازم لا یبطل ولا ینفسخ إلّا بالتقایل والتراضی، أو الفسخ ممّن له الخیار ولو من جهة تخلّف بعض الشروط التی جعلاها فی ضمن العقد، أو بعروض مانع یوجب البطلان.

مسألة ۸۳۸ : لا تنفسخ المساقاة بموت المالک، ویقوم ورثته مقامه.

مسألة ۸۳۹ : إذا مات الفلّاح قام وارثه مقامه إن لم تؤخذ المباشرة فی العمل قیداً ولا شرطاً، فإن لم یقم الوارث بالعمل ولا استأجر من یقوم به فللحاکم الشرعی أن یستأجر من مال الفلّاح من یقوم بالعمل، ویقسّم الحاصل بین المالک ووراث الفلّاح.

وأمّا إذا أُخذت المباشرة فی العمل قیداً انفسخت المعاملة، کما أنّها إذا أخذت شرطاً کان المالک بالخیار بین فسخ المعاملة والرضا بقیام الوارث بالعمل مباشرةً أو تسبیباً.

مسألة ۸۴۰ : إذا اتّفق المالک والفلّاح علی أن یکون تمام الحاصل للمالک وحده لم یصحّ العقد ولم یکن مساقاة ومع ذلک یکون تمام الحاصل للمالک، ولیس للفلّاح مطالبته بالأجرة؛ لأنّه أقدم علی العمل مجّاناً. ولو بطلت المساقاة لفقد شرط آخر وجب علی المالک أن یدفع للفلّاح أجرة ما عمله علی النحو المتعارف.

مسألة ۸۴۱ : تجب الزکاة علی کلٍّ من المالک والعامل إذا بلغت حصّة کلٍّ منهما حدّ النصاب فیما إذا کانت الشرکة قبل زمان الوجوب، وإلّا فالزکاة علی المالک فقط.

مسألة ۸۴۲ : المغارسة جائزة، وهی: أن یدفع أرضاً إلی الغیر لیغرس فیه أشجاراً علی أن یکون الحاصل لهما، سواء اشترط کون حصّة من الأرض أیضاً للعامل أم لا، وسواء کانت الأصول من المالک أم من العامل. والأحوط الأولی ترک هذه المعاملة.

ویمکن التوصّل إلی نتیجتها بمعاملة لا إشکال فی صحّتها، کإیقاع الصلح بین الطرفین علی النحو المذکور، أو الاشتراک فی الأصول بشرائها بالشرکة ثُمَّ إجارة الغارس نفسه لغرس حصّة صاحب الأرض وسقیها وخدمتها فی مدّة معینة بنصف منفعة أرضه إلی تلک المدّة أو بنصف عینها مثلاً.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

النقد و النسیئة


احکام المعاملات

النقد والنسیئة

مسألة ۶۸۳ : یجوز لکلّ من المتبایعین فی المعاملة النقدیة مطالبة الآخر تسلیم عوض ماله بعد المعاملة فی الحال. والتسلیم الواجب فی المنقول وغیره هو: التخلیة برفع یده عنه ورفع المنافیات بحیث یتمکن من التصرّف فیه، ویختلف صدقها بحسب اختلاف الموارد والمقامات.

مسألة ۶۸۴ : یعتبر فی النسیئة ضبط الأجل بحیث لا یتطرّق إلیه احتمال الزیادة والنقصان، فلو جعل الأجل وقت الحصاد مثلاً لم یصحّ.

مسألة ۶۸۵ : لا یجوز مطالبة الثمن من المشتری فی النسیئة قبل الأجل. نعم، لو مات وترک مالاً فللبائع مطالبته من ورثته قبل الأجل.

مسألة ۶۸۶ : یجوز مطالبة الثمن من المشتری فی النسیئة بعد انقضاء الأجل، ولو لم یتمکن المشتری من أدائه فللبائع إمهاله أو فسخ البیع وإرجاع شخص المبیع إذا کان موجوداً، وإن کان تالفاً استقرّ فی ذمّة المشتری بدله من المثل أو القیمة.

مسألة ۶۸۷ : إذا عین عند المقاولة لبضاعته ثمناً نقداً وآخر مؤجّلاً بأزید منه فابتاعها المشتری بأحدهما المعین صحّ، وأمّا لو باعها بثمن نقداً وبأکثر منه مؤجّلاً بإیجاب واحد - بأن قال مثلاً: (بعتک هذا الکتاب بعشرةٍ نقداً وبعشرین مؤجّلاً إلی شهر) - وقَبِل المشتری فیحتمل صحّة البیع بأقلّ الثمنین مؤجّلاً، ولکنّ المشهور بین الفقهاء (رضوان الله علیهم) بطلانه، فلا یترک مراعاة مقتضی الاحتیاط فیه.

مسألة ۶۸۸ : إذا باع شیئاً نسیئة وبعد مضی مدّة من الأجل تراضیا علی تنقیص مقدار من الثمن وأخذه نقداً فلا بأس به.

الرجوع الی الفهرس

×
×
  • اضافه کردن...